قالت الصحف: هدنة لا هدنة.. رئاسة لا رئاسة!
الحوارنيوز – خاص
تتداخل المعطيات والتقديرات في المشهدين اللبناني والفلسطيني فتبدو الصورة مرتبكة توحي بأكثر من احتمال: هدنة لا هدنة.. حرب لا حرب.. رئاسة في لبنان لا رئاسة.
كيف تناولت صحف اليوم في افتتاحياتها هذه الأجواء؟
- صحيفة الديار عنونت: تحريك المياه الراكدة الرئاسيّة… آمال محدودة بإنجاز الإستحقاق
حزب الله: العدو لن يأخذ بالسياسة ما لم يأخذه بالقوة
وكتبت الديار:«إسرائيل» تهدّد: أيّ هدنة في غزة لن تسري على لبنان
وكتبت تقول: واصل العدو الاسرائيلي تصعيد تهديداته بوجه حزب الله ولبنان يوم أمس، اذ لفت ما نُقل عن وزير الدفاع «الإسرائيلي» عن نية العدو تكثيف إطلاق النار في الشمال، حتى لو أبرمت هدنة في غزة، علما ان اجواء سلبية اصلا احاطت بالمفاوضات المستمرة للتوصل لوقف لإطلاق النار في القطاع قبل شهر رمضان.
في هذا الوقت، نجحت لبنانيا المبادرة التي أطلقها تكتل «الاعتدال الوطني» بتحريك المياه الرئاسية الراكدة منذ فترة. فما فشلت بإنجازه «اللجنة الخماسية»، التي حصرت عملها راهنا باجتماعات سفرائها في لبنان مع استبعاد عقد اي لقاء على مستوى وزراء الخارجية قبل تحقيق تقدم ملموس، أنجزه نواب التكتل الذين يصرون على القول انهم تحركوا من تلقاء أنفسهم، ومن دون ايعاز خارجي. وطرح تجاوب رئيس «القوات» سمير جعجع السريع مع المبادرة أكثر من علامة استفهام، خاصة وأنها تلحظ جلسة تشاورية يشارك فيها ممثلون عن الكتل، فيما كان جعجع يصر على وجوب التوجه فورا الى الهيئة العامة لانتخاب رئيس، موافقا حصرا على حوارات ثنائية وثلاثية لتنسيق المواقف.
لقاء تشاوري قريباً
واكدت مصادر «القوات» لـ «الديار» ان «موقف جعجع المرحب بالمبادرة ليس تراجعا عن المبدأ الذي تتمسك به معراب الرافض للحوار الموسع»، موضحة ان «في المبادرة لا دعوة لحوار، انما الكتل والنواب هم يتداعون لجلسة في مجلس النواب، للمطالبة بجلسة رئاسية مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا جزء اساسي من خطاب «القوات» لانتخاب رئيس، وهذا ما نريده «. واضافت المصادر «ستكون جلسة تشاور واحدة، وكل من يشارك فيها يكون التزم بجلسة لانتخاب رئيس بدورات متتالية».
من جهتها، اكدت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ» الديار» انه «وافق على هذه المبادرة وسيشارك في جلسة التشاور، ومن بعدها بجلسة انتخاب رئيس»، لافتة الى «وجوب التدقيق ببعض مواقف رؤساء الكتل، لتبيان اذا كان هناك متغيرات خارجية قد تدفع باتجاه انجاز الاستحقاق الرئاسي».
واضافت المصادر: «نحن منذ البدء شددنا على لبننة الاستحقاق، وما يحصل اليوم ينسجم تماما مع ما ننادي به. صحيح اننا نفضل التفاهم على اسم رئيس خلال جلسة التشاور، ولكن حتى وان لم يحصل ذلك، فنؤيد الدعوة لجلسة انتخاب يصوّت خلالها كل فريق للمرشح الذي يفضله».
ويوم أمس الاحد، قال جعجع: «الفريق السيادي مستعد للبحث في خيار مرشح ثالث، شرط أن يكون شخصية جدية ومستقلة، ويستطيع أن يكون رئيسا فعليا وليس مجرد صورة، لكن حزب الله لا يريد حتى هذا الخيار، وما زال متمسكا بمرشحه».
وبحسب المعلومات، سيواصل نواب «الاعتدال» الـ ٣ الذين يجولون على القيادات لقاءاتهم مطلع هذا الاسبوع، على ان تتم الدعوة للقاء التشاوري الاسبوع المقبل، ليليها مباشرة الدعوة لجلسة انتخاب، وهذا ما يقوله النواب ان الرئيس بري تعهد به. وتقول مصادر مطلعة: «صحيح ان المبادرة نجحت بتحريك المياه الراكدة، لكن الآمال بالتوصل لانتخاب رئيس تبقى محدودة».
«اسرائيل»: سنكثف إطلاق النار في الشمال
ميدانيا، تواصلت عمليات القصف المتبادل بين حزب الله والعدو الاسرائيلي جنوب لبنان، ففيما قصف العدو تلة «شواط» في بلدة عيتا الشعب، و شرقي بلدة مركبا، ومنطقة شميس في أطراف كفرشوبا، وبرشقات رشاشة غزيرة من مستعمرة المطلة بإتجاه بلدة كفركلا ، وبتنفيذ الطيران الحربي المعادي غارة جوية إستهدفت بالصواريخ بلدة بليدا في جنوب لبنان، كما أطراف بلدة وعيتا الشعب، اصدر حزب الله بيانات متتالية افاد فيها عن استهداف تجمع لجنود العدو في محيط ثكنة «رايم» بالأسلحة الصاروخية وتحقيقه إصابةً مباشرة، كما ثكنة «زبدين» في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ومرابض مدفعية العدو وانتشار جنوده جنوب «كريات شمونة». كذلك استهدفت المقاومة مبنىً يتموضع فيه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة «المنارة».
وكان رئيس تكتل «بعلبك الهرمل» النائب حسين الحاج حسن أكد أن «العدو لن يستطيع أن يأخذ بالسياسة أو المراوغة أو بالضغط والتهويل ما لم يستطع اخذه بالقوة، وأنه لم يتمكن من تغيير المعادلات أو أن يصنعها، وأن من يثبت المعادلات هي المقاومة».
وفي كلمته خلال لقاء سياسي نظمته السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال مع عشائر العيدين في بلدة عدوس في قضاء بعلبك، جدد الحاج حسن التأكيد بأن «المقاومة لن توقف العمليات قبل وقف العدوان على غزة».
بالمقابل، قال وزير دفاع العدو «سنكثف إطلاق النار في الشمال، حتى لو أبرمت هدنة في غزة حتى الانسحاب الكامل لحزب الله وعودة السكان إلى منازلهم».
واشارت مصادر مطلعة الى ان «هناك دفعا «اسرائيليا» لتفعيل العمليات العسكرية شمالي الاراضي المحتلة بوجه حزب الله»، لافتة لـ «الديار» الى انه «وفي حال تم التوصل لهدنة تستمر شهرين، فذلك سيمكن العدو من توسيع الجبهات في لبنان للضغط على حزب الله عسكريا للتراجع الى شمالي الليطاني. لكن ما لا يدركه انه سيكون بذلك دفع بنفسه الى مستنقع لن يخرج منه حيا».
- صحيفة الأخبار عنونت: العدوّ نحو رفع درجة التصعيد في الجنوب؟
وكتبت تقول: كرّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت موقفه الداعي إلى فكّ الارتباط بين جبهتَي غزة وجنوب لبنان، مهدّداً بتكثيف إطلاق النار في الشمال حتى لو أُبرمت هدنة في غزة، حتى انسحاب حزب الله من الحدود وعودة المستوطنين إلى مستوطناتهم في الشمال. وتحدّث غالانت عن «تكثيف إطلاق النار» لا توسيع الحرب، موحياً بأن القرار الإسرائيلي هو الاستفادة من هدنة غزة لزيادة الضغط على حزب الله من أجل تحقيق هدف إبعاد المقاومة عن الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، علماً أن هذا الهدف لن يتحقّق بتسخين جبهة الشمال أكثر مما هي عليه منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، إذ إن السيناريو الذي يدعو إليه غالانت سيعني تهجيراً أوسع بفعل عمليات المقاومة التي تحكمها معادلة «التوسيع بالتوسيع» التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير، ما يضع المشهد برمّته في خانة التدحرج نحو حرب مفتوحة، في وقت تسعى فيه الإدارة الأميركية إلى «دوزنة» الجبهة في غزة وفق مستوى يضمن عدم تصعيد جبهات المساندة الممتدّة من جنوب لبنان إلى البحر الأحمر.
وأجرى غالانت أمس الأحد تقييماً للوضع العملياتي في قاعدة القيادة الشمالية، وجهود إبعاد حزب الله عن المنطقة الحدودية، وشدّد على أهمية مراكمة الإنجازات التكتيكية لتحقيق إنجاز عملي يغيّر الوضع الأمني في المنطقة الحدودية، ويتيح عودة مستوطني الشمال.
وقال: «إذا كان هناك من يظن هنا أنه عندما نتوصل إلى اتفاق لإطلاق الرهائن في الجنوب وتتوقف النيران مؤقتاً، أن ذلك سيجعل الأمور أسهل مما يحدث هنا، فهو مخطئ. سنواصل النار وسنضعها بشكل مستقل في الجنوب حتى نحقق أهدافنا. الهدف بسيط: سحب حزب الله إلى حيث ينبغي أن يكون. إما بالاتفاق وإما بالقوة».
التصعيد في ظل معادلة «التوسيع بالتوسيع» يضع المشهد برمّته في خانة التدحرج نحو حرب مفتوحة
ودوّت صفارات الإنذار طوال يوم أمس في عدد من المستوطنات في إصبع الجليل، وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق رشقات صاروخية من جنوب لبنان تجاه منطقة إصبع الجليل، ولفتت إلى حدوث أضرار في الممتلكات والمعدات الزراعية عقب سقوط صواريخ جنوب كريات شمونة، فيما قال المتحدّث باسم جيش الاحتلال إنه تم رصد عمليات إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية تجاه مرغليوت وهار دوف (مزارع شبعا اللبنانية المحتلة) وكريات شمونة والمنارة والمالكية.
وأعلن حزب الله أنه استهدف تجمّعاً لجنود العدو في محيط ثكنة راميم، وآخر في محيط موقع المرج، إضافة إلى ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ومرابض مدفعية العدو وانتشار جنوده جنوب كريات شمونة. ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والمنازل المدنية وخصوصاً على بلدة بليدا، استهدف حزب الله مبنىً يتموضع فيه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المنارة، ومبنيين يتموضع فيهما جنود العدو في مستعمرة المالكية، وتجمعاً للجنود في محيط موقع المرج بصاروخ «بركان» حقّق «إصابة مباشرة».
وأعلن استشهاد المقاومين أحمد محمد العفّي (بريتال) وحسين علي الديراني (قصرنبا) وعلي كريم ناصر (حداثا).
- صحيفة نداء الوطن عنونت: “حوار بري” يُحشَر في زاوية “التشاور”.. إسرائيل تؤجّل عودة نازحيها إلى تموز
“الاعتدال” تُواصل تحرّكها اليوم بالتوازي مع “الخُماسية” والفاتيكان
وكتبت تقول: كان لافتاً أن تتحرك في الأيام الماضية ثلاثة مسارات داخلية وخارجية، هي تباعاً اللجنة الخماسية وكتلة «الاعتدال الوطني» النيابية والفاتيكان، من أجل الدفع لإنجاز الانتخابات الرئاسية. فبعد لقاء أعضاء اللجنة الخماسية في السفارة الفرنسية واتفاقهم على الشروع في تحرك داخلي هذا الأسبوع، أطلت كتلة «الاعتدال» في تحرّك مماثل انطلاقاً ممّا وصف بـ«ضوء أخضر» من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي رحب بتحرك الكتلة من أجل مشاورات بين الكتل النيابية. ثم لوحظ تحرّك السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا ليصب في تحرك «الخماسية» و»الاعتدال» على السواء.
