سياسةصحف

قالت الصحف: تكثيف الحضور الخارجي في الأزمة الللبنانية

الحوارنيوز – خاص

بين كلام صحيفة النهار عن تواصل أميركي – سعودي بشأن قضايا لبنانية، وكلام البناء حيال معاودة مفاوضات فيينا النووية، يبدو المشهد الداخلي مفتوحا على التطورات الإقليمية الحاضرة بقوة في الشأن اللبناني.

 

 

  • صحيفة “النهار” عنونت: تواصل أميركي سعودي وتشدد حول الانتخابات

وكتبت تقول: لعل التحرك الاحتجاجي الذي نفذه أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت مساء امس وأقفلوا من خلاله الحركة عند مستديرة العدلية في بيروت، اكتسب دلالتين رمزيتين بارزتين، أولاهما انه شكل تذكيراً بالشلل والحصار المتعمدين اللذين فرضتهما تسوية تعويم الحكومة على التحقيق وعلى المحقق العدلي في ملف الانفجار القاضي طارق البيطار، وثانيتهما ان التحرك تزامن مع محاولة متقدمة من داخل الحكومة لاعادة العبث بقانون المحاكمات الجزائية بما يمعن في اضعاف موقع قضائي أساسي هو موقع النائب العام التمييزي. وفي كل الأحوال فان الافاق الحكومية بدت ماضية نحو تلبد عشية جلستين لمجلس الوزراء الأولى ستعقد اليوم في السرايا وتتضمن جدول اعمال مثقلا بعشرات البنود المتنوعة فيما ستعقد الجلسة الأخرى الخميس في قصر بعبدا لانجاز إقرار مشروع الموازنة.

 

كما ان الأجواء الخارجية المتصلة بلبنان بدأت تكتسب دلالات بارزة لجهة تكثيف “الحضور” اللبناني في تحركات دولية وإقليمية. وعشية وصول الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين الى بيروت اليوم وتعليقاً على الضجة التي أحدثتها الرسالة التي ارسلها لبنان الى مجلس الامن رداً على الرسالة الاسرائيلية التي تعترض على دورة التراخيص اللبنانية في المنطقة الاقتصادية التابعة للبنان، قالت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ”النهار” ان “الرسالة كانت منسقة بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي وان الاعلان عنها لا علاقة له بزيارة هوكشتاين وليس لها ارتباط بأي ملفات اخرى. وكل ما في الامر انها جاءت رداً على رسائل اسرائيلية سابقة. وقد لا يتطرق هوكشتاين الى مضمون هذه الرسالة في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين. وأتت في اطار الردود بين لبنان واسرائيل لا اكثر ولا اقل”.

 

وفي المقابل بدا بارزا ان يحضر الملف اللبناني بين الديبلوماسيتين الأميركية والسعودية. وقد أفادت السفارة الأميركية في بيروت ان القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى يائيل لامبرت التقت امس وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير لمناقشة القضايا الإقليمية، بما في ذلك لبنان، والتعاون لتعزيز الجهود المتعددة الأطراف من أجل حل دبلوماسي سلمي للصراع في اليمن.

 

كما ان السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا شددت امس على انه انه “يتعين اجراء الانتخابات البرلمانية في لبنان في موعدها في أيار”. وقالت شيا لوكالة رويترز”هناك اجماع في المجتمع الدولي على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها بصورة تتسم بالنزاهة والشفافية”. وقالت “لا مجال للمراوغة”.

 

اما في المشهد الداخلي فان التعقيدات التي تراكمت في الأيام الأخيرة حول مجموعة مسائل تتصل بالموازنة وبخطة التعافي الاقتصادي بدأت ترسم شكوكا متسعة حول امكان انجاز الموازنة هذا الأسبوع خصوصا مع تصاعد معالم تباينات داخل السلطة حول فصل الموازنة عن ملف الكهرباء. ثم ان الأجواء المتوترة والمربكة زادت ارتباكا مع اعلان جمعية المصارف مساء امس رفضها المطلق لخطة الحكومة لمعالجة الازمة المالية المطروحة على التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

 

 

البند 16 لا يمر

اما في ما خَص البند ١٦ المدرج على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء اليوم فمعلوم انه يلحظ اقتراح قانون يرمي الى إلغاء القانون رقم ٣٥٩ تاريخ ١٦/٨/٢٠٠١ المتعلق بتعديل قانون أصول المحاكمات الجزائية وإعادة العمل بقانون أصول المحاكمات الجزائية كما وُضع بالقانون رقم ٣٢٨ تاريخ ٢/٨/٢٠٠١، في ما يتعلق بصلاحيات النائب العام لدى محكمة التمييز. ووسط الظروف الملتبسة التي أثيرت حول هذا البند الذي عزي الى المحاولات المتعددة للعهد لتنحية القاضي بيطار، فهم ان رئاسة الحكومة تلقت منذ عام 2018 كتاباً من رئيس المجلس نبيه بري، يودع فيه ربطاً اقتراح القانون المشار اليه والمقدم من النائب زياد اسود، وبسبب تعذر انعقاد الجلسات الحكومية في شكل ثابت، تراكمت البنود، وبما ان الحكومة التي كانت احالت كتاب بري على المجلس الأعلى للقضاء وهو المرجع القضائي المختص، تلقت جواب المجلس الذي أبدى اعتراضه على الاقتراح، أدرجت البند لاتخاذ القرار في شأنه. وقللت مصادر عين التينة من أهمية البند مؤكدة انه سيتم تجاوزه في الجلسة الحكومية على قاعدة الأخذ برأي مجلس القضاء الأعلى اي رفضه.

 

 

الموازنة

وسط هذه الاجواء تتحدث المعطيات عن تباينات مرشحة للاختبار والتفاعل في ملف الموازنة في جلسة الخميس المقبل بما قد يؤخر انجاز إقرارها .

  • صحيفة “البناء” عنونت: فيينا تستعدّ اليوم لبدء جولة حاسمة…وتأكيدات روسيّة أميركيّة على قرب الاتفاق
    هوكشتاين أمام مخاطر تثبيت الخط 29 وترك الأمر للمقاومة
    شيا تمهّد إعلاميّاً لتأجيل الانتخابات: أحزاب قويّة قد تسعى للتأجيل

وكتبت تقول: في ظل تصدر مشهدي القمة الصينية الروسية وأبعادها الاستراتيجية على التوازنات الدولية، والقمة الروسية الفرنسية وتعبيرها عن محاولات أوروبا للتملص من تداعيات التصعيد الأميركي مع روسيا تحت عنوان الأزمة الأوكرانية، تعود الوفود التفاوضية حول الملف النووي الإيراني، بعد أسبوع من المشاورات في مراكز صنع القرار، خصوصاً في واشنطن وطهران، بعد صدور أول قرار أميركي برفع رسمي لعقوبات مفروضة على البرنامج النووي الإيراني، وفي ظل بيان للخارجية الأميركية قال إن «هناك اتفاقاً محتملاً يتطرق إلى المخاوف الأساسية لجميع الأطراف، لكن إذا لم يبرم في الأسابيع المقبلة، فإن التقدم النووي الإيراني المستمر سيجعل عودتنا إلى خطة العمل الشاملة مستحيلة»، سبقه تصريح لمندوب ​روسيا​ في ​فيينا​ ​ميخائيل أوليانوف​، قال فيه إن «مسودة الوثيقة النهائية حول استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة أي ​الاتفاق النووي​، تمّت صياغتها».

وسط هذا التجاذب بين عناصر ترجيح الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران، والتصعيد بين واشنطن وموسكو، والتفاهم بين موسكو وبكين، والارتباك الأوروبي الذي عبرت عنه قمة باريس وموسكو، تستقبل بيروت المبعوث الأميركي الخاص للتفاوض حول ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين، في ظل غموض يطال ما يحمله هوكشتاين، مقابل ما تقوله مصادر معنية بملف التفاوض تقول إن الرسالة اللبنانية الى مجلس الأمن ستكون حاضرة في حسابات هوكشتاين الذي بات يعلم أنه ما لم تتم عملية ضبط الجنوح الإسرائيلي نحو الإجراءات الأحادية بمنح الامتيازات والتراخيص للتنقيب في المناطق المتنازع عليها خصوصاً في حقل كاريش، وفقاً لما تقتضيه أصول وقواعد التفاوض المتعارف عليها دولياً، فإن لبنان سيتجه قانونياً لبت أمر تثبيت الخط 29 ونصله من كونه خطاً تفاوضياً الى اعتباره خطاً سيادياً لترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان. وهذا يعني استحالة التفاوض حوله أو قبول أية حلول وسط تطاله. وهذا هو حال الخط 23 اليوم، واذا كان لبنان كدولة لا يملك الا المواجهة بالطرق القانونية، فإن الدولة اللبنانية عندما أعلنت الخط 23 خطاً سيادياً لا يقبل التفاوض، وهذا ما ظهر في الإجماع على رفض خط المبعوث الأميركي السابق فريدريك هوف، كانت تدرك أن وراءها مقاومة قادرة على حماية هذا الخط، والأمر نفسه سيحدث عندما يعلن الخط 29 خطاً سيادياً بديلاً، وعندها على العالم الذي يرفض ردع «اسرائيل» عن الاعتداء على الحقوق اللبنانية ان يتحمل تبعات ما سيحدث. وأضافت المصادر ان البديل لتجنب كل ذلك لا يزال متاحاً اذا قام الوسيط الأميركي بما عليه، وصرف النظر عن شعوذة مطالبة لبنان باستبدال ترسيم الحدود بالدخول مع شراكة مرفوضة مبدئياً مع «إسرائيل».

على الصعيد السياسي، لا يزال النقاش حول الموازنة يراوح عند عتبة مصير سلفة مؤسسة كهرباء لبنان، من جهة، والسجال الذي فتحته حول خطة التعافي والعودة لنقاش توزيع الخسائر، موقف جمعية المصارف منها، وسط تجاذب داخلي وخارجي حول الوضع القانوني لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة في ظل الملاحقات المتعددة أمام محاكم أوروبية ومن قضاة لبنانيين، وبقي الحاضر الدائم مشهد التحضير للانتخابات النيابية، مع تأكيد أطلقه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن استعداد حزب الله للاستحقاق الانتخابي بقوله «نحن ننتظر موعد ​الانتخابات النيابية​ المقبلة ليقرّر النّاس ماذا يريدون ولسنا قلقين من هذه الانتخابات»، فيما كان لافتاً كلام السفيرة الأميركية دوروتي شيا عن مخاطر تحيط بإجراء الانتخابات النيابية، غامزة من قناة تحميل حزب الله مسؤولية السعي للتأجيل، تحت شعار خشيته من فقدان قوته في مجلس النواب، وهو ما رأت فيه مصادر مقربة من المقاومة بداية تمهيد أميركي للحديث عن تأجيل الانتخابات، لأن فقدان فرص الرهان على الانتخابات لإضعاف المقاومة وحلفائها حضورهم ووقتهم في البرلمان، أمر بات الشغل الشاغل للسفيرة وفريق عملها في ضوء الإحصاءات المخيّبة للآمال التي تصلها يوماً بعد يوم، وسط تراجع الحديث عن حظوظ القوات اللبنانيّة بزيادة عدد نوابها والتسليم بمخاطر تقلّص هذا العدد، مقابل غياب كتلة المستقبل، واستحالة تعويض هذه الخسائر عبر ما ستربحه تشكيلات المجتمع المدني، الذي سيغرف من صحن حلفاء واشنطن أكثر مما سيلحق الضرر بحلفاء المقاومة.

يزدحم المشهد الداخلي بجملة من الملفات والتطورات البارزة، ما يجعل الأسبوع الحالي حاسماً على أكثر من صعيد سياسي ونفطي واقتصادي ومالي ترسم نتائجه معالم المرحلة المقبلة حتى موعد الانتخابات النيابية في أيار المقبل.

  • صحيفة “الديار” عنونت: “واشنطن تستدرج تدخلا مصريا بزيادة الضغوط على الحريري: خطاب تصعيدي في 14 شباط ؟
    دريان يرفض التعامل مع السنّة «كرجل مريض»… تهويل بالقرارات الدولية و«اسرائيل» عاجزة
    «
    صمت» بانتظار هوكشتاين… تباينات تهدد العمل الحكومي و«كارتيل» الاحتكار يعزز نفوذه”

 

وكتبت تقول: «صمت» رسمي ينتظر عودة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، تجاهلت القوى السياسية رسالة الرئيس ميشال عون «غير المنسقة» الى الامم المتحدة والتي تبنى فيها نظريا الخط 29، وذلك لعدم اظهار الارباك في الموقف الرسمي قبل الاستماع الى طروحات الموفد الاميركي. في هذا الوقت سادت اجواء سلبية حيال الخلافات بين بعبدا والسراي الحكومي حيال خطة الكهرباء، والموقف من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في ظل اصرار رئيس الجمهورية بالذهاب بعيدا في مواجهة الحاكم وهو ما يرفضه رئيس الحكومة بشدة. وفي انتظار تبلور مشهدية التجاذب الكهربائي، حيث لا اتفاق على التمويل، بغياب القروض الخارجية، وفشل تمرير سلفة او قرض، تعترف مؤسسة الكهرباء انها غير قادرة على سدادها، خرجت جمعية المصارف عن «صمتها» واعلنت رفضها خطة التعافي «المسربة» من قبل الحكومة لأنها ستؤدي الى انهيار القطاع المصرفي، تزامنا مع وجود تباين في وجهات النظر حول الخطة بين عون وميقاتي. وفي انتظار مدى انعكاس كل هذه الخلافات على الموازنة والعمل الحكومي، دخلت واشنطن  مجددا على خط التدخل في الاستحقاق الانتخابي، واعلنت السفيرة دوروثي شيا ان بلادها لن تسمح لاي مناورة تؤدي الى تأجيل هذا الاستحقاق، في وقت تعمل السفارة في عوكر بالتنسيق مع الفرنسيين للحد من تداعيات خروج رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من «السباق» الانتخابي عبر رفع منسوب الضغط عليه لتوجيه ناخبيه ضد حزب الله وحلفائه والتهويل «بعصا» القرارات الدولية اذا لم تنجح الانتخابات في تحقيق التغيير المطلوب، وهو ما يهدد بتغيير «قواعد اللعبة» التي لا تبدو اسرائيل جاهزة لمواجهتها مع اعلان احد كبار جنرالاتها بالأمس ان جيشها «منهار» وغير قادر على مواجهة اي حرب جديدة.  

«سباق مع الزمن»  

وفي هذا السياق، تبدو الولايات المتحدة وفرنسا في سباق مع الزمن لطي صفحة عزوف الرئيس سعد الحريري عن خوض الانتخابات النيابية لمنع حزب الله من استعادة الأكثرية في البرلمان عبر استغلال «الاحباط» المستجد في «الشارع» السني. ووفقا لمصادر دبلوماسية، تسعى واشنطن لإقناع مصر بالتدخل على نحو أكثر فعالية في الاستحقاق اللبناني في ظل صعوبة قيام تركيا بهذا الاختراق نظرا لوجود «حساسية» سعودية مفرطة ازاء اي دور تركي، وعلم في هذا الإطار، ان السفارة الاميركية في بيروت رفعت توصية الى الخارجية بضرورة ارسال مبعوث اميركي رفيع الى القاهرة للبحث في كيفية التأثير على الساحة اللبنانية بعدما وصلت الاتصالات مع السعودية الى «حائط» مسدود.  

«ضبط الصوت السني»  

ولان انسحاب الحريري «خلط الاوراق» الانتخابية والسياسية، وبعثر الاولويات، بات الهم الرئيسي لدى الفريق المتخصص في السفارة الاميركية ضبط «الصوت» السني وتوجيهه في عملية الاقتراع، وتبلغ زوار السفارة الاميركية باستراتيجية جديدة سيعملون على الترويج لها اعلاميا وسياسيا، لمواجهة مقولة فريق حزب الله وحلفائه بانه لن تحصل مفاجآت في صناديق الاقتراع، وعماد هذه الاستراتيجية الاضاءة على نتائج الانتخابات العراقية التي ادت الى خسارة حلفاء ايران للأكثرية في المجلس التشريعي، اي تعميم «النموذج « العراقي في لبنان. وهو توجه خطير براي مصادر نيابية بارزة ترى انه تعميم للفوضى كما يحصل الان في العراق.  

تفاؤل اميركي؟  

ويعرض فريق العمل الانتخابي في عوكر نتائج احصاءات تشير الى حصد المجتمع المدني والمعارضة لمقاعد وازنة في المجلس النيابي تتقدمها القوات اللبنانية، والحزب التقدمي الاشتراكي، ما سيوسع من هامش المستقلين القادرين على التأثير في الاستحقاقات المقبلة وفي مقدمتها الاستحقاق الرئاسي.  

وفي هذا السياق، دخلت فرنسا على الخط بقوة عبر تولي التواصل المباشر مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الموجود في الامارات لاستغلال ثغرة في قراره حين لم «يتورط» في دعوة محازبيه وأنصاره الى مقاطعتها لدى اتخاذه قراره بالعزوف عن خوضها. ووفقا للمعلومات، بدأت باريس بالتواصل مع الحريري قبيل عودته المفترضة إلى بيروت للمشاركة في الذكرى السابعة عشرة لاغتيال والده، والعمل جار لبلورة افكار محددة لتوجيه جمهوره للمشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية والإقبال بكثافة على الصناديق للاقتراع  للقوى المناهضة لحزب الله وحلفائه، وثمة ضغط فرنسي – اميركي واضح لدفع الحريري لتبني خطاب عالي السقف لتحفيز محازبيه بعد ان جاء خطاب اعتزال العمل السياسي مخيبا للآمال كونه لم يحدد البوصلة المقبلة وترك الجمهور السني في حالة من «الارباك» التي يفترض ان يذللها الحريري في اطلالته سواء حصلت من بيروت او عبر وسيلة اخرى، مع العلم ان الضغوط كبيرة عليه كي يحيي ذكرى والده حضوريا.

وفيما تعوّل واشنطن وباريس على تبلور سياسة واضحة من رؤساء الحكومة السابقين بالتنسيق مع دار الفتوى، ينتظر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان استراتيجية رؤساء الحكومة السابقين لمواجهة «ملء فراغ» الحريري، وهو لا يزال متريثا في الخروج بموقف نهائي من التطورات بانتظار تبلور رؤية موحدة تخرج الطائفة السنية من دائرة التعامل معها «كرجل مريض» يسعى الجميع الى تقاسم ارثه، فدريان يرفض التسويق لمقولة ان عزوف الحريري هي السبب في الاحباط او الارباك لدى السنة، وانما هي نتيجة لكل الاضطهاد الذي تعرضت له الطائفة التي تمت محاصرتها لأنها تمسكت بمشروع «الدولة»؟!  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى