سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: هدنة غزة مجبولة بالدم والعدو يتوعد لبنان

 

الحوارنيوز – خاص

مشهد المجزرة الإسرائيلي الجديدة في دوار النابلسي/ غزة هي أكثر حضورا في المشهد السياسي، وسط غياب متعمد لأي موقف عربي رسمي وأي مبادرة أو تحرك يحمي غزة وفلسطين من الزوال وشعب فلسطين من الإبادة وتهجير وتشريد من تبقى منهم.

مشهد فلسطيني دموي وضع لبنان أمام معادلة جديدة، لا سيما وأنها ترافقت مع مواصلة العدو لتهديداته واعتداءاته وادعاءاته…

كيف قرأت الصحف مجمل هذا التطورات؟

  • صحيفة النهار عنونت: اهتزاز الرهانات على تمدُّد “الهدنة” إلى الجنوب

وكتبت تقول: بدا امراً بديهياً ان تتردد في لبنان الأصداء السلبية الفورية لمجزرة جديدة اتهمت إسرائيل بارتكابها وتنصلت منها، في صفوف الفلسطينيين العزل في غزة، من منطلق التخوف على جهود إحلال “هدنة رمضان” لوقف حرب غزة بما كان يفترض معها ان تنسحب تهدئة وتبريداً لجبهة الجنوب اللبناني الآخذة في التصعيد والاحتدام. ذلك ان اكثر ما اثار المخاوف لدى الأوساط اللبنانية التي كانت تراهن على عد عكسي مقترب من نهاية إيجابية لجهود إحلال الهدنة، ان المجزرة التي وقعت امس في منطقة دوار النابلسي غرب مدينة غزة واودت بالعشرات الذين قتلوا بينما كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات من شأنها ان تعيد الوضع الكارثي برمته الى أسوأ درجات التصعيد في غزة بما سيستتبع حتماً تصعيداً واسعاً على الجبهة الجنوبية، علما ان هذه الجبهة لم تهدأ أساساً وتشهد اتساعاً خطيراً وسقوط مزيد من الضحايا المدنيين، وتواكب هذا الواقع توقعات متشائمة على غرار تلك التي ساقتها أوساط إعلامية وديبلوماسية أميركية في الساعات الأخيرة عن غزو إسرائيلي بري للبنان في الربيع في وقت كان فيه رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو يصعد نبرة التهديدات قائلا “سنضرب حزب الله ونقضي على مسؤوليه في جنوب لبنان”.

“تفاهم رمضان”

وكانت المحادثات المتعددة الطرف الجارية بين عواصم الوساطات الإقليمية لإحلال هدنة رمضان في غزة قد شكلت، أساساً لرهانات رسمية وسياسية لبنانية على تمدد الهدنة الى جبهة الجنوب خصوصا بعد صدور تأكيدات نسبت الى “حزب الله” ولم يكذبها او ينفها عن استعداده لوقف العمليات الميدانية ووقف النار حال اعلان “حماس” في غزة موافقتها على وقف القتال هناك. ولعلّه في هذا السياق جاءت التصريحات التي ادلى بها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى وكالة “رويترز” أمس والتي أشار فيها الى ان “هناك حديثاً جدياً قد يكون مطلع الأسبوع المقبل عن وقف العلميات العسكرية في غزة يسمى “تفاهم رمضان”. واكد ميقاتي بان وقف القتال في غزة سيطلق المحادثات حول التهدئة في لبنان. وتوقع محادثات لأسابيع لتحقيق “استقرار طويل الأمد” في جنوب لبنان بمجرد التوصل إلى اتفاق غزة، واكد بانه “يثق أن حزب الله سيوقف إطلاق النار إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه”. وأعلن بان “المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان قريبا”.

يشار في هذا السياق الى انه من المقرر ان يلتقي ميقاتي قبل ظهر اليوم في السرايا سفراء مجموعة الدول الخماسية المعنية بالأزمة الرئاسية في لبنان والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر.

ولكن المناخ المحفوف بتناقضات واسعة حيال ما يمكن ان تتركه المجزرة التي حصلت أمس في غزة استبقه ما نسبته شبكة تلفزيون “سي ان ان” الأميركية الى مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية ومسؤولين مطلعين على المعلومات الاستخبارية من أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولي المخابرات يشعرون بالقلق من مخططات إسرائيلية لتوغل بري في لبنان يمكن أن يبدأ في الأشهر المقبلة إذا فشلت الجهود الديبلوماسية. وقال مسؤول أميركي مطلع لـ”سي ان ان”، إن التوغل الإسرائيلي المحتمل ربما يكون أوائل الصيف المقبل. كما أشار إلى أن “الإدارة تعمل وفق افتراض حدوث عملية عسكرية إسرائيلية في الأشهر المقبلة”. وتابع قائلاً: “ليس بالضرورة أن يحصل التوغل خلال الأسابيع القليلة المقبلة ولكن ربما في وقت لاحق من هذا الربيع”. أضاف أن العملية العسكرية الإسرائيلية باتت احتمالاً واضحاً. وفي حين لم يتم اتخاذ قرار إسرائيلي نهائي بعد، إلا أن القلق البالغ من حصول مثل هذا التحرك شق طريقه إلى الإحاطات الاستخباراتية لكبار المسؤولين في الإدارة، وفق ما أوضح شخص مطلع لشبكة “سي أن أن”.

الحركة الديبلوماسية

وفي أي حال لم تغب هذه المخاوف عن الحركة الديبلوماسية المتواصلة التي تشهدها بيروت وكان من أبرز زوارها أمس وزير خارجية النمسا الكسندر شالينبرغ الذي جال على السرايا وعين التينة والخارجية. وأكد في محادثاته مع المسؤولين “أن الحل الديبلوماسي للوضع في المنطقة هو الخيار الافضل للجميع”. وشدد على “ضرورة التوصل الى حل دولي للقضية الفلسطينية يضمن حق الفلسطينيين في العيش الكريم، بما يساهم في ارساء الاستقرار في المنطقة”. واشاد الوزير النمسوي ب”الدور المهم الذي تقوم به القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان”، داعيا “الجميع الى تطبيق القرار الدولي الرقم1701 بما يحفظ الامن في جنوب لبنان”.

كذلك زار بيروت كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المارشال مارتن سامبسون وجال على رئيسي المجلس والحكومة ووزير الدفاع والوفد المرافق حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة لا سيما الميدانية وأطلعهم على اجواء الجولة التي يقوم بها في المنطقة في إطار مساعي التهدئة واعتماد الحلول الديبلوماسية وايجاد حل دائم للقضية الفلسطينية. ولوحظ ان زيارته لبيروت جاءت عقب اثارة النظام السوري عبر رسالة احتجاجية إلى الحكومة اللبنانية موضوع أبراج المراقبة التي أقامتها بريطانيا لمصلحة الجيش اللبناني على الحدود الشرقية للبنان مع سوريا، واقتراح بريطانيا إنشاء أبراج مماثلة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في الجنوب.

اما على الصعيد الميداني فوضعت قيادة الجيش امس حداً لموجة المزاعم حول وجود انفاق لـ”حزب الله” في جبيل وكسروان، وأصدرت بيانا في هذا الصدد جاء فيه “تداولت وسائل إعلامية ومواقع للتواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة مقطع فيديو صادر عن جهة تابعة للعدو الإسرائيلي، يدعي فيه وجود مواقع صواريخ وشبكة أنفاق في جبيل وكسروان. بعد إجراء التدقيق اللازم، يهم قيادة الجيش أن تؤكد كذب مزاعم العدو، وتوضح أن الفيديو يعرض مشاهد لمنشآت مدنية وحفريات تعود إلى مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان، أُقيمت لأغراض الصيانة ولحاجة سد جنة من تصريف المياه”.

 

 

  • صحيفة الديار عنونت: اسرائيل تهدد وواشنطن تهوّل بحرب الربيع وحزب الله يعد بالمفاجآت
    اسئلة حول اهداف التسريبات الاميركية وميقاتي متفائل «بهدنة رمضان»
    الرئاسة «ترواح مكانها»… والانقسام حول الزيادات يبقي الرواتب معلقة!

وكتبت تقول: يواصل جنود وضباط جيش الاحتلال «الرقص» فوق جثث الجياع في فلسطين، وفيما اقرت قيادتهم بعد طول انكار بالمسؤولية عن مجزرة «الطحين» في شارع الرشيد غرب غزة، طبعا مع تبرير عمليات القتل، ووصف وزير الامن القومي ايتمار بن غفير لجنوده القتلة «بالأبطال»، اكتفى العالم بدوله العربية والغربية العاجزة والمتواطئة ببيانات استنكار خبيثة، ومخجلة، وسخيفة لا «تثمن ولا تغني عن جوع»، وتشبه الى حد كبير موقف شريحة سياسية لبنانية متخاذلة تعتقد ان على لبنان ادارة وجهه عن المسلخ المفتوح في القطاع، ودفن «الرؤوس في الرمال»، وتتولى مهمة الهجوم على حزب الله والتحريض عليه لأنه اقدم على فتح جبهة المساندة، تحت شعار» ان لا شأن لنا في هذه الحرب»؟!

وفيما رجح رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي حصول هدنة في غزة تحت عنوان «تفاهم رمضان» وتوقع انعكاسها ايجابا على وقف النار على الحدود الجنوية، واصل رئيس حكومة العدو تهديداته وقال «سنضرب حزب الله» ونقضي على مسؤوليه في جنوب لبنان. في هذا الوقت، دخلت واشنطن «القلقة» على انهيار محادثات الهدنة المفترضة، على خط التهويل الاسرائيلي بشن حرب واسعة جوية وبرية ضد لبنان، لكن التسريبات الاستخباراتية الاميركية، حملت هذه المرة، موعدا محددا يتأرجح بين مطلع الصيف او نهاية الربيع المقبل، ما يطرح اكثر من علامة استفهام حيال هذا التسريب المقصود وتوقيته، فهو من جهة محاولة واضحة للضغط على حزب الله لوقف جبهة المساندة لغزة بعدما باتت جبهة الشمال «خاصرة» موجعة للإسرائيليين، لكنها من جهة تفقد الاسرائيليين عنصر المفاجئة، اذا كان التقرير صحيحا، بما يؤدي الى منع الحرب التي عملت الادارة الاميركية على تجنبها، ليس خوفا على لبنان، وانما لحماية اسرائيل من نفسها في ظل سوء تقدير قياداتها السياسية، ولعدم رغبة ادراة الرئيس جو بايدن بالتورط بحرب في الشرق الاوسط قبل الانتخابات الرئاسية في ظل غياب اي ضمانة بعدم اشتعال المنطقة الملتهبة اصلا على كل جبهاتها في حرب منخفضة الوتيرة حتى الآن.

حزب الله جاهز للحرب

وفي هذا السياق، لفتت مصادر مقربة من حزب الله الى ان المقاومة ستوقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية في حال حصول هدنة في غزة، واشار الى انها في الوقت نفسه غير معنية بالتوقف كثيرا عند خلفية التسريبات الاميركية، فاذا كانت للضغط في إطار الحصول على تنازلات سياسية او امنية جنوبا، فهذا الامر لن يحصل وهم يعرفون ذلك جيدا. اما في حال كان التهديد جديا فلن يكون اي اعتداء نزهة، وهم يعرفون ذلك ايضا، وما خفي لدى المقاومة من قدرات تسلّحية «أعظم» ولا يمكن ان يتخيله قادة الاحتلال، والمقاومة جاهزة لكافة السيناريوهات وقيادة الاحتلال تعرف انها فقدت منذ الـ 8 من تشرين الاول عنصر المفاجأة بينما لا تزال لدى حزب الله الكثير منها. اما الكيلومترات التي يهدد الاسرائيليون بالتوغل فيها فستكون «مقبرة» لجنودهم، والحرب ستكون مفتوحة ودون «سقوف» كما وعد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. واذا كان المحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة «يديعوت احرنوت» يوسي يهوشع قد اشار الى إن بلاده ستنهي العام الحالي بـ 12 ألف جندي معاق بسبب الحرب على قطاع غزة، فان ما سيواجهه في لبنان سيضاعف هذا الرقم عشرة اضعاف واكثر، فضلا عن اعداد قتلى هائل، ودمار غير مسبوق في البنى التحتية على امتداد كيان الاحتلال.

