قالت الصحف: مفاوضات غزة خطوة الى الأمام خطوتان الى الوراء.. وبكركي تثبّت مرجعيتها المارونية
الحوارنيوز – خاص
تشير المؤشرات الواردة في افتتاحيات صحف اليوم الى أن مفاوضات غزة لا تتقدم، بل على العكس، ما زال العدو يمارس جريمته المتعمدة بحق غزة ويهدد لبنان وسط عجز دولي ورسمي عربي يسهل تمادي العدو في إجرامه!
داخليا، بقيت اجتماعات بكركري هي الأبرز ومن المحتمل أن يصدر عنها وثيقة تؤكد على الثوابت المشتركة للأحزاب المسيحية الرئيسية وعلى مرجعية بكركي المارونية بعد أن تم استبعاد تيار المردة.
دولياً أعاد الهجوم الإرهابي في موسكو المشهد الى تحريك المجموعات النائمة في موسكو لزعزعة الاستقرار في روسيا والضغط على ادارتها السياسية في قلب العاصمة بعد نجاح موسكو بتحقيق أهداف سياسية وميدانية من أوكرانيا الى عدة دول أفريقية.
مذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: واشنطن: الدمار المحتمل للبنان قابل للتجنب
وكتبت تقول:
على طريقة “هبة باردة وهبة ساخنة” لا يزال الوضع المتفجر في الجنوب يحتل صدارة الاهتمامات والأولويات ولو ان التحركات المتصلة بالملفات السياسية الداخلية تقدمت نسبيا في الآونة الأخيرة وحجبت الأضواء بعض الشيء عن تطورات الميدان الجنوبي. وفي ظل الربط القسري للوضع في الجنوب بتطورات الحرب في غزة تراجعت موجة تفاؤل ساورت الكثير من الجهات الرسمية والسياسية اللبنانية حيال التوصل الى اتفاق هدنة في غزة بعدما تظهرت الصعوبات المتعاقبة التي تعترض هذه الهدنة كما في ظل سقوط المشروع الأميركي لوقف النار في مجلس الأمن في حين رسمت الجولة السادسة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في المنطقة منذ عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول الماضي معطيات مشدودة للغاية بدا لبنان معنيا بها ولو ان الديبلوماسية الساخنة التي تشهدها عواصم عدة في المنطقة تتمحور حول محاولات وقف الحرب في غزة ولا يطرح فيها الملف اللبناني مباشرة. وتلفت أوساط ديبلوماسية معنية في هذا السياق الى انه بات من المستبعد حصول أي اختراق إيجابي في الجهود الكثيفة المتواصلة للتوصل الى هدنة في غزة اقله قبل عيد الفطر الامر الذي ينسحب بتوقعات سلبية حيال تواصل او تصاعد المواجهات عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية اذ ان أي تحريك للجهود الديبلوماسية حيال الوضع في الجنوب لا يبدو مجديا قبل عودة الموفد الأميركي اموس هوكشتاين الى مهمته المكوكية بين بيروت وتل ابيب، ولا تشير المعطيات الى امكان هذه العودة قريبا بما يعكس عدم امتلاك هوكشتاين الوقائع والضمانات الكافية بعد للتحرك نحو تحقيق نتائج ملموسة في تهدئة الوضع الميداني جنوبا وتبريده تمهيدا لإطلاق المفاوضات حول الملف الحدودي بين لبنان وإسرائيل كلا .
ومع ذلك فان واشنطن ما انفكت تشدد على موقفها المحذر من اتساع الحرب الى لبنان. وفي هذا السياق اكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ امس لـ”النهار”، ان بلاده لا تدعم الحرب في لبنان وقال “موقفنا واضح: نحن لا ندعم الحرب في لبنان ونركز على استكشاف جميع الخيارات الديبلوماسية مع شركائنا الإسرائيليين واللبنانيين لاستعادة الهدوء وتجنب التصعيد”. وأضاف “مواطنو لبنان وإسرائيل يجب أن يعيشوا في سلام وأمان، وهذا يعد في أقصى الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة وينبغي أن يكون أولوية قصوى لكل من إسرائيل ولبنان”.
وأضاف “نحن قلقون من أن التبادلات النارية على طول الخط الأزرق تزيد من خطر التصعيد. لبنان يجب ألا يكون منصة لشن هجمات ضد إسرائيل أو ملاذاً للإرهابيين. القيام بذلك يؤدي فقط إلى زيادة احتمال وقوع العنف المدمر الذي يضر بالشعب اللبناني، الذي بغالبيته العظمى لا يرغب في الانجرار إلى الصراع. نحن وشركاؤنا كنا واضحين: يجب على “حزب الله” والفاعلين الآخرين عدم محاولة استغلال الصراع الجاري. الدمار المحتمل للبنان وشعبه قابل للتجنب”. (الحديث ص ٣).
واما في الجانب اللبناني فجدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي التأكيد “أن الحكومة مستمرة في اتصالاتها الديبلوماسية دوليا وعربيا لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان”، مشيرا الى” أن نتائج هذه الاتصالات تبدو حتى اللحظة ايجابية، من دون اغفال مسألة اساسية، وهي أنه لا يمكن الرهان على اي موقف ايجابي او ضمانة يقدمها العدو الاسرائيلي”.
وفي موضوع التعويضات قال: “إن العدوان الاسرائيلي واعمال تدمير المنازل والمنشآت في الجنوب مستمرة، ومن المستحيل في ظل هذه الظروف، القيام باي خطوة لإحصاء الاضرار وتحديدها او كلفتها. وكل ما يتم اشاعته في هذا الإطار غير صحيح، خصوصا وأن الجميع يعلم الامكانات المحدودة للدولة، التي بالكاد قادرة على تأمين الحاجات الاساسية، وتسعى جاهدة على خط مواز لتأمين الحد الادنى من الدعم المطلوب للنازحين من قرى الجنوب”.
يشار الى انه بناء على إقتراح وزارة الاشغال العامة والنقل، وطلب مجلس الوزراء، أوعزت وزارة الخارجية والمغتربين أمس الى بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك، تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الامن الدولي حول اعتداءات إسرائيل على السيادة اللبنانية عبر التشويش على انظمة الملاحة وسلامة الطيران المدني في أجواء مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت؛ منذ بدء الحرب على غزة. وقد جاءت هذه الشكوى إستكمالا لحملة توثيق الخروقات والانتهاكات الاسرائيلية، وتكملة لسلسلة الشكاوى المرفوعة سابقا.
اجتماع بكركي
اما في المشهد السياسي الداخلي وفيما تغرق البلاد ومعها سفراء المجموعة الخماسية في إجازة سياسية طويلة حتى ما بعد عطلتي عيدي الفصح والفطر ترددت أصداء الاجتماع الأخير لممثلي الأحزاب والتيارات المسيحية في بكركي الذي عقد الخميس وسط معلومات تؤكد ان الوثيقة التي ستصدر عن الاجتماعات صارت شبه ناجزة وان بكركي ترغب أولا في الوقوف على آراء وتوجهات سائر الجهات اللبنانية عليها قبل إقرارها. ولهذه الغاية أصدر امس المكتب الإعلاميّ لراعي أبرشيَّة أنطلياس المارونيّة المطران انطوان بو نجم بيانا توضيحيا اكد ان التّشاور إنطَلَقَ برعاية البطريرك مع القِوى السِّياسيَّة المسيحيَّة كمرحلة أولى، “على أن يتوسَّع الحِوار بعدَها ليشمَل كُلّ القِيادات الرُّوحيَّة والمرجعيَّات السِّياسيَّة اللُّبنانيَّة والِقوى المجتمعيَّة الحيَّة كمرحلة ثانية”. وشدد على ان “المُبادَرة هي مُبادرة وطنيَّة جامِعَة بإمتياز، وتبتعِد عن أيّ مُقاربة طائفيَّة أو سِياسيَّة ضيِّقة، وهي بعيدَة عن أيّ إنحياز لأيّ فريق سِياسيّ، بل هي تتقاطَع في ثوابِتها مع كل الإرادات الطيِّبة التّي تعمل لخَلاص لُبنان”. ولفت الى “أن البطريركيَّة المارونيَّة هي المرجعيّة الوحيدة المعنية بتَظهير المُحاولات والنتائِج لهذه المُبادرة الوطنيَّة الجامِعَة، في اللَّحظة والشَّكل اللَّذين تراهُما مناسبين”.
- صحيفة البناء عنونت: هجوم إرهابي يقتل العشرات في موسكو… بعد تحذير السفارة الأميركية لرعاياها
موسكو وبكين والجزائر: مشروع القرار الأميركي رخصة للقتل باسم وقف النار
بلينكن ونتنياهو يتقاسمان الأدوار حول رفح بصيغة رابح رابح… والتبييض المتبادل
وكتبت البناء” تقول:
هزّ العاصمة الروسية موسكو هجوم إرهابي نفذه عدد من المسلحين الملثمين في مجمع ومسرح كروكس سيتي هول. هاجم خلاله المسلحون بفتح النار عشوائياً على المشاركين في حفل موسيقي، فقتلوا العشرات واصابوا المئات. وقال الأمن الفيدرالي الروسي إن الحصيلة الأولية هي 40 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، تبين لاحقاً ان السفارة الأميركية في موسكو كانت قد حذرت رعاياها من خطر حوادث أمنية خلال أيام طالبة منهم عدم ارتياد الأماكن العامة، خصوصاً الحفلات الموسيقية، ولاحقاً أيضاً أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن العملية، التي تربط المصادر الروسية المتابعة بينها وبين الفوز الرئاسي المميز والسلس للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانتخابات وسط مشاركة شعبية احتفالية، كتعبير عن الثقة بالرئيس الذي نجح في إحباط خطة إسقاط روسيا مالياً عبر حزمة العقوبات الغربية القاتلة، ونجح باحتواء الحرب التي يشنها حلف الناتو على روسيا بالاختباء وراء أوكرانيا. وتقول المصادر إن نوعية الهجوم تضعه بين جماعات النازية الأوكرانية وجماعات التنظيمات الإسلامية الإرهابية التي تتخذ من شمال غرب سورية مقار لها تحت الرعاية التركية، وقالت المصادر إن واشنطن هي من يمكن النظر إليه كمتهم أول، وإن الجهات المنفذة المحتملة سوف تلقى عقابا سريعاً مناسباً، بالتوازي مع تعزيز إجراءات الأمن الوقائي.
في تطورات حرب غزة، انتهى اجتماع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومجلس حرب الكيان، بتأكيد بلينكن على خطورة الذهاب إلى معركة رفح لما سوف تسببه من مجازر بحق المدنيين. بينما أكد نتنياهو انه يفضل الذهاب للمعركة بدعم واشنطن، لكنه إذا لم يحصل على هذا الدعم فسوف يخوضها منفرداً. وفي واشنطن دعا الناطق بلسان الأمن القومي الى عدم استباق ما سوف يحدث في الاجتماعات التي سوف تشهدها واشنطن بين الخبراء العسكريين الأميركيين والإسرائيليين لمناقشة معركة رفح والبدائل، لكن مصادر فلسطينية متابعة للشؤون الأميركية الإسرائيلية قالت إن إدارة الرئيس جو بايدن نجحت بشراء صورة المعترض على الجرائم الإسرائيلية وامتلاك حجة تقدّمها للرأي العام الأميركي الغاضب تقول إنها تضغط على حكومة نتنياهو ولا تشاركها المواقف وتحذرها من ارتكاب المزيد من الجرائم، بينما اشترى نتنياهو من الضغط الأميركي عذراً لتأجيل معركة سوف يحرجه خوضها وعدم إنهاء المقاومة بعدها، وتقديم نفسه للرأي العام في الكيان كـ «بطل وطني» يتصدى للضغوط الأميركية لكنه لا يقطع مع واشنطن كحليف ويؤجل المعركة طلباً للتفاهم، وهذه صيغة رابح رابح للطرفين وتبادل عملية تبييض كل طرف لصورة الآخر أمام جمهوره.
في نيويورك خاضت موسكو وبكين والجزائر معركة إسقاط مشروع القرار الأميركي لربط وقف النار بتبادل الأسرى، وهو ما وصفه المندوب الصيني برخصة مفتوحة للمزيد من القتل، بينما قال المندوب الروسي إن المشروع الأميركي استفاقة متأخرة دون المستوى، تريد ألف شيء إلا وقف النار، وقال المندوب الجزائري إن ربط وقف النار بملف الأسرى يعني براءة ذمة للاحتلال لعدم وقف النار لأن التعقيدات التي تحيط بملف الأسرى لم يتم حلها، وهو دعم تفاوضي للاحتلال في ملف التبادل عبر هذا الربط، وفي التصويت سقط المشروع بالفيتو الروسي الصيني.
وفيما أعطت مداولات ونتائج اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة انطباعاً واضحاً على تعثّر التوصل الى اتفاق هدنة وبالتالي إطالة أمد الحرب الى ما بعد عيد الفطر بالحد الأدنى، وفق ما تشير مصادر متابعة لمفاوضات الدوحة، يبدو أن جبهة الجنوب على اشتعالها لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة. ولفتت أوساط رسمية لـ»البناء» إلى أن لبنان لن يقبل أيّ مقترح لا يراعي الحقوق اللبنانية وانسحاب «إسرائيل» من كامل الأراضي اللبنانية ولا يمكن الاتفاق على أي ترتيبات تشكل ضمانات أمنية لـ»إسرائيل» قبل ضمان المطالب اللبنانية ووقف الحرب على غزة.
وجدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التأكيد من طرابلس «أن الحكومة مستمرة في اتصالاتها الديبلوماسية دولياً وعربياً لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان»، مشيراً الى «أن نتائج هذه الاتصالات تبدو حتى اللحظة إيجابية، من دون إغفال مسألة أساسية، وهي أنه لا يمكن الرهان على أي موقف إيجابي أو ضمانة يقدمها العدو الإسرائيلي».
وقال رئيس الحكومة أمام زواره في طرابلس: «إن الحكومة، منذ اليوم الاول لبدء العدوان الإسرائيلي، شكلت لجنة طوارئ لمتابعة وضع الجنوب والجنوبيين، وهي مستمرة في عملها لتقديم المساعدات الضرورية للنازحين من قراهم، بحسب الإمكانات المتاحة. وعلى خط مواز فهي تتابع الخطوات المطلوبة لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي ديبلوماسياً ودولياً ولا سيما عبر الامم المتحدة ومنظماتها».
وأوعزت وزارة الخارجية والمغتربين، بناء على اقتراح وزارة الأشغال العامة والنقل وطلب مجلس الوزراء، إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، «تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي حول اعتداءات «إسرائيل» على السيادة اللبنانية عبر التشويش على أنظمة الملاحة وسلامة الطيران المدني في أجواء مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، منذ بدء الحرب على غزة».
- صحيفة الجمهورية عنونت : الجبهات بين التبريد والتصعيد .. «الخماسية» تطلب مواعيد .. بكركي: مشاورات شاملة
وكتبت تقول:
توحي حركة المساعي الجارية على خط هدنة الستة اسابيع في قطاع غزة، وكأنّها، بوتيرتها المتسارعة والمكثّفة والمدفوعة بزخم قوي وواضح من قِبل الولايات المتحدة الاميركية، قد دخلت مرحلة العّد التنازلي للإعلان عنها في غضون ايام قليلة، ربما أقل من ذلك. واللافت في هذا السياق، ما أعلنه وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في ختام زيارته اسرائيل، بأنّ «الساعات المقبلة قد تشهد تقدّماً في المفاوضات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وما زلنا نضغط لحصول ذلك».
على انّ هذه الهدنة الموقتة التي تتسارع الخطى لبلوغها في المدى القريب، لا تعني انّها تُنهي الحرب، وهذا ما تؤكّد عليه الأطراف المشاركة في طبخها، بل أنّها قد تؤسس لهدن أخرى من شأنها أن تطلق مسارات سريعة نحو وقف نهائي لإطلاق النار وإنهاء الحرب.
هذه الهدنة، وكما هو واضح، بمفعول مزدوج، حيث لا تقف فعاليتها ضمن حدود غزة، بل هي ممتدة وصولاً الى لبنان. وإذا كانت الهدنة تشكّل حاجة أكثر من ضرورية وملحّة لجبهة غزة، فإنّها منتظرة على أحرّ من الجمر في الجانب اللبناني، كفرصة للتنفس في المنطقة الجنوبية وإخراجها من دائرة الحرب، وذلك ربطاً بما جرى التيقن منه خلال زيارات الموفدين الأجانب الى بيروت وآخرهم الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، من أنّ سريان هدنة غزة سينسحب تلقائياً وبشكل فوري على جبهة لبنان.
بضعة اسابيع
على انّ الرهان يبقى على استمرار الهدنة واستثمارها لبلوغ انفراجات لاحقة، وفق مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» فإنّ «تقديرات الموفدين تحدّد بين ستة وثمانية اسابيع كفترة مرجّحة لوقف الحرب نهائياً، فرضتها عوامل اسباب كثيرة، اولها أنّ الحرب وبمعزل عن نتائجها المدمّرة، صارت عبئاً ثقيلاً، على الولايات المتحدة الاميركية تحديداً، بعدما استنفدت اهدافها، وبلغت أقصى ما يمكن لها أن تبلغه، وبعدما تأكّد لجميع الاطراف أنّ عودة الأسرى الإسرائيليين لا يمكن أن تحصل إلاّ من ضمن التفاوض وعقد صفقة مع حركة «حماس».
الهدنة جنوباً
ليس في الإمكان رسم صورة لما ستكون عليه هدنة غزة، إن تمّ الوصل اليها، وللمنعطفات والمحطات والاستحقاقات التي قد تشهدها، الاّ انّ الصورة في الجانب اللبناني تبدو أقل غموضاً، حيث انّ جبهة الجنوب مرشحة لأن تُحاط بزخم ديبلوماسي اميركي لإعادة تحريك المحادثات التي بدأها هوكشتاين، لنزع فتيل التصعيد والتوتر وتثبيت الأمن والإستقرار على جانبي الحدود.
على انّ ما ينبغي لحظه في هذا السياق، هو أنّ جبهة الجنوب، تشهد في الايام الاخيرة تراجعاً ملحوظاً في وتيرة العمليات العسكرية، على نحو صارت فيه المواجهات، كناية عن مواجهة تقليدية تحت سقف مضبوط بقواعد الاشتباك التي ما زالت تحكم بقوة المواجهات بين «حزب الله» والجيش الاسرائيلي منذ الثامن من تشرين الاول الماضي.
لا حرب
هذا الوضع، وعلى ما قال مسؤول حزبي كبير، في لقاء مع مجموعة من القيادات والكوادر بأنّ «الحرب مستبعدة سواءً في جبهة لبنان، او انطلاقاً من هذه الجبهة الى ساحات اخرى. فالاسرائيلي مضغوط داخلياً، ومحشور اميركياً، ومتعب في ميدان الحرب في غزة، وصارت اولويته الخروج من الحرب، وهو ما يعمل عليه الاميركيون حالياً لتجميل هذا الخروج. في تقديرنا انّ الاسرائيلي يريد أن يدخل الى رفح تحت عنوان البحث عن الأسرى الاسرائيليين، لكي لا يخرج من الحرب من دون ان يعثر على الاسرى. ومن الأساس وعلى جبهة لبنان، وصلنا الى تقدير من البدايات بأنّ الاسرائيلي، لا يستطيع أن يقوم بحربين في وقت واحد لإدراكه صعوبتها وكلفتها الكبيرة عليه، والعدو خَبر ذلك في الميدان، فانتقل الى التهديد والتهويل كغطاء لتركيزه على ما يسمّيه الحلّ السياسي. وهذا الحل، بالصيغ المتعددة التي نقلها الموفدون الاجانب، قد سقط».
صعوبات .. ومستحيلات
الى ذلك، كشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» انّ «الوصول الى «حل سياسي» في شأن المنطقة الجنوبية، دونه صعوبات كبرى، حتى لا نقول مستحيلات. فصحيح انّ الفرنسيين حضروا بثقلهم على هذا الملف وقدّموا ورقة للحل، وردّ لبنان عليها بـ«نصف ايجابية»، ولكنهم بدوا في ذلك وكأنّهم يزاحمون الأميركيّين، الذين اوكلوا لهوكشتاين مهمّة تسويق مشروع الحل الاميركي للمنطقة الجنوبية، الذي اعتبر مجتزأ، ما يعني أنّ كلا المشروعين الفرنسي والأميركي، لا يؤديان الى الحل، ولم يتمتعا بقدرة جذب الطرف اللبناني الى الموافقة عليهما.
وقال مصدر رسمي لـ«الجمهورية»، إنّ الحل الاميركي المطروح لمنطقة الحدود، لم يشر الى اي اجراءات او ترتيبات او انسحابات، بل ارتكز على تطبيق مجتزأ للقرار 1701، بمعنى أن يُلتزم به من الجانب اللبناني، وبنشر الجيش، مع التزام اميركي واضح بتوفير الدعم اللازم للجيش للقيام بمهمته. الاّ انّه يعفي إسرائيل من اي التزام او القيام بأيّ إجراء، ويتيح لها في الوقت نفسه الاستمرار في خرق القرار المذكور، وعلى وجه التحديد طلعات طيرانها الحربي والتجسسي في الأجواء اللبنانية. بمعنى اوضح تطبيق القرار 1701 دون إلزام اسرائيل بعدم خرقه. فكيف يمكن لنا أن نقبل بذلك؟ّ. وعند هذه النقطة انتهت وساطة هوكشتاين، التي يًنتظر ان تتحرّك مجدداً اذا ما أُعلنت الهدنة في غزة».
ما قبل 7 تشرين
وفيما اكّد «حزب الله» في فترة سابقة انّه «لا يمكن القبول بطروحات اسرائيل التي ينقلها الموفدون، او بأن تُعطى ما لا تستطيع ان تأخذه بالسلم او بالحرب»، لا يعوّل مسؤول كبير على أي حل وفق المشاريع التي تُطرح، مرجحاً عدم حصول اي تغيير في منطقة الحدود، وقال لـ«الجمهورية»: «اعتقد أنّ أقصى ما يمكن بلوغه من هذه الحراكات العودة بالوضع الى ما كان سائداً عليه قبل 7 تشرين الاول».
الرئاسة: مراوحة طويلة
على الخط الرئاسي، يُنتظر ان تستكمل اللجنة الخماسية حراكها في وقت قريب، وعلمت «الجمهورية» انّ «الخماسية» طلبت عقد لقاءات مع جهات سياسية وعدد من الكتل النيابية، وتواصلت بشكل مباشر مع «حزب الله» حيث تقرّر أن يزور ثلاثة من سفراء اللجنة: الفرنسي هيرفيه ماغرو، والمصري علاء موسى والقطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، «كتلة الوفاء للمقاومة». ومن المرشح أن تشمل لقاءات سفراء اللجنة الخماسية رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.
وبحسب معلومات «الجمهورية» من مصادر موثوقة، فإنّ مهمّة «الخماسية» محفوفة بالمصاعب والتعقيدات ذاتها، سواءً ما يتصل بالحوار السياسي الذي تدعمه توصلاً الى التوافق على رئيس للجمهورية، والذي تبرز في طريقه عثرات ومطبات واعتراضات من مستويات سياسية ومراجع دينية، او ما يتصل بالتحفظات العلنية والضمنيّة، او بمعنى أدق «الفيتوات» على بعض المرشحين، التي ما زالت موجودة لدى بعض اطراف «الخماسية»، والتي تنطلق منها للتركيز على خيار رئاسي من خارج الاسماء التقليدية.