وفي هذا السياق، علم أنّ بري «تمنى» على كتلة «الاعتدال» اعتماد عبارة «غير جلسة حوارية كي لا تصطدم بمبادرته». ويهدف تحرك الكتلة الى التفاهم على اسم أو أكثر، ومن ثم الذهاب الى جلسة مفتوحة بدورات متلاحقة، يتم توفير النصاب الدستوري لها، أي ثلثي أعضاء البرلمان. فهل يصمد بري في وعده «الاعتدال» حتى لو أدّت اتصالاتها الى نتائج لا يشتهيها الركن الثاني في «الثنائي» الشيعي أي «حزب الله»؟
ماذا عن المسارات الثلاثة التي انفتحت معاً؟ تقول أوساط ديبلوماسية لـ»نداء الوطن» إنّ هذه المسارات التي انطلقت بقوة خلال أيام، هي على النحو الآتي:
المسار الأول – «الخماسية»، التي بدأت تحركها عند الرئيس بري وستكمل مسعاها بلقاء القوى السياسية من أجل الدفع لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن الخيار الثالث، بما ينصّ عليه الدستور لجهة فتح جلسة بدورات متتالية، وان يكون الرئيس ضمن المواصفات التي توافق عليها دول «الخماسية» وتحديداً المملكة العربية السعودية كي يحظى لبنان بالدعم المطلوب، على أن تكون للرئيس خلفية اصلاحية وسيادية وأن يكون قادراً على إعادة الاعتبار الى مسار الدولة في علاقات لبنان الخارجية ودور الدولة في الداخل. وصار واضحاً أنّ «الخماسية» أعادت تشغيل محركاتها وستواصل لقاءاتها ومساعيها.
المسار الثاني – كتلة «الاعتدال»، التي تزامنت مبادرتها مع حراك «الخماسية»، وصار واضحاً أنّ «الاعتدال» ستنتقل من كتلة في الوسط الى كتلة ستأخذ موقفاً سياسياً. ومن المعروف أن هناك الآن كتلتي المعارضة والممانعة. إذاً تتجه كتلة «الاعتدال» الى اتخاذ موقف يؤكد ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية من خلال المطالبة بجلسة انتخاب بدورات متتالية، وهذا ما كانت المعارضة تشدد عليه تطبيقاً للدستور، من خلال التشاور الثنائي الذي تقوم به، ما يشكل المدخل لانتخاب رئيس الجمهورية.
المسار الثالث – الفاتيكان، فهو من خلال تأثيره المعنوي على عواصم القرار لا يريد أن يبقى لبنان من دون رئيس للجمهورية، كما يريد أولاً تجنيب لبنان الحرب، لأنّ أي حرب محتملة على غرار الـ 2006 ستؤدي الى مزيد من الانهيارات والهجرة وضرب الواقع السياسي في لبنان، بينما يؤدي انتخاب الرئيس الى انتظام إعادة انطلاق المؤسسات، إضافة الى ما يعنيه من دفع فاتيكاني أكان داخلياً أو وراء الكواليس في عواصم القرار من أجل استعجال انتخاب رئيس للجمهورية.
وفي إطار متصل، زار السفير السعودي وليد البخاري أمس البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، في مقر البطريركية في بكفيا. ووفق البيان الصادر عن اللقاء أنه شدّد على «حل أزمة الشغور الرئاسي، في أسرع وقت ممكن».
ومن التطورات السياسية والديبلوماسية الى التطورات الميدانية على الحدود الجنوبية. فقد ذكر موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلي أنه يتوقع أنّ تمدد الحكومة الإسرائيلية أمر إعادة سكان المنطقة الحدودية الشمالية البالغ عددهم 60,000 نسمة حتى 7 تموز على الأقل. وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس تأجيل هذا التاريخ إلى أبعد من ذلك، حتى آب، ما يزيد التوقعات بشن حرب على «حزب الله».