«هدنة رمضان» والتهدئة جنوبا؟

في هذا الوقت، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في حديث إلى «رويترز» الى ان هناك حديثا جديا قد يكون مطلع الأسبوع القادم عن وقف العلميات العسكرية في غزة يسمى «تفاهم رمضان»، واكد بان وقف القتال في غزة سيطلق المحادثات حول التهدئة في لبنان. وتوقع ميقاتي محادثات لأسابيع لتحقيق «استقرار طويل الأمد» في جنوب لبنان بمجرد التوصل إلى اتفاق غزة، واكد بانه «يثق أن حزب الله سيوقف إطلاق النار إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه». وأعلن بان «المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان «قريبا».

المأزق الاسرائيلي

من جهته، تحدث رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي عن مأزق اسرائيلي مع لبنان، وقال ان الاشكالية في الحل الدبلوماسي الذي تعمل عليه واشنطن لإعادة الهدوء على الحدود الشمالية، يكمن في ان اسرائيل لا تملك قدرة على مراقبة التنفيذ، كما حصل مع القرار 1701، ولهذا ستجد اسرائيل نفسها مضطرة للقيام بعملية عسكرية واسعة في جنوب لبنان لضمان ذلك، والجيش يستعد لذلك. وفي هذا السياق، تواصل وحدات خاصة بالتدرب على حرب في الشمال. وبعد جلسة تقييم لقيادة جيش الاحتلال حضور هاليفي تقرر نقل وحدات قتالية جديدة الى جبهة الشمال، وقد بدأ نشر منظومات دفاع جوي جديدة، فيما ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية، ان التحديات الاخطر تبقى المسيرات التي لا حل لها.

«جز العشب»!

وفي السياق نفسه، أكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، ان إسرائيل مستعدة لإعطاء الدبلوماسية فرصة، وتأمل أن تنجح، لكن إذا لم يكن بالإمكان حل القضية دبلوماسياً، فسيتعين على إسرائيل النظر في وسائل بديلة. لكنه اكد ان الاتفاق الذي يدفع حزب الله ببساطة إلى التراجع عن الحدود قد لا يكون كافياً لإسرائيل، فمن شأن التوغل البري أن يمنح إسرائيل فرصة «لجز العشب» وتدمير البنية التحتية المادية لحزب الله في الجنوب، والتي من شأنها على الأقل إبطاء عودته المستقبلية إلى المنطقة الحدودية.!

«التهويل» الاميركي

وكان مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية ومسؤولون مطلعون على المعلومات الاستخبارية، كشفوا أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولي المخابرات يشعرون بالقلق من مخططات إسرائيلية لتوغل بري في لبنان يمكن أن يبدأ في الأشهر المقبلة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية. وقال مسؤول أميركي مطلع لـ «سي ان ان»، إن التوغل الإسرائيلي المحتمل ربما يكون أوائل الصيف المقبل. كما أشار إلى أن «الإدارة تعمل وفق افتراض حدوث عملية عسكرية إسرائيلية في الأشهر المقبلة». وتابع قائلاً: «ليس بالضرورة أن يحصل التوغل خلال الأسابيع القليلة المقبلة ولكن ربما في وقت لاحق من هذا الربيع». أضاف أن العملية العسكرية الإسرائيلية باتت احتمالاً واضحاً. وفي حين لم يتم اتخاذ قرار إسرائيلي نهائي بعد، إلا أن القلق البالغ من حصول مثل هذا التحرك شق طريقه إلى الإحاطات الاستخباراتية لكبار المسؤولين في الإدارة، وفق ما أوضح مسؤول مطلع لشبكة «سي أن أن».

تهديد لتحسين التفاوض؟!

لكن مسؤول اميركي رفيع المستوى، أكد انه سمع آراء مختلفة داخل الحكومة الإسرائيلية حول الحاجة للذهاب إلى لبنان، لكنه أعرب عن اعتقاده أن ما تفعله إسرائيل هو أنها تثير هذا التهديد على أمل أن يكون هناك اتفاق تفاوضي. من جهته أكد مسؤول كبير آخر في إدارة بايدن بإن هناك عناصر داخل الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي تؤيد التوغل في الاراضي اللبنانية، وهي تقول «مرحباً، دعنا نأخذ لقطة. دعونا نفعل ذلك فقط «، محذراً من أن أي توغل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد كبير لا نعرف حتى أبعاده. ولهذا فان مجتمع الاستخبارات الأميركي «يدق أجراس الإنذار».

ماذا على واشنطن ان تفعل؟

وفي هذا السياق، للإدارة الأميركية دور في كبح جموح نتنياهو وشركائه اليمينيين المتطرفين، كما تقول وكالة «بلومبرغ» الاميركية، إذا ارادت تجنب حربا واسعة. وبرايها فان تحركات بايدن تبدو غير مقنعة حتى الان، ولهذا يتعين على بايدن اتخاذ مواقف أشد صرامة مع نتنياهو، وعليه استخدام مجلس الأمن الدولي لخلق حقائق قانونية دولية وإجبار إسرائيل على تقليص حربها في غزة ومستوطناتها في الضفة الغربية، إلى جانب القبول بدولة فلسطينية مستقلة في المستقبل وفي الوقت نفسه، على بايدن العمل على عدم إشعال حرب مباشرة مع ايران. وبالتالي يجب أن يكون هدف بايدن النهائي في الشرق الأوسط هو تحقيق الاستقرار في المنطقة، ومن ثم الخروج منها لأنها تحتاج إلى التواجد في مكان آخر.

تباين اميركي-اسرائيلي!

وفي سياق متصل، أكد معهد الامن القومي في اسرائيل ان عددا من التطورات المحتملة يمكن أن تشكل معضلات صعبة للإدارة الاميركية في الأسابيع المقبلة وتؤثر على العلاقات مع إسرائيل. ولفت الى ان الانزعاج في الإدارة سببه شعورها بأن قرارات نتانياهو في ما يتعلق بطريقة إدارة الحرب بشكل عام، وقضية المختطفين بشكل خاص، تتأثر باعتبارات سياسية قد تؤدي أيضاً إلى تصعيد كبير مع حزب الله على الساحة الشمالية. ومن المرجح أن تستخدم الإدارة أدوات كبيرة لحمل إسرائيل على إظهار أقصى قدر من ضبط النفس. وبشكل رئيسي، تخشى الإدارة أن تجد نفسها، في القضايا الثلاث، في حاجة إلى دعم الإجراءات الإسرائيلية المخالفة لمواقفها.

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: ضغط الميدان يسابق مفاوضات الهدنة.. والقطاع العام أمام معضلة الزيادات

وكتبت تقول: لا قرارات محكمة العدل الدولية، ولا كل أصوات الاستنكار استطاعت أن تردع إسرائيل عن استمرارها في ارتكاب المجازر، طالما أنها مطمئنة إلى الدعم الغربي الذي يتضح أن بعض مواقفه العلنية التي تدين شكلاً وخجلاً ممارسات إسرائيل، ينقضها الدعم العسكري والسياسي اللامتناهي لدولة الإرهاب تحت مسمى “الحفاظ على أمن إسرائيل”. وإلا كيف يفسر العالم إستمرار تل أبيب بحرب الإبادة في غزة؟

والى قافلة طويلة من مئات الآلاف، انضم أمس أكثر من مئة شهيد وسبعمئة وخمسين جريحا امتزجت دماؤهم مع الطحين الذي انتظروه أسابيع في شمال غزة، فيما العالم لم يصدق بعد أن هناك مجاعة تضرب القطاع المنكوب من أقصاه الى أقصاه. 

وعلى المقلب الآخر، مع لبنان، تستمر الحرب الإسرائيلية جنبا الى جنب مع التهديدات بالتوغل شمالاً في عمق الأراضي اللبنانية. ولأن الجنون الإسرائيلي في ذروته، ولأن الحقد والإجرام خبره لبنان طويلا من الكيان الإسرائيلي، فإن هذه التهديدات لا يمكن اعتبارها أنها من باب التهويل بدون أخذها على محمل الجد.

غير أن مصادر أمنية استبعدت عبر “الأنباء” الإلكترونية قيام اسرائيل بالتوغل شمالاً أو حتى مجرد التفكير بذلك، لأن قادة العدو يعلمون علم اليقين ما يواجهونه في الجنوب وفي لبنان، وأن مشاهد العمليات الانتحارية والمواجهات الميدانية التي تعرضوا لها في الاجتياحات السابقة لم تمح بعد من ذاكرتهم، وهي التي أجبرتهم على الانسحاب في 25 أيار من العام 2000.

وتوقعت المصادر أن يعمد العدو بحال قرر التوسع في عمليته الى قصف البنى التحتية اللبنانية كما فعل في حرب تموز 2006، لكنه غير مستعد للتوغل بضعة أمتار داخل الخط الأزرق باتجاه القرى الجنوبية لأنه يعرف ما ينتظره هناك. 

وفي تعليقه على التهديدات الاسرائيلية وعدم التزام العدو بتطبيق الهدنة في الجنوب، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “الهدنة المتفق عليها بين إسرائيل وحماس في غزة يجب أن تشمل الوضع في جنوب لبنان قياساً على ما كان قائماً في اتفاق وقف إطلاق النار السابق. وما تم الاتفاق عليه في غزة يجب أن يطبق في الجنوب، علماً ان حزب الله لم يبادر ولا مرة بإطلاق النار، بل كان في كل مرة يرد على الاعتداءات الاسرائيلية بشكل دائم”. 

وعما إذا كان هناك ضمانات دولية للضغط على اسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار، رأى موسى أن “هذا الأمر هو جزء من المحادثات مع الدول المعنية، وهذا يتعلق بموقف اسرائيل ونجاح عملية تبادل الأسرى وفك الحصار عن غزة والتوقف عن قتل الأبرياء”، وأضاف: “إذا لم يكن هناك ضغط دولي على اسرائيل لوقف المجازر أكان في غزة او في جنوب لبنان فلا أمل بالتوصل إلى اتفاق جدي لوقف إطلاق النار، لأن اسرائيل لديها مشاكلها الداخلية، ولهذا يسعى نتنياهو للهروب الى الأمام”. 

توازياً اعتبر النائب السابق شامل روكز في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية أن “التوغل في الجنوب من طروحات نتنياهو، وأن كل شيء وارد بعد فشل اسرائيل في غزة وعدم تحقيق أهدافها بالقضاء على حماس؛ ولهذا السبب يريد رئيس وزراء العدو نقل الجبهة الى الشمال، لكن هذا الأمر ليس محصوراً بالجنوب وحده. فهذه حرب شاملة وحزب الله هو احتياط استراتيجي لمحور عريض يبدأ في لبنان وينتهي في إيران، لكن جنون نتنياهو قد يأخذ المنطقة الى حرب شاملة. أما ما نشهده اليوم فلا يخرج عن إطار المناوشات، ولم يتم اللجوء بعد لسلاح الدقة لا من قبل إسرائيل ولا من قبل حزب الله، لكن في حال فرضت الحرب قد تنقلب الأمور رأسا على عقب”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى