قالت الصحف :قراءة في موقف نصر الله من الاستحقاق الرئاسي
الحوارنيوز – خاص
خصصت صحف اليوم افتتاحياتها لمتابعة تطورات الاستحقاق الرئاسي وأبرزت موقف الأمين العام لحزب الله من الاستحقاق مع قراءة في مضمونه ومراميه.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: نصرالله يطرح “نموذجه”… ويلوّح للجنرال؟
وكتبت تقول: قد تكون الدلالات التي ابرزتها مواقف “ثقيلة” وعالية السقوف مثل بيان مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك أمس، المؤشر الجديد الى اتساع وتعمق المخاوف من إطالة امد الفراغ الرئاسي، في ظل ما بات يتردد على السنة معظم العارفين والمطلعين والمعنيين السياسيين والديبلوماسيين من ان مؤشرات مقلقة تستبعد ان تصح رهانات الكثيرين على فراغ قصير المدى. ذلك ان الكواليس الديبلوماسية الأجنبية في بيروت تضخ معطيات تصاعدية في التعبير عن القلق من تداعيات الفراغ الذي صار ثمة اقتناع واسع لدى البعثات الديبلوماسية من انه سيتمدد الى أشهر عدة على الأقل، ولو انه يصعب حصر السيناريو الزمني لهذه الحقبة بمدة تقريبية محددة. وما يسبغ مزيداً من الاهمية حيال هذه الخلاصات انها تشكل مؤشرات ضمنية الى دعوة الافرقاء اللبنانيين الى عدم انتظار أي تدخلات او وساطات او تحركات خارجية، ولو من موقع الصداقات والرعايات المدفوعة بالحرص على لبنان، بحيث تكون ذات تأثير مباشر وسريع على فتح الطريق لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان نظرا الى تبدلات استراتيجية كبيرة المّت بالواقع الدولي بما يعني صراحة ان استحقاقات لبنان ليست أولوية في اجندات الدول الى درجة الحلول مكان القوى اللبنانية في ما يتوجب عليها القيام به وتحمل مسؤوليته لمنع تمدد الفراغ الذي تتحمل جميعا تبعات حصوله.
واما في المشهد الداخلي، فان الجمود بدا سيد الساحة والخواء السياسي ولو ان الساعات الأخيرة شهدت اطلاق مواقف بارزة حيال الاستحقاق الرئاسي ان من جهة الكنيسة او من جهة “حزب الله” الذي سجلت مقاربة امينه العام السيد حسن #نصرالله امس، في ذكرى “يوم الشهيد”، تطورا لافتا عبر اطلاق اكثر المقاربات افصاحا عن المرشح الذي يطمح اليه الحزب. ويبدو ان الحملة التي شرع فيها عدد من نواب المعارضة في الجلسة الانتخابية الخامسة، اول من امس، لمجلس النواب حول موضوع نصاب الجلسات التي تلي الدورة الأولى لن تستكين عند حدود “الردع” والتهميش اللذين مارسهما رئيس مجلس النواب نبيه بري في حق النواب المعترضين على اعتماد دائم ومتواصل لنصاب الثلثين، اذ ان اتصالات ومشاورات تدور بين نواب المعارضة بمعظم كتلها ومستقليها لجعل هذه الحملة تتسع وتتصاعد خصوصا بعدما اثبتت زيادة الأصوات للمرشح النائب ميشال معوض ان الطريق الى مراكمة النصف زائد واحد لمصلحته باتت اقرب من أي وقت سابق.
الكنيسة: الرئيس والحوار
وسط هذه المناخات برز البيان العالي السقف لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان أمس مطالبا بالإسراع في الانتخاب والاهم معلنا بدء التحضير لألية للحوار الداخلي. واعتبر المجلس أن “لا أولوية تعلو على أولوية انتخاب رئيس للجمهورية. لذا يدعو أعضاء المجلس السادة النواب ممثلي الشعب، إلى القيام الفوري بانتخاب رئيس للجمهورية، إذ بدونه لا حماية للدستور ولا إشراف على انتظام عمل مؤسسات الدولة، ولا فصل للسلطات، ولا خروج من الشلل السياسي والاقتصادي والمالي، وكل التبعة تقع على نواب الأمّة وكتلهم. الدولة من دون رئيس تقع في الشلل الكامل”. واعلن ان “عملية تنقية الذاكرة، التي كان من المفترض أن تحصل بين اللبنانيين بعد اتفاق الطائف لتضع حدًّا نهائيًا للحرب، لم تحصل لأن المسؤولين عنها لم يستشعروا الحاجة إلى مراجعات ذاتية نقدية ترقى إلى فحص ضمير ومحاسبة وتوبة وطلب معذرة للوصول إلى حوار حقيقي وإلى مصالحة، باتت اليوم ضرورة ملحّة لأن لبنان يمرّ في أخطر مرحلة من تاريخه السياسي والاجتماعي والاقتصادي والمالي… إن تنقية الذاكرة والضمائر هي الشرط الذي من دونه لا مكان لإجراء حوار صريح وبنّاء بين المسيحيين والمسلمين، من جهة، وبين الأحزاب والكتل النيابية، من جهة أخرى، لكي تسلم المؤسسات الدستورية وحقيقة العيش المشترك المنظم بنصوص الدستور” واعلن انه” من أجل ضمان نجاح عملية تنقية الذاكرة، وهي مسيرة طويلة الأمد، والوصول الى الحوار الحقيقي فإلى المصالحة الشاملة وبناء حضارة المحبة والسلام، يعمل المجلس على وضع خطة عمل تقضي بتعيين “لجنة حقيقة ومصالحة” تضمّ حكماء وتعمل على التواصل مع جميع الأطراف اللبنانيين، دينيين وسياسيين ومدنيين، لتهيئة الأجواء تمهيدًا للدعوة إلى الحوار”.
نصرالله.. ومرشح المقاومة”
اما الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله فأثار امس للمرة الأولى بوضوح “نموذج” الرئيس الذي يسعى الحزب الى انتخابه اذ طرح بوضوح “نموذجي” الرئيسين السابقين اميل لحود وميشال عون بما يوحي مبدئيا تزكية لترشيح الحزب لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، ولكنه ارفق هذه المقاربة بلفتة ذات ابعاد اعتبرت رئاسية ايضا ولم تخف على المراقبين عندما أشاد بقيادة الجيش وضباطه بما أوحى على الأقل بقابلية الحزب للتوافق حول اسم قائد الجيش العماد جوزف عون .
- صحيفة الأخبار عنونت: نصرالله يحدد مواصفات الرئيس: لا يخاف ولا يُشترى ولا يطعن المقاومة
وكتبت تقول: وضع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس حداً لمرشحي «تقطيع الوقت»، مؤكداً «أننا نريد رئيساً للجمهورية في أسرع وقت ممكن، لكن هذا لا يعني أن نسد الفراغ في هذا الموقع الحساس بأي كان». وحدّد بعض المواصفات التي يجب أن تتوافر في الرئيس المقبل، وهي أن يكون «مطمئناً للمقاومة، لا يخاف من الأميركيين ويقدم المصلحة الوطنية على خوفه، ولا يباع ولا يشترى»، مشدداً على «أننا لا نريد رئيساً يغطي المقاومة أو يحميها لأنها لا تحتاج إلى ذلك، إنما رئيس لا يطعنها في الظهر».
وفي كلمة له في الاحتفال الذي أقامه حزب الله بمناسبة «يوم الشهيد»، قال إنه «مع الرئيس العماد إميل لحود، صنعت المقاومة التحرير عام 2000، وقاتلت بالعسكر والسياسة عام 2006، وكانت مطمئنة أن لا رئيس جمهورية يتآمر عليها ويطعنها في الظهر»، وهي كانت كذلك «مع الرئيس ميشال عون، آمنة على مدى ست سنوات وكانت عاملاً حاسماً في إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية لأنه كان في بعبدا رجل شجاع لا يبيع ولا يشتري ولا يخون ولا يطعن»، مؤكداً «أننا يجب أن نبحث عن رئيس جمهورية بهذه المواصفات»، و«على اللبنانيين أن يعملوا ويناضلوا للوصول إلى الخيار الأنسب»، مشيراً إلى أن «هذا الموقع له علاقة بعناصر القوة، وهذا موضوع استراتيجي يرتبط بقوة لبنان وبالأمن القومي، والمقاومة هي أحد عناصر القوة الأساسية». وتوجه إلى الفريق الآخر بأنه «عندما تطلبون منا أن ننتخب فلاناً، وهو من أول الطريق يناقشنا بالمقاومة، يعني مبلشين غلط».
وشدّد نصرالله على أن «الإدارة الأميركية هي من يمنع المساعدة عن لبنان»، واصفاً إياها بـ «الطاعون واللعنة والوباء الذي تخرجه من الباب فيعود من الطاقة إذ لا حدود لأطماعه وأهدافه». ونبّه إلى أن «الأميركيين يعتقدون أن سيناريو الفوضى يُمكن أن يؤدي إلى إنهاء المقاومة، وهم يتحدثون علناً عن دعمهم للجيش بهدف أن يكون في مواجهة المقاومة. لكن الجيش، قيادة وضباطاً ورتباء وجنوداً، كلهم يرفضون هذا الموقف بالمطلق»، وفي ظل التدخل الأميركي «يحق لنا نحن كجزء كبير من الشعب أن نطالب برئيس للجمهورية مُطمئن لهذه المقاومة».
موقع الرئاسة يتعلق بالأمن القومي ولا يمكن أن نسدّ الفراغ بأي كان
ولفت إلى أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية أكد أن «من يحمي لبنان هو الله ومعادلة القوة. هذا العدو يفهم القوة وليس أمر آخر»، لافتاً إلى أن «البعض يعتبر أن ضمانته هو الالتزام الأميركي، لكن ضمانتنا الحقيقية هي في عناصر القوة التي يملكها لبنان والتي تشكل ضمانة استمرار هذا الاتفاق». ورد على تصريحات مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف التي «تحدثت عن سيناريوهات كارثية يمكن أن تؤدي للخلاص من حزب الله ووصفته بالطاعون أو اللعنة»، وقال إن «اللعنة هو الكيان الصهيوني الذي هجر وقتل واستباح فلسطين ولبنان وهي لعنة صنعت في الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة هي التي أرادت الفوضى في لبنان في 17 تشرين 2019 بعدما فشلت مخططاتها وزرعت لعنتها التي تصدى لها حزب الله والشرفاء». وأكد أن «اللعنة الأميركية تمنع أي دولة من مساعدة لبنان كما في هبة الفيول الإيراني».
وفي ما يتعلق بالانتخابات الإسرائيلية أكد أن «لا فرق بالنسبة لنا. كلهم أسوأ من بعضهم، الحكومات التي تعاقبت على الكيان كلها حكومات مجرمة وغاصبة ومحتلة ولا تملك شيئاً من القيم الأخلاقية والإنسانية»، وكرر أن «من يحمي لبنان هو معادلة القوة معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهذا العدو سواء من اليمين أو اليسار لا يفهم إلا لغة القوة». وأكد أن إيران «انتصرت من جديد على الفتنة والمؤامرة الأميركية- الإسرائيلية- الغربية، انتصاراً كبيراً وحاسماً، وهذا سيزيدها قوة».
- صحيفة الأنباء عنونت: اللحظة الرئاسية لم تأتِ بعد.. ورسائل “الحزب” في الاتجاهين
وكتبت تقول: لمرة جديدة يتأقلم اللبنانيون مع الشغور الحاصل، كما مع فكرة احتمال استمراره لوقت طويل، فما عاد أحد من المواطنين ينتظر جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، لأن نتائجها معلومة سلفاً، ولا تقدّم ولا تؤخّر شيئاً في المشهدية اللبنانية بشكل عام، وفي الاستحقاق الرئاسي بشكل خاص.
لم يطرأ جديد على الساحة السياسية سوى الحركة التي يقودها الحزب التقدمي الاشتراكي في اكثر من اتجاه لمحاولة الوصول الى نقطة تلاق تسمح بحصول الانتخاب الا أنه حتى الساعة لا يبدو أن اللحظة الرئاسية قد حانت بعد لدى البعض القوى المتمترسة خلف التعطيل او الاستنكاف، وقد جاء أمس حديث الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله في هذا المجال حيث طالب برئيس “لا يطعن المقاومة بالظهر”، موجهاً رسائله باتجاهين الحلفاء كما الخصوم، حيث قال إن “المقاومة لا تريد من يغطيها”، وكأنّه يكمّل البيان الذي صدر عن كتلة الوفاء للمقاومة قبل يومين، والذي حدّد مواصفات رئيس الجمهورية المقبل، الذي يجب أن يكون سيادياً ووطنياً، ولا ينصاع إلى إملاءات الخارج،
لم يكشف حزب الله عن مرشّحه للانتخابات الرئاسية، وكل ما يُشاع عن تبنّيه ترشيح سليمان فرنجية لا زال كلاماً صحافياً لا أكثر ولا أقل، لأن الحزب لم يحسم أمره في هذا الملف، وهو يُحاول ترتيب بيته الداخلي والجمع بين حليفيه سليمان فرنجية وجبران باسيل قبل البت بالموضوع.
عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب الياس الخوري علّق على حديث نصرالله، فشدّد على “وجوب الحوار بين كافة اللبنانيين على مختلف الملفات في المرحلة المقبلة، خصوصاً الخلافية منها، وهي مرحلة جديدة في المنطقة، ستكون معالمها التسويات، وترسيم الحدود كان إحداها”.
وفي حديث لجريدة “ألأنباء” الإلكترونية، لفت الخوري إلى أن “لا شك أن حزب الله يمثّل شريحة أساسية من اللبنانيين يجب التواصل معها، لكن في الوقت نفسه، من المفترض نزع كل عائق يحول دون بناء الدولة القوية التي يطمح إليها اللبنانيون، من خلال بناء المؤسسات، وبالتالي ذلك يتطلّب حواراً بالعمق”.
وعن قول نصرالله أن واشنطن منعت لبنان من استقدام الفيول الإيراني والغاز المصري والكهرباء الأردنية، ذكّر الخوري بحديث سابق للأمين العام لحزب الله قال فيه إن استقدام المازوت من إيران سيستمر، وسأل الخوري: “أين بات هذا المازوت؟ حزب الله يجني نتائج سياساته من خلال العقوبات التي فُرضت عليه وفرضها على لبنان”.
من جهته، رأى النائب محمد يحيى في خطاب نصرالله “رسالة للأطراف الأخرى، مفادها، لا نريد أن نفرض رئيساً على أحد، بل نريد شخصية تحظى بحد أدنى من التوافق، لأن الإجماع الكلّي مستحيل”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، لفت يحيى إلى أن “لـ”حزب الله” مصلحة بالتوفيق بين حلفيه فرنجية وباسيل، لكن الموضوع صعب وليس سهلاً على الإطلاق”.
وتوّقع يحيى أن تطول فترة الفراغ لأكثر من 4 أو 5 أشهر، لكن ذلك يبقى رهن توافق الأطراف الداخلية على الحل، دون أن لم ينكر وجود دور للخارج، واعتبر أن الاستحقاق يحتاج إلى لحظة توافق داخلي وإقليمي، لوصول رئيس غير صدامي.
المراوحة على حالها إذاً، لا بل أن إطلالة نصرالله جاءت لتؤكد ان لا جديد على مستوى الاستحقاق ولا يزال فريق 8 أذار في مرحلة المواصفات وليس لديها أي خيار عملي لخوض الاستحقاق، طبعاً بانتظار اللحظة المؤاتية.