الرئيسيةسياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف: مهرجان “القوات” في باحة الراعي يسهّل أم يعقّد تأليف الحكومة؟
الحوارنيوز – خاص
بدعوة من القوات اللبنانية وتنظيم من مجموعات سياسية معادية للتيار الوطني الحر وبرعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، يقام بعد ظهر اليوم مهرجان شعبي تأييداً لمواقف بكركي السياسية والتي ستطلق وتتناول قضايا تحتاج، فيما تحتاج إلى نقاش وطني هادئ ولغة تفيد في بناء الدولة لا تزيد في تشرذمها!
- صحيفة “النهار” عنونت:” السبت الكبير: رسائل جمهور بكركي” وكتبت تقول:” استناداً الى الاستعدادات الجارية للتجمع الشعبي الذي سيشهده الصرح البطريركي في بكركي بعد ظهر اليوم، يمكن القول ان البلد كله سيكون على موعد مع حدث لافت بدلالاته شكلا ومضمونًا، بحيث سيطلق الحشد الكبير المتوقع مجموعة رسائل في اتجاهات عدة سلطوية وسياسية وحزبية تتجمع كلها في النهاية عند التحالف السلطوي الحاكم مهما قيل تخفيفا من وقع هذه الحقيقة. ذلك ان “السبت الكبير” في بكركي سيأتي، طبقا لما أوردته “النهار” امس، تتويجاً لاسبوع متدحرج من الدعم والتأييد التصاعديين لمواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مسألتي الدفع نحو التزام حياد لبنان والمطالبة بعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة يخصص للواقع اللبناني برمته.
واذا كان دعم بكركي في هذين الموقفين والطرحين يشكل العنوان الكبير المباشر للحشد الشعبي المتوقع، فان الإيحاءات والرسائل الأخرى الرديفة التي ستبرز الى جانب الاستفتاء الواسع لبكركي لا تقل أهمية في دلالاتها عن تأييد طرح بكركي حيال المؤتمر الدولي. ومن ابرزها أولا اعلاء تأييد بكركي كمرجعية وطنية في مقابل انهيار الثقة انهياراً غير مسبوق بمرجعيات الحكم والعهد والسلطة بلا استثناء في ظل استفحال الازمات والانهيارات والتعطيل المتمادي لتأليف الحكومة الجديدة.
وحتى لو لم يكن الجمهور المنتظر في باحات بكركي اليوم من مشارب سياسية وحزبية واجتماعية مختلفة قد لا تكون كلها مؤيدة لحكومة مماثلة لتلك التي طرحها الرئيس المكلف سعد الحريري، فان ذلك لا يحجب ان الاصطفاف وراء بكركي يعكس أيضا اتجاهات غالبة للتخلص من سياسات التعطيل المتمادية. الامر الثاني البارز يتمثل في الرد الواضح المباشر على الانتقادات والهجمات التي طاولت بكركي من قيادات “ممانعة” في مقدمها “حزب الله” وأمينه العام السيد حسن نصرالله في موضوع المؤتمر الدولي حاليا وقبله في موضوع الحياد، الامر الذي ينسحب على بعض المسؤولين الدينيين مثل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان الذي يتفرغ للهجمات على بكركي. الامر الثالث البارز يتصل برسالة بالغة السلبية ضد العهد و”التيار الوطني الحر” الذي سيكون غائبا عن الحشد وتحسب للدلالات التي تمسه بزيارة استباقية لبكركي لم تكف لحجب واقع الاحراج الذي سيعيشه العهد وتياره جراء هذا الحدث ومن خلال تحالفه مع “حزب الله” واعتراف احد أركانه بيار رفول بأن الرئيس عون و”التيار الوطني الحر” منخرطان في المحور “الممانع” ومن ثم تراجعه امس عن ذلك مبررا ذلك بانه كان “موقفه الشخصي“.
موقف بكركي
مع ذلك أفادت بعض المعلومات ان بكركي تمنّت على من كتبوا كلمة التجمع الحاشد أن تبقى تحت سقف اللياقة وألا تتهجم على أحد. من جهته، وأوضح المسؤول الإعلامي في بكركي وليد غياض ان “بكركي بيت الجميع وهذا التحرك ليس سياسيًّا ويجب ألا يكون سياسيًّا أو أن يتوجه ضدّ أحد إنّما هو لتأييد البطريرك بطروحاته الوطنيّة التي لا تستهدف أحداً”. وأشار تعليقاً على عدم حضور جمهور “التيار” الى ان “ليست رسالة تباعد عن بكركي، و”التيار” دائماً موجود في الصرح ويجب ألا يكون أي لبناني بعيداً عن طروحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي“.
- صحيفة “الاخبار” أضاءت على الأبعاد السياسية للإحتفال القواتي وكتبت:” ليست دعوة بكركي إلى “مؤتمر دوليّ برعاية الأمم المتحدة” مجرّد مسعى لمساعدة لبنان مع الوصول إلى حائط مسدود داخلياً. فيوم أمس، كشف منظّمو المسيرة إلى الصرح البطريركي أن مطلب “التدويل” محصور فقط بالرغبة بالتخلّص من سلاح حزب الله لا الوصول إلى حلّ للأزمة السياسية. هذه التظاهرة تقودها القوّات اللبنانية ويرافقها ما تبقى من قوى 14 آذار وبعض “مجموعات الانتفاضة”. في حين بدأ الدائرون في فلك البطريرك بشارة الراعي يتحدثون عن “إحياء الأمن اللامركزي والاقتصاد المناطقي” أي بمعنى أوضح الفدرلة، والواضح أن هذا الشعار سيكون عنوان “السياديين” في المرحلة المقبلة
في الأيام القليلة الماضية، حجّت القوى السياسية إلى بكركي غداة دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى “عقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان لعدم قدرة الأطراف المحلية على التفاهم”. ذلك هو غلاف المشكلة، وفقاً للراعي وبعض الأحزاب السياسية التي آثرت دعم مواقفه الأخيرة التي بدأت بالحياد الإيجابي وخَلُصت بالتدويل. يأتي حزب القوات اللبنانية على رأس هذه القوى التي تبنّت خطاب البطريرك، وبدأت تبذل كل جهود ممكنة لمدّه بجماهير تسمح له بالتقاط صورة وسط حشد غفير من الناس. ثمة همّ أساسي قواتي يتعلّق بحجز مقعد في صالة انتظار الولايات المتحدة والسعودية، إضافة إلى الرغبة بنيل بركة الكنيسة في مواجهة التيار الوطني الحر. وما أن أنهى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حديثه، في خطابه يوم 16 شباط، عن “رفض أيّ كلام عن قرار دولي تحت الفصل السابع”، ولو أنه لم يسمِّ البطريرك بل أشار إلى “أكثر من نائب وبعض الأوساط”، حتى بدأ القواتيّون حملة ممنهجة تركّز على وقوف الراعي في وجه مشروع “خراب” حزب الله. تلت ذلك دعوة للسير إلى بكركي اليوم، لدعم مواقف البطريرك. لم يخرج رئيس الحزب، سمير جعجع، ليدعو إلى المشاركة بشكل رسمي، لكن مجموعات القوات على “واتساب”، والحزبيّين الناشطين ضمن مجموعات الانتفاضة وزّعوا، بحسب بعض الناشطين، مذكرة إدارية بضرورة المشاركة. وتؤكد مصادر مطّلعة قيام القوات بحشد غير مسبوق في المناطق التي تحظى فيها بتأييد شعبي. بالتوازي، نشرت حسابات مواقع التواصل الاجتماعي التي تدور في فلك القوات وسمَ مع_بكركي، رافقته صور لجعجع والراعي سويّاً وعبارات على غرار: “يا مع ولاية الفقيه يا مع بكركي“، “بكركي هي الأرزة ونحن خطها الأحمر”، “لكل احتلال بطريرك”، “ذاهب إلى حيث لا يجرؤ الآخرون“. التحرّك الذي تقوده القوات، يضم حزب الوطنيين الأحرار، لقاء سيدة الجبل (فارس سعيد)، حركة الاستقلال التي يرأسها النائب المستقيل ميشال معوض، الكتائب اللبنانية بشكل غير رسمي بحيث لم يصدر أيّ بيان، بل تُرك الخيار للمحازبين بالمشاركة أو لا، مجموعات من 17 تشرين كمجموعات من جل الديب، حركة المبادرة الوطنية، منصة بيراميد، الجبهة المدنية اللبنانية، أفنجرز، 128 (نظّمت هذه المجموعات سابقاً اعتصام قصر العدل للمطالبة بتطبيق القرارَين 1559 و1701). بالطبع غاب عن المجموعات الحاملة لشعارات الثورة والسيادة والاستقلال والإصلاح الاقتصادي والمالي وفصل الدين عن الدولة، أن البطريرك رسم خطاً أحمرَ حول أبرز رموز الانهيار والسبب الأساسي في سقوط الليرة واحتجاز أموال المودعين، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. السلاح أم الفدرلة؟
حُكي الكثير في الأيام الماضية عن “لقاء بريستول” جديد يتقدمه “السياديون” ذاتهم الذين شاركوا في لقاء البريستول عام 2004، لكن أيّاً منهم لا يسعه تعداد ولو بند واحد على جدول “المؤتمر الدولي” المنتظَر. حتى المقربون من بكركي لا يمتلكون جواباً واضحاً. قد يكون التفسير الأوضح جاء في مقال كتبه الوزير السابق سجعان قزي، يدّ البطريرك اليمنى في الوقت الراهن، تحدّث فيه عن “اضطرارات بديلة لإحياء الاقتصاد المناطقي وتعزيز الأمن اللامركزي والحفاظ على لبنانية المناطق” عبر “استعادة كل مكوّن استقلاليته الذاتية” أي بمعنى أوضح عبر الفدرالية، لأن “حزب الله المتقدم في مشروعه يحول دون تجاوب الشرعية”. القزي فنّد ما يقصده البطريرك عند الحديث عن “مؤتمر دوليّ لمساعدة لبنان والتفاهم مع بعضنا”. لكنّ الأمر لا يتعلق بالتفاهم حتماً، وبرأي القزي أن “ما من سلطة محليّة قادرة على حلّ الأزمة السياسية من دون حلّ معضلة السلاح” وأن “التدخل الغربي في لبنان كان دائماً إيجابياً وسلمياً… وأي تدخل أممي جديد سيعطّل مسبقاً أي اعتداء إسرائيلي”! ما قاله الوزير الكتائبي السابق هو العنوان المقبل لحملة بقايا قوى 14 آذار المجتمِعة تحت قبة بكركي: سلاح حزب الله أو الفدرلة والأمن الذاتي. لن يطول الوقت قبل تبنّي البطريرك الراعي لهذه العناوين طالما أن القزي هو “خيّاط” خطاباته، وصاحب طرح الحياد الإيجابي. ويقول النائب سيزار أبي خليل لـ”الأخبار” إن التيار “لم يبلغه عن مشاركة ولم يكن موضوعنا، وقد أخبرنا البطريرك أن التحرك لاحزبي”. أما سبب الزيارة فهو “التواصل الطبيعي مع بكركي وقد استغليناها لتبديد الإشاعات وفبركات المصطادين في الماء العكر“.
وفي مسألة المؤتمر الدولي، “أوضحنا أننا لسنا ضدّ أيّ مساعدة تأتي إلى لبنان إذا كانت غير مشروطة بتنازلات سياسية مع ضرورة الانتباه إلى عدم استجلاب أصحاب الأجندات الذين سيؤثرون سلباً على مصالحنا وستكون حلولهم على حسابنا. نحن والبطريرك متّفقون على الحفاظ على الكيان اللبناني وتعدّده من هؤلاء“.
- صحيفة “اللواء” تابعت أجواء تأليف الحكومة وسط تنامي الأزمات المعيشية وانهيار الخدمات وعنونت:” الثنائي الشيعي: لا حكومة قبل مصالحة الحريري – باسيل” وكتبت:”حكومة أو لا حكومة، مسألة تراجعت إلى المرتبة الثانية، وربما أبعد.. السؤال: من يلجم ارتفاع سعر الدولار الجنوني، والهستيري، والجامح، أو أي تعبير يصف حالة الثوران في سعر صرف العملة الخضراء؟ ما هو دور المصرف المركزي، ومن زاوية قانون النقد والتسليف في حماية النقد الوطني، والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي؟ ولِمَ يدفع المواطن ع الطالع والنازل، وفي كل دقيقة، ومع كل صباح، ثمن صراع الجبابرة والاقزام على ساحة اقتسام غنائم النظام؟ ألم يكفي اللبنانيين نهب ودائعهم في المصارف وتحويل رواتبهم إلى مسخرة مع الارتفاع الخيالي في أسعار السلع، الغذائية والخدماتية، فراتب الحد الأدنى، صار دون الـ70 دولاراً، والرواتب العليا انخفضت بمعدلات قياسية الـ1000 دولار أصبح مائة، وقس على ذلك، حتى يأتي ارتفاع سعر صرف الدولار إلى العلو إلى ما فوق الريح، وسط بشائر الصرافين والمستفيدين والناس أجمعين من أن سقف العشرة آلاف التي كانت تساوي يوماً ما حدود الـ7 دولارات، هو الحد الأدنى، في سلسلة القفزات التي يؤشر إليها العاملون، على اكل لحم النّاس، وسحق عظامهم، وقطع انفساهم، وفي سياق مع فايروس كورونا، الذي وجدت اللقاحات لمكافحته، أم هم فبلا لقاح، أو حتى سؤال من أي مرجعية”! وأضافت:” مما لا شك فيه، فالحدث الشعبي السياسي في بكركي اليوم، يُشكّل تحولاً في مسار المشهد الانحداري اللبناني، في وقت تحدث فيه متغيرات غير مسبوقة في المشهدين الإقليمي والدولي، من إعلان الإدارة الأميركية أوّل ردّ عسكري على محور إيران – سوريا، والأطراف المسلحة المرتبطة بهما، بما في ذلك حزب الله، فضلاً عن تطورات ذات صلة بالمواضيع الساخنة، أو القريبة من السخونة، كسقوط صفقة القرن، وإعادة فتح البحث في موضوع الحرب في اليمن. وحسب ما رشح، فأكثر من 7000 كرسي لاستيعاب الحضور، الذي حرص الا يقتصر على الشخصيات المسيحيين فقط، مع الأخذ بعين الاعتبار نظام التباعد وارتداء الكمامة أو الكمامتين. ويتحدث الراعي، بعد كلمة للمنظمين تعيد ثوابت بكركي لجهة دعوة العالم للتدخل وتطبيق القرارات الدولية وضمان الحياد. وفهم ان جمهور التيار لن يُشارك لأسباب متعددة ان مزاج الجمهور المشارك لا يتفق مع السياسات العونية، و”الناس جايي تفش خلقها”، والبطريرك صوت اللبنانيين، والامل والرجاء للخلاص مما وصل إليه لبنان وفقاً لوليد غياض، المسؤول الإعلامي في بكركي. ونقلت “اللواء” عن مصادر سياسية مطلعة ” أن ما من إشارات أو إيحاءات أو قرائن أن هناك تقدما في الملف الحكومي وأكدت ان هناك تحركا في هذا الملف أي التحرك الروسي المستجد وتحرك المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في اتجاه رئاسة الجمهورية وبيت الوسط وبكركي. وافادت أن رئاسة الجمهورية على إطلاع لما يقوم به اللواء ابراهيم وتقدر ذلك وتدرجه في إطار التحرك الجيد وفق مهام اللواء الأساسية لأنه استشعر أن الأمور تأخذ منحى حادا في موضوع التدويل بين حزب الله والبطريرك الراعي على الرغم من أن حزب الله لم يعبر عن رأيه. وفهم من المصادر نفسها أنه في الملف الحكومي فإن هناك تبادلا في المعلومات والوساطات لمعرفة كيف تسلك الأمور لكن لا حتى الساعة ما من شيء في الأفق. واختصرت المصادر هذا الموضوع بالقول أن الحكومة ستأتي اما من التعب أو من الحكمة أو من الصدفة. وحسب مصدر قيادي في الثنائي الشيعي، فإنه قبل اتمام مصالحة حقيقية بين الرئيس المكلف والنائب باسيل “لا حكومة”… وتذهب المصادر في صراحتها الى حد الاعلان انه “لو اجتمعت كل الامم وقدمت الحلول فانها لن تؤدي الى الافراج عن الحكومة ما لم يتصالح الرجلان ويتفقان على تسوية شبيهة نوعا ما بتسوية التي جاءت بالرئيس ميشال عون الى بعبدا واعادت الحريري الى السراي الحكومي“. وضمن هذا السياق، وضعت المصادر مبادرة مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم وسيد بكركي البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، مشيرة الى ان الثنائي الشيعي ليس بعيدا عن اجواء هذه المبادرة وحركة اللواء ابراهيم، كاشفة عن بنودها: اولا: ترتيب لقاء مصارحة بين باسيل والحريري في الصرح البطريركي. ثانيا: سعي بكركي الى عقد مؤتمر مصالحة وطني جامع تحت رعايتها وبمباركة فرنسية مباشرة. ثالثا: توافق الحريري وعون والكتل النيابية الممثلة في البرلمان على ان تنفذ هذه الحكومة الاصلاحات الاقتصادية اللازمة للحصول على الدعم الدولي لانتشال لبنان من ازمته.