قالت الصحف: سفراء الخماسية في خيمة البخاري إستطلاعيا.. وسط تصاعد التهديدات الإسرائيلية
الحوار نيوز – صحف خاص
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة على انطلاق تحرك سفراء اللجنة الخماسية من خلال اجتماعهم في خيمة السفير السعودي في لبنان وذلك على سبيل الاستطلااع ، وسط تصاعد التهديدات الإسرائيلية للبنان.
النهار عنونت: الخماسية تقلع “محلياً” وتصعيد للتهديدات الإسرائيلية
وكتبت صحيفة “النهار”: وسط رتابة اليوم الثاني من “منبريات” جلسات مناقشة الموازنة في مجلس النواب قبل ان تصل الى خواتيمها، ومع عودة التصعيد الميداني اللافت في المواجهات على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل مقترنا بتصعيد مماثل في التهديدات الإسرائيلية لـ”حزب الله” ولبنان، اتجهت الأنظار امس إلى الاجتماع الأول من نوعه لسفراء الدول الخمس الأعضاء في المجموعة الخماسية المعنية بالأزمة الرئاسية في لبنان كونه سيشكل مبدئيا حجر الزاوية في اجندة محدثة لعمل المجموعة التي ستنعقد على مستوى ممثليها الأساسيين في باريس او الدوحة في بداية شباط المقبل للاتفاق على مسار متجدد حيال لبنان.
اجتماع سفراء الدول الخمس عقد في الرابعة والربع عصرا في دارة السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة وضم الى بخاري سفراء الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، وفرنسا هيرفي ماغرو، وقطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، ومصر علاء موسى. وإذ لم يصدر أي بيان عن اللقاء وسط كتمان عما تخلله من أبحاث فهم ان الاجتماع كان تنسيقيا بحيث توافق السفراء على الخطوات التي يتخذونها معا في المرحلة المقبلة والتي ستبدأ بجولة على المسؤولين الرسميين والقادة السياسيين ورؤساء الكتل النيابية لوضعهم في الخطوط الأساسية لتحرك المجموعة الخماسية على ان تتحدد طبيعة التحرك في المرحلة التالية بعد الاجتماع المبدئي المقرر للمجموعة في باريس او الدوحة وسط تأكيد الفصل بين الازمة الرئاسية ومجريات الأحداث الجارية في الجنوب اللبناني وغزة.
وأفادت معلومات ان بين أبرز النقاط التي وردت في نقاشات السفراء الخمسة التأكيد أن دور الخماسية لا يحل بأي شكل من الأشكال مكان إرادة اللبنانيين التي تنعكس في مجلس النواب. كذلك، كان تأكيد للتقارب في الموقف بين الخماسية ورئيس مجلس النواب لناحية الفصل بين الملف الرئاسي والتطورات في غزة والمنطقة.
التصعيد جنوباً
في غضون ذلك واصلت إسرائيل امس تهديداتها بتوجيه ضربة عسكرية قوية ضد لبنان، واقترنت هذه التهديدات بما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن انتشار عدد كبير من القوات الإسرائيلية قرب حدود لبنان .وفي حين صعد الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته على بلدات وقرى حدودية مستهدفا تجمعات تجارية ومحدثا دمارا واسعا فيها، هدد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال لقائه نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني بان “الجيش الإسرائيلي سيوجه للبنان ضربة عسكرية لن يتعافى منها في حال لم ينسحب حزب الله من الحدود”. وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيان، إن كاتس طلب من تاياني “العمل مع الحكومة اللبنانية لسحب حزب الله من جنوب لبنان، وحذّر من حرب من شأنها أن تلحق أضراراً جسيمة بالمواطنين اللبنانيين”.
وفي هذا الوقت كان الطيران الحربي يشن غارات على أهداف مدنية فاستهدف اطراف بلدة البازورية حي حانيين، مما ادى الى اصابة امرأة في منزلها، وتم نقلها بواسطة سيارة اسعاف تابعة لكشافة الرسالة الاسلامية الى احد المستشفيات في صور. كما شن ثلاث غارات على بركة الجبور في منطقة جزين مطلقا خمسة صواريخ. وشن لاحقا غارة على كفركلا – تل نحاس، كما اغار على بلدة بليدا مستهدفا بالصواريخ منزلا دُمر بالقصف والغارات المسيّرة سابقا. واعلنت هيئة البث الإسرائيلية ان “الجيش الإسرائيلي هاجم مواقع لحزب الله بينها مهبط طائرات عسكري يبعد 20 كم عن شمال المطلة”.
وبعد الظهر أغار الطيران الإسرائيلي على منطقة الضهور في بلدة كفركلا، واستهدف “سنتر حسن وحسين دخل الله جمعة” مما تسبّب بدمار شامل في المركز التجاري والمحلات والمنازل المجاورة له.
وفي المقابل، اعلن “حزب الله” انه استهدف موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة كما شن هجومًا جويًا بمسيّرتين إنقضاضيّتين على أحد مواقع منظومة الدفاع الجوّي ومنصّات القبّة الحديديّة قرب مستوطنة كفربلوم وحقق فيها إصابات مباشرة.
“ثلاثية” الموازنة
اما جلسات مجلس النواب لمناقشة قانون موازنة 2024، فغرقت في رتابتها في اليوم الثاني الذي لم يكن كافيا لانهاء الكلمات، فتمددت الى يوم ثالث حيث ستعقد الجلسة الختامية في الثالثة بعد ظهراليوم ويلقي خلالها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رد الحكومة على النواب ثم يجري التصويت بندا بندا على الموازنة. ومن بعض المواقف اللافتة في الكلمات التي ألقيت في جلستي البارحة رأى النائب آلان عون “ان هناك عجزا مستفحلا يسمح بالتدخّل الخارجي، وحان وقت العودة للحديث عن السلة المتكاملة وأي كلام آخر هو تمديد للفراغ. والخروج من المأزق بحاجة إلى العودة لمنطق التسويات. ولو كان الرئيس سعد الحريري موجوداً اليوم لكانت المعادلة اختلفت كثيراً، شجاعة الحريري في فتح الثغرات.
اشتقنالك”. واعتبر النائب رازي الحاج “ان هذه الموازنة ليست موازنة 24 انها موازنة 24 جريمة”. وقال “من كتب الفذلكة ليس هو من حضّر الموازنة وهذا دليل على الإنفصام في الدولة “، مؤكدا انه “يجب عدم القبول بموازنة من دون قطع حساب”. ودعا النائب اسامة سعد “إلى إسقاط الموازنة وردّها من حيث أتت، لأنّه لا يمكن إصلاحها ” وأعلن ان “انتخاب الرئيس هو دورنا نحن نواب البلد، واللبنانيون يريدون رئيسا مستقلا عن المحاور الدولية والاقليمية”. وقال: “لا لمرشح التوافقات الاقليمية والدولية ولا لمرشح الصفقات والتسويات وانتخاب الرئيس حق الناس على النواب”.
وسأل النائب سليم الصايغ، في الجلسة ، “الى متى الاهتمام بكل شيء بينما المطلوب واحد وهو استعادة الشرعية في كل الميادين الذي هو المدخل للاصلاح” وأكد “ان غياب الرئيس هو فضّ للشراكة الوطنية فالدستور لا يحتمل اي انتظام للحياة الديمقراطية في غيابه “. وأشار النائب علي حسن خليل الى ان “قدرنا ان نحمي وجودنا في هذا البلد ولا مجال لفكرة القوة وفائضها في علاقاتنا مع بعض، ولا تستقيم أمورنا باحتكار الوطنية واختراع العداوات وحريصون على من نختلف معهم”. وجدد الحرص على “إتفاق الطائف وعلى تطبيقه والشراكة هي روح لبنان”.
النائب غسان حاصباني قال” مع إلتزامنا بأولوية إنتخاب رئيس للجمهورية وعدم تطبيع التشريع في غيابه، فالمادة 32 من الدستور توجب علينا في العقد الثاني للمجلس ان نبحث بالموازنة ونصوّت عليها قبل أي عمل آخر وأن ما نُعت “بالبهلوانات السياسية” ليس بممارسة حق التصويت أو عدمه بل بتقديم هرطقات دستورية عبر اقتراح قانون منفصل للموازنة من خارج مجلس الوزراء، الذي يتعارض مع مبدأ فصل السلطات”.
جعجع
وفي ألمواقف القيادية البارزة اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بان “ما يقوم به حزب الله في الجنوب لا يخدم قطاع غزة بشيء ويشكل خطراً كبيراً على لبنان”. ولفت في حديث إلى برنامج “صار الوقت” من محطة “ام تي في” ، ان “حزب الله هو أكبر مشكلة يواجهها لبنان في المرحلة الحالية، وكثر حاولوا معالجتها ولا نزال في المشكلة نفسها، والحزب انخرط فعلاً بالحرب لكنه لم يذهب بعيداً لأن ميزان القوى ليس لصالحه”. وأضاف ان “حزب الله وايران انخرطا في الحرب إلى الحد الذي يناسبهم وموقفنا من حزب الله معروف ولا يتغير، في السلم والحرب، واليوم حزب الله وضع لبنان في خطر حقيقي، لكننا لا نتمنى أن تندلع الحرب لأي اعتبار ولكن نخشاها لأنها ستكون حربا مدمّرة”. ورأى ان “ما يقوم به حزب الله في جنوب لبنان هو للبقاء مع إيران في المعادلة القائمة، لأنه فعلياً لا يؤثر على الأحداث بشكل مباشر في قطاع غزة، ما يقوم به حزب الله لا يقدّم بل يؤخر في موضوع الحل”. وقال جعجع، “ان كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن ربط وقف النار في لبنان بوقفه في غزة غير مقبول لأنه يؤدي إلى نتائج غير محسوبة. والمسؤولية اليوم تقع على هذه الحكومة رغم كل “خنفشرياتها”.
ولفت الى ان “حكومة تصريف الأعمال تكون “تصريف أعمال” في الأيام العادية لكن في حال الحرب تكون حكومة “طبيعية” وعليها تحمّل المسؤولية عن أي شيء يقع في لبنان”. وذكر جعجع، أن “على الحكومة اللبنانية أن تضبط ما يحصل وعلى من يملك صلاحيات أن يستعملها و”ما فينا إلّا ما نطبق القرار 1701”. دول العالم تطالبنا بتطبيق القرار 1701 فيما نحن نقول لهم “لا ما فينا” وهذا غير مقبول”.
===
اللواء عنونت: سفراء الخماسية في خيمة بخاري: طائف رئاسي لإنهاء الشغور في بعبدا
إقرار الموازنة اليوم بعد «مداخلات تسجيل حضور».. وتهديدات إسرائيلية بابعاد مقاتلي الحزب
وكتبت صحيفة “اللواء”: بين مشهد الجبهة في الجنوب، الموزع على هجمات حزب الله بمسيَّراته الانقضاضية وصواريخه على منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلي ومنصات القبة الحديدية قرب مستوطنة كفربلوم، وغارات الاحتلال ومدفعيته التي لم توفر القرى والمدن الجنوبية من البازورية الى بركة جبوري في جزين ومشهد «الرمي الكلامي» على الموازنة، من قبل النواب، قبل الانصياع لواجب اقرار الموازنة للعام 2024، على حسناتها (صفر عجز) وعلاقتها لجهة التهرب الضريبي وسوء الجباية وتعطل انتاجية الادارة العامة، بدا الجو السياسي موضع اسئلة، ورهانات، سواء على مآل التصعيد الجنوبي او الانكشاف السياسي، وجهود الخماسية تكوين تقاطعات مشتركة، تساهم في الذهاب الى انهاء الشغور الرئاسي، واعادة الانتظام للوضع العام في البلاد، سواء من الناحية السياسية والدستورية والمالية او على صعيد الاستقرار الجنوبي الذي بات جزءاً من الاستقرار العام في المنطقة، بعد كبح العدوانية الاسرائيلية المستعرة في غزة.
لقاء الخماسية
على الخط هذا، يمكن متابعة تحركات اللجنة الخماسية، فبعد سلسلة من التحركات المتصلة، من زيارة الرئيس بري في عين التينة، وقبل ذلك «لقاء الخماسية» في اليرزة مع السفير الايراني مجتبى اماني، ولقاء المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان والرئيس نجيب ميقاتي، جمع امس سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري، سفراء اللجنة العربية – الدولية الخماسية في دارته في اليرزة، وهم: الاميركية ليزا جونسون، والفرنسي هنرفي ماغو، والقطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، والمصري علاء موسى.
ووصفت مصادر ديبلوماسية اجتماع سفراء دول اللقاءالخماسي بأنه محاولة جادة لوضع خارطة طريق، لتنفيذ التزامات اللجنة بمساعدة لبنان للخروج من مأزق الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، بالرغم من التطورات المستجدة في المنطقة بعد السابع من شهر تشرين الاول الماضي والحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، وانشغال دول اللجنة بتداعيات هذه الحرب وتاثيرها على المنطقة العربية والعالم.
وقالت المصادر ان هناك تفاهما بين دول اللجنةالخماسية على ضرورة اخراج عملية انتخاب الرئيس من خضم الحرب على غزة، وازالة كل محاولات الربط بينهما،لابقاء لبنان يتخبط في ازماته المتعددة، واشارت إلى من أولويات التحرك التي تم الاتفاق عليها، تكثيف الاتصالات مع جميع الاطراف السياسيين والنواب،ووضعهم في اجواء الاجتماع،وابلاغهم برغبة دول اللجنة الخماسية، لمساعدتهم على تجاوز خلافاتهم، وتقريب وجهات النظر فيما بينهم لانتخاب رئيس للجمهورية، يحظى بالتوافق المطلوب،ولا يشكل استفزازا لاي طرف،باقرب وقت ممكن،من دون الخوض في الاسماء المرشحة او من خارجها ، باعتبار ان مهمة انتخاب رئيس للجمهورية تقع على عاتق اللبنانيين انفسهم،ومهمة اللجنة الخماسية المساعدة وتذليل العقبات.
وربطت المصادر سرعة تحرك سفراء دول اللجنةالخماسية، في هذا الظرف بالذات، تداركا لمخاطر قيام إسرائيل بعملية عسكرية ضد حزب الله،لتغيير الواقع العسكري والامني جنوبا، بعد سلسلة من التهديدات الإسرائيلية الموجهة ضد لبنان ،وترددت معلومات بأن احد سفراء اللجنة العرب ،تولى نقل تهديد من الجانب الاسرائيلي لكبار المسؤولين اللبنانيين مؤخرا، مفاده بضرورة وقف الاشتباكات الدائرة على الحدود الجنوبية اللبنانية من قبل حزب الله،قبل نهاية الشهر الجاري،والا ستنفذ إسرائيل تهديداتها، بشن عملية عسكرية واسعة النطاق،لاعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل السابع من شهر تشرين الاول الماضي.
وحسب المعلومات، فإن التوجه لدى اللجنة الخماسية يتعلق بتوحيد الموقف الداعم، لا السعي لان تكون بديلا للموقف اللبناني، الذي يتعين ان يتوحد او يتلاقى مع الفرصة المتاحة في الخارج لتسهيل مهمة المجلس في انتخاب رئيس في وقت لا يتأخر، من اجل ملاقاة ما يجري من مفاوضات لم تنضج بعد في المنطقة، بعد توقف صلب غزة.
وسيرفع سفراء اللجنة الخماسية تقريراً عن تصورها للحل، الى الاجتماع المرجح عقده اواسط شباط في الرياض لممثلي الدول الخمس في اللجنة، قبل عودة الوسيط الفرنسي جان- إيف لودريان الي بيروت، لاعلان التوجه في مؤتمر صحافي، واضعاً الاجراءات العملية في ملعب رئاسة مجلس النواب.
وقال دبلوماسي مطلع ان ما يجري هو اشبه «بطائف خماسي» لانهاء الشغور في قصر بعبدا، ووضع لبنان على سكة الاستقرار الدائمة، والعودة الى الانتظام الطبيعي.
وحسب المعلومات، فإن اصرار اللجنة الخماسية على احداث خرق في الجمود الرئاسي، يأتي على خلفية التفاهم مع الرئيس بري، للعمل رئاسياً بصرف النظر عما يجري على جبهتي غزة والجنوب.
وحسب السفير موسى، فالهدف من الاجتماع استمرار التشاور ووحدة الموقف داخل اللجنة الخماسية والنظر في تقييم ما حصل، والخطوات المستقبلية للتعامل مع الملف الرئاسي في لبنان.
يشار الى ان المعاون السياسي للرئيس بري اعلن عن الاستعداد: «للحديث عن تفاهم شامل لتسهيل عملية الانتخابات».
و قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الترقب سيد الموقف للخطوة التي تلي اجتماع سفراء اللجنة الخماسية والظروف المتاحة للتحرك، وأشارت إلى ان الحركة الجديدة متواصلة لكن الوقائع تشير إلى هناك انتظارا بجلاء مشهد غزة وإمكانية قيام هدنة تستتبعها تهدئة في الجنوب، ما يسمح بالغوص بالملف اللبناني.
وأفادت المصادر أن لا شيء محسوما في التحرك الجديد وانما الرغبة في الداخل قائمة في انجاز هذه الانتخابات، والإشكالية تكمن في الآلية التي يصار إلى الاتفاق عليها لاسيما أن موضوع تبديل قناعات القوى بشأن مرشحيهم لم ينضج بعد.
الجلسة الى ما بعد ظهر اليوم
على صعيد مناقشة مواد الموازنة، لم تنتهِ المناقشات خلال اليومين الماضيين فقرر الرئيس بري رفع الجلسة المسائية الى جلسة جديدة تعقد عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم.
وحسب وزير العمل مصطفى بيرم فإن التصويت على الموازنة سيتم اليوم، بعد كلمة يرد فيها الرئيس ميقاتي على مداخلات النواب، وانتقاداتهم.
وفي اليوم الثاني من مناقشة مشروع الموازنة العامة، ضمنها للجولة الاولي، والتي اتسمت بالصخب السياسي وعرض العضلات وتبادل الكلام الناري، بقيت المناقشات أمس تحت سقف التهدئة، لا بل ان الرتابة طبعت الاجواء تحت قبة البرلمان، حتى أن بعض المفردات قد تكررت في العديد من المداخلات النيابية، خصوصا لجهة التصويب على الموازنة على اعتبار انها لا تلبي حاجات اللبنانيين، وتفتقد الى الرؤيا الاقتصادية والمالية، والبرنامج الاصلاحي ، حتى ان المعارضين في الأساس لمناقشة الموازنة قبل انتخاب الرئيس، رأوا أن ما كتب قد كتب ، وان معارضتهم لن تخرج عن اطار التسجيل بالمحضر وهي لن تقدم أو تؤخر. كما ان الوضع في غزة والتهديدات الاسرائيلية للبنان وما يجري من اعتداءات يومية على الجنوب ، لم تغب عن بعض المداخلات النيابية، والتي اظهرت فروقات واضحة في المقاربة ، بين هذا الفريق السياسي أو ذاك.
وقد لوحظ ان حزب الكتائب الذي قاطع الجلسة في يومها الاول تمثل امس بالنائب سليم الصايغ الذي القى مداخلة ، فيما غابت غالبية الذين حضروا أمس الاول من كتلتي «لبنان القوي» و«الجمهورية القوية»، وقد تحدث في الجولة الصباحية 14 نائبا، وفي المسائية تحدث 10 نواب، واتسمت الكلمات بنوع من التسجيل الحضوري وليس إلا، وفقا لمصادر نيابية.
ومن المقرر ان تبدأ مناقشة بنود مشروع الموازنة عند الثالثة من بعد ظهر اليوم بنداً بنداً ومن ثم يتم التصويت عليها، بعد ان يكون رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قد القى كلمة الحكومة ردا على مداخلات النواب حيث بلغ عدد التكلمين 41 نائبا غي غضون 14 ساعة في غضون 4 جولات على مدى يومين.
بو حبيب: لبنان ليس بوارد التصعيد
دبلوماسياً، اكد وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب للامين العام للامم المتحدة انطونيو غريتش ان لبنان متمسك بتطبيق القرار 1701، شاكراً له موقفه في مجلس الامن حول الوضع في الشرق الاوسط.
واجتمع بوحبيب مع وكيل الامين العام لعمليات السلام، والذي زار بيروت مؤخراً، بيير لاكروا والذي شارك في الاجتماع مع غوتريش، كما ابلغ وزير الخارجية وكيل الامين العام للشؤون السياسية روز ماري دي كارلو، وابلغها ان لبنان ليس بوارد التصعيد في الجنوب.
جعجع يهاجم حزب الله
سياسياً، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان ما يقوم به «حزب الله» في الجنوب لا يخدم قطاع غزة بشيء، ويشكل خطرا كبيرا على لبنان، ووصف الحزب بأنه اكبر مشكلة يواجهها لبنان في المرحلة الحالية، والحزب انخرط بالحرب، لكنه لم يذهب بعيدا لان ميزان القوى ليس لصالحه، مشيرا الى اننا «لا نتمنى ان تندلع الحرب لأي اعتبار».
الوضع الميداني
توسع الاستهدافات المعادية
ميدانياً، لا تزال مدفعية العدو، وطائراته، تستهدف المشيعين في القرى الجنوبية، فقد جري استهداف منزل مواطن لدى تشييع والدة احد الشهداء، وكذلك اطلاق صواريخ من مسيرة معادية..
كما اغار الطيران المعادي على منطقة الظهور في كفركلا، واستهدف سنتراً تجارياً، مما ادى الى تدمير عدد من محلاته ومنشآته التجارية.
وردت المقاومة، باستهداف القبة الحديدية قرب مستوطنة كفربلوم ومنصات الدفاع الجوي بمسيرتين انقضاضيتين..
===
الجمهورية عنونت: “الخماسية” تستطلع تمهيداً لمبادرة..والموازنة تُقرّ اليوم
وكتبت صحيفة “الجمهورية”: يفترض ان يكون سفراء المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية الذين اجتمعوا عند السفير السعودي وليد البخاري قد وضعوا خريطة الطريق لتحرّكهم الرئاسي في اتجاه المسؤولين الرسميين والقيادات السياسية اللبنانية المعنية بالاستحقاق الرئاسي ابتداءً من الاسبوع المقبل، حيث سيكون لقاؤهم الاول مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وذلك تحضيراً لاجتماع ستعقده المجموعة الخماسية على مستوى ممثليها في الرياض او القاهرة الشهر المقبل على الأرجح.
إجتماع سفراء «الخماسية»
اجتمع امس سفراء دول اللجنة الخماسية في بيروت في دارة سكن سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري في اليرزة وهم إلى البخاري: الأميركية ليزا جونسون، الفرنسي هيرفي ماغرو، القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، والمصري علاء موسى.
وقال موسى لـ«الجمهورية»: «تمّ البحث في تطورات الشغور الرئاسي، وعرض كل سفير حصيلة الاتصالات التي قام بها، وأردنا توجيه رسالة مفادها انّ المجموعة الخماسية موقفها واحد وموحّد من مقاربة الملف اللبناني، وبحثنا في الخطوات المقبلة ووضعنا خريطة طريق للتعاطي مع الملف اللبناني في المستقبل، وستكون لنا سلسلة تحرّكات ولقاءات تحضيراً للقاء الخماسية التي ستناقش التقرير الذي سنرفعه لها».
وأضاف: «لم نبحث في الأسماء، والاستحقاق هو لبناني، ونأخذ الطرح بما خصّ الاسماء من اللبنانيين. ونحن لا نملي عليهم شيئاً ونقوم بتسهيلات لحلّ الازمة».
مبادرة خماسية
ورشحت معلومات لـ«الجمهورية»، انّ السفراء الخمسة في صدد التحضير لتحريك ملف انتخاب رئيس الجمهورية وإطلاق اللجنة الخماسية المركزية مبادرة، باعتبار انتخاب الرئيس اولوية لديها، لكنهم لم يبحثوا في اسماء مرشحين بل في معايير مطلوب توافرها في الرئيس العتيد. كذلك تمّ التداول في اوضاع المنطقة والجبهة الجنوبية وتأثير ذلك على الملف الرئاسي، وانتهى الاجتماع من دون صدور اي موقف او بيان.
ووصفت مصادر ديبلوماسية متابعة لـ«الجمهورية» الاجتماع بأنّه «أولي تمهيداً لجدولة مواعيد السفراء للقيام بجولة على المسؤولين اللبنانيين والقوى السياسية، يليها اجتماع للجنة الخماسية على مستوى المندوبين في دولة من الدول الاعضاء، تخرج عنه قرارات او توصيات يحملها الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، وربما يكون معه موفد آخر من أعضاء اللجنة». واضافت: «انّ انعقاد اجتماع السفراء هو في حدّ ذاته امر مهمّ يدلّ الى دينامية متزايدة لدى «الخماسية» لدفع الملف الرئاسي اللبناني خطوات الى الأمام ولحضّ المسؤولين اللبنانيين على تحمّل مسؤولياتهم في إنتخاب الرئيس».
إرادة اللبنانيين
والى ذلك، قالت قناة «LBCI» إنّ مشهدية اجتماع سفراء الدول الخمس أمس، «عكست صلابة الموقف المشترك لهذه الدول والجهود المشتركة المبذولة لحلّ الملف الرئاسي».
وذكرت «أنّ من بين أبرز النقاط التي وردت في النقاشات هو التشديد على أنّ دور «الخماسية» لا يحلّ بأي شكل من الأشكال مكان إرادة اللبنانيين التي تنعكس في مجلس النواب. كذلك، كان تأكيد على التقارب في الموقف بين «الخماسية» ورئيس مجلس النواب لجهة الفصل بين الملف الرئاسي والتطورات في غزة والمنطقة».
جلسة التسليم بالأمر الواقع
من جهة ثانية، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري رفع جلسة مناقشة الموازنة العامة للدولة لسنة 2024 إلى الثالثة بعد ظهر اليوم، حيث سيتمّ الاستماع الى ردّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على المداخلات النيابية، ثم يشرع المجلس في التصويت على بنود الموازنة التي وصفها نواب بأنّها موازنة «أفضل الممكن».
وشدّد وزير العمل مصطفى بيرم، على هامش الجلسة على «ضرورة إيجاد خطة شاملة تشترك فيها كل المؤسسات»، واشار الى انّ «يوم غد (اليوم) سيتمّ التصويت على الموازنة وسيكون جواب الحكومة على عدد من النقاط في شأنها». وقال: «نحن في ظرف استثنائي والحكومة التزمت بالموعد وإقرار الموازنة في حدّ ذاته رسالة إيجابية».
وقال مصدر نيابي بارز لـ«الجمهورية»: «انّ جلسة مناقشة موازنة العام 2024، والتي لم يقاطعها اي من المكونات السياسية والكتل النيابية، كانت مؤشراً واضحاً إلى انّ الامور عادت الى السكة في المجلس النيابي، وانّ ادارتها المنفتحة والمدوزنة على يد الرئيس نبيه بري أفضت الى النتائج التي كرّست هذا الواقع».
وحول السقوف العالية للمواقف السياسية وخصوصاً المعارضة والتغييريين، قال المصدر: «اللي بدن يحكوه حكيوه» وهذا هو السقف من دون إضافة اي مادة سجالية جديدة، هذا هو البلد وهذه تركيبته، ولا احد كان يتوقع ان تنفجر الجلسة وتؤدي الى انقسام داخلي يذهب لصدام كبير، على العكس الأجواء بين النواب كانت ودّية وجرت أحاديث جانبية بين الأضداد، هذا تسليم بالامر الواقع ومهادنة مقنعة الى حين اتضاح المشهد. الموازنة كانت الحلقة الأضعف تمّ التصويب عليها ومسخها، لكنها ستُقرّ تجنّباً للكأس الأمرّ وهو ان تصدر بمرسوم حكومي».
وأشار النائب علي حسن خليل، خلال جلسة مجلس النواب لمناقشة الموازنة العامة، الى أننا «نُجدّد الحرص على إتّفاق الطائف وعلى تطبيقه والشراكة هي روح لبنان»، مؤكّداً أننا «مع اللامركزية الإدارية الموسّعة وبتشكيل مجلس الشيوخ وبإعادة النظر بقانون الإنتخابات». ولفت «في علاقاتنا مع بعض لا تستقيم أمورنا باحتكار الوطنية واختراع العداوات. وحريصون على من نختلف معهم».
وسأل عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سليم عون اثناء مداخلة النائب بلال الحشيمي خلال جلسة مجلس النواب: «نحن كفريق سياسي، حدا يخبرني وين معرقلين بانتخابات الرئيس؟»، ليجيبه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول: «بقلك بيني وبينك».
ولاحقاً أشار عون، في حديث متلفز إلى أنّه «مهما بلغت شدّة الخلاف السياسي لا يترك رئيس المجلس النيابي نبيه برّي المجال لحصول صدام معه لأنّه يمتلك من الذكاء و»الهضامة» ما يمنع ذلك، وأنا فهمت ما رمى إليه عندما قال لي خلال الجلسة في مجلس النواب «بقلّك بيني وبينك»، أين عرقل تكتل «لبنان القوي» إنتخابات رئاسة الجمهورية». وقال «أننا أبدينا إستعدادنا للتعاون مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في حال وصوله إلى سدّة الرئاسة».
جعجع
وفي المواقف، أشار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في حوار مع قناة «أم. تي. في» مساء امس، الى أنّ «حزب الله أصبح أكثر تشدّداً في موضوع الانتخابات الرئاسية، بسبب ما يحصل في المنطقة اليوم. «حزب الله» لا يزال متمسكاً بمرشحه سليمان فرنجية والجولات التي تحصل اليوم هي لمحاولة إقناع الحزب للذهاب إلى مرشح ثالث». وأضاف: «رئاسة الجمهورية ليست «تسوية أو شيخ صلح»، مرشحنا اليوم جهاد أزعور، ونحن نعرف كيف نمنع وصول مرشح «حزب الله» لرئاسة الجمهورية». وقال: «تعلّمنا من تجربتنا السابقة مع ميشال عون عندما وصل إلى رئاسة الجمهورية. لدينا مقاربة مختلفة تماماً عن السابق، نريد رئيساً للجمهورية يملك الحدّ الأدنى من المواصفات التي وضعناها، ويجب أن نستفيد من الانتخابات الرئاسية لنتقدّم خطوة إلى الأمام». تابع: «وضعنا جهداً كبيراً للتمديد لجوزف عون على رأس قيادة الجيش، أما للرئاسة فلكل حادث حديث. إذا وصل سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية فـ»الكلمة الكبيرة» ستكون للثنائي الشيعي، وبالتالي سنبقى في مكاننا». واشار الى انّ «سليمان فرنجية يعتقد أنّ لبنان لن يقوم إلاّ بالتنسيق مع النظام السوري لكن أنا متأكّد أنّه «ما حدا خرب لبنان قدّ النظام السوري».
الجنوب والتهديدات
على الجبهة الجنوبية، تلاحقت المواجهات امس بين المقاومة واسرائيل، فشنّ الطيرن الحربي الاسرائيلي بعد ظهر امس غارات على بلدة البازورية وجبل حانين، ومرتفعات الجبور، فيما تعرّضت الأحياء السكنية في عيتا الشعب لقصف مدفعي ترافق مع ثلاث غارات لطائرات مسيّرة استهدفتها. كذلك اغار الطيران الاسرائيلي
على بلدة بليدا مستهدفاً منزلا مدمّراً كان سبق استهدافه، كما أغار على أطراف كفركلا حيث استهدف سنتر «حسن وحسين دخل الله جمعة»، ما تسبّب بدمار شامل فيه وفي المحال والمنازل المجاورة له. وقبيل الخامسة غروباً شنّ العدو غارة على أطراف الضهيرة ويارين والجبين. واستهدفت مسيّرة بصاروخ، وادياً في الاطراف الشمالية لبلدة المنصوري. تلتها ثلاث غارات على بركة الجبور في منطقة جزين.
واعلنت «المقاومة الاسلامية» استهداف موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة بالأسلحة الصاروخية، وكذلك موقع جل العلام، وهاجمت بمُسيّرتين إنقضاضيّتين أحد مواقع منظومة الدفاع الجوّي ومنصّات القبّة الحديديّة قرب مستوطنة «كفربلوم» وحققت فيها إصابات مباشرة.
واعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن إغلاق الطريق في محيط مستوطنة «كفار بلوم» للتعامل مع سقوط المسيّرتين المفخختيّن قربها.
واعلنت هيئة البث الإسرائيلية انّ «الجيش الإسرائيلي هاجم مواقع لحزب الله، بينها مهبط طائرات عسكري يبعد 20 كم عن شمال المطلة».
وظهراً، اطلقت دبابة اسرائيلية قذيفتين على منزل رضوان عطايا الخالٍ في بلدة طيرحرفا، وذلك اثناء تشييع والدة الشهيد علي عطايا.
وجدّدت «إسرائيل» تهديدها بتوجيه ضربة عسكرية قوية ضدّ لبنان، في حين أكّدت وسائل إعلام العدو انتشار «عدد كبير من القوات الإسرائيلية قرب حدود لبنان».
وقال وزير الخارجية «الإسرائيلي» يسرائيل كاتس، خلال لقائه في القدس المحتلة مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني: «إنّ الجيش الإسرائيلي سيوجّه للبنان ضربة عسكرية لن يتعافى منها، في حال لم ينسحب حزب الله من الحدود»
وقالت «الخارجية الإسرائيلية»، في بيان، إنّ كاتس طلب من تاياني «العمل مع الحكومة اللبنانية لسحب حزب الله من جنوب لبنان، وحذّر من حرب من شأنها أن تلحق أضراراً جسيمة بالمواطنين اللبنانيين».
وذكر المراسل العسكري للقناة 14 العبرية: انّ الحرب في الشمال تعني أننا سنواجه جيشاً، وستكون أمامنا أيام طويلة وسيكون من الصعب مغادرة الملاجئ».
====