قالت الصحف: طغيان الهموم المعيشية والسجالات السياسية
الحوارنيوز – خاص
بين الهموم المعيشية والسياسية المعقدة توزعت افتتاحيات صحف اليوم وجاءت على النحو الآتي:
- صحيفة النهار عنونت: تصعيد “حزب الله”: الرئيس… من نريده!
وكتبت تقول: يبدو واضحا ان الغموض الذي ساد بعض جوانب المشهد الداخلي في الفترة الأخيرة والمتصل باتجاهات ما يسمى “محور الممانعة”، قد وجد أخيرا طريقه الى التبدد تماما في ظل مضي “حزب الله” منذ ثلاثة أيام في سياسة تصعيد المواقف وتخليه عن نهج التهدئة الذي طبع مقارباته السابقة للاستحقاق الرئاسي. وتبعا لـ”امر العمليات” الذي اطلقه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسين نصرالله في كلمته الجمعة الماضي، والذي انطوى على ملامح مفاجئة لانطلاق الحملة التصعيدية ضد خصوم الحزب والانتفاضة اللبنانية والولايات المتحدة، راح نواب الحزب يعلون النبرة التصعيدية المتصلة بالاشتراطات التي تكمل مواصفات “الرئيس الذي لا يطعن المقاومة في ظهرها” بحيث تطورت المعادلة الى ان “لا رئيس الا الذي نريده”. الاستدارة التصعيدية للحزب والتي تجلت عبر التخلي المفاجئ عن المناداة برئيس توافقي الى اشتراط رئيس يجسد معادلة “اميل لحود او ميشال عون” اثارت معالم مشهد تصعيدي سيطبع الأسبوع الطالع وما يليه بدليل انطلاق موجة ردود فعل مناهضة بحدة لتصعيد الحزب ناهيك عن بدء بلورة أصداء خارجية راصدة لهذا التصعيد الذي يربط أيضا بمعطيات إيرانية مكشوفة. وايا تكن الدوافع داخلية او إيرانية، فان الخلاصات تصب في خانة واحدة هي ان الحزب يدفع قدما نحو إطالة الفراغ الرئاسي واخضاع لبنان مجددا لسياسة تصفيات الحسابات وتبادل الرسائل الإقليمية.
الاتحاد الأوروبي
ومن غير المستبعد ان تبدأ هذه التطورات الجديدة باثارة أصداء خارجية سلبية حيال معطلي الاستحقاق الرئاسي. ففي هذا السياق افاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان الاتحاد الاوروبي ادرج لبنان على جدول اعمال اجتماع وزراء خارجية دول المجموعة الاوروبية الذي يعقد اليوم وغدا في بروكسيل. واشار بيان صادر عن الاتحاد الاوروبي الى ان وزراء الخارجية سيتشاورون ويتبادلون الافكار حول اخر المستجدات والتطورات السريعة للوضع الداخلي اللبناني. ومن المتوقع ان يصدر بيان عن الاجتماع يؤكد ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة باسرع وقت حتى يتم تنفيذ برنامج الاصلاحات الهيكلية الضرورية لنهوض البلد. وكان الاتحاد الاوروبي على لسان الممثل الاعلى للشؤون الخارجية والامن قد اشار الى ان الاتحاد اتخذ الاجراءات التي تسمح له بفرض عقوبات على المعطلين لانتخاب رئيس للجمهورية وهي وسيلة يعتبر الاتحاد الاوروبي انها ستكثف الضغط على الطبقة السياسية اللبنانية وتاكيد من قبل الاتحاد الاوروبي انه يقف الى جانب الشعب اللبناني وتاكيد منه على دعم مطالبه. وتبدو المانيا في طليعة الدول الاوروبية التي تدفع باتجاه امكان معاقبة النظام الايراني وفي السياق “حزب الله” المهدد للاستقرار الداخلي والاقليمي وقد صنفته في شقيه العسكري والسياسي ارهابيا.
وتعتبر مصادر اوروبية ان تحديد الحزب شروطه لانتخاب رئيس للجمهورية وتعطيله العملية الانتخابية الرئاسية اثار ردودا لبنانية وغربية معارضة وهناك تخوف من تحويل لبنان الى ساحة صراعات اقليمية قد تزعزع وضعه الامني بعد ان بات الوضع المالي والاقتصادي مخيفا والانفجار يسابق الوقت، فلبنان يقف على مفترق خطير جدا بين طريقين، فاما المرونة السياسية وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة فاعلة تسمح بانتظام الوضع بالحد الادنى، واما خراب البلد.
فهل سيشكل هذا الاجتماع الانذار الاخير من خلال بيان شديد اللهجة قبل فرض عقوبات على الطبقة السياسية المعطلة، ام ان الخلافات داخل الاتحاد حول الموقف من الوضع اللبناني ستؤدي الى مزيد من المشاورات قبل الاجتماع الذي سيضم خلال اسابيع رؤساء الدول الذين قد يتوافقوا على فرض العقوبات على معطلي الانتخابات الرئاسية ؟
وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت السبت أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تطرقا في الاتصال الذي اجراه ماكرون ببن سلمان الى المخاطر التي تهدد استقرار المنطقة وأعربا عن رغبتهما في تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين. وشدّد الرئيس الفرنسي على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت حتى يتم إدارة برنامج إصلاحات هيكلية لا غنى عنها لنهوض البلاد. واتفق المسؤولان على مواصلة وتعزيز تعاونهما للاستجابة لحاجات الشعب اللبناني الانسانية.
لقاء الثلثاء
اما في الداخل، فارتسمت معالم تحركات ومواقف من شأنها جعل الأسبوع الطالع عرضة لتسخين سياسي مرجح ان في ما يتصل بالاستحقاق الرئاسي وان بملفات التشريع . ومن المقرر ان يعقد لقاء غدا الثلثاء لعدد من نواب المعارضة “التغييريين” والمستقلين في احد فنادق بيروت. وذكر ان الدعوات وجهت الى نحو أربعين نائبا من كتل الكتائب و”التغيير” و”تجدد” وصيدا و”الاعتدال الوطني” ومستقلين لحضور اللقاء الذي سيتقرر فيه موقف المجتمعين من حضور الجلسات التشريعية والانتقال الى مرحلة أخرى في الاستحقاق الرئاسي وسيجري التنسيق بين المجتمعين والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب “القوات اللبنانية”.
- صحيفة الأخبار عنونت: الكهرباء رهينة “تحالف البخاري”
وكتبت تقول: بصرف النظر عن الصيغة التي أعلن الرئيس نجيب ميقاتي أمس أنه اتفق عليها مع الرئيس نبيه بري لإقرار سلفة خزينة لمصلحة مؤسسة كهرباء لبنان لشراء الفيول وزيادة ساعات التغذية، فإنها تبقى في حاجة إلى إعداد مشروع قانون للتصويت عليه في جلسة تشريعية نيابية غير مؤمّن “نِصابها” بسبب الخلاف المستجد في مجلس النواب حول ما إذا كان يحق للمجلس التشريع في ظل تحوله هيئة ناخبة، فضلاً عن الخلاف على تحديد نصاب الجلسات الرئاسية بكل دوراتها (الثلثان أو النصف زائد واحد). وهو خلاف قد لا تنفع معه مبررات تشريع الضرورة على أبواب الشتاء، ما يبقي “حلم” تأمين الكهرباء عشر ساعات مهدداً، رغم تأكيد مستشار رئيس الحكومة نقولا نحاس “أننا في العاشر من كانون الأول سنحصل على 10 ساعات من التغذية الكهربائية”.
فقد أكّدت مصادر نيابية أن الصيغة التي جرى الاتفاق عليها في عين التينة لتأمين 300 مليون دولار لشراء الفيول وعدَ بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على أن يتم بيعها بسعر المنصّة لمؤسسة كهرباء لبنان على مدى ثلاثة أشهر بين كانون الأوّل وشباط، إن كانَ على شكل كفالة أو عبر دفع المبلغ مباشرة، لا يُمكن أن تُنفّذ من دون إمرار القانون الذي وضعه الحاكم كشرط، ودون ذلك صعوبة في ظل غياب التوافق السياسي.
وفي هذا الإطار، علمت “الأخبار” أن جبهة معارضة يجري العمل عليها لـ”تحالف البخاري”، تضم النواب الـ 27 الذين اجتمعوا في “بيت الكتائب” مطلع هذا الشهر وأصدروا بياناً يؤكد على أن “الأولوية هي لانتخاب الرئيس”، إلى جانب نواب مستقلين يصل عددهم جميعاً إلى حوالي 40 نائباً سيجتمعون غداً للتأكيد على معارضة عقد أي جلسة تشريعية. وفيما تغيب كتلة “الجمهورية القوية” عن الاجتماع، أكّدت معلومات “الأخبار” أن التواصل مع “الكتائب” و”القوات” ليسَ مقطوعاً وهناك اتصالات تنسيقية في هذا الصدد.
أمام هذا الواقع تتجه الأنظار إلى موقف التيار الوطني الحرّ وما إذا كان سيؤمّن النصاب لجلسة تشريعية لإمرار صيغة بري – ميقاتي، خصوصاً بعدما كان المجلس قد رفض سابقاً، في عهد الرئيس عون، إعطاء سلفة لمؤسسة كهرباء لبنان ما أدخل لبنان في عتمة شاملة. إلا أن معلومات “الأخبار” تشير إلى أن التيار يتعاطى بإيجابية “في كل ما يتعلق بشؤون الناس، خصوصاً على أبواب الشتاء، بعيداً من الكيدية”، بالتالي فهو على الأغلب لن يعارض إعطاء السلفة التي لطالما طالب نوابه بها.
- صحيفة الديار عنونت: إجتماع لقوى المعارضة للدفع قدماً بمعوض والتصدّي لـ «التشريع الضرورة»
مرجعيّات تعوّل على اتصال ماكرون- ابن سلمان.. هل يحرّك المياه الرئاسيّة الراكدة ؟
البلد مفتوح على كلّ السيناريوهات مالياً… ولا سقف للدولار
وكتبت تقول: تدخل البلاد أسبوعا جديدا من الشغور الرئاسي الذي ينعكس تلقائيا سلبا على كل الملفات الحياتية، في ظل حكومة تصريف أعمال ملزمة ان تحصر حركتها بما هو ضروري وملح، ومجلس نواب تحوّل الى هيئة ناخبة ترفض مجموعة كبيرة منه ان يعود للتشريع، لاعتبارها ان ذلك يرسخ فكرة ان وجود رئيس في قصر بعبدا وعدمه سيان!
وبحسب معلومات “الديار”، تستعد قوى المعارضة للتصعيد في مجال التصدي لاي توجه للدعوة لجلسة تشريعية، كما انها تعقد اجتماعا موسعا غدا الثلاثاء لاتخاذ موقف جامع في هذا الاطار، وسعيا لاقناع مكوناتها التي لا تزال على موقفها الرافض بالتصويت للمرشح الرئاسي ميشال معوض بعكس ذلك، مع استبعاد نجاحها في اي جلسة مقبلة، وبأحسن الاحوال بتجاوز عتبة الـ50 نائبًا المؤيدين لمعوض.
واوضحت مصادر تستعد للمشاركة في هذا الاجتماع لـ” الديار”، انه “يندرج في اطار مواصلة تنسيق المواقف بين احزاب ومجموعات المعارضة”، لافتة انه “سيكون موسعا اكثر مقارنة بالاجتماع الذي عقد مطلع الشهر في الصيفي وضم 27 نائبا، اذ من المفترض ان يشارك فيه ممثلون عن “القوات اللبنانية” ونواب مستقلون آخرون”.
واكدت مصادر في “القوات” انه سيتم خلال هذا الاجتماع “التأكيد على ترشيح معوض والسعي لتأمين النصف زائد واحدا، ما يخلق امرا واقعا رئاسيا ودينامية جديدة”.
من جهتها، اشارت مصادر قريبة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ “الديار” الى انه يستعد للدعوة لجلسة سادسة لانتخاب رئيس هذا الأسبوع ، مع ترجيحها ان تكون نتيجتها كسابقاتها.
ومن المفترض ان تتواصل الردود على المواقف عالية السقف التي صدرت عن امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ومسؤولين في الحزب نهاية الاسبوع الماضي، لجهة المواصفات الواجب ان يتمتع بها اي رئيس مقبل البلاد.
فبعدما كان السيد نصرالله اعلن صراحة ان “المقاومة تريد رئيساً للبلاد يكون مطمئناً لها، رئيساً شجاعاً في بعبدا، لا يخاف ولا يتنازل ويقدّم المصلحة الوطنية على خوفه، ولا يُباع ولا يُشترى”، اعتبر رئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد في تصريح يوم أمس ان “ما نحن فيه الآن من اشتباكٍ سياسيّ حولَ اختيار رئيسٍ للجمهورية هو اشتباكٌ يقوم على خلفيّة التنازع بين توجّهين حضاريّين وليس فقط بين توجهين سياسيين”، مشيرا الى ان “ثمة من يريد أن يأتي برئيسٍ يطوي صفحة الصّراع مع العدو الإسرائيلي، ويريد أن يتعاطى مع المقاومة كميليشيا”.
انعكاسات اتصال ماكرون- ابن سلمان
ورجحت مصادر مواكبة للملف الرئاسي، ان ينعكس الاتصال الذي سجل بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ايجابا على ملف الرئاسة لجهة تحريك المياه الراكدة. اذ بدا لافتا تطرق البيان الى ان “المناقشة ركزت بشكل خاص على لبنان”، وشدّد ماكرون “على ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، حتى يتم تنفيذ برنامج الإصلاحات الهيكلية الضرورية لنهوض هذا البلد”.
وقالت المصادر لـ” الديار”: “لا شك ان الانعكاسات لن تكون سريعة ومباشرة، لكن سيكون لها اثرها عاجلا ام آجلا، في ظل دفع فرنسي لاقحام الرياض اكثر في الملف الرئاسي، ومن خلاله بالملف اللبناني والمساهمة في نهوض البلد”، معتبرة “ان هناك شبه اجماع لدى مختلف القوى ان رئيسا لا ترضى عنه الرياض، سيعني تمديدا للازمة الراهنة، وهو ما لا يريده لا اخصام المملكة العربية السعودية ولا حلفاؤها سواء في الداخل او في الخارج”.
وتابعت المصادر “بالاضافة الى الدفع الدولي لملء الشغور الرئاسي قريبا، يبدو ان هناك مخاوف تتنامى داخليا من خروج الامور عن السيطرة في ظل الفراغ والتعطيل الذي بدأ يتسلل الى كل المؤسسات. اضف ان مخاوف “الوطني الحر”هي من احتكار رئيسي مجلس النواب وحكومة تصريف الاعمال السلطة والذي اصبح امرا واقعا، اذ بات يتم حل الملفات العالقة عبر اجتماعات تعقد في عين التينة وآخرها مسألة سلفة الكهرباء، وهو ما لن يسكت عنه العونيون كما مرجعيات مسيحية، وابرزها بكركي التي تخشى اكثر من اي وقت مضى تغييب المسيحيين واحتكار دورهم وما تبقى من صلاحياتهم بعد الطائف”.
الوضع المالي… خطر
ولا شك ان كل ما سبق يفاقم الوضعين المالي والاقتصادي، في بلد يشهد منذ 3 اعوام انهيارا من دون مكابح. اذ بدا واضحا ان اجراءات حاكمية مصرف لبنان التي خفضت قبل نحو شهر سعر الصرف 5 آلاف ليرة بسحر ساحر، تلاشى سحرها مع تجاوز الدولار في الايام الماضية عتبة الـ40 الفا. وقالت مصادر معنية بالملف المالي لـ” الديار”: “الكل ينتظر موعد اصدار حاكم مصرف لبنان مجموعة تعاميم جديدة مرتبطة برفع سعر الصرف الرسمي الى 15 الفا، الا ان ما يحصل راهنا هو اجتماعات للتفاهم مع المصارف حول كيفية التعامل مع المواطنين الذين يسددون ديونا بالليرة على سعر 1500 ليرة وهم اصلا اقترضوها بالدولار، وبخاصة ان بعض البنوك توقفت عن استيفاء الدفعات بالليرة، بانتظار صدور سلة التعاميم الجديدة المرتقبة الشهر المقبل”.
ووصفت المصادر الوضع بـ” الخطر”، وبخاصة ان “احتياطات مصرف لبنان لا تزال تتراجع، فيما المفاوضات مع صندوق النقد الدولي مجمدة، والحكومة تواصل استنزاف هذه الاحتياطات وآخرها عبر سلفة الكهرباء”. واضافت: “الوضع مفتوح على كل السيناريوهات، ولا يمكن التكهن بسقف لسعر الصرف، والآتي من الايام قد يكون اصعب مما فات”