سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: تراكم ملفات شائكة أمام لبنان ..وباب المفاوضات مفتوح أمام الترسيم البحري

 

الحوار نيوز – خاص

بدا واضحا أن لبنان يواجه عددا من الملفات الشائكة خلال المرحلة المقبلة ،في وقت برز ملف الترسيم البحري في الواجهة إنطلاقا من التطورات الأخيرة ،لكن هذا الملف مفتوح على المفاوضات غير المباشرة مع الكيان الإسرائيلي عبر الوسيط الأميركي الذي يصل الأحد الى بيروت.

 

الصحف الصادرة اليوم تناولت هذه المواضيع على النحو الآتي:

 

 

 

 

  • صحيفة النهار عنونت: الاستحقاق الحكومي مغيّب وتحذير أميركي من الانهيار

 وكتبت “النهار” تقول: ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة قطعا، ان تواجه السلطة الرسمية بكل أركانها وقواها تراكم أولويات مستحقة ومتداخلة ومتشابكة في توقيت بالغ الحساسية والدقة، ولكن التجربة هذه المرة تكتسب خطورة بالغة لجهة رسم السيناريو الأشد اثارة للمخاوف. ذلك ان لبنان الخارج لتوه من الانتخابات النيابية يواجه شبكة استحقاقات متزامنة من “العيار الثقيل” بل الاثقل داخليا وإقليميا بدءا من مقاربة استحقاق تشكيل الحكومة الجديدة مرورا باستحقاق مقاربة ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وصولا الى احتواء التداعيات المتدحرجة للانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي عند مشارف بدء العد العكسي للاستحقاق الأكبر المتمثل في انتخابات رئاسة الجمهورية في نهاية تشرين الأول المقبل. ومع ان ملف الحدود البحرية والتنقيب عن الغاز ظل متصدرا واجهة التطورات والمشهد الداخلي في الأيام الأخيرة، فان تحوله الى مبارزة بالمزايدات لم يحجب طلائع تصاعد المواقف المشككة في نيات واتجاهات العهد المتريث في الاقدام على انجاز استحقاق اجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية بتأليف الحكومة الجديدة، علما ان أي معطيات جدية لم تتوافر بعد في شأن تحديد موعد قريب لاجراء الاستشارات، وتتسرب في المقابل ذرائع وحجج للتريث تكشف ان العمل جار خلف الكواليس لاستباق التكليف بوضع الأسس الكبرى للحكومة العتيدة وفرضها على الرئيس المكلف سواء رسى الخيار مجددا على الرئيس نجيب ميقاتي او سواه. وقد حذرت أوساط نيابية معارضة في هذا السياق من ان البلاد ستقبل على ازمة خطيرة ان مضت رئاسة الجمهورية في تجاهل ان مجلسا نيابيا جديدا قد انتخب، وان المكون السني أيضا لن يبقى يتفرج على شل موقعه الدستوري والتلاعب بصلاحياته من خلال المضي في تجميد الاستشارات أولا، ومن ثم العودة الى اللعبة الخطيرة التي طالما اعتدها الطاقم السياسي باستباق التكليف بصفقة التاليف ومحاصصاته. وقالت ان جلسة انجاز انتخاب اللجان ستعقد عصر الجمعة بما يقفل الحجج الشكلية الواهية امام العهد لتأخير الاستحقاق الحكومي ومن بعدها سيفتح باب الضغوط المعارضة على الغارب، على العهد من اجل استعجال تحديد موعد الاستشارات وترك الأصول الدستورية والبرلمانية تأخذ مجراها خصوصا ان البلاد تحتاج الى حكومة كاملة الصلاحيات في اسرع وقت وقادرة على الاستنفار 24 ساعة في اليوم مدى الأشهر القليلة المقبلة قبل نهاية ولاية العهد الحالي نظرا الى خطورة التحديات التي ستواجهها داخليا وخارجيا في هذه المرحلة .

في انتظار الوسيط
اما في ما يتصل بتطورات ملف ترسيم الحدود والتنقيب عن الغاز، فبات واضحا ان كثرة التعويل على تحرك طلبه ويترقبه لبنان الرسمي من الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، كادت ترمي الكرة سلفا في ملعب لبنان نفسه وسط تصاعد الشكوك في قدرة اركان السلطة على مقاربة وساطة هوكشتاين، وتاليا إسرائيل كما المجتمع الدولي، بموقف موحد من جهة واحتواء موجات المزايدات السياسية والإعلامية من هذا الملف من جهة ثانية. وإذ تترقب الأوساط الداخلية الموقف الذي سيعلنه اليوم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من التطورات الأخيرة في هذا الملف، بدا لافتا ان نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي يضطلع أيضا بدورالمستشار لدى الرئيس ميشال عون في ملف التنسيق مع الجانب الأميركي، اكد ان زيارة هوكشتاين الاحد او الاثنين مؤكدة. وخرج بو صعب عن تحفظه في هذا الملف مدافعا عن موقف عون، واعلن ان ” من يزايد اليوم في موضوع توقيع المرسوم 6433 استند الى تقرير فني اعده المعنيون في الجيش اللبناني. لكن وجهة نظر هؤلاء هي ان الخط 29 ليس الا خطا تفاوضيا وبالتالي توقيع المرسوم من دون ان يكون السير بالخط 29 موقفا نهائيا من قبل التقنيين والسياسيين سياخذ البلاد الى مكان اخر ولا مصلحة لاحد في خيار الحرب، بل مصلحتنا انجاز الترسيم وهو ما لا يريده العدو”. واعلن بو صعب انه “يجزم بان هوكشتاين لم يطلب ردا خطيا على طرحه بل فضل عدم تقديم رد خطي في حال عدم قبول لبنان بطرحه إفساحا في المجال امام التفاوض قبل الخروج بموقف حاسم”. ولفت في كلامه كشفه ان “بعض المسؤولين السابقين عن الملف تحدثوا بشيء امام المفاوض الأميركي وبشيء اخر امام الاعلام وانصح من لم يعد في موقعه بالتوقف عن الكلام خصوصا انه يدرك ماذا فعل وماذا قال وماذا طلب وما يجبرنا نطلع نحكيها”.

في المقابل أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أن “سفينة التنقيب عن الغاز تقع في أراضينا ولن تستخرج الغاز من المنطقة المتنازع عليها مع لبنان”. وقال: منصة “كاريش” للغاز تقع في المناطق الإسرائيلية وليس في المنطقة التي يتم التفاوض عليها بين إسرائيل ولبنان. ودعا غانتس لبنان إلى الإسراع في المفاوضات بشأن الحدود البحرية، مشيراً الى أن “إسرائيل على استعداد لحماية أصولها الاستراتيجية والدفاع عن بنيتها التحتية”.

وبدوره قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد ان “حقل “كاريش” للغاز هو أحد أصولنا الاستراتيجية ومصممون على الاستفادة من المنطقة الاقتصادية الخالصة لإسرائيل”.

تحركات ومواقف
وعرض الرئيس عون امس مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الاتصالات الجارية في اطار معالجة قضية التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي المسال “انرجي باور”. وأوضح بو حبيب ان “الاتصالات الديبلوماسية جارية لمعالجة الوضع الذي نشأ في المنطقة الجنوبية الحدودية في انتظار مجيء الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية السفير اموس هوكشتاين الى لبنان”. كما بحث بوحبيب مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا موضوع ترسيم الحدود البحرية .

بدوره اعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال جولته في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت للاطلاع على التحضيرات الجارية “استعداداً لبدء موسم سياحي واعد في لبنان” أنه سيعقد قبل نهاية الاسبوع اجتماعاً مع رئيس الجمهورية لبحث الخطوات الواجب اتخاذها في ما يخصّ ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وناشد الجميع “وقف السجالات في هذا الموضوع، فالخط ?? هو اصلا خط تفاوضي وانا شخصيا لست على استعداد للقيام بأي عمل ارتجالي يعرّض لبنان للمخاطر. هذا الموضوع يحل بديبلوماسية عالية وبروية… والمسألة قيد الحل سلمياً”.

على شفير الانهيار!
وفي مفارقة أخرى تتصل بملف ازمة الطاقة في لبنان أعلنت امس مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، بربارة ليف أنّ “قطاع الطاقة في لبنان أصبح على شفير الانهيار”. واشارت ليف الى ان “الولايات المتحدة لم تتخذ، حتى الآن، أي قرار برفع العقوبات، أو أي استثناءات تتعلق بالعقوبات على سوريا، بشأن نقل الغاز المصري إلى لبنان، “لأن هذه الدول لم توقع أي عقود بعد”.

وقالت ليف، في جلسة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، خصصت لمناقشة سياسة إدارة بايدن تجاه سوريا إن “هناك عملية جارية الآن لإنهاء هذه العقود بين الحكومات”، مضيفة أن واشنطن ستنظر في تفاصيل هذه العقود وتقرر بشأنها في حينها”. ونفت تقديم أي ضمانات بشأن رفع العقوبات، لكنها أشارت إلى أن ما تم الإلتزام به هو إجراء محادثات بشأن هذه المسألة.

وأكدت ليف “أن الهدف من هذا المشروع مساعدة الشعب اللبناني في المقام الأول”.

وقالت: “لبنان يعاني منذ سنوات وهو الآن من دون شك على شفير انهيار الدولة والمجتمع، ونحاول عبر إجراءات عدة وضع حد لهذا الاحتمال لأن انعكاس ذلك على اللبنانيين شيء، لكن الانعكاس على المنطقة بشكل أوسع سيكون أكبر، على إسرائيل والأردن ودول أخرى”. وأضافت: “لذا نعمل على إجراءات عدة منها خيار نقل الغاز المصري عبر الأردن من خلال أنبوب يمر عبر سوريا، الذي طرحته حكومتا القاهرة وعمان”، مشيرة إلى أن الشعب اللبناني لديه ساعتان فقط من الكهرباء يوميا حاليا. وكشفت أن “العاهل الأردني هو أكثر الأشخاص القلقين بين شركائنا حيال احتمال الانهيار في لبنان، ويريد أن يقوم بكل شيء ممكن لتخفيف هذا الاحتمال”. كما أكدت على أنه “لن يكون هناك تحويل لأموال نقدية من أي نوع للحكومة السورية”.

ورداً على سؤال أخر للسناتور كروز حول ما إذا كان الجيش اللبناني، الذي تقدم له الولايات المتحدة مساعدات بمليارات الدولارات، يحاول وقف مواكب الأسلحة لـ”حزب الله” في لبنان وعدد هذه العمليات في حال حصولها، قالت ليف التي استلمت منصبها الأسبوع الماضي: “أريد أن أطلع على التفاصيل وآتي إليك بجواب”. لكنها استطردت قائلة “إن القوات المسلحة اللبنانية على شفير أن تصبح المؤسسة الوطنية الوحيدة التي لديها القدرة على الحفاظ على الأمن وتخفيف بعض انعكاسات انهيار لبنان . وهي المؤسسة الوحيدة على مستوى البلاد التي يثق بها الشعب اللبناني وهي تعاني في تنفيذ مسؤولياتها وآخر شيء نريد أن نراه هو انهيار القوات المسلحة اللبنانية أيضاً”.

 

 

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: ردّ على اقتراح هوكشتين لا يغلق باب التفاوض

 وكتبت صحيفة “الأخبار” تقول: بعيداً من “حفلة المزايدات” المحيطة بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، ومحاولات “التعليم” على المقاومة وصولاً إلى اتهامها بالتغاضي عن “التنازل” عن السيادة على المنطقة المتنازع عليها، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم للحديث في هذا الملف، والتأكيد على الموقف المعلن بأن المقاومة جاهزة للدفاع عن السيادة اللبنانية متى ما حدّدت الدولة اللبنانية حدودها، مع التشديد على جاهزية المقاومة متى استشعرت اعتداء على حقوق لبنان وثرواته.

اللافت أمس كانت مواقف “التهدئة” الإسرائيلية التي حملت تعويلاً على استئناف المفاوضات غير المباشرة مع لبنان، وهي مواقف لم تكن لتؤخذ لولا إدراك الإسرائيليين استناد لبنان في موقفه التفاوضي إلى قوة قادرة على تشكيل تهديد لأي إنتاج من المناطق المتنازع عليها، وعلى الإضرار بكل القطاع النفطي والغازي في كيان العدو.
وعليه، فإن الجميع في انتظار عودة الوسيط الأميركي في الملف عاموس هوكشتين “المؤكدة الأحد أو الاثنين” وفق مصادر مطلعة، رغم عدم صدور أي موقف رسمي أميركي في هذا الشأن بعد. وبحسب المصادر فإن التواصل قائم بين الرؤساء الثلاثة، ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، للاتفاق على مقاربة هذا الملف. وفي هذا السياق، جرى تواصل بين عون وبري صباح الثلاثاء، فيما يزور ميقاتي قصر بعبدا نهاية هذا الأسبوع للبحث في الخطوات الواجب اتخاذها.

وعلمت “الأخبار” أن هوكشتين سيسمع رداً لبنانياً موحداً على اقتراحه الذي قدمه في زيارته الأخيرة في شباط الماضي (منح لبنان الخط 23 معدلاً، مع قضم جزء من حقل قانا، قبل أن ينحني أمامه بشكل مائل باتجاه خط هوف، ويقضم قسماً من البلوك الرقم 8 لمصلحة العدو)، ومفاد الرد هو عدم قبول الطرح كما هو مع تقديم ملاحظات لبنان عليه وفق رؤية واضحة ومتفق عليها، ودعوة هوكشتين لاستئناف وساطته، مع استمرار الامتناع عن تعديل المرسوم 6433 لتوسيع حدوده البحرية وفقَ الخط 29، ما يبقي الباب مفتوحاً أمام المفاوضات. علماً أن هوكشتين “يريد أن يسمع ملاحظات، وهو كان واضحاً سابقاً في إبلاغ المسؤولين اللبنانيين بأن الإصرار على الخط 29 وتوقيع المرسوم يعنيان أن لبنان يقفل باب التفاوض، وعندها لا لزوم لعودته، فيما العدو مستمر في أعمال التنقيب والحفر”. وفي تقدير أوساط متابعة للملف، فإن لبنان سيعود للمطالبة بكامل الخط 23، مع مساحة 80 كيلومتراً مربعاً إضافية مع جزء من حقل قانا”.
وفي هذا السياق، فسّرت مصادر مطلعة على الملف أنه بمجرد تعديل المرسوم 6433، فإن ذلك يعني أن لبنان ثبّت حدوده البحرية عند الخط 29، بالتالي لا يمكنه التراجع بعدها قيد أنملة عن هذا الخط، “مشيرة إلى أن كل المزايدين في موضوع الترسيم يركّزون على أن الخط 29 هو خط تفاوضي، فكيف يستقيم اعتباره خطاً حدودياً وفي الوقت نفسه خطاً تفاوضياً بما يعني إمكان التراجع عنه. في اللحظة التي نقول فيها إن الخط 29 هو خط حدودي فإن التراجع عنه سنتيمتراً واحداً يعدّ تفريطاً بالسيادة وخيانة عظمى”. وشدّدت على أن “لبنان يتفاوض من موقع قوة على عكس ما يوحي به المزايدون على الموقف الرسمي وعلى موقف المقاومة”.
وذكّرت بأن الوفد التقني الذي عقد اجتماعات في قصر بعبدا في الشهرين الماضيين استمع إلى ملاحظات قدمها ممثل قيادة الجيش، “ولم تصل هذه الملاحظات في أي مرة إلى القول إن الخط 29 هو خط حدودي”. وذكّرت بأن رئيس الوفد اللبناني إلى المفاوضات العميد بسام ياسين أبلغ الرئيس نبيه بري لدى زيارته له برفقة وزيرة الدفاع السابقة زينة عكر في كانون الأول 2021 أن الحصول على الخط 23 “سيكون إنجازاً تاريخياً”. ونبّهت مصادر إلى “قطبة مخفية” تحاول التسويق مسبقاً بأن أي اتفاق دون الخط 29 سيكون تنازلاً.

إلى ذلك، حذّرت مصادر قريبة من عين التينة إلى أن هناك “ربما من يريد توريط لبنان في مشكل قد يبعد عملية استثمار ثرواتنا النفطية لسنوات في وقت يعمل العدو على قدم وساق في الحفر والإنتاج في مناطق أخرى”. وأشارت إلى أن كل “المزايدات القائمة اليوم تستند إلى احتمال ضعيف بأن يقبل العدو عدم وجود تأثير لصخرة تخيليت”، مشيرة إلى أن الأمور كانت “ماشية استناداً إلى اتفاق الإطار الذي توصّل إليه الرئيس نبيه بري قبل أن يُخلق الخط 29 من مكان ما”.

 

 

 

  • اللواء عنونت: «حكومة كاريش»: سحب ملف التفاوض البحري من عون

 

الخارجية الأميركية تسفّه رواية فياض: ننتظر توقيع عقود الكهرباء والغاز ولا التزامات مسبقة

وكتبت “اللواء” تقول: خفت «التلاطم الكلامي» حول الإدارة غير الموفقة لملف التفاوض حول ترسيم الحدود، واتجهت الأنظار إلى إلغاء التبعات على الفريق الذي اصرَّ على إدارة التفاوض، في سياق تبريرات دستورية ومرجعية، أي على التيار الوطني الحر، وبعبدا، التي لا تقطع شعرة من دون أخذ موافقة رئيس التيار النائب جبران باسيل..

وإذا كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لم ير حرجاً في كسر عرف تصريف الأعمال، و«دعوة مجلس الوزراء للاجتماع عند الضرورة» واصفاً هذه النقطة على جدول أعمال اللقاء القريب مع الرئيس ميشال عون، داعياً، في مناسبة سياحية إلى «وقف السجالات في ما خص الترسيم البحري»، مؤكداً ان الخط 29 هو اصلاً خط تفاوضي، رافضاً أي «عمل ارتجالي يعرض لبنان للمخاطر»، فإن الخيار الدبلوماسي تقدَّم إلى الواجهة، مع العودة السريعة للسفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا (وفقاً لما سبق وأشارت «اللواء» اليه) واجتماعها على الفور مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله أبو حبيب.. قبل ان يعلن الجانب الإسرائيلي على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي بني غيتس ان منصة «كاريش» للغاز تقع في المناطق الإسرائيلية وليس في المنطقة التي يتم التفاوض عليها بين لبنان وإسرائيل.

وأعلن وزراء الطاقة والخارجية والأمن في إسرائيل انه لن يضخ الغاز من المنطقة المتنازع عليها، وانه يرسو على بعد كليومترات عدّة جنوب المنطقة المتنازع عليها، وتجري المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة..

على ان الجديد عشية إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله مساء اليوم، للتحدث عن عدد من النقاط، من بينها ملف ترسيم الحدود، والتهديدات الإسرائيلية، هو دخول حزب الله على خط مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة بعد الاعلان رسميا عن تعيين مسؤول لادارة هذا الملف يعني «بدء التفاوض الجدي لتحصيل حقوق لبنان النفطية، وان اي حل نهائي لهذا الملف سيمر عبر الحزب مباشرة»، مع تحفظ القيادي على الاجابة حول امكانية تفاوض حزب الله واميركا بشكل مباشر حول ملف الترسيم، حسب قيادي مقرب من مركز القرار في الحزب.

واعتبر القيادي ان اعلان الحزب دخوله رسميا على خط ترسيم الحدود سيستدرج الوساطات الدولية للحل، لا سيما ان واشنطن بعثت رسائل في اكثر من اتجاه عن رغبتها بالتهدئة وايجاد حل نهائي لهذا الملف، وهنا تحديدا، كشفت مصادر دبلوماسية عن ان واشنطن طلبت سابقا عبر الفرنسيين وغيرهم الجلوس مع حزب الله للتفاهم حول الملف النفطي وترسيم الحدود البحرية».

وفي معرض الاجابة عن نظرية حقل «قانا» مقابل حقل «كاريش»، قال القيادي ان مسالة ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة لا تتعلق بخطوط او بابار لا سيما وان هذه المسالة معقدة جدا وهناك بين «كل بير وبير بير تاني كما يقال بالعامية»، انما تحصيل حصة لبنان وحقه كاملا في نفطه وغازه.

وهنا عرج القيادي على مسالة عدم توقيع رئيس الجمهورية على تعديل المرسوم ٦٤٣٣ بالقول ان عون كان قد اكد في اكثر من مناسبة وفي لقاءات خاصة ان الخط ٢٩ هو خط للتفاوض فقط، «ومعه حق» لان هذا الخط لا يمكن ان يحسم بشكل كامل لاي طرف، بل يمكن ان نبدأ من حصتنا في الخط الثابت ٢٣ وصولا الى الخط ٢٩ والحصول على حقوقنا ما بين الخطين وضمنهما.

لكن مصادر دبلوماسية لاحظت ان الأولوية لدى «حزب الله» بات الشأن النفطي نظراً للحسابات الإقليمية والدولية المتعلقة به، بما في ذلك منع إسرائيل من توريد الغاز إلى أوروبا على خلفية الأزمة مع روسيا، الأمر الذي يقضي حكماً، وفقاً للمصادر الدبلوماسية عينها سحب ملف التفاوض البحري من يد بعبدا، واعتبار ان تأليف حكومة جديدة، يمر حكماً «بحقل كاريش» للغاز والنفط، باعتبار المرحلة تشهد تسخيناً وتفاوضاً حول عدد من النقاط الساخنة بينها الوضع «البارد» في لبنان، وعدم دفعه إلى السخونة.

 

وفي السياق، تبلغت  مصادر ديبلوماسية ان الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين سيصل الى بيروت، عصر الأحد المقبل، ويلتقي الاثنين كبار المسؤولين، ويناقش معهم موضوع الجواب اللبناني على المقترحات التي حملها هوكشتاين الى لبنان في شهر شباط الماضي، بخصوص ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل،   واسباب عدم رد لبنان على هذه المقترحات حتى اليوم.

وكشفت المصادر عن  رسالة طمأنة إسرائيلية، نقلتها بالامس، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان الى عدد من المسؤولين والسياسيين، أكد فيها الجانب الاسرائيلي بأنه ليست هناك نوايا تصعيدية من وراء استقدام سفينة استخراج الغاز اليونانية الى المياه الاقليمية، مشددا على انها لن تقترب من الخط  29  المختلف عليه مع لبنان.

وتضمنت الرسالة الإسرائيلية رغبة الجانب الاسرائيلي  في التوصل الى اتفاق مع لبنان بخصوص الترسيم بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية والامم المتحدة، لكي يتمكن البلدان، من المباشرة باستخراج الموارد النفطية والغاز باجواء مؤاتية وهادئة، واعتبرت ان اي محاولة تهديد لتوتير الاجواء في المنطقة، من اي كان ستواجه برد فعل قوي من جانب إسرائيل. 

وعلمت «اللواء» ان الوسيط هوكشتاين سيتناول طعام العشاء إلى مأدبة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب.

واستمرت الاتصالات والمشاورات الرسمية لمتابعة قضية التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي المسال «انيرجين باور»  بطلب من الكيان الاسرائيلي قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها. وكانت هذه القضية موضع متابعة بين رئيسي الجمهورية والحكومة، ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب مع السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا، التي حسب معلومات «اللواء» سألت عن الموقف اللبناني الرسمي من الموضوع وهو الموقف الذي عبر عنه الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي خلال اجتماعهم في شباط الماضي قبيل الزيارة الاخيرة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين.

وحسب المعلومات، فإن موضوع الترسيم غير معنية به وزارة الخارجية بل الرؤساء الثلاثة الذين يملكون القرار، وهي تتبلغ كما الرؤساء الثلاثة الموقف الاميركي مباشرة من السفيرة الاميركية، التي تقاطعت المعلومات حول انها نقلت موقفاً مفاده ان الادارة الاميركية تعترف بالتفاوض حول المساحة اللبنانية بين الخط واحد والخط 23 وغير معنية بالخط 29، وهي مستعدة لإستئناف التفاوض في الناقورة انطلاقاً من هذا المبدأ.

وعلى هذا، لا يتوقع ان يحمل الوسيط الاميركي هوكشتاين اي موقف مغاير  لموقف ادارته خلال زيارته الى بيروت المرتقبة مساء الاحد او نهار الاثنين المقبلين.

وقد أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في موضوع ترسيم الحدود البحرية، «أنه لن يتقاعس بدعوة مجلس الوزراء عند الضرورة». وقال: سأجتمع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نهاية هذا الاسبوع من أجل معرفة الخطوات الواجب اتخاذها، وأنا غير مستعد أن أعرّض لبنان لاي مخاطر والموضوع يُحل بدبلوماسية عالية.

وشدد ميقاتي على أن «الخط 29 هو خط تفاوضي ولن أقوم بأي عمل ارتجالي قد يعرّض ديبلوماسيّة لبنان للخطر».

وبحث وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بوحبيب مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، في موضوع ترسيم الحدود البحرية وأزمة الغذاء العالمي. وتم التطرّق الى اللقاءات التي كان قد عقدها الوزير بو حبيب في بروكسل وواشنطن ونيويورك، ومسألة النزوح السوري وتداعياته على لبنان، كما تم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين.

وزارت شيا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الذي كرر موقف «الكتائب» «بضرورة ان تتحمل الدولة مسؤوليتها كاملة بالنسبة لحقوق لبنان البحرية، ووضع حد لكل لغط يدور حولها، وعدم التردد في الذهاب الى مفاوضات منتجة تحافظ على ثروة لبنان وتحفظ سيادته وكامل حدوده».

وزار بو حبيب رئيس الجمهورية واطلعه على الاتصالات الجارية في اطار معالجة قضية التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي المسال «انيرجين باور» قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها.

وأوضح الوزير بو حبيب ان «الاتصالات الديبلوماسية جارية لمعالجة الوضع الذي نشأ في المنطقة الجنوبية الحدودية في انتظار مجيء الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية السفير اموس هوكشتاين الى لبنان».

وفي السياق اللبناني، دعا وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، وليد فياض، المجتمع الدولي إلى «التدخل لإنصاف لبنان في أحقيته باستخراج النفط والغاز من مياهه الاقليمية في البحر الابيض المتوسط».

واشار من جهة اخرى الى أنّ «الموافقة النهائية من الإدارة الأميركية على مشروع جرّ الكهرباء من الأردن إلى لبنان عبر سوريا، لم تصدر بعد، وأن هناك تأخيراً عن التوقعات بالرد منذ نحو 3 أشهر». 

وقال فياض على هامش مؤتمر إقليمي للحوار حول الطاقة بين منطقة الشرق الأوسط وأوروبا يقام في الاردن بدعم ألماني، إنّ هناك حاجة لإنهاء الموافقات على جر الكهرباء إلى لبنان من الأردن عبر سوريا قبل أشهر الصيف المقبلة، وأن لبنان في الوقت ذاته لابد أن يبحث عن بدائل أخرى لتزويده بالطاقة.

من جهته، كرر وزير الدفاع في الكيان الإسرائيلي بيني غانتس، «أن سفينة التنقيب عن الغاز تقع في أراضينا ولن تستخرج الغاز من المنطقة المتنازع عليها مع لبنان». وقال: منصة «كاريش» للغاز تقع في المناطق الإسرائيلية وليس في المنطقة التي يتم التفاوض عليها بين إسرائيل ولبنان.

ودعا غانتس لبنان «إلى الإسراع في المفاوضات بشأن الحدود البحرية، مشيراً الى أن إسرائيل على استعداد لحماية أصولها الاستراتيجية والدفاع عن بنيتها التحتية».

 

 

  • البناء عنونت: السيد نصرالله يطل الساعة 8:35 مذكراً الإسرائيليّين بمعادلة «انظروا إليها إنها في البحر تحترق»

 

وزراء الاحتلال يجتمعون عشيّة كلمة السيد نصرالله: لا نريد الاستثمار في مناطق متنازع عليها
الرؤساء عون وبرّي وميقاتي يجتمعون السبت في بعبدا: الخط 23 هو الحد الأدنى

وكتبت “البناء” تقول: تأتي إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في توقيت مدروس هو الساعة 8:35، وهو توقيت له مغزى تذكيريّ بعبارة “انظروا إليها إنها في البحر تحترق”، وهي العبارة التي أطلقها السيد نصرالله في مثل هذه الساعة وتلك الدقائق لإطلالته اليوم، عندما دعا اللبنانيين والعرب والعالم إلى مشاهدة البارجة الاسرائيلية ساعر في البحر تحترق بعدما إصابتها المقاومة بصاروخ غير متوقع. ورمزية التذكير تربط بما يمكن أن تصل إليه الأمور إذا اندلعت مواجهة كان عنوانها منصات الغاز الإسرائيلية داخل المناطق المتنازع عليها مع لبنان، وما يمكن أن يكون مصيرها، وفقاً لمعادلة انظروا إليها إنها في البحر تحترق”.

مجرد الإعلان عن الإطلالة ورمزية الساعة 8:35 كان كافياً لاجتماع وزراء الطاقة والحرب والخارجية في كيان الاحتلال، وإصدار بيان يؤكد حرص حكومة الاحتلال على المسار التفاوضي ودعوتها لبنان لتسريع العودة الى المفاوضات، والتأكيد أن سفينة الاستخراج لم تدخل المناطق المتنازع عليها، أي أنها لم تتجاوز الخط 29، في اعتراف إسرائيلي صريح باعتبار تجاوزه شمالاً دخول الى المناطق المتنازع عليها مع لبنان، وإضافة رسالة تطمين بأن حكومة الكيان لا تنوي الاستثمار في المناطق المتنازع عليها.

في النقاش الداخلي اللبناني تقول المعلومات إن يوم السبت سيشهد اجتماعاً لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لبلورة موقف لبناني موحّد قبل وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، على قاعدة التوافق على رفض مقترحه الأخير الذي تضمن اقتطاعاً من مساحة لبنان الاقتصادية التي يتضمنها الخط 23، وقالت مصادر مواكبة لملف ترسيم الحدود البحرية والمفاوضات حولها إن الاتجاه هو لتثبيت اعتبار الخط 23 بالمساحة التي يضمنها للبنان هو الحد الأدنى المقبول لبنانياً كحصيلة للتفاوض، وانه في حال عدم الوصول الى هذه النتيجة، فإن التوافق سيكون على توقيع مرسوم تعديل إحداثيات المنطقة الاقتصادية واعتماد الخط 29 بدلاً من الخط 23 والذهاب الى ربط نزاع حول الحدود البحرية على أساس الخط 29، سواء لدى الأمم المتحدة أو في مخاطبة الشركات العالمية المعنية، وصولاً لفتح الباب لما يمكن أن ينجم عن ذلك من إطلاق يد المقاومة في الدفاع عن حقوق لبنان، التي يصبح الخط 29 إطاراً لها ويصير الاستثمار الاسرائيلي ضمنها اعتداء على حقوق لبنان.

المصادر المتابعة أكدت أن الرؤساء متفقون على عدم التفريط بنقطة مما يضمنه الخط 23، وهم يجمعون بالقدر ذاته على الرغبة بإنجاح المسار التفاوضي، وتفادي المواجهة، لكن اذا أقفلت أبواب الحل التفاوضي فلن يكون مقبولاً ان تتنعم “اسرائيل” باستخراج ثروات النفط والغاز ولبنان محاصر، ترفض الشركات العالمية التعاون معه، وتشترط إنهاء الترسيم أولاً، ثم يجري إجباره لقبول صيغة تفاوضية مذلة لا تمنحه الا الفتات.

من جهتها دعت مصادر مطلعة على المسار التفاوضي إلى تبني الدعوة لاعتماد شمال الخط 23 لترسيم حدود المنطقة اللبنانية الخالصة وجنوب الخط 29 لترسيم المنطقة الفلسطينية الخالصة وإبقاء ما بين الخطين بمثابة منطقة حرام لا يمكن الاستثمار فيها إلا بالتقابل كمثال حقل قانا مقابل حقل كاريش.

تكثّفت الاتصالات والمشاورات بين المقار الرئاسية والمسؤولين المعنيين بملف ترسيم الحدود قبيل وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت السبت المقبل، في ظل المعلومات عن اجتماع رئاسيّ مقبل يجمع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للبحث في ملف وتحديد الموقف الرسمي والرد على مقترح هوكشتاين.

وأعلن ميقاتي خلال مؤتمر صحافي من المطار أمس، أنه سيعقد قبل نهاية الأسبوع اجتماعاً مع رئيس الجمهورية لبحث الخطوات الواجب اتخاذها في ما يخصّ ترسيم الحدود البحرية مع “إسرائيل”، وناشد الجميع “وقف السجالات في هذا الموضوع”. وعكس موقف ميقاتي استمرار التخبط والتباين بالموقف الرسمي وعدم الاتفاق على أية نقطة أو خط لعودة لبنان للتفاوض وماذا اذا كان خط 29 الخط التفاوضي أو حدودي، بقوله: “الخط ٢٩ هو أصلاً خط تفاوضي وأنا شخصياً لست على استعداد للقيام بأي عمل ارتجالي يعرّض لبنان للمخاطر. هذا الموضوع يحل بدبلوماسية عالية وبروية، والمسألة قيد الحل سلمياً”.

وأشارت مصادر مواكبة للملف لـ”البناء” أن “الموقف اللبنانيّ سيتضح خلال الأيام القليلة المقبلة بعد معرفة ما يحمله الوسيط الأميركي في جعبته من مقترحات جديدة للحل وموقفه من دخول الباخرة الإسرائيلية وما اذا كان سيطلب من “إسرائيل” التراجع ووقف التحضيرات القائمة على قدم وساق لاستخراج الغاز في المنطقة المتنازع عليها”.

لكن “إسرائيل” وفق المصادر دفعت بالباخرة الى تخوم الخط 29 للضغط على لبنان لتحريك الملف والبدء بعملية ترسيم الحدود البحرية وفق المصلحة الإسرائيلية، وبالتالي لا تريد الحرب، فيما الوسيط الأميركي يأتي الى لبنان بالتنسيق مع “إسرائيل” لانتزاع التنازلات من الدولة اللبنانية ولإقناعها بمقترحه السابق بالاستثمار تحت الماء للحقول المشتركة بين لبنان وفلسطين المحتلة، وبالتالي جرّ لبنان للتطبيع النفطي ـ الاقتصادي”.

وعلمت “البناء” في هذا السياق أن “هوكشتاين اشترط على المسؤولين اللبنانيين عدم مفاتحته بالخط 29 كشرط لزيارته لبنان”.

إلا أن نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب اعتبر أن “موقف لبنان قويّ ونفاوض من موقع قويّ وموحّد”. وأوضح في حديث تلفزيوني الى أن “هناك ملاحظات على طرح المفاوض الأميركي هوكشتاين ولبنان متمسك بها ولا تنازل عن أي حق لبناني”.

وأضاف: “أجزم أن هوكشتاين لم يطلب رداً خطياً لا بل فضّل عدم تقديم ردّ خطي في حال عدم قبول لبنان بطرحه إفساحاً في المجال أمام التفاوض قبل الخروج بموقف حاسم”.

وكشف بوصعب أن “الفريق التقني برئاسة الضابط الذي أعدّ الدراسة طرح أمام الرؤساء الثلاثة خطاً مختلفاً عن الخط ٢٩ وبعض المسؤولين السابقين عن الملف تحدّثوا بشيء أمام المفاوض الاميركي وبشيء آخر في الإعلام”، وقال: “انصح من لم يعد في موقعه التوقف عن الكلام، خصوصاً انه يدرك ماذا فعل وماذا قال وماذا طلب وما يجبرنا نطلع نحكيها”. وتابع: “من يزايد اليوم في موضوع توقيع المرسوم ٦٤٣٣ استند الى تقرير فنّي أعده المعنيون في الجيش اللبناني لكن وجهة نظر هؤلاء هي ان الخط ٢٩ ليس الا خطاً تفاوضياً، وبالتالي توقيع المرسوم من دون ان يكون السير بالخط ٢٩ موقفاً نهائياً من قبل التقنيين والسياسيين سيأخذ البلد الى مكان آخر ولا مصلحة لأحد في خيار الحرب، بل مصلحتنا إنجاز الترسيم وهو ما لا يريده العدو”.

واستقبل الرئيس عون وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الذي أطلعه على الاتصالات الجارية في اطار معالجة قضية التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها”. وأوضح بو حبيب ان “الاتصالات الديبلوماسية جارية لمعالجة الوضع الذي نشأ في المنطقة الجنوبية الحدودية في انتظار مجيء الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية السفير اموس هوكشتاين الى لبنان”.

كما بحث بوحبيب مع سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان دوروثي شيا في موضوع ترسيم الحدود البحرية وأزمة الغذاء العالمي وتم التطرّق الى اللقاءات التي كان عقدها بو حبيب في بروكسل وواشنطن ونيويورك ومسألة النزوح السوري وتداعياته على لبنان، كما تمّ البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين.

ويعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم موقف الحزب من تطورات الملف، خلال إطلالة عبر قناة “المنار”، وبحسب معلومات “البناء” فإن نصرالله سيوضح ملف الترسيم بأدق التفاصيل ومن كافة جوانبه، وسيعلن الموقف في نهاية الكلمة، وسيردّ على حفلة المزايدات والاتهامات التي تأخذ عليه عدم اتخاذ خطوات عملية ضد العدوان الإسرائيلي، كما يتطرق الى موقف الدولة ويرد على التهديدات الإسرائيلية”. ولفتت المعلومات الى أن “حزب الله لن ينتظر الدولة إذا بدأت إسرائيل باستخراج وسيتخذ خطوات ميدانية لمنعها”. وفي السياق كشفت مصادر مطلعة لـ”البناء” أن “حزب الله شكل فريقاً من التقنيين لدراسة الواقع الميدانيّ وتقديم تقرير لقيادة المقاومة، وإن أظهر أن “إسرائيل” بدأت بالاستخراج فسيبنى على الشيء مقتضاه”.

في المقابل أعلن وزير الدفاع “الإسرائيلي” أن “منصة كاريش للغاز تقع في المناطق الإسرائيلية وليس في المنطقة التي يتم التفاوض عليها بين “إسرائيل” ولبنان.

وأوضح مصدر مطلع ومعني بالملف لـ”البناء” أن المسؤولين الإسرائيليين يلعبون على الكلام وعلى الخطوط بأن الباخرة بعيدة عن منطقة النزاع، لكنه يقصدون الخط بين 1 و23 المعترف به في الأمم المتحدة، وبالتالي لا يقصدون الخط 29 الذين لا يعترفون به مطلقاً”، لذلك على الدولة اللبنانية توقيع مرسوم 6433 وإيداعه لدى الأمم المتحدة وبعدها نثبت حقنا في حدودنا وحقوقنا ضمن الخط 29 التي تتحول رسمياً ودولياً الى منطقة متنازع عليها وبالتالي نثبت أن باخرة التنقيب الإسرائيلية تخرق هذه المنطقة”.

وحذر المصدر من أن “الإسرائيلي يشغل الدولة اللبنانية بمسألة الاتجاه الذي تمركزت به الباخرة جنوب الخط 29 أو شماله وذلك لحرف الأنظار عن جوهر وحقيقة الاعتداء الإسرائيلي”، ولفتت الى أنه “ليس المهم دخول الباخرة المنطقة المتنازع عليها من عدمه، بل المهم عملية “شفط” النفط والغاز الذي سيبدأ بعد تركيز المنصة ومدّ القواطع الى قعر البحر في حقل كاريش المشترك، إن لم يتخذ لبنان الخطوات السريعة لتدارك الموقف وتثبيت حقه وحماية ثرواته. كما حذّر المصدر من أن “إسرائيل” ستصبح جاهزة لاستخراج أول سنتم مربع من الغاز خلال مدة شهرين الى ثلاثة أشهر إن لم يستطع لبنان ردعها”.

وشدد المصدر على ضرورة أن يسارع لبنان الى توقيع المرسوم وإرساله الى الأمم المتحدة ثم توجيه إنذار للشركة الراسية على مقربة من الخط 29 بأنها ستنقب في المنطقة المتنازع عنها وإذا لم تلتزم وتعود أدراجها يصار الى تهديدها بالقوة العسكرية.

ودعا المصدر الدولة الى بلورة الموقف الرسمي الموحد بشكل سريع لاستباق زيارة هوكشتاين الى لبنان خلال أيام، وذلك لفرض أمر واقع وذلك لدفع الوسيط الأميركي لثني “إسرائيل” عن عدوانها ودعوة كافة الأطراف الى المفاوضات للبحث عن حل للنزاع وبعدها يعود لبنان الى طاولة التفاوض من منطلق قوة لا موقع ضعف. وقال: “أفهم التأخير بتوقيع المرسوم حرصاً على الوساطة الأميركية وعلى مسار التفاوض وعدم وجود خطر داهم، لكن لا نفهم التريث والتمهل بموضوع المرسوم بعدما أعلنت “إسرائيل” دخول الباخرة للبدء باستخراج الغاز”.

وربطت أوساط سياسية بين الحصار الأميركي – الخليجي على لبنان وبين ملف ترسيم الحدود، مشيرة لـ”البناء” الى أن “الأميركيين جمدوا عملية استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن الى لبنان للضغط على الحكومة اللبنانية للتنازل بملف ترسيم الحدود لصالح إسرائيل”.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى