قالت الصحف: نتائج زيارة لودريان
الحوارنيوز – خاص
خصصت الصحف افتتاحياتها للقراءة في نتائج وخلاصة زيارة المبعث الرئسي الفرنسي جان ايف لودريان الى جانب عدد من القضايا البارزة ومنها انتقال راية قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي من وليد جنبلاط الى نجله النائب تيمور جنبلاط تحت عنوان “المسيرة مستمرة”.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: الراية الجنبلاطية إلى تيمور: الحوار وحده للتسويات
وكتبت تقول: “بعد ست سنوات من الباسه كوفية فلسطين العربية في مهرجان حاشد في المختارة إيذانا ببدء انتقال الزعامة الجنبلاطية اليه من والده وليد جنبلاط، رفع النائب تيمور جنبلاط امس راية زعامة الحزب التقدمي الاشتراكي بعد استقالة والده متعمدا نقل الرئاسة اليه رمزا للجيل الشاب الجديد في احدى اقدم العائلات السياسية في لبنان، كما في الحزب، كما في طائفة الموحدين الدروز. وجاء انتقال الزعامة الجنبلاطية عبر استحقاق انتخابي حزبي أراده له وليد جنبلاط ، الرئيس المستقيل والزعيم الراسخ بزعامته ولو استقال حزبيا، ان يزاوج بين اجراء ديموقراطي وانتقال وراثي ولو ان تيمور ونائبي الرئيس فازوا بالتزكية من دون منافسين الامر الذي اضفى على انتقال رئاسة الحزب الطابع الاجماعي الذي يسلم بالزعامة الجنبلاطية التاريخية. وبدا طبيعيا ان يخترق هذا الحدث، ولو كان منتظرا ولم تخترقه أي مفاجأة، المشهد الداخلي الذي لا تزال تطغى عليه ترددات الزيارة الاستطلاعية الأولى للموفد الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان جان ايف لودريان، علما ان ظلال الازمة الرئاسية لم تكن غائبة ابدا عن المؤتمر الـ 49 للحزب التقدمي الاشتراكي الذي انعقد امس في عين زحلتا وادى الى انتخاب قيادته الجديدة. ولعل ابرز المواقف “المتقاطعة” التي سجلت في كلمتي جنبلاط الاب وجنبلاط الابن بدت في تشديدهما على الحوار سبيلا الى التسوية الرئاسية كما الى التسويات عموما.
اذ في ما بدا خلاصة “للتحدي المستمر منذ 46 عاما” التي طبعت قيادته وزعامته ابرز وليد جنبلاط ما يشبه الوصايا الثوابت ومن ابرزها :” النضالِ من أجلِ عروبةِ لبنان، وتطورِه الديمقراطي، وضرورةِ إلغاءِ الطائفيّةِ السياسيّةِ وصولاً إلى المساواةِ بينَ المواطنين ، تحقيقِ النظامِ الاشتراكي الأكثرَ إنسانيّة، مع عدالةٍ إجتماعيّةٍ متطورةٍ وشاملة ، إن الإصلاحَ الشاملَ الجذري أكثرَ من ضرورةٍ بعيداً عن الوصفاتِ التجميليّةِ للهيئاتِ الدوليّة، التي خرّبت بلاداً بأسرِها، وسبّبت المآسي، إذا لم نقُل حروباً تقفُ من ورائِها الشركاتِ المتعدّدةِ الجنسيّاتِ لنهبِ الثرواتِ وقد يكونُ السودان اليوم أحد ضحاياها ، الحوارُ هو السبيلُ الأوحدُ للوصولِ إلى التسويةِ وتكريسِ المصالحةِ ، تحريرَ الأرضِ في مزراعَ شبعا وتلالِ كفرشوبا من الاحتلالِ الإسرائيلي، دونَ قيدٍ أو شرط ، تقويةَ الجيش وتعزيزَ قدراتِه، إلى جانبِ خطةٍ دفاعيّة، تتوحدُ فيها، وبشكلٍ مرن، الأمرةُ وقرارُ الحرب والسلم هو ضرورة، كما أن تعزيزَ القوى الأمنيّة الأخرى، هو حمايةٌ للوطنِ والمواطنين”.
اما تيمور وفي كلمته الأولى رئيسا للحزب التقدمي الاشتراكي فتعهد “اننا سوياً سنحمِلُ المشعل أيضاً، سنحمِله مع مَن سبقنا، سوياً سنرفعُ عالياً راية الحريات، ونحفظ تراثَ المعلم وإرثَ التنوع، سنَحمِل معاً قيمَ العروبة الديمقراطية المنفتحة في لبنان وعالمنا العربي في مواجهة التحجر والعنصرية.. أنَّ حزبنا سيبقى حزبنا حزبَ النضال لأجل لبنان عربي، علماني، ديمقراطي، ولبنان العدالة الاجتماعية،لبنان الحريات، لبنان التجربة التي لا تزال تستحق، لبنان التوزيع العادل للثروة، لبنان المواطنة الحقيقية، لبنان المُساواة، لبنان المحاولة الديمقراطية التي يجب ان تستكمل، لبنان نصير القضية الفلسطينية العادلة، لبنان نصير حقوق الشعوب العربية في الديمقراطية والحرية والإصلاح السياسي، لبنان المدني المتنوع، لبنان العمل لا لبنان التعطيل والشلل، لبنان المؤسسات لا لبنان الشغور، لبنان الانفتاح لا لبنان العزل والانعزال، ولبنان الحوار الحقيقي”. وتوجه الى والده “بصدق الإبن، أخاطبك باسمك الذي يعلو فوق كل الالقاب والتسميات والمواقع، يا وليد جنبلاط، يا والدي، أُقّرُ وأشهَد، أنا ومعي كل رفاقي ورفيقاتي في الحزب أن مسيرتك التي زينتها بصوت العقل، وشجاعة الارادة، وحكمة الرأي، ووضوح الانتصار وجمال التسوية، هذه المسيرة العابقة بالشرف والوفاء هي مسيرة تستحق العَناء من أجل الناس الذين ليس على صدورهم قميص، لأجل الأحرار والناس الطيبين الأبرار، من أجل هذا الوطن.
ستبقى يا وليد جنبلاط دائما القُدوة والمثال، ستبقى الملهم والمرجع والرمز، لنردد معك: المسيرة مستمرة”.
لودريان
بالعودة الى المشهد الرئاسي تترقب الأوساط السياسية على اختلافها الخطوة التالية التي سيتولاها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان سواء في ما يتصل بقيامه بزيارتين للمملكة العربية السعودية وقطر، قبل تحديد موعد زيارته الثانية لبيروت في تموز المقبل، ام في ما يتعلق بالاتجاهات والتوصيات التي يعتقد انه سيضمنها خلاصات جولته الأولى في التقرير الذي سيقدمه الى الرئيس ماكرون. وبدا لافتا انه اعلن في ختام جولته في بيروت عن انه سيعمل على تسهيل “حوار بناء وجامع بين اللبنانيين”. وقال في بيان مقتضب انه “بناء على طلب رئيس الجمهورية، الذي عيّنني موفده الشخصي من أجل لبنان، قمت بزيارة إلى لبنان من 21 الى 24 حزيران، في هذه الزيارة الاولى اردت اولا ان اصغي ، لذا التقيت بالسلطات المدنيّة والدينيّة والعسكرية بالاضافة الى ممثلين عن جميع الاطراف السياسية الممثلة في مجلس النواب”. واضاف “سوف ارفع تقريرا حول هذه المهمة الى رئيس الجمهورية فور عودتي الى فرنسا. وساعود مجددا الى بيروت في القريب العاجل لأن الوقت لا يعمل لصالح لبنان . سوف اعمل على تسهيل حوار بناء وجامع بين اللبنانيين من اجل التوصل الى حل يكون في الوقت نفسه توافقياً وفعالا للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالاصلاحات الضرورية لنهوض لبنان بشكل مستدام وذلك بالتشاور مع الدول الشريكة الاساسية للبنان”.
- صحيفة الأخبار عنونت : لودريان: صعوبات لا تسقط فرنجية
وكتبت تقول : عاد الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بلاده حاملاً معه أثقال «زيارته المتعبة» للبنان، بعدما خرج خالي الوفاض وأخفق في التوصّل إلى ما يسمح بدفع المعنيين في لبنان وخارجه إلى إنتاج إطار للحل. وقبل أن يحزم حقائبه، نقل زوار لودريان عنه أنه سيزور السعودية قبل أن يعود منتصف الشهر المقبل إلى بيروت، وهو أسرّ إلى «أصدقائه» اللبنانيين بأنه لم يكن يتخيّل بأن الواقع بهذا السوء، مُقراً بأنه لم يجِد أي أرضية مشتركة بين القوى السياسية، ولا حتى في ما يتعلق بالحوار «الذي يدعو الجميع إليه ولا أحد يريد أن يبادر للدعوة إليه»، في إشارة إلى رفض الرئيس نبيه بري تولّي المهمة، وتفادي البطريرك بشارة الراعي «التورط» في هذا الأمر.
خيبة الوسيط الفرنسي عزّزت الانطباع بصعوبة ما كانت باريس تسعى إليه. وثمة إجماع على أن لودريان أظهر استعداداً للتعاطي بواقعية وإعطاء مهل لتحقيق الأهداف، لكنه أيضاً كان صريحاً في اقتناعه بأنّ شيئاً جوهرياً لن يتغيّر قريباً.
وأبرز ما لفت انتباه من التقوا الموفد الفرنسي، حديثه الذي عكس إعطاء الفرنسيين أهمية مبالغاً فيها لنتائج الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس، إذ اعتبروا أن الـ 77 صوتاً التي لم تذهب إلى سليمان فرنجية بأنها ضده، ما يضعف حظوظه. وبدا متعارضاً مع قراءة حلفاء فرنجية لنتائج الجلسة، خصوصاً لجهة أن الأرقام لا تحسم الأمور السياسية، فضلاً عن أن النواب الـ 18 الذين لم يصوّتوا أيضاً لمرشح القوى المتقاطعة ليسوا ثابتين على موقف.
وكانت لهذه المقاربة تفسيرات كثيرة، خصوصاً لدى خصوم فرنجية ممن عبّروا عن قناعتهم بأن فرنسا تراجعت عن مبادرتها ودعمها لفرنجية، ما دفع بزوار لودريان إلى سؤاله مباشرة عن الأمر، فكان جوابه صريحاً بالنفي، لكنه أرفق جوابه باستفسار عن «السبيل لإيصال فرنجية إلى قصر بعبدا». وقد حصل هذا النقاش تحديداً مع وفد حزب الله الذي التقى به لودريان حوالي ساعتين، وخلالهما أسمع الوفد مضيفه شرحاً لكل الأسباب التي تدفع الحزب إلى القول بأن «لا تراجع عن فرنجية».
وبينما نقل لودريان «حرص بلاده على التنسيق مع الحزب وأخذ هواجسه بجدية مطلقة»، حصل نقاش أولي حول موضوع الحوار الذي أكّد الحزب أنه «لا يجب أن يكون مشروطاً»، أما التفاصيل المتعلقة فستكون «مدار بحث مع الفرنسيين» في الأسابيع المقبلة.
وبينما نفت المصادر وجود تراجع، فضّلت الحديث عن ما أسمته «تعباً فرنسياً جراء الاصطدام بمعوقات داخلية وغياب أي تعاون خارجي مع فرنسا في ما يتعلق بمبادرتها، تحديداً من المملكة العربية السعودية». وكشفت المصادر أن لودريان خلال اجتماعه بفرنجية على مأدبة غداء في قصر الصنوبر لم يتردّد في سؤاله عن رأيه بالخيار الثالث، فضلاً عما إذا كان واثقاً من حدود القدرة التي تملكها قوى لبنانية داخلية (وكان يعني حزب الله وحركة أمل)، وإذا ما كانَ الثنائي سيسير في دعمه حتى النهاية.
وقالت المصادر إن «باريس لم تتراجع. هي تتمسك بمبادرتها من منطلق فهمها لموازين القوى ووجود رغبة لديها بالحفاظ على علاقة موضوعية مع حزب الله الذي يدرك الجميع أنه لا يمكن فرض رئيس من دون موافقته، لكنها تدرك أيضاً أنها غير قادرة على إنتاج تسوية من دون موافقة الدول الغربية والعربية». وكان لافتاً في هذا السياق ما نُقل عن السفير السعودي في بيروت وليد البخاري وصفه زيارة لودريان بـ«الإيجابية»، وقال أمام زواره إن الرياض تؤيد الدور الفرنسي «رغم وجود بعض الخلاف في وجهات النظر الذي سيتكفّل الوقت بحلّه»!
- صحيفة اللواء عنونت: مخاطر تمدُّد الفراغ في الواجهة.. ومتاريس تسبق عودة لودريان
انتقال هادئ لزعامة المختارة إلى تيمور من الكتلة إلى الحزب.. ولا رواتب للقطاع العام قبل الأضحى
وكتبت تقول : في وقت تعتبر القوى المسيحية ذات الغالبية في المجلس النيابي ان ادارة الرئيس ايمانويل ماكرون أيقنت او تكاد أن صيغة فرنجية – نواف سلام لم تعد صالحة لتسويقها في أي مسعى فرنسي مقبل، بعد زيارة الموفد الشخصي لإيمانويل ماكرون وزير الخارجية الاسبق جان إيف- لودريان، وما سمعه من رؤساء الاحزاب والكتل والمستقلين والتغييريين، وحلفاء هذا المحور أو ذاك، كشف اللقاء الديمقراطي، بعد انتخاب النائب تيمور جنبلاط رئيس للحزب التقدمي الاشتراكي خلفاً لوالده النائب السابق وليد جنبلاط عن عدم فك التحالف مع حركة «امل» ورئيسها،من باب الإستمرار مع من أسقطنا وإياهم شعار 17 ايار 1983، معتبرا ان الحوار هو خير وسيلة للتوصل إلى التسوية الرئاسية.
وفي المقلب الآخر من المشهد السياسي، اعتبرت مصادر مقربة من «الثنائي الشيعي» أن الموفد الفرنسي تحدث باستطلاع مع الفريق المعارض لوصول فرنجية، وتنسيقه مع فريق حزب الله.
وحسب المصادر فإن ما بحث مع الحزب تناول 3 نقاط:
الاولى: ما هي حظوظ مبادرة «فرنجية-سلام» بعد جلسة ١٤ حزيران، وما هي الوسائل والافكار التي يملكها حزب الله ويستطيع تقديمها في اطار زيادة فرص نجاح هذه المبادرة.
الثانية: ما هو استعداد حزب الله للمشاركة بحوار «لبناني-لبناني» بجدول اعمال ببند وحيد متعلق بالملف الرئاسي، وليس حوارا موسعا على نسق مؤتمر «سان كلو» او «الدوحة»، سائلا الحزب عن ملاحظاتهم على جدول الاعمال المطروح والنقاط التي يريد ان يتضمنها.
الثالثة: التأكيد على استمرار تمسك فرنسا بخيار فرنجية وسعيها بحسب كلام مبعوثها الى ايجاد الفرص المناسبة للدفع بهذا الخيار الى الامام، رغم ادراكه بصعوبة المهمة وابلاغه الحزب بذلك، ومن قبيل التشديد على الموقف الفرنسي، لم يطرح لودريان اية خيارات بديلة لفرنجية، كما لم يطرح لا من قريب ولا من بعيد فكرة المرشح الثالث، ولم يأت على ذكر قائد الجيش جوزف عون.
رعد: تعالوا لنتفاهم
وخاطب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد الخصوم: لنجلس ونتفاهم ونقنع بعضنا بعضاً، وصحتين على قلب اللي بيطلع». وقال: نحن نعترف اننا لا نتسطيع ان نأتي بمرشح من دون تعاونهم، ولا هم كذلك، فما الحل؟ الحل هو بالتفاهم.
مرحباً بأي دور مساعد: «أهلاً وسهلاً»، بأي دور مساعد، سعودي، قطري، الماني، لكن تعالوا لنتفاهم، لكنه اشترط ان تكون المساعدة خالية من الأوامر وفرض القرارات على اللبنانيين.
ولكن في تطور، تنظر اليه مصادر سياسية على انه ايجابي لجهة الانعكاس على لبنان، صدر امر ملكي عن خادم الحرمين الشريفين، قضى بتعيين المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا مستشارا بالأمانة العامة لمجلس الوزراء بالمرتبة الممتازة.
مجلس الوزراء بين الإقدام والإحجام
وبعد عيد الاضحى، تتجه الانظار الى جلسة يجري التحضير لعقدها لمجلس الوزراء، على ان تبحث بصورة رئيسية في ملء الشواغر سواء في المجلس العسكري او حاكمية مصرف لبنان.. من زاوية خطة تحدد الشغور الرئاسي الى قيادة الجيش وحاكم المركزي، على الرغم من النصوص القانونية الواضحة على هذا الصعيد.
وفي حين يتحرك رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لجسّ نبض القوى السياسية والمرجعيات في الاقدام على خطوة التعيينات، يستعد التيار الوطني الحر لدراسة امكانية التحرك في الشارع لمواجهة اية قرارات جديدة لحكومة تصريف الاعمال لا سيما لجهة التعيينات التي يمكن ان تحصل ولا يرضى عنها في المواقع الرفيعة في الدولة.
يشار في السياق، ان النائب الاول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري، بدأ مهمة في الولايات المتحدة، تتعلق باستلامه لمهامه كنائب اول للحاكم، وفقا لقانون النقد والتسليف، وللحؤول دون الوقوع في الفراغ على صعيد عمليات المصرف، وها هو لهذه الغاية، سيقابل مسؤولين في الخزانة الاميركية وصندوق النقد الدولي.
المغادرة والعودة
وكان لودريان غادر بيروت السبت الماضي مختتما زيارة استمرت ثلاثة ايام بلقاء مع وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، وفي جعبته اراء متناقضة ومتضاربة، يستحيل جمعها في مبادرة او مشروع حل قريب نتيجة الاستعصاء القائم برفض الحوار ورفض التنازل من هذه الجهة وتلك، والاستمرار في خطاب التحدي عالي النبرة.
الثابت حسب المعلومات، ان لودريان سيعود الى بيروت في النصف الثاني من شهر تموز المقبل، وبعد الاحتفالات الفرنسية بالعيد الوطني في 14 منه، وعلى هذا سيطول الشغور الرئاسي الى ما بعد شهر آب او ايلول، «ويُخشى ان يطول الشغور سنة او الى نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي اذا لم يحصل التوافق»، كما نقلت بعض الاوساط عن لودريان قوله امام بعض نواب المعارضة.
وحسبما قال لودريان في بيان مغادرته بيروت يوم السبت، «سوف اعمل على تسهيل حوار بناء وجامع بين اللبنانيين، من اجل التوصل الى حل يكون في الوقت نفسه توافقياً وفعالا للخروج من الفراغ المؤسساتي، والقيام بالاصلاحات الضرورية لنهوض لبنان بشكل مستدام، وذلك بالتشاور مع الدول الشريكة الاساسية للبنان» .
واضاف:«سوف ارفع تقريرا حول هذه المهمة الى رئيس الجمهورية فور عودتي الى فرنسا. وسأعود مجددا الى بيروت في القريب العاجل لأن الوقت لا يعمل لصالح لبنان».
ويعني كلام لودريان ان فرنسا لن تكون وحيدة في تقرير الخطوات المقبولة للحل، بل بشراكة الخماسي العربي الدولي الذي يلتقي ممثلوه في الدوحة قريباً. وثمة كلام عن انه سيتواصل مع السعودية وقطر وربما مع ايران، قبل انجاز تقريره النهائي وتسليمه الى الرئيس ماكرون.
لكن الموفد الفرنسي وحسب من التقى به، لم يكن محبطاً بل تعامل مع الوقائع اللبنانية بأعصاب الدبلوماسي العتيق المحنك الباردة. وهو لم يطرح مع من التقاهم فكرة عقد حوار بل سأل حرفياً «ما رأيكم بالحوار وكيف يتم؟. واعلن امام الجميع انه لا يحمل اسماء مرشحين تقترحهم فرنسا، وان رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية كان في المبادرة الاولى خياراً وحيداً لكنه اصبح خياراً من ضمن خيارات اخرى مطروحة في الساحة اللبنانية لا يمكن تجاوزها، بدليل نتائج جلسة 14 حزيران التي اسفرت عن 56 صوتا لجهاد ازعور و51 صوتاً لفرنجية.
وثمة انطباع لدى من التقى لودريان انه ملم بالملف اللبناني بتفاصيله العامة نظراً لخبرته السابقة في التعامل مع القضايا اللبنانية السياسية العامة، لكنه غير ملم بتفاصيل ملف الإستحقاق الرئاسي، ولذلك جاء مستمعاً وحاملا في جعبته الكثير من الاسئلة وليس مقترحات، وبخاصة اقتراح عقد حوار وطني حول هذا الملف. كما لم يأتِ حسبما تردد على ذكر البحث في طبيعة النظام السياسي اللبناني وتركيبته، بل سمع من زواره انه اذا كان لا بد من الحوار فليكن بهدف التوافق حول نقاط اساسية تتعلق بكيفية إنقاذ البلاد وإخراجها من ازماتها، شرط ان يلتزم بها رئيس الجمهورية المقبل وتلتزم بها القوى السياسية التي تدعم انتخابه.
وهناك انطباع لدى نواب آخرين التقوا لودريان تكوّن نتيجة حديثه، انه جاء لتوضيح صورة فرنسا التي اهتزت نتيجة تبنيها ترشيح فرنجية مقابل تسمية السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة، وهوالامر اذي ادى الى حملة واسعة من قبل المعارضات ضد هذا التوجه الفرنسي، ولذلك جاء لتصحيح الموقف عبر الحديث عن خيارات اخرى غير فرنجية، واستطلاع رأي القوى السياسية في الخيارات الاخرى الممكن ان يتم الاتفاق عليها من ضمن مقاربة شاملة للوضع السلبي القائم وسبل الخروج منه. خاصة انه لمس ان لدى الفريق المعارض لإنتخاب فرنجية استعداداً للبحث في اسماء اخرى غير جهاد ازعور يمكن ان تتلاقى عليها معظم القوى السياسية، لكن المهم ان لا يكون فرنجية. وتبلغ من المعارضة ما معناه ان جلسة 14 حزيران كانت لمنع وصول فرنجية.