قالت الصحف: تجاوز أزمة البيان حيال الحرب الروسية الأوكرانية.. ومراوحة في الملفات الداخلية
الحوارنيوز – خاص
مروحة من الملفات المتعددة عرضتها صحف اليوم لعل أبرزها:
- الحرب الروسية – الأوكرانية وتداعيات الموقف اللبناني
- قضية الطلاب العالقين في أوكرانيا أو الذين تمكنوا من النزوح الى بلدان مجاورة
- قضايا الكهرباء والمفاوضة مع صندوق النقد والضغط الأميركي.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة “النهار” عنونت: احتواء عاصفة الخارجية وتجنب “الاستقالة الثالثة”
وكتبت تقول: جهدت الحكومة والعهد معاً في اليومين الأخيرين في لملمة واحتواء العاصفة التي اثارها بيان وزارة الخارجية قبل أيام متضمنا ادانة صارمة للغزو الروسي لأوكرانيا بعدما كادت تداعيات هذه العاصفة تهدد بالتضحية بأقرب الوزراء وأكثرهم التصاقاً بالعهد. ذلك انه على رغم استمرار توجيه “حزب الله” خصوصا عبر بعض نوابه ووزرائه ومسؤوليه الانتقادات الى بيان الخارجية، فان معالم احتواء الضجة برزت أولا في إعادة تركيز الأنظار من جانب رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية كما من رئاسة الجمهورية على عملية اخراج اللبنانيين العالقين في أوكرانيا ولاسيما منهم مئات الطلاب كأولوية ملحة راهنا تستوجب تركيز الجهود عليها لإتمامها وإعادة اللبنانيين الى لبنان او بلدان أخرى يقصدونها. ثم ان خلفية واضحة برزت في محاولة تبريد واحتواء هذه العاصفة تمثلت في تجنب “التضحية” بوزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الذي حمى”بصدره” جهات معروفة وقبل ان ترمى عليه تبعات بيان كان نال استحسان الدول الغربية كما الجهات السيادية الداخلية، ولكنه سرعان ما كشف التباسات مريبة لدى تنصل العهد ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل منه، فيما لم يجد من يدافع عنه حتى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ولم يذهب بو حبيب نفسه بعيدا في الدفاع عنه. ومع ذلك بدا واضحا ان توافقا ضمنيا حصل بين “مكونات” الحكومة ومع العهد طبعا على تجنب خضّة ما كان ليشكل “صدمة الوزير الثالث” لو تطورت الأمور نحو استقالة محتملة للوزير بو حبيب وذلك بعد تجربتي استقالة وزير الخارجية السابق شربل وهبة في حكومة الرئيس حسان دياب بسبب “تعنته” المقذع للخليجيين في مقابلة تلفزيونية أودت بمنصبه، ومن ثم واقعة وزير الاعلام السابق في الحكومة الحالية جورج قرداحي الذي استقال عقب ضجة مقابلة تلفزيونية أيضا اعتبرت مساً بالعلاقات اللبنانية الخليجية. ومع ان واقعة البيان الصادر عن وزارة الخارجية حول الحرب الروسية على أوكرانيا تختلف بمضمونها وظروفها عن التجربتين السابقتين، فان تمادي الضغط السياسي في ظل تنصل الجهات التي يحسب عليها الوزير بو حبيب بلغت مرحلة كادت تهدد بمشكلة حقيقية ويبدو انه جرى نزع فتيلها.
· صحيفة “البناء” عنونت: مصدر روسيّ: أقيموا المقارنة بين الهجوم الروسيّ على كييف والأميركيّ على بغداد
هل تردّ موسكو على إخراجها من نظام سويفت بوقف ضخ الغاز إلى أوروبا؟
عون يصحّح خطأ ميقاتي.. وبوحبيب: لبنان مع حلّ سلميّ تحت المظلة الأممية
وكتبت تقول: قال مصدر روسيّ لـ«البناء” إن حرباً إعلاميّة هائلة تشنّ لتشويه صورة روسيا والإساءة الى سمعتها، مضيفاً أن موسكو التي اضطرت للقيام بالعملية العسكرية الاستثنائية رداً على تصعيد حلف الناتو الذي وجد آذاناً صاغية من الجماعة الحاكمة في كييف بإغراءات الانضمام لحلف الناتو والتحوّل إلى دولة نووية، وجعل روسيا تحت التهديد ما لم تلجأ لعملية جراحية تحيّد خلالها القوة العسكرية الأوكرانية، وتربط مستقبل أوكرانيا السياسي بأخذ المطالب الروسية المشروعة بحياد أوكرانيا بعين الاعتبار. ويقول المصدر إن جملة من الأكاذيب وجدت طريقها الى الرأي العام تكفي لتوضيحها الدعوة لمقارنة الهجوم الروسي على كييف بالهجوم الأميركي على بغداد.
يقول المصدر إن بغداد أعلنت قبل الغزو الأميركي انها مستعدة للتفتيش الدولي وتوقيع تعهّد بعدم امتلاك اسلحة دمار شامل، كان يكفي مثلها كي لا تتحرّك روسيا بوجه أوكرانيا، لكن ما قدّمه العراق لم يكن كافياً لتجنيبه الحرب الأميركية، متسائلاً من يكون غازياً ومعتدياً ومنتهكاً للمعايير الدولية؟
يضيف المصدر: عندما يقولون إن حرب أوكرانيا تغيّر نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية، فهل هذا صحيح؟ أليست حرب يوغوسلافيا التي شنتها اميركا واوروبا الغربية، هي التي غيرت هذا النظام، وفتحت الطريق لضمّ دول أوروبا الشرقية الى حلف الناتو الذي لا يُخفي أن جوهر عقيدته العسكرية هو اعتبار روسيا العدو الأول؟
يقول المصدر: عندما يتحدّثون عن أحوال المدنيين ويشغلون العالم بصورة واحدة لا غير منذ يومين لشقة في مبنى أصيبت ولم يسقط بسببها قتيل واحد، ويقولون إن روسيا ترتكب جرائم حرب، هل يحتاجون للتذكير بالمقارنة مع ما فعلته الحرب الأميركية بالشعب العراقيّ، ليعرفوا إن ما جرى مع روسيا أقل من اشتباك في حي بين جماعتين محليتين، قد يسقط فيه عدد أكبر من الضحايا بين المدنيين، مضيفاً أن روسيا لا تزال تحاول ان تخوض حرباً نظيفة، فلم تستهدف بعد أية منشآت مدنية كمحطات القطار ومولدات الكهرباء ومحطات الاتصالات وشبكات الإنترنت، والجسور والمطارات المدنيّة، وتفادت الأحياء السكنية، ولا يُحرج روسيا الحديث عن عدد محدود للضحايا الذين تعلن عنهم السلطات الأوكرانية فهذا موضع فخرها، وتأمل موسكو ان لا تجد نفسها مجبرة على التورط في شكل من الحرب يصيب المنشآت المدنيّة ويعرّض حياة السكان للخطر.
بالمقارنة يتساءل المصدر عما يتمّ تعميمه حول ضعف التقدّم الروسي والتحليلات التي يسوقها البنتاغون حول تقييم القدرات العسكرية الروسية من جهة والمواجهة الأوكرانية من جهة مقابلة، فيتحدّث خبراء البنتاغون عن صدمتهم لضعف الجيش الروسيّ وذهولهم بالبطولة الأوكرانيّة. ويقول المصدر أليست أميركا هي نفسها التي نعرفها والتي كانت في اليوم الثالث لغزو العراق، المحاصر والضعيف والمفكك والمعزول، لا تزال على أبواب ميناء البصرة في مياه الخليج، ولم تبلغ أطراف العاصمة بغداد الا بعد أسبوعين من بدء الحرب وبعد سقوط آلاف الضحايا، بينما الجيش الروسي يدق أبواب كييف من اليوم الثاني لبدء عمليّته العسكرية رغم كل الدعم المالي والتسليحي والمعنوي الذي يلقاه الجيش الأوكرانيّ، والذي لو توفر مثل نصفه للجيش العراقي لكان الأميركيّون لا يزالون على مرفأ البصرة؟
- صحيفة “الجمهورية” عنونت: وفدان من “الصندوق” و”الخزانة” في بيروت.. وموسكو: البيان غير ودّي
وكتبت تقول: إستأثر الحدث الروسي – الأوكراني بالمتابعة الشعبية والسياسية، ليس فقط بفعل تحوّل العالم قرية كونية، بل بسبب انّ الشعب اللبناني مسيّس ويتفاعل مع قضايا العالم، ما انعكس انقساماً بين من يدعم موسكو وبين من يدعم أوكرانيا وبين من يعتبر انّ هموم الدولة اللبنانية الصغيرة تكفيها لتفكِّر بنفسها بعيداً من هموم العالم وما يحصل على الكرة الأرضية.
ولم يقتصر الانقسام السياسي على الرأي العام، بل انتقل إلى داخل السلطة نفسها على إثر بيان وزارة الخارجية اللبنانية الذي استنكر «الاجتياح الروسي»، فقامت الدنيا ولم تقعد على وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، الذي تُرك وحيداً وكأنّه تفرّد بالبيان من دون استشارة أحد، علماً انّ القاصي يعلم والداني ايضاً، انّ البيان لم يصدر سوى بعد موافقة المعنيين في السلطة التنفيذية. والأطرف من ذلك، انّ الخلاف انتقل إلى داخل فريق رئيس الجمهورية، او انّ التباين مجرّد توزيع للأدوار أدّى وظيفته في الاتجاهين:
الاتجاه الأول، مخاطبة واشنطن والعواصم الاوروبية بأنّ العهد يتناغم مع سياساتهم في مرحلة هو أحوج ما يكون فيها إلى إعادة ترميم علاقاته مع هذه العواصم، خصوصاً في الأشهر الأخيرة من الولاية الرئاسية، وفي محاولة للربط والشبك معهم تمهيداً للاستحقاق الرئاسي المقبل.
الإتجاه الثاني، ترييح الحلفاء في الداخل والخارج بدءاً من «حزب الله» مروراً بإيران وصولاً إلى موسكو، بأنّ العهد ما زال ضمن هذا المحور ولم يبدِّل في سياساته، وما حصل ناتج من سوء تفاهم او بالأحرى سوء تنسيق أدّى إلى ما أدّى إليه.
وقد أعاد بيان وزارة الخارجية النقاش حول سياسة «النأي بالنفس» وانقسمت الآراء بين ثلاث وجهات نظر أساسية:
ـ الوجهة الأولى تصدّرها «حزب الله» منتقداً إقحام لبنان نفسه في مواجهة لا ناقة له فيها ولا جمل، وانّه قد يكون الدولة العربية الوحيدة التي تبرّعت بموقف من هذا القبيل.
ـ الوجهة الثانية، انتقدت موقف «حزب الله» المنتقد لبيان وزارة الخارجية من منطلق انّه لا يحق لمن يقحم لبنان في سياسة المحاور ويقاتل في سوريا والعراق واليمن ان يعطي دروساً في «النأي بالنفس».
ـ الوجهة الثالثة، اعتبرت انّ بيان وزارة الخارجية لا يعدّ خروجاً عن سياسة «النأي بالنفس»، إنما يندرج في إطار الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية والقانون الدولي التي تشكّل الضمان الأساسي لحماية السلم والانتظام الدوليين وسلامة أراضي الدول الصغيرة.
وأكّدت اوساط سياسية واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية»، انّ الأميركيين هم الذين دفعوا في اتجاه صدور البيان اللبناني الرسمي المندّد بالاجتياح الروسي لاوكرانيا، بعدما لمّحوا الى انّ «هذا الموقف ضروري لتسهيل الحصول على مساعدات صندوق النقد الدولي».
الموقف الروسي
في غضون ذلك، إعتبر السفير الروسي ألكسندر روداكوف في مؤتمر صحافي أمس، أنّ «بيان وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، لا يراعي العلاقات الثنائية الودية التاريخية بين البلدين». واشار الى انّ سفارة روسيا الاتحادية في بيروت «لطالما كانت ملتقى للتعاون الوثيق بين روسيا ولبنان في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والديبلوماسية والاجتماعية والتعليمية والثقافية وغيرها».
في هذه الأجواء، يستعد لبنان لاستقبال وفدين، دولي وأميركي، يتناولان أبرز الاستحقاقات التي يواجهها على جبهتي المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والجهود المبذولة لمتابعة ملف العقوبات الاميركية ومكافحة تبييض الاموال.
وعلمت «الجمهورية» من مراجع مالية ونقدية، انّ الوفد الاول من صندوق النقد الدولي سيصل مساء اليوم الى بيروت، وهو برئاسة السيد ايرنيستو راميريز ويضمّ عدداً من مساعديه المكلّفين مواكبة المفاوضات التي انطلقت بخفر بين لبنان وصندوق النقد قبل اسبوعين وتوقفت عند فقدان بعض الخطوات التي لم يتمكن لبنان من تحقيقها، ولا سيما منها خطة التعافي الاقتصادي والمالي التي تعثرت بعد طرح صيغة لم ترَ النور، واعتُبرت عملية جس النبض تجاه ما حملته من آلية لتوزيع الخسائر، كان يعتقد صاحبها انّه يمكن ان ينفد بها، على حدّ قول مصادر قريبة من اللجنة الوزارية المكلّفة هذه المهمّة.
وضمن سياق متصل، قالت اوساط مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ موافقة الحكومة المبدئية على خطة الكهرباء كانت ملحّة في هذا التوقيت، قبل اجتماع إدارة البنك الدولي في 3 آذار المقبل، موضحة انّ هذه الموافقة كانت مطلباً للبنك الدولي الذي اكّد انّ من شأنها ان تسهّل حسم مبدأ إقرار برنامج تمويلي للبنان، على أن تُستكمل التفاصيل من خلال المفاوضات اللاحقة.
وزارة الخزانة
على صعيد آخر، كشفت مراجع ديبلوماسية مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ وفداً من وزارة الخزانة الاميركية سيصل الى بيروت في الساعات المقبلة، برئاسة النائب الاول لمساعد وزير الخزانة الاميركية والمسؤول عن مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية بول اهرين ونائبه إريك ماير ومجموعة من التقنيين والمستشارين الماليين وفي شؤون الضرائب والجوانب القانونية والمالية.
واضافت المراجع عينها، انّ بول اهرين يواصل الجهود التي سبقه اليها المسؤول السابق الذي كان يشغل المهمّة نفسها في وزارة الخزانة السيد مارشال بيلينغسلي، الذي ساهم في اقتراح مجموعة من العقوبات التي فُرضت على مسؤولين لبنانيين منذ أربع سنوات، قبل ان يترك مهمته في نهاية ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.