سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: ماذا بعد التمديد لقائد الجيش؟

 

الحوارنيوز – خاص

 

تحدثت افتتاحيات صحف اليوم عن مجموعة أولويات منها: التعيينات العسكرية، والوضع في جنوب لبنان في ضوء تنامي الاعتداءات على لبنان والرد المتناسب والمتصاعد للمقاومة في ظل الضغوطات الدولية المستمرة من أجل ضمان أمن الاحتلال، وليس من أجل فرض إنسحابه ووقف اعتداءاته!

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: كولونا تنقل أول مقاربة فرنسية بعد التمديد

وكتبت تقول: مع ان “الشحنة الإيجابية” التي أطلقتها الجمعة الماضي جلسة التصويت للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون وقادة الأجهزة الأمنية لمدة سنة، استمرت في التفاعل السياسي الواسع وأحيت آمالا لدى كثيرين في امكان تأثيرها واقعيا بكسر الجمود والشلل اللذين يحكمان ملف الانتخابات الرئاسية، لم تتبلور على نحو كاف معطيات تتصل بالطرق الممكنة لتثمير هذه “الشحنة” في إعادة رسم العلاقات السياسية الداخلية في اتجاه توافقي عريض يتيح انتخاب رئيس للجمهورية. ولذا توقعت أوساط ديبلوماسية معنية ان تكون جلسة التمديد قد اضافت مناخات جديدة لدى الموفدين الغربيين الذين يزورون لبنان على قاعدة تشجيع وتحفيز القوى اللبنانية على ان تحذو حذو التصويت للعماد جوزف عون في تحرك ناشط جديد في اتجاه الاستحقاق الرئاسي.

وستكون زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا اليوم لبيروت اول مقاربة من هذا النوع خصوصا ان باريس لا بد ان تكون راضية عن التمديد لقائد الجيش الذي طالبت به بإلحاح علنا وعبر موفديها الى بيروت، علما ان كولونا ستركز على الشقين الأساسيين من التحرك الفرنسي المتواصل وهما الضغط لمنع اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل و”حزب الله” انطلاقا من المواجهات الميدانية المتصاعدة في الجنوب، والملف الرئاسي الجامد والمجمد.

وستجرى المحادثات بين كولونا والمسؤولين اللبنانيين بعد عودة وفد الجمهورية اللبنانية الى الكويت المؤلف من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ونائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، حيث قدموا العزاء بأمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الى أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

وعشية وصولها الى بيروت دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الأحد كل الأطراف الى “خفض التصعيد” على الحدود بين إسرائيل ولبنان. وقالت كولونا خلال زيارتها قاعدة عسكرية قرب تل أبيب إن “خطر التصعيد يبقى قائماً… وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لإسرائيل أيضاً”، مضيفة “هذه الدعوة الى الحذر وخفض التصعيد تنطبق على الجميع”. وزارت كولونا إسرائيل قبيل وصولها الى لبنان.

اما وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين فقد رأى أن بإمكان فرنسا أداء “دور مهم” لمنع اندلاع حرب في لبنان، في ظل القصف اليومي المتبادل عبر الحدود، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك في تل أبيب مع نظيرته الفرنسية. وقال كوهين “لا بد من إجبار حزب الله على الانسحاب من جنوب لبنان”. وتابع: “هناك فرصة لتفادي الحرب في لبنان، وإذا فشل المجتمع الدولي بإبعاد حزب الله عن الحدود فسنتصرف وحدنا”.

  • صحيفة الأخبار عنونت: معارك جديدة للقائد داخل الجيش

وكتبت تقول: التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون في مجلس النواب، الجمعة الماضي، لا يعني أن معركة المؤسسة العسكرية انتهت. وإذا كان الخارج قد «اكتفى» بربح هذه الجولة، بعدما جنّد لها كل حلفائه، فإن جولة أخرى ستبدأ هذا الأسبوع بعنوان التعيينات العسكرية، كانت قد لاحت بوادرها في الأيام الماضية في طيّات «معركة التمديد». ولم تتخطّ بيروت بعد مشهد تفخيخ جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة الجمعة الماضي لبتّ تأجيل تسريح قائد الجيش، وإقرار مجلس النواب، في اليوم نفسه، قانون رفع سنّ التقاعد لرؤساء الأجهزة الأمنية برتبة لواء وعماد، بعد تخريجة تولّى العسكريون المتقاعدون تظهيرها بقطع الطرق الى السرايا الحكومية، ما أعاق وصول عدد من الوزراء وحال دون اكتمال النصاب. وفيما صار معروفاً أن تمرير التمديد لعون جرى بضغط خارجي مارسته دول اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني (أميركا، فرنسا، السعودية، قطر ومصر) على القوى السياسية والنواب، فإن ما لم يتمّ التطرق إليه بعد هو الدور «المشبوه» الذي قام به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على خطّين:

علناً، بتأكيده أمام القوى السياسية أنه سيأخذ التمديد بصدره، رغم «النصائح» التي سمعها بعدم جواز تخطّي وزير الدفاع، وبأن مثل هذا القرار سيسقط بضربة قاضية من مجلس شورى الدولة، إذ أوحى رئيس الحكومة الى المعنيين بأنه أمّن التغطية القانونية للأمر بدراسة أعدّها الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، و«رتّب» الأمر مع أعضاء في مجلس الشورى، وأوحى للجميع، في الداخل والخارج، بأن حكومته ستقرّ تأجيل التسريح قبل أن يتنصّل من وعوده، كالعادة، في ربع الساعة الأخير.

 

وسرّاً، عبر ترتيب رئيس الحكومة خطة مع قائد الجيش لتطيير الجلسة، تولّى العسكريون المتقاعدون تنفيذها عبر تظاهرة حالت دون وصول الوزراء الى السرايا. وتقاطعت هذه الخطة مع تطورات داخلية تمثّلت في مواقف بعض القوى التي وجدت في الأمر فرصة للهروب من التمديد في الحكومة وتجيير المهمة الى مجلس النواب لضمان سريان قرار التمديد وتأمين دستوريته، وهو حصل بعد تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «الهيئة العامة ستقوم بواجبها إذا تلكأ مجلس الوزراء عن القيام بالخطوة».

هذه الأجواء دفعت بالنائب السابق وليد جنبلاط إلى التواصل مع كلّ من حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، مطالباً بتنفيذ ما اتُّفق عليه مع ميقاتي لجهة تعيين رئيس للأركان، ما يفتح الباب أمام معركة التعيينات في المجلس العسكري، وهو بدأ الحديث عنه في الكواليس السياسية، وأعاد الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء المقررة غداً، إذ إن جنبلاط يضغط لإجراء التعيينات في المجلس العسكري، ولا سيما تعيين العميد حسان عودة في رئاسة الأركان، ما فتح الباب أمام مشاورات جديدة، بحجة أن «التمديد لقائد الجيش لا يعني ترك هذا الموقع شاغراً، لأن دور رئيس الأركان يتجاوز مهمة النيابة عن قائد الجيش، ويرتبط بمنظومة القيادة والإشراف على هيئة عمل الأركان»، علماً أن قائد الجيش نفسه يحبّذ إجراء التعيين. وأشارت المصادر إلى أن «الأنظار ستتجه في الأيام المقبلة الى الاتصالات مع باسيل الذي يرفض أن تقوم هذه الحكومة بأيّ تعيينات، ومن المرجح أن يكون أكثر تصلّباً بعد التمديد لقائد الجيش، والذي اعتبره مؤامرة شارك فيها الجميع ضد التيار الوطني الحر».

مع العلم أن معضلة التعيينات في المجلس العسكري، كمعضلة التمديد للقائد، لا يُمكن أن تحصل في الحكومة بمعزل عن وزير الدفاع موريس سليم، وإلا ستكون عرضة أيضاً للطعن. وعليه، بدأ ميقاتي يسمع من بعض القوى السياسية نصائح بضرورة التوصل الى آلية للتوافق مع وزير الدفاع لبتّ هذا الملف.

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: كولونا في لبنان بدورٍ “جنوبي”.. وتهديدات العدو مستمرة

وكتبت تقول: تتحوّل الأنظار من ملف قيادة الجيش والتمديد للقائد جوزيف عون إلى الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى لبنان قادمة من الأراضي المحتلة، وذلك بعدما أطلقت سلسلة من المواقف في تل أبيب، شدّدت خلالها على وجوب خفض التصعيد عند الحدود اللبنانية، والاتفاق على هدنة مستدامة في غزّة.

في العلن، ستُظهر كولونا ضغطاً فرنسياً من أجل وقف الاشتباك الحاصل في الجنوب وخفض التصعيد القائم، إلّا أن لا معلومات أكيدة حول ما ستحمله في جعبتها وتناقشه خلف الستار مع القيادات التي ستلتقيها، لكن الأجواء تُشير إلى نقطة محورية، وهي الوضع في الجنوب والقرار 1701.

ومن المرتقب أن تلتقي كولونا رئيسي مجلس النواب نبيه برّي ومجلس الوزراء نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون، وستزور الجنوب أيضاً. وتأتي الزيارة بعد معلومات وردت عن عدول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الزيارة التي كان ينوي القيام بها إلى لبنان.

مصادر سياسية متابعة تُشير إلى أن “كولونا ستطرح ضرورة وقف التصعيد في جنوب لبنان، وقد تبحث في الكواليس ما يحكى عن مشاريع للضغط على “حزب الله” بهدف الانسحاب من الجنوب إلى شمال نهر الليطاني”. وفي حديثها لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، تربط المصادر الزيارة بتصريحات مسؤولي العدو الإسرائيلي والمعلومات المتوافرة، إذ أن “حكومة الاحتلال تقول إما إبعاد “حزب الله” عن حدودها بالدبلوماسية أو اللجوء إلى القوّة لفعل ذلك، وثمّة معلومات تتحدّث عن جهود أميركية فرنسية لتغيير الواقع الأمني جنوب لبنان”.

وما يؤكّد هذه الأجواء تصريح لعضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، الذي قال إن “لا بالديبلوماسية ستحقق إسرائيل شيئاً، ولا بالعسكر، وهم يقولون أنهم وضعوا جدولاً زمنياً لانتصار حاسم في لبنان، لكنهم لن يحصدوا إلا الخيبة والخسارة والهزيمة، وهذا ليس خطاباً تعبوياً، إنما وقائع جربها العدو وعاشها شعبنا ولمستها أمتنا، وقد أصيب قادة العدو بإرباك شديد، وأصبحوا مفصولين عن الواقع، وهذا ما نراه في غزة وجنوب لبنان”.

في المحصّلة، فإن الجنوب باقٍ على صفيح ساخن ولو أن الحرب لا زالت مضبوطة وفق قواعد اشتباك معيّنة، لأن إسرائيل قد تلجأ في أي لحظة إلى توسيع عملياتها جنوباً لمحاولة تنفيذ مشروعها، والسباق حاصل بين الدبلوماسية وقرع طبول الحرب من أجل إنقاذ لبنان والمنطقة، لكن في حال فشل المسعى السياسي، فإن الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى