غير مصنف

قالت الصحف: ترقب لمسار الهدنة وحراك متوقع للملفات الداخلية

 

الحوارنيوز – خاص
بموازاة حالة الترقب لمصير ومسار هدنة غزة، أفردت صحف اليوم مساحة لمؤشرات تحريم الملفات الداخلية على وقع المعلومات بشأن زيارة قريبة للمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان.
ماذا في التفاصيل؟


• صحيفة النهار عنونت: اهتزازات لـ”هدنة الجنوب” وترقّب “جديد” لودريان
وكتبت تقول: مع أن تمدّد المفاعيل العسكرية لهدنة غزة الى جبهة الجنوب اللبناني لم يكن “رسمياً” ولم تعترف به إسرائيل ولا “حزب الله” علناً، فإن التهدئة التي سادت هذه الجبهة في اليوم الأول من الهدنة شهدت انتهاكات ولو محدودة في اليوم الثاني أبقت حال الحذر مستمرة. ولذا يطبع واقع الترقب لمجريات الأيام القليلة المقبلة الوضع الميداني في الجنوب فيما يطل الأسبوع المقبل على محطات بارزة “غير ميدانية” تتصل باستحقاقات الأزمات الداخلية العالقة والمجمدة وفي مقدمها الأزمة الرئاسية كما أزمة ملف قيادة الجيش تحسباً للشغور فيها. وإذ بات معلوماً أن الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان سيعود الأربعاء المقبل الى بيروت في فصل رابع حتى الآن من مهمته المتعلقة بأزمة الفراغ الرئاسي بدا لافتاً أن أياً من المراجع الرسمية والقوى السياسية لا تملك معطيات محددة عما إذا كان لودريان سيحمل هذه المرة أفكاراً أو مقترحات جديدة غير تلك التي كان طرحها سابقاً وتالياً بدا كل ما يساق مسبقاً عن زيارته المقبلة أشبه بتكهنات غير مسندة الى معلومات دقيقة ذي صدقية.

إذا استمرّ الهدوء الذي استعادته جبهة الجنوب أمس الى حدود بعيدة ولكن انتهاكات شابته كان أبرزها ما أعلنه الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي من أنّه “حوالي الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس تعرضت دورية تابعة لليونيفيل لنيران قوات الجيش الاسرائيلي في محيط عيترون، في جنوب لبنان”. ولفت إلى أنّه “لم يصب أي من حفظة السلام، ولكن سيارتهم تضررت. ووقع هذا الحادث خلال فترة من الهدوء النسبي على طول الخط الأزرق”. وأوضح الناطق أنّ “بالأمس فقط، حثّ رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لازارو، أولئك الذين يتبادلون إطلاق النار على طول الخط الأزرق على وقف دائرة العنف هذه، مذكّراً الجميع بشكل صارم بأن أي تصعيد إضافي قد يكون له عواقب مدمّرة”. وشدّد على أنّ “هذا الهجوم على قوات حفظ السلام، التي تعمل بجهد للحد من التوترات واستعادة الاستقرار في جنوب لبنان، أمر مثير للقلق العميق. ونحن إذ ندين هذا العمل، نؤكد على مسؤولية الأطراف في حماية قوات حفظ السلام، ومنع المخاطر غير الضرورية عن أولئك الذين يسعون إلى تحقيق الاستقرار”. وذكّر الجهات “بقوة بالتزاماتها بحماية حفظة السلام وتجنب تعريض الرجال والنساء الذين يعملون على استعادة الاستقرار للخطر”.

وسجلت أيضاً اختراقات أخرى، إذ أطلقت القوات الاسرائيلية النار على سيارة رابيد في منطقة الوزاني تعود لمواطن من بلدة كفركلا حيث إصابتها بخمس طلقات من دون إصابته، ونجا المواطن بأعجوبة. وأطلق الجيش الإسرائيلي أيضاً النار في الهواء، لإخافة المزارعين الذين يعملون في أرضهم في وادي هونين. وأطلق النار في الهواء أيضاً ترهيباً، باتجاه فريق صحافي على طريق الخيام مقابل مستعمرة المطلة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الدفاعات الجوية اعترضت هدفاً جوياً مشبوهاً تسلّل من لبنان كما أعلن “إسقاط صاروخ أرض جو أطلق من لبنان باتجاه مسيّرة إسرائيلية”. وذكر أن “مقاتلاته ردت بقصف بنية تحتية لحزب الله”، مشيراً إلى أن “طائرته المسيرة لم تتضرر، وأنه لم يتم تفعيل أي إنذار”. كما انفجر صاروخ اعتراضي في اجواء بلدتي ميس الجبل وبليدا قضاء مرجعيون، عند الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، سمع صداه في كل أرجاء الجنوب.
أما في التحركات الديبلوماسية والسياسية فإستقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عصر أمس في مكتب رئاسة الجمهورية بقصر دولمه بهجه في إسطنبول. وتناول البحث الوضع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وتركيا.
وخلال الاجتماع أكد الرئيس اردوغان “ضرورة العمل على تحقيق هدنة مستدامة في غزة ووقف العمليات العسكرية تمهيدا للانتقال الى العمل لتحقيق السلام المستدام”.
وقال”إن أكثر الدول تأثراً بحرب غزة هو لبنان، ونتمنى استمرار الهدنة لكي يبقى لبنان آمناً وهادئاً”.
بدوره قال الرئيس ميقاتي” إننا نعوّل على مساعي الدول الصديقة لاحداث خرق في جدار الازمة القائمة والعمل على احلال السلام، وعودة الهدوء الى جنوب لبنان”.
وعلى غرار الموقف الذي أعلنته السفارة الأميركية الجمعة أعلنت أمس السفارة البريطانية في لبنان في منشور ” تكرّر المملكة المتحدة دعوة اليونيفيل إلى وقف الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق وتجديد الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701. إن الهدوء الذي ساد يوم أمس الجمعة على الخط الأزرق يوفّر فرصة لإعادة التركيز على صياغة حل طويل الأمد للسلام”.

وفي المواقف السياسية الداخلية، لفت رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله”، الشيخ محمد يزبك إلى أن “على الجميع ان يتعاونوا من أجل الخروج من الفراغ في رئاسة الجمهورية وأيضاً من استحقاقات أخرى سواء في قيادة الجيش أو غيرها، فعندما ينتظم الرأس وبانتخاب رئيس للجمهورية سوف تنتظم كل المؤسسات وليس على اللبنانيين إلا أن يلتقوا ويجتمعوا ويتفاهموا من أجل انتخاب رئيس للجمهورية لكل اللبنانيين ينطلق من مصلحة لبنان ولخير اللبنانيين”.

في المقابل دان عضو كتلة الكتائب النائب سليم الصايغ “الحركية السياسية لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يحاول المقايضة بين السلطة والجوهر”. ورأى ان “كارثة كانت حلت لو كان مرشح حزب الله رئيسا اليوم، في ظل الحرب”، وقال “نحن حمينا لبنان بعدم السماح لمرشح يأتمر بأوامر حزب الله ان يكون في سدة الرئاسة وفي الاوساط الشيعية يعرفون ان شبكة الامان الحقيقية ان يكون اللبنانيون متفقين بعضهم مع بعض وبالتالي سنذهب الى الفوضى في حال أراد الحزب الاستمرار بالذهاب الى الحرب”.

• صحيفة الديار عنونت: فرنسا تجدد مهمة لودريان: لاحداث خرق بملف الرئاسة وعدم انتظار انتهاء حرب غزة
قطر تستعد لتفعيل تحركها قريبا… والحسم الرئاسي مؤخر للعام الجديد
طبخة قيادة الجيش عالقة في الحكومة… والجلسة لم تحسم
وكتبت تقول: لليوم الثاني من هدنة غزة، خيم الهدوء النسبي على الجنوب اللبناني وسط اجواء من الحذر والترقب بانتظار انتهاء تبادل الدفعة الاولى من الاسرى بين حركة حماس والعدو الاسرائيلي ومعرفة مصير الجهود المبذولة لتمديد هذه الهدنة والاتفاق على تبادل دفعة ثانية من الاسرى.
ووسط هذه الاجواء برز أمس اعتداء جيش العدو الاسرائيلي على دورية تابعة لقوات اليونيفيل في الجنوب. وقال الناطق باسم هذه القوات اندريا تينتي ان الدورية تعرضت لنيران الجيش الاسرائيلي في محيط عيترون من دون ان يصاب أحد باذى، لكنه اشار الى تضرر احدى الاليات العسكرية.
واكد «ان هذا الهجوم على قوات حفظ السلام امر مثير للقلق العميق. ونحن اذ ندين هذا العمل نؤكد مسؤولية الاطراف في حماية قوات حفظ السلام «.
وحول الوضع في الجنوب قال مصدر سياسي امس لـ»الديار « ان الحذر والترقب يبقى سائدا، وان الهدوء مرهون بوقف اطلاق النار في غزة وتوقف الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب.
واضاف ان المقاومة اثبتت انها جاهزة لمواجهة العدو على مدى الايام الـ ٤٨ من المعركة، وأنها مستعدة دائما لكل الاحتمالات».
وفي إطار المساعي الجارية لتمديد هدنة غزة وترتيب عملية تبادل جديدة بعد انتهاء العملية الجارية، أجرى وفد قطري امس مباحثات في الكيان الاسرائيلي محادثات مع مسؤولين اسرائيليين لهذه الغاية.
ولم تستبعد مصادر دبلوماسية ان يصار الى تمديد الهدنة. وكان الرئيس الاميركي جون بايدن أعلن اول أمس «ان هناك فرصة فعلية لتمديد هدنة غزة».
وافادت وكالة رويترز أمس نقلا عن مصدر رسمي مصري بان «القاهرة تلقت اشارات ايجابية لتمديد هدنة غزة ليوم او يومين اضافيين.»
ولوحظ ان لهجة قيادات العدو وتهديداتهم رغم تصريح رئيس اركان جيش العدو المتكرر تراجعت أمس، خصوصا بعد انكشاف ادعاءاتهم بتحقيق انجازات ميدانية وعسكرية في غزة وضرب البنية التحتية لحماس. فقد ظهرت حماس والمقاومة في غزة مع اليوم الاول من تبادل الاسرى انها ما زالت تمتلك زمام المبادرة في القطاع، وتعاملت بكل دقة وتنظيم مع العملية.
لودريان في بيروت للخرق بالملف الرئاسي
ومع الهدوء الحذر الذي يسود الجنوب بموازاة سريان الهدنة في غزة، تبرز زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت لاستئناف تحريك ملف الاستحقاق الرئاسي بعد جمود غير قصير.
وفي هذا المجال قال مصدر مطلع لـ «الديار» أمس ان مواعيد حددت للقائه مسؤولين وقيادات سياسية لبنانية الاسبوع المقبل، وانه سيجتمع الاربعاء مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري وسيكون له لقاء مماثل مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.
وعما سيحمله لودريان في شان الملف الرئاسي قال المصدر انه لم يرشح اي شيء عن فحوى زيارته، لكن الاجواء التي تسبق زيارته لا تدل على انه يحمل مبادرة جديدة، وبالتالي من الصعب التكهن مسبقا في هذا الشأن.
لكن المصدر كشف ان باريس من خلال استئناف مهمة لودريان اليوم ترى ان من الواجب والضروري القيام بمزيد من الجهد والضغط لاعادة تفعيل وتسريع الملف الرئاسي اللبناني وانه لا يجب انتظار نهاية حرب غزة.
ووفق الاجواء الفرنسية المحيطة بزيارة لودريان فان باريس تعتقد انه من الممكن احداث خرق جديد في جدار ازمة الاستحقاق الرئاسي اللبناني في هذه المرحلة، لكن من المهم ايضا ان يدرك اللبنانيون ان لا أحد يستطيع ان يحل محلهم وان المسؤولية في انتخاب رئيس للجمهورية تقع على عاتق النواب وسائر الكتل النيابية.
السفير الفرنسي ولجنة الصداقة
وعلمت «الديار» ان السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو تطرق خلال لقائه مع رئيس واعضاء لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية الفرنسية الخميس الماضي الى زيارة لودريان، مؤكدا ان هناك تنسيقا بين فرنسا وكل من قطر والسعودية في شان التحرك حول الملف الرئاسي اللبناني، وان تحرك الموفد الفرنسي يحظى بدعم المجموعة الخماسية.

مرجع بارز: اجواء تحريك جديد
وفي شان زيارة لودريان نقلت مصادر مطلعة للديار عن مرجع بارز قوله ان هناك اجواء تدل على تحريك الملف الرئاسي مجددا ليس على الصعيد الفرنسي فحسب بل ايضا على صعيد التحرك القطري ايضا، لكن من السابق لأوانه معرفة نتائج هذا التحريك او المدى الذي سيأخذه للوصول الى حسم الاستحقاق الرئاسي.
واضاف المرجع ان الفرصة دائما متاحة لتحقيق تقدم في هذا الملف إذا ما غلبنا لغة الحوار والتلاقي على المناكدات والمصالح السياسية الضيقة.
زيادة وتيرة التحرك القطري قريبا
وفي سياق متصل قالت مصادر نيابية للديار ان الدوحة في صدد تفعيل تحركها حول رئاسة الجمهورية قريبا، مشيرة الى نجاحها في مسار تبادل الاسرى والهدنة في غزة من شانه ان يفتح الباب أكثر امام زيادة وتيرة التحرك القطري باتجاه لبنان لإحراز تقدم جدي نحو انتخاب رئيس للجمهورية.
وردا على سؤال اوضحت انه من السابق لأوانه الحديث عن ترجيح خيار او اسم على اسم اخر، مشيرة الى ان الوضع ما زال مفتوحا على احتمالات عديدة، ومن الصعب انقشاع المشهد قبل اوائل العام المقبل.
حزب الله: للتعاون من اجل الخروج من الفراغ الرئاسي
وامس قال رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك « على الجميع ان يدركوا وان يتعاونوا من اجل الخروج من الفراغ، فراغ رئاسة الجمهورية وايضا استحقاقات اخرى سواء قيادة الجيش او غيرها. فعندما ينتظم الرأس بانتخاب رئيس الجمهورية سوف تنتظم المؤسسات. وليس على اللبنانيين الا ان يلتقوا ويتفاهموا من اجل انتخاب رئيس للجمهورية لكل اللبنانيين ينطلق من مصلحة لبنان ولخير اللبنانيين».
مصير قيادة الجيش
وعلى صعيد ملف قيادة الجيش، قال مصدر وزاري لـ «الديار» امس انه لم تتم الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء الاثنين (غدا)، وانه من غير المستبعد انعقادها الاربعاء او الخميس.
لكنه لفت الى انه لم يطرأ اي جديد على صعيد السعي لايجاد مخرج حول مصير قيادة الجيش، قائلا ان الطبخة لم تنضج بعد وهناك فتاوى عديدة قيد التداول وتحتاج الى مزيد من الاخذ والرد.
واضاف ان المواقف ما زالت على حالها، مشيرا الى انه في حال تعذر الحل عبر الحكومة فان الامور ستذهب الى المجلس النيابي الذي يتوقع ان يعقد جلسة تشريعية في منتصف كانون الاول المقبل.
واوضح ردا على سؤال ان ملف قيادة الجيش ما زال يواجه بعض العقبات ليس على صعيد صعوبات المخارج فحسب بل ايضا على صعيد مواقف الاطراف لا سيما المسيحية.
وقال ان هناك اشكاليات وعقبات داخل الحكومة تعترض حتى الان صيغة تأجيل تسريح العماد جوزاف عون منها امتناع وزير الدفاع عن المبادرة في هذا الاتجاه وخطر الطعن لدى مجلس الشورى، لافتا ايضا الى ان رئيس الحكومة يتريث بالسير في هذا الخيار رغم تأييده التمديد لقائد الجيش.
وبالنسبة لخيار تعيين قائد جديد للجيش قال مصدر نيابي مطلع للديار ان فرص هذا الخيار ضعيفة لأسباب عديدة منها:
– معارضة بكركي وقوى مسيحية عديدة للتعيين في غياب رئيس الجمهورية.
– حرص القوى السياسية السنية والشيعية على عدم سلوك هذا الخيار واثارة اشكاليات حول هذا الموضوع، خصوصا ان تاييد طرف مسيحي للتعيين مشروط حتى الان بتوقيع الـ٢٤ وزيرا، وهو الامر الذي لا يحظى بموافقة اكثرية الحكومة.
ويشير المصدر الى ان هناك سيناريوهين متداولين في الوقت الراهن للحل عبر الحكومة: الاول يقضي بتاجيل تسريح العماد عون ستة أشهر بقرار من مجلس الوزراء وتجاوز وزير الدفاع بفتوى يجري اعدادها. والثاني يقضي بتعيين رئيس اركان جديد يتولى مهمة قيادة الجيش بعد انتهاء ولاية العماد عون في ١٠ كانون الثاني المقبل.
وفي حال استمرار المراوحة داخل الحكومة، يتوقع ان ينتقل الملف الى مجلس النواب في جلسة تشريعية مرتقبة في منتصف الشهر الجاري. وسيكون هذا الموضوع من بين البنود الكثيرة التي سيتضمنها جدول اعمالها، ولن يكون البند الاول باعتبار ان الاولوية هي لمشاريع القوانين واقتراحات القوانين العادية قبل الاقتراحات المعجلة المكررة.
وبرأي المصدر النيابي ان تأخير تسريح العماد عون اذا ما اقر لن يكون اكثر من ستة اشهر.

• صحيفة الأنباء عنونت: الهدنة الهشة رهن الالتزام الإسرائيلي.. اعتداءات الاحتلال مستمرة
وكتبت تقول: حتى ساعة متأخرة من مساء أمس كان الوسيطان القطري والمصري يجهدان لحل مسألة التأخير الذي طرأ على اكمال تنفيذ اتفاق الهدنة في غزّة، بسبب عدم التزام الاحتلال الإسرائيلي بتعهداته في إتفاق التبادل، لا سيما عدم إدخال العدد المتفق عليه من شاحنات المساعدات الغذائية والطبية والمحروقات إلى شمال القطاع والتلاعب بلائحة الأسرى الفلسطينيين.
وكاد التعثر أن يطيح بالهدنة لولا المساعي الحثيثة التي أفضت إلى حل الإشكال في الساعات الأخيرة، وهي مساعٍ كانت ترافقت مع ضغوط وتهديدات إسرائيلية بالعودة الى العمليات العسكرية إذا لم تفرج حماس عن الدفعة الثانية قبل حلول منتصف الليل، فيما الحركة بقيت على موقفها من مسألة إدخال المزيد من المساعدات. والى ذلك فإن الهدنة في يومها الثاني لم تخلُ من خروقات إسرائيلية خاصة في المناطق الشمالية لغزة حيث أطلقت الرصاص لمنع المواطنين من تفقد بيوتهم وأرزاقهم. وقد تبين حجم الدمار الكبير في هذه المناطق بفعل القصف والغارات الجوية طيلة خمسة وأربعين يوما.

وكما في غزة كذلك في جنوب لبنان، حيث استمرت الخروقات الإسرائيلية بإطلاق النار باتجاه مزارعين حاولوا تفقد أرزاقهم ومحاصيلهم فيما أصيبت آلية لقوات اليونيفل بهذه النيران.
أما في الضفة الغربية، فقد واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها لعدد من المدن والبلدات موقعةً عدد من الشهداء والجرحى، كما اعتقلت المزيد من الشبان الفلسطينيين.
وعلى الرغم مما اعترى اليوم الثاني من الهدنة من معوقات، توقعت مصادر أمنية لجريدة الأنباء الإلكترونية تمديد الهدنة أربعة أيام إضافية في حال مرت هذه الهدنة بسلام. وأشارت إلى أن قطر ومصر وروسيا والصين يعملون لإنجاح هذه المبادرة، والاتصالات مع الولايات المتحدة وإسرائيل لم تتوقف في هذا الشأن.
وفي الشأن السياسي اللبناني كان لافتا اللقاء الذي جرى أمس بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول.
وقد أشارت مصادر سياسية عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أن الزيارات التي يقوم بها الرئيس ميقاتي لأكثر من دولة عربية وإقليمية، ولقاءاته مع قادة هذه الدول، تندرج ضمن إطار العمل على تحييد لبنان ومنع اسرائيل من جره الى حرب واسعة لا قدرة له على تحملها في هذه الظروف، بالإضافة الى مساعدته على التخلص من أزماته وفي مقدمها إنهاء أزمة الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جمهورية.
وتعليقاً على زيارة ميقاتي الى اسطنبول، لفت النائب السابق علي درويش في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية، إلى أن تركيا بلد مؤثر في المنطقة، وقد اتخذت مبادرات ايجابية لمساعدة لبنان عدة مرات، أكان ذلك على مستوى لبنان كدولة أو على مستوى مدينة طرابلس بالتحديد، ورئيس الحكومة يجري مروحة اتصالات لتشجيع تركيا لمساعدة لبنان وأن تقوم بدور إيجابي لإطالة الهدنة في غزة وانعكاسها على الوضع في الجنوب، وأن تساهم بمساعدة لبنان على غرار المساهمة الصينية بتقديمها مبلغ مليون دولار لإسعاف جرحى الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان، لافتا إلى أن الصين كانت قدمت قبل مدة مبلغ ٦ ملايين دولار لتركيب الطاقة الشمسية لكل مراكز اوجيرو في لبنان.
وأضاف درويش: “في ظل استمرار الحرب على لبنان كان لا بد من هذا اللقاء بين ميقاتي وأردوغان من أجل تشجيع تركيا على مساعدة لبنان من جهة، وإجراء قراءة للواقع على مستوى الشرق الأوسط وطرح حلول مستدامة ضمن صيغة دولية لتثبيت الهدنة”.
في موازاة ذلك، تحدثت المصادر السياسية عن عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان لمتابعة اتصالاته مع القوى السياسية وحثهم على انتخاب رئيس جمهورية والعمل على إعادة انتظام الحياة السياسية في لبنان، وهي فرصة لن تتكرر.
وبحسب المصادر فإن حظوظ قائد الجيش العماد جوزف عون للرئاسة هي الأوفر حظاً على الرغم من كل اللغط الذي يجري حوله، وأنه في حال نجاح المساعي لإنتخاب رئيس يصبح الأمر متاحا لتعيين قائد الجيش والمجلس العسكري ورئيس للأركان. وتعتقد المصادر ان حزب الله لن يعترض هذه المرة على ترشيح قائد الجيش للرئاسة، وقد يسعى لإقناع حليفه النائب جبران باسيل للقبول به.
بدوره درويش، اعتبر ان زيارة لودريان هي استكمال للمبادرة الفرنسية، متمنيا ان يحمل معه بعض الأفكار لإعادة وضع الملف الرئاسي على السكة السليمة.
ويبدو أنّ المساعي تسابق الزمن على كل المسارات علّها تنجح في تليين المواقف المتصلبة والدفع باتجاه حلول تحصن الداخل في مواجهة عواصف الخارج.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى