قالت الصحف: تخبط في القضايا الداخلية والعين اللبنانية على هدنة غزة
الحوارنيوز – خاص
تعددت العناويين التي تناولتها صحف اليوم في افتتاحياتها من فضيحة الاستنسابية في التعامل مع موظفي الإدارة العامة الى مراوحة الخماسية والجمود الحاصل في موضوع رئاسة الجمهورية… غير أن القضية الأهم تبقى مواصلة العدو لإعتداءاته واغتيالاته على الأراضي اللبنانية وآخرها استهداف منزل في بلدة كفرمان والمواجهة التي تخوضها المقاومة للذود عن لبنان واللبنانيين.
وبإنتظار نتائج المفاوضات في الميدان أو في صالونات السياسة، تتسمر العين اللبنانية على النتائح حيال هدنة غزة التي تبدو أكثر تعقيدا من الميدان لجهة تمسك العدو بشروطه “المستحيلة” كما وصفها أكثر من قيادي فلسطيني في كل من حركتي حماس والجهاد.
ماذا في التفاصيل؟
· صحيفة اللواء عنونت: خيارات الحكومة مصرفياً ومالياً بين غضب الإدارة وحراك الشارع
حزب الله ينوِّه بالأداء الرسمي جنوباً.. والضربات الموجعة تشتد في الميدان
وكتبت تقول: بين احتدام الضربات الموجعة المتبادلة جنوباً بين حزب الله والبيئة الجنوبية، الداعمة واسرائيل المتعطشة للانتقام والمضي في سلوك «شريعة الغاب»، واشتداد الخلافات الداخلية حول آليات التعامل مع النظام المصرفي وسعر الدولار الجديد، فضلا عن العطاءات او الزيادات للعاملين في القطاع العام بين كبار الموظفين وصغاره، حيث تمكن الرئيس نجيب ميقاتي من اخماد نيران الحرائق في الوزارات والادارات بعد الطلب من وزير المال يوسف خليل وقف العطاءات المتعلقة بموظفين او شخصيات او دوائر بحد ذاتها، ريثما ينعقد مجلس الوزراء اليوم للبحث في المسألة من جوانبها كافة، والنظر في امكان توحيد معايير الزيادات التي وُعد بها الموظفون والمتقاعدون قبل نهاية العام الماضي، على ان تسري الزيادات المقترحة بدءا من ك1 (2023).
وأكدت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن جلسة مجلس الوزراء اليوم قائمة في موعدها، لكن الاشكالية قائمة في عرض بند المصارف والنقاش فيه مع العلم انه مرشح للتأجيل في ضوء اعتراض العدد الأكبر من الوزراء، وقالت أنه ربما يصار إلى تبادل الأفكار حول البدائل المتاحة في حين يبقى ملف العسكريين المتقاعدين وحوافز القطاع العام. ومن هنا فإن الجلسة اليوم قد تكون متفجرة وإن احتمال عدم انعقادها يبقى قائما إلى حد كبير.
واستبق وزير التربية والتعليم العالي الجلسة بإعلانه: «لن أقبل بشطب اموال المودعين، ولا بالقضاء على القطاع المصرفي، وأي نهضة اقتصادية تحتاج الى قطاع مصرفي قوي».
ولم تقتصر اضرابات قطاعات الادارة والعاملين في الوزارات على الادارة نفسها، بل بدأت ترمي ذيولها الخطيرة على مصالح البلاد والعباد، من الدوائر العقارية التي يؤدي تعطيلها الى شلل الحركة الاقتصادية والتجارية والعمرانية.
وحذرت نقابة مستوردي المواد الغذائية من تداعيات اضراب موظفي وزارة الصحة ومراقبي حماية المستهلك، لجهة توقف ادخال البضائع، لا سيما الغذائية عبر المعابر والموانئ اللبنانية.
وطالبت نقابة القصابين الرئيس ميقاتي ومجلس الوزراء «بإيجاد حل للإضراب المفتوح الذي أعلنه موظفو وزارة الزراعة من اجل تسيير اعمال المواطنين والمستوردين.
وعشية جلسة مجلس الوزراء التي تعقد عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، تداعى الموظفون والمتقاعدون الى اعلان الاضراب العام والمشاركة في الاعتصام بالتزامن مع الجلسة، وفي مقدمة هؤلاء المجلس التنسيقي لمتقاعدي القطاع العام وتجمع العسكريين المتقاعدين.
ونفذ العسكريون المتقاعدون اعتصاماً عند مدخل مركز محافظة لبنان الجنوبي في سراي صيدا الحكومي، وكذلك امام سرايا طرابلس وامام سراي زحلة مطالبين رئاسة الحكومة بإصدار قرار فوري بتعليق العمل بمرسوم سلفة 36 ألف مليار تمهيداً لإعادة توزيعها بعدالة ومساواة.
تحية من الحزب للموقف الرسمي
وفي ما يشبه الرد على التباعد مع التيار الوطني الحر، حيث كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها امس «موقف التضامن الشعبي في لبنان والأداء الرسمي تجاه الاعتداءات والتهديدات الصهيونية لأمن لبنان وسيادته، واعتبرت أن المواقف التي يعلنها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله، تعكس تطلعات واستعدادات معظم اللبنانيين وتستحضر الحكمة والحرص على حماية البلاد وحفظ مصالحها الوطنيّة السياديّة والسياسيّة والعامة».
الحركة الدبلوماسية
دبلوماسياً، وفي وقت كشف فيه النصاب عن ان السفير ديفيد هيل لن يأتي الى لبنان للمشاركة في إطلاق كتابه حول «الدبلوماسية الاميركية من العام 1943 – 2023 تجاه لبنان» والمشاركة عن بُعد، استمر تحرك سفراء الخماسية.
في الإطار أعلن سفير مصر علاء موسى بعد زيارة البطريرك الراعي: لا يمكن بقاء دولة بحجم لبنان من دون رئيس في ظل ما يجري في المنطقة».
وفي عرض الرئيس ميقاتي الوضع الجنوبي خلال لقاء مع قائد «اليونيفيل» في الجنوب الجنرال ارولدو لازارو، لا سيما التعاون بين جنود الامم المتحدة والجيش اللبناني. هدّد رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو بأن جيشه «سيعيد الامن الى الشمال بكل الطرق، وعلى حزب الله ان يدرك ذلك».
تحرك مسيحي
سياسياً، توجه الى بكركي أمس، بتكليف من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وفدا من تكتل الجمهورية القوية، حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وسلمه مذكرة بمخالفات وارتكابات تعمق الخلل الوطني.
وقال النائب زياد حواط باسم الوفد القواتي: «مؤسف جداً ما وصلنا إليه من تجاوزات ومخالفات للدستور ولصيغة الشراكة والتوازن الوطني، أولاً من رد القوانين وهي من الصلاحيات اللصيقة المرتبطة برئيس الجمهورية وتجاوز فاضح لدور الرئيس، مما يؤكد للمرة الألف ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت. من هنا نطالب الرئيس بري بالدعوة السريعة لعقد جلسة لإنتخاب رئيس بدورات متتالية حتى نصل إلى رئيس للجمهورية يعيد التوازن في البلد ويعيد إنتظام المؤسسات». وسأل: هل المطلوب إفراغ المؤسسة والإدارة العامة من المسيحيين وتغيير صورة لبنان؟ ودعا الحواط نواب جبل لبنان إلى تحرك كبير لفتح الدوائر العقارية، ورئاسة الحكومة ووزارة المالية والمديريات العامة للدوائر العقارية إلى تحمل مسؤوليتهم وإعادة إنتظام العمل بأسرع وقت ممكن».
تحذير مديرة الأونروا
وحول عمل الأونروا في لبنان، كشفت مديرة الوكالة في بيروت (دورثي كلاوس) ان الوكالة تعتني بـ 12 مخيماً للاجئين في لبنان، وتوفر الخدمات الصحية والتعليمية، بما في ذلك النظافة، وجمع القمامة، فإذا ما توقف التمويل، فإن شوارع المخيمات في كل لبنان ستمتلئ بالنفايات بأقل من ساعات، وفي كل المناطق.
- صحيفة “الجمهورية” عنونت: الاستحقاق الرئاسيّ بلا أفق.. والحكومة تعيد النظر مصرفياً
وكتبت تقول: تَتبّعَت الأوساط السياسية على اختلافها التطورات الجارية على جبهتي الجنوب اللبناني وغزة وما يجري من حراك ديبلوماسي داخليا وخارجيا لوقف الحرب الدائرة فيهما، بدأ يُرجّح احتمال التوصل الى هدنة او وقف للنار قبل حلول شهر رمضان في العاشر من الشهر المقبل، فيما لم يسجّل اي تطور جديد على صعيد الاستحقاق الرئاسي، اذ ان الجولة المقررة لسفراء دول المجموعة الخماسية العربية والدولية على القيادات والكتل السياسية والنيابية المعنية بهذا الاستحقاق لم تبدأ بعد من دون ان تعرف الاسباب، وكذلك لم يتحدد بعد اي موعد للموفد الفرنسي جان ايف لودريان ولا للموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين المتوقّع أن يزورا لبنان في اي وقت الآن أو خلال الشهر المقبل.
يستمر الاستحقاق الرئاسي مراوحاً في دائرة الجمود انتظاراً لمبادرات خارجية او تطورات في مواقف الافرقاء السياسيين المعنيين، من شأنها ان تساعد على إنجازه بعدما تركته عواصم المجموعة الخماسية العربية والدولية لهم في اعتباره شأنا داخليا عليهم ان يتفقوا على معالجته.
ومع ترقّب الحراك الجديد لسفراء دول اللجنة الخماسية في اتجاه القوى السياسية لتحريك الملف الرئاسي، أبلغ النائب المستقل الدكتور غسان سكاف الى «الجمهورية» انه باشَر منذ اسبوعين وحتى أمس الاول تحرّكاً في اتجاه السفراء، والتقى أمس الاول السفير القطري وقبله التقى سفراء فرنسا ومصر واميركا، وغالبية القوى السياسية، «في إطار مبادرة جديدة نسعى لها بعيداً عن الاعلام بهدف التوافق على اسمٍ ثالث لرئاسة الجمهورية يدخل السباق الانتخابي الى جانب الاسماء الاخرى المطروحة المعروفة للذهاب بعدها الى جلسات انتخاب».
وقال سكاف: «نسير في خطى علمية هادئة تؤدي الى انتخاب رئيس إذا «صَفت النيات»، ووفق معادلة تتضمن الثوابت الثلاثة الآتية: نعم لمرشح «الثنائي الشيعي» ولا مرشح غيره من دون موافقة «الثنائي الشيعي». ونعم لمرشح الغالبية المسيحية ولا مرشح آخر من دون موافقة الغالبية المسيحية. لا مرشح لدى اللجنة الخماسية لكن لا رئيس يُتفق عليه داخلياً من دون موافقة اللجنة الخماسية». واضاف: «هناك آلية معينة موحدة يجري البحث فيها للوصول الى توافق على المرشح الثالث».
واوضح سكاف انه سمع من السفير القطري «ان لا خلاف بين اعضاء اللجنة الخماسية، وانهم لم يدخلوا في أسماء المرشحين فهذه ليست مهمتهم، هم يطلعون على اسماء المرشحين بعد التوافق الداخلي عليها». وقال: «استطيع أن اقول إنني لست متفائلا بمقدار كبير لكنني اكثر تفاؤلاً هذه المرة من الاسابيع الماضية. فقد بدأت عملية خفض السقوف والشروط، ولاحظتُ ذلك خلال لقائي قبل ايام مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وغيره من قوى سياسية. وسأقوم الاسبوع المقبل بجولة جديدة على القوى السياسية لعلّنا نصل الى التوافق المنشود».
«حزب الله»
في غضون ذلك، قال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشّيخ نعيم قاسم، خلال لقاء مع «العلماء والمبلّغين» في بيروت: «لم تكن الحرب على غزة والعدوان عليها عائقًا لانتخاب رئيس للجمهوريّة، وليست نتائجها مسهِّلة أو معيقة لانتخاب رئيس للجمهوريّة»، مؤكّدًا أنّ «مسألة رئاسة الجمهورية مسألة داخليّة لبنانيّة لها علاقة بتوزّع المجلس النيابي، إلى درجة أنّه لا توجد كتل قادرة على أن تتفاهم لتشكل غالبية تساعد على الانتخاب».
وأوضح قاسم أنّ «هذا المشهد في المجلس النّيابي كان قبل حرب غزة، والآن بعد مرور 4 أشهر ونصف الشّهر لم يتغيَّر فيه شيء على الإطلاق. وإذا استمرّ على هذه الشّاكلة من دون رسم طريق للتّفاهم لتذليل العقبات وتقريب وجهات النّظر للاتفاق على آليّة معيّنة وعلى أشخاص معينّين، يمكن أن يستمرّ هذا الأمر طويلاً». وأعلن «انّنا كـ«حزب الله» حاضرون لانتخاب الرّئيس إذا حصل الاتفاق غدًا، على الرّغم ممّا يحصل الآن من عدوان وعلى الرّغم ممّا هو موجود في جبهة الجنوب. نحن حاضرون أن نذهب بالاتفاق إلى انتخاب رئيس جمهوريّة غدًا بمعزل عن كلّ التّطوّرات الموجودة».
وشدّد على أنّ «مشكلة الرّئاسة هي مشكلة كلّ الكتل النّيابيّة، لسنا نحن من يَحجزها. كلّ كتلة من الكتل النيابيّة تحجز الرّئاسة، لأنّها واقفة عند قناعاتها ولا تريد أن تفتح لتُعدِّل أو تغيِّر في العلاقة مع الآخر، الجميع في عدم الانتخاب سواء، ولا يتحمّل هذا الأمر لا «حزب الله» ولا حركة «أمل» أو أي جهة أخرى؛ وإنّما الجميع معنيّون مباشرة».
- صحيفة الديار عنونت: «الاونروا» قنبلة موقوتة في لبنان بعد آذار
ارتفاع في وتيرة التصعيد بانتظار هدنة غزة وواشنطن اكثر تواضعا ازاء 1701
الفشل في اسقاط المسيرات وخطرالعتمة الشاملة يثيران الرعب في كيان الاحتلال
وكتبت تقول: مقابل الارباك والتخبط الحكومي في التعامل مع الملف المالي في الادارة الرسمية حيث الفوضى تعم القطاع المشلول بعد التعامل مع الموظفين «شي بسمنة وشي بزيت»، حافظت الجبهة الجنوبية على وتيرة تصعيد مرتفعة نسبيا، لكنها مضبوطة على ساعة توقيت المفاوضات المستمرة بزخم اميركي مستجد في القاهرة للتوصل الى هدنة في غزة قبل شهر رمضان المقبل. وبانتظار الرد اللبناني الرسمي على الورقة الفرنسية بشأن القرار ١٧٠١ التي تضمنت عدة بنود لإنهاء التصعيد على الحدود، والذي سيتضمن تأكيدا على الحل الشامل لا المؤقت، ربطا بجبهة غزة، يواصل المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين حراكه في «الكواليس» لصياغة التفاهمات المفترضة «لليوم التالي» لوقف النار. ووفقا للصيغة الاولية التي اطلعت عليها جهات رسمية لبنانية، لا يتضمن تشددا في انسحاب حزب الله الى شمال الليطاني. ومقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني، باتت واشنطن اكثر تقبلا لفكرة الحصول على ضمانات مشابهة لمرحلة ما بعد حرب تموز 2006، وذلك لانعدام الخيارات وضيق الهامش امام «اسرائيل» التي يخشى مستوطنوها «العتمة» الشاملة، ويعجز عسكريوها عن ايجاد حل لمسيرات المقاومة التي نجحت في تجاوز مختلف المنظومات الدفاعية.
لا تعديلات على 1701
ووفقا للمعلومات، فان الطرح الذي سيعيد الهدوء الى الجنوب في المرحلة المقبلة، ينطلق من القرار 1701 دون تعديل جوهري فيه بل سيصار الى تنفيذه «عمليا» على الارض. فاذا كان الجيش واليونيفيل انتشرا جنوبي الليطاني بعد العام 2006، فما سيحصل هو تعزيز الانتشار العسكري بعد دعمه، ماليا وماديا ولوجستيا، ولن يتراجع عمليا حزب الله الى شمالي الليطاني، وما سيكون على الارض عودة الى تفاهمات ما قبل السابع من تشرين الاول الماضي كمرحلة اولى، وبعدها سيتم الانتقال الى المرحلة الثانية التي تشمل التفاهم على الحدود البرية.
تهديدات ومخاوف اسرائيلية
في هذا الوقت جدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو تهديداته بالأمس بشن حرب لاستعادة الهدوء في الشمال دون اغفاله المسار السياسي، فيما حذر رئيس الحكومة الاسرائيلية الاسبق ايهود اولمرت من الايديولوجية المتطرفة التي تدير حكومة الحرب ولم يستبعد ان يتسبب الوزراء المتطرفين بمن فيهم نتانياهو بإشعال حرب «يأجوج ومأجوج» تشمل الضفة الغربية والجبهة مع لبنان التي شهدت 10عمليات نوعية للمقاومة استهدفت ثلاث منها مباني تحصن فيها جنود في ثلاثة مستوطنات ما ادى الى احتراق مبنى بشكل كامل.
حدود التصعيد المرتقب؟
وفي هذا السياق، توقعت مصادر معنية بملف الجنوب ان تشهد الايام المقبلة تصعيدا على الحدود الجنوبية مع اصرار حزب الله على منع قوات الاحتلال من فرض قواعد جديدة للاشتباك من خلال استهدافات محددة لأهداف في المستوطنات، وصفت بالدقيقة والمؤلمة، بعد غارات الغازية، خصوصا ان قيادات عسكرية اسرائيلية اقرت بالأمس بصعوبة اعتراض الطائرات المسيرة والتي تحمل «بصمة» شبه معدومة راداريا، ونجحت في اختراق كافة الانظمة الاعتراضية وهي تصل الى اهدافها بسهولة.
نيران على وقف التفاوض!
في المقابل، واصل جيش الاحتلال خرق قواعد «اللعبة»، وما حصل في كفررمان بالأمس، دليل عملي على ذلك، لكن الارتقاء في تبادل «الرسائل النارية» يبدو انه لن يخرج عن السيطرة راهنا، في وقت تشهد فيه المفاوضات الاقليمية والدولية حول مصير غزة وصفقة تبادل الاسرى بين «اسرائيل» وحركة حماس محاولات جدية لأحداث خرق نتيجة جهود جدية يبذلها الفريق الامني المخابراتي الاميركي بقيادة رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، ومشاركة مستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك.
المعركة الديبلوماسية
ووفقا للمعلومات، تدور معركة دبلوماسية شاقة في القاهرة بين رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية وكبار المسؤولين في المخابرات المصرية الذين يلتقون بدورهم مع ماكغورك فيما توجه بيرنز الى باريس، للتشاور في كيفية انهاء ملف الاسرى والتهديدات الاسرائيلية بالهجوم على رفح، وقد أبلغ وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، ماكغورغ، ان حكومة الحرب منحت وفدها المفاوض تفويضا اوسع بغية التوصل الى اتفاق. وبالانتظار، ستكون الجبهة في الجنوب امام تصعيد ناري متبادل في إطار الضغط على مسار التفاوض ومحاولة كل طرف ان تكون له «الكلمة» الاخيرة في حال نجحت الاتصالات في التوصل الى هدنة.
الخوف من «العتمة» في «اسرائيل»
في هذا الوقت، اقر وزير الطاقة الإسرائيلي بان منشآت الطاقة مهدّدة في حال تصاعد المواجهة في الشمال مع حزب الله لكنه حاول طمأنة المستوطنين الخائفين بالقول «لا حاجة للقلق نحن جاهزون». من جهته قال رئيس مستوطنات خط المواجهة، موشيه دافيدوفيتش، إنه وبعد أربعة أشهر ونصف من قتال الحكومة والجيش، لا يوضحون للسكان خططهم ولا يضعون جدولاً زمنياً مخططاً أو مقدراً لإعادة سكان الحدود الشمالية إلى بيوتهم. دافيدوفيتش الذي يشغل أيضاً رئيس المجلس الإقليمي «متيه آشر» على الحدود مع لبنان، أضاف أن الحكومة تخشى من أن تعد السكان بالأمن، لذا تطلق تصريحات غامضة وتختبئ وراء الجيش. وقال «رئيس الحكومة، نتنياهو، كان هنا وضرب على الطاولة ووعد بأن يعدّ وزير المالية خطة اقتصادية تهتم بنا خلال عشرة أيام» ومنذ ذلك الحين، مر 45 يوماً ولم يحدث شيء. ليس السنوار وحده من قُطع معه الاتصال، وبيبي أيضاً». ووصف الأجواء السائدة في أوساط السكان بـ «الخوف الفظيع»، وقال «من الواضح لنا جميعاً أن حزب الله يمكنه فعل أمور أسوأ من الأمور التي فعلتها حماس في 7 تشرين الأول».
شلل في المستوطنات
وبعد تقييم للوضع، قرر جيش الاحتلال إغلاق المزيد من الطرقات في إصبع الجليل بسبب الوضع الأمني حتى إشعار آخر. ووضعت لافتة عند مدخل «كريات شمونة» تفيد عن حظر دخول المستوطنين إلى منطقة الشريط الأمني حتى عودة الأمن إلى مدن الشمال. كما أفاد الإعلام العبري عن إقبال كبير على شراء المولدات الكهربائية في إسرائيل خشية من سيناريو العتمة.