قالت الصحف: المنطقة تنتظر معجزة بلنكن.. ولبنان يحلم بمعجزة الكهرباء
الحوارنيوز – خاص
وصل وزير الخارجية الأميركي الى المنطقة ويستهل زيارته بلقاء رئيس وزراء الكيان المحتل بنيامين نتنياهو في محاولة لإقناعة بتدوير بعض الزوايا من أجل إتمام صفقة وقف إطلاق النار في غزة، فيما رئيس وزراء العدو كان قد استبق اللقاء بتمسكه بمواقفه المتشددة ما أضعف من تفاؤل بعض المراقبين في نجاح مهمة بلنكين.
كيف قرأت صحف اليوم المشهد الغزاوي والحال في لبنان؟
- صحيفة النهار عنونت: تمدّد “هدنة المفاوضات” وفيول جزائري بعد الفضيحة
وكتبت تقول: تحولت الهبة الجزائرية من الفيول للبنان لإنقاذه من مرحلة التعتيم الطويل إلى باب إضافي من أبواب إنكشاف تخبّط وعجز وقصور الحكومة والوزارات والإدارات المعنية بأم الكوارث اللبنانية، أي ازمة الكهرباء العصيّة والمستفحلة على الحلول، فيما زادت أزمة الانقطاع الشامل في التيار الكهربائي منذ السبت الماضي قتامة المشهد اللبناني برمته واتجاهاته المجهولة سواء لجهة التخبط في الأزمات الداخلية أو لجهة مصير الحرب الميدانية عند الحدود اللبنانية- الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، عوّلت مصادر ديبلوماسية بارزة على ما سمّته “هدنة المفاوضات” المعني بها الجولة التالية المقبلة من مفاوضات ممثلي الدول الوسيطة الثلاث، الولايات المتحدة الأميركية ومصر وقطر، وإسرائيل في القاهرة في منتصف الأسبوع الحالي لاستكمال جولة الدوحة التي عقدت الأسبوع الماضي، وتوقعت تالياً أن يبقى الستاتيكو الميداني بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل على حاله من مدّ وجزر ميدانيين في تبادل الغارات والقصف تحت قواعد اشتباك غير معلنة لا تذهب نحو إشعال حرب واسعة في انتظار نتائج المفاوضات من جهة ومصير الردّين اللذين تتوعد بهما إيران و”حزب الله” على إسرائيل من جهة أخرى، علماً أن وسائل إعلام إسرائيلية أفادت أمس أن التقدير في إسرائيل أنّ “حزب الله” سيهاجم وهو فقط ينتظر أزمة في المفاوضات وسيطلق النار نحو تل أبيب.
وقالت المصادر الديبلوماسية نفسها ان الأيام السابقة، كما الأيام المقبلة التي ستليها، شهدت وستشهد “تصعيداً” غير مسبوق في الضغوط الديبلوماسية لا سيما منها الغربية، وتحديداً الأميركية، لمنع أي عبث حربي بالمفاوضات من شأنه أن يقوّضها ويدمّر المحاولات المتقدمة لإحداث اختراق إيجابي فيها يوقف دورة الحرب في غزة وينسحب تبريداً تلقائياً على جبهة الجنوب اللبناني. وأشارت إلى أن الضغط المماثل الذي ترجمته جولة وزيري الخارجية البريطاني ديفيد لامي والفرنسي ستيفان سيجورنيه عكس في الجهة التي تعني لبنان أن الدفع لإنجاح المفاوضات بات يضع لبنان أولوية مماثلة لأولوية وقف الحرب في غزة وهذا تطور بارز من حيث توحيد الخطاب الدولي في شأن لبنان.
وتدليلاً على ذلك كتب وزيرا الخارجية البريطاني والفرنسي مقالاً، نشرته صحيفة “أوبزرفر”، يشيران فيه إلى “كيف يمكن أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى إحراز تقدم تجاه حل الدولتين- والذي هو السبيل الوحيد لإحلال الأمان والأمن على المدى الطويل”، تطرقا فيه إلى لبنان، فأكدا أن “الحل السياسي هو وحده الكفيل بإحلال السلام الذي نحن في أشد حاجة إليه. لهذا السبب، فإن ما نريده ليس فقط وقف إطلاق النار في غزة، بل نحضّ أيضاً إسرائيل و”حزب الله” ولبنان على الانخراط في محادثات بقيادة الولايات المتحدة لتسوية التوترات بينهم بالسبل الدبلوماسية، استناداً إلى المبادئ التي ينص عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701″.
وفي المواقف الداخلية البارزة من الوضع في الجنوب، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس: “لقد كتبوا إلينا من الجنوب اللبنانيّ يشرحون لنا أوضاعهم الكارثيّة بعد مرور أحد عشر شهرًا لحرب غيّرت مجرى حياتهم إلى الاسوأ، وهي تستبيح قراهم، وتريق دماءهم، وتقتل أبسط حقوقهم وآمالهم بأن يعيشوا بسلام وأمان. إزاء هذا النفق الأسود والأفق المسدود للحلول الإيجابيّة، نجد أهالي بلداتنا منقسمين إلى فئتين مغبونتين: الأولى، فئة اضطرت إلى النزوح قسرًا، بحثًا عن الأمن والأمان وتعليم أولادهم في مناطق أخرى من لبنان. ونحن نحيي كل من يقف الى جانبهم، أكانوا افرادًا أو مؤسسات. والثانية، هي فئة الأهل الذين صمدوا في بيوتهم وقراهم للحفاظ على أرزاقهم، وتثبيت عنوان الإنتماء إلى الأرض فعلًا. هذه الفئة تتحدّى في كلّ يوم وفي كلّ لحظة الأوضاع المزرية على مختلف المستويات الصحيّة والتربويّة التعليميّة والخدماتيّة والمعيشيّة الاقتصاديّة والأمنيّة والنفسيّة”.
ولفت إلى أنه “في هذا الوقت الذي تجري فيه المحادثات بشأن مستقبل لبنان والمنطقة، تبقى الحاجة الملحّة إلى إنتخاب رئيس للجمهوريّة لكي يقود المحادثات الجارية، ولكي تستقيم المؤسّسات الدستوريّة، لا سيما المجلس النيابيّ الفاقد صلاحيّة التشريع، ومجلس الوزراء الفاقد العديد من صلاحيّاته الدستوريّة. وعبثًا يحاولون إقناعنا بأنّ الدولة اللبنانيّة تسير من دون رئيس لها، فيما الواقع المرّ إنّما هو إنحلال الدولة وتفكيك أوصالها”.
هبة وتخبط
اما في المقلب المتصل بأزمة العتمة وانقطاع التيار الكهربائي انقطاعاً شاملاً، والذي تقدم في اليومين الأخيرين إلى واجهة المشهد الداخلي، فلم تحجب معالم الانفراج الذي لاح مع الإعلان عن هبة جزائرية، الفضيحة الجديدة التي تعتبر تتمة لنمط قديم ومقيم ودائم يتحكم بكارثة الكهرباء والتي تمثلت في بلوغ مرحلة الانقطاع الشامل رغم التحذيرات الاستباقية وتبادل كرة تحميل المسؤوليات بين وزارة الطاقة ومصرف لبنان ومؤسسة كهرباء لبنان وتخبط الحكومة مجدداً في هذه الحفرة العميقة. كما لم يتضح بعد السبب أو الأسباب الخفية التي حالت دون تنفيذ التفاهم مع العراق لإرسال الكميات المتفق عليها من الفيول.
ولاحت معالم الانفراج مع تلقي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاً من رئيس وزراء الجزائر نذير العرباوي الذي عبّر عن دعم بلاده للبنان ووقوفها الى جانبه”، وأبلغ ميقاتي أنه “بتوجيه من الرئيس الجزائري عبد المجيد تَبُّون، سيتم تزويد لبنان فوراً بكميات من النفط لمساعدته في تجاوز الأزمة الحالية في قطاع الكهرباء”. وشكر الرئيس ميقاتي، الرئيس الجزائري على هذه المبادرة، كما شكر نظيره الجزائري “على وقوف الجزائر المستمر إلى جانب لبنان في المجالات كافة”.
- صحيفة الديار عنونت: لبنان يشحذ الكهرباء… الجزائر بعد العراق لإغاثته
الحذر يسود المنطقة… ومحور المقاومة غير مُتفائل
بلينكن في «إسرائيل» للضغط على نتنياهو
وكتبت تقول: قبل ايام من جولة جديدة من المفاوضات، يُرتقب ان تُعقد في القاهرة بمسعى للدفع قدما باتجاه وقف إطلاق نار في غزة، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الى «اسرائيل» للضغط على رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتانياهو، للسير بالاقتراحات الموضوعة على الطاولة، والتي تم تعديلها خلال الاجتماعات التي عُقدت مؤخرا في الدوحة.
وافادت القناة 13 «الإسرائيلية» أمس، بأن «المفاوضات تتقدم خطوة ونتانياهو يجري نقاشا قبل مغادرة الوفد «الإسرائيلي» إلى القاهرة». وكان مكتب نتنياهو تحدث يوم السبت عن «تفاؤل حذر» حيال إمكان التوصل إلى اتفاق، فيما اصر مسؤولون أميركيون على اشاعة اجواء من التفاؤل وصفتها حماس بـ» الكاذبة».
تفاؤل زائف
وقالت مصادر مطلعة على المحادثات الحاصلة في المنطقة، ان «محور المقاومة غير متفائل بوصول جولة المحادثات الجديدة الى نهاية سعيدة»، مرجحة في تصريح لـ «الديار» ان «يواصل نتنياهو المماطلة وسياسة التمييع، مستفيدا من الوقت المستقطع اميركيا حتى انجاز الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية».
واضافت المصادر: «الطرفان الاميركي و«الاسرائيلي» يعتقدان ايضا انهما ببثهما اجواء من التفاؤل، يؤخران ردود إيران وحزب الله، حتى انهما يعولان على عدم حصول هذه الردود، بالمقابل يواصل المحور استعداداته لرد محسوب آت مهما تأخر».
ونقل موقع «واللا» العبري عن تقديرات للجيش «الإسرائيلي» تفيد بأنه «في حالة تأهب قصوى، خوفا من هجوم مفاجئ من إيران أو حزب الله»، مؤكدة أن «إيران وحزب الله لم يتراجعا عن رغبتهما في الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية، والقائد العسكري في الحزب فؤاد شكر».
من جهتها، اعلنت هيئة البث «الإسرائيلية» أن «الخطوط الجوية الأميركية الغت رسميا جميع رحلاتها من وإلى «إسرائيل» حتى نيسان 2025»، بمؤشر يؤكد ان الردود آتية حتى ولو تأخرت اشهرا اضافية.
وكان لافتا، ما افادت به صحيفة «يسرائيل هيوم» عن شبهات بأن يكون حزب الله قد أطلق طائرة مسيّرة للاستطلاع في أجواء مدينة قيسارية الساحلية يوم الجمعة الماضي، بهدف جمع معلومات عن المنزل الخاص بنتنياهو، الذي يقضي نهاية الأسبوع فيه، وهو ما يحيي احتمال ان يعمد حزب الله او ايران الى اغتيال شخصية «اسرائيلية» رفيعة عندما تتوافر الظروف لذلك.
الرد شيء آخر…
في هذا الوقت، حثّ وزيرا الخارجية البريطاني ديفيد لامي والفرنسي ستيفان سيجورنيه «إسرائيل» وحزب الله ولبنان على الانخراط في محادثات بقيادة الولايات المتحدة، لتسوية التوترات بينهم بالسبل الديبلوماسية، استنادا إلى المبادئ التي ينص عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
فيما بدا لافتا خروج عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النّائب حسن عز الدين ليقول ان «الذين يأتون بمبادرات لا يحملون خيراً للبنان، بل ما يدعم العدو ويساعد في تثبيته وإراحته من القلق والخوف والاضطراب، وأنهم أتوا ليساعدوا «إسرائيل»، ولم يأتوا ليكونوا موضوعيين ووسطاء حياديين، فاميركا والغرب وادواتهم ليسوا كذلك».
وبحسب المعلومات، فان حزب الله لم يعط اصلا اي اجوبة لأي من الوسطاء العرب والغربيين، الذين زاروا لبنان مؤخرا، والذين دعوا لضبط النفس وعدم توجيه اي رد على «اسرائيل»، فيما جولة المفاوضات لا تزال قائمة بين الدوحة والقاهرة. وتشير المعلومات الى ان الحزب صحيح لم يرد خلال الاسبوع الماضي بالتزامن مع انطلاق الجولة، لكن لا شيء يمنعه من ذلك في اي وقت، بخاصة انه كان واضحا وحاسما لجهة ان الرد شيء وهو حاصل حاصل، ومسار المفاوضات شيء آخر تماما.
- صحيفة اللواء عنونت: جبهات الضغط تستعد لمواجهة مخاطر فشل المفاوضات
مبادرة جزائرية لإنقاذ لبنان من العتمة.. والتمديد لليونيفيل أمام مجلس الأمن
وكتبت تقول: في الأفق عشية أسبوع الحسم الأميركي لاتفاق يقضي الى وقف الحرب وإطلاق الرهائن والأسرى، أجواء تصعيد، لدى رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي اعتبر ان الضغط العسكري على حماس هو الطريق لإطلاق الرهائن الاسرائيليين والأميركيين لدى فصائل المقاومة في القطاع المحتل.
وعليه، تستعد «فصائل المحور» الى جولات جديدة من المساندة، في وقت تسدّد فيه حركتا «حماس» و«الجهاد الاسلامي» ضربات محكمة لجنود وضباط وآليات الاحتلال ودباباته في القطاع.
وفي وقت استأنفت فيه المقاومة العراقية ضرباتها باتجاه مواقع الاحتلال في الجولان السوري المحتل، وسعت المقاومة الاسلامية في لبنان (حزب الله) من استهدافاتها لمستعمرات الجليل الاعلى، مؤدية الى اصابات في صفوف الضباط والجنود، اعترف بها جيش الاحتلال في بعض بياناته.
وتخوف وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من العودة الى التصعيد العسكري في حال لم تؤدِ المفاوضات الى نتيجة توقف الحرب، وتسمح باسترجاع الرهائن.
وفي اطار تحرك الوسطاء الأميركي والفرنسي والمصري فإن هؤلاء لم يحملوا سوى الكثير من التمنيات بتلافي التصعيد حتى تمر مفاوضات غزة على خير بحيث لا يعرقل الرد المرتقب اجراءها، وعلى رغم بعض التسريبات التي تحدثت عن اشارة هوكشتاين في لقائه مع رئيس المجلس نبيه بري الى «وجود القطع البحرية العسكرية الاميركية في البحر المتوسط قبالة سواحل فلسطين المحتلة وتمنّيه ان لا نضطر الى استخدامها»، فإن ذلك لم يغيّر شيئاً في طبيعة الموقف اللبناني، لا مع هوكشتاين ولا مع الموفدين الفرنسي والمصري، وجوهره ضرورة ممارسة الضغط الكافي على كيان الاحتلال الاسرائيلي لوقف حرب الابادة المجنونة التي ينفذها في غزة ووقف اعتداءاته على المدنيين في جنوب لبنان.
وبحسب مصادر رسمية متابعة، هذه التطورات التي شهدتها المنطقة خلال الاسابيع الاخيرة، سواء بالتصعيد العسكري او استئناف مفاوضات الهدنة المؤقتة في غزة، جعلت الاستحقاق الرئاسي مؤجلاً الى اشعار آخر غير مسمّى، قد يطول الى ما بعد انتهاء المفاوضات– إذا نجحت- وبدء تطبيق ما يتم الاتفاق عليه في المرحلة الاولى تبعاً لإلتزام الكيان المحتل وعدم تنصّله منه. وهدنة الشهر ونصف الشهر المطروحة، تعني، إذا تم تنفيذها، وقف إطلاق النار مؤقتاً ايضاً في جبهة الجنوب، لكن تكون قد اقتربت الانتخابات الرئاسية الاميركية اوائل تشرين الثاني المقبل، والتي قد تجمّد البحث في امور الشرق الاوسط، كلها لحين ظهور نتائج الانتخابات ومعرفة توجهات الادارة الاميركية الجديدة التي تتسلم مهامها مطلع العام 2025، وعلى هذا كل شيء معلّق على ما ستسفر عنه مفاوضات الدوحة ومن ثم الانتخابات الرئاسية الاميركية، وعلى هذا قد يدخل لبنان إما في ربيع هادئ وإما متفجّر مجدداً.
ومع ذلك ثمة من يعتقد ان هذه المهلة المتاحة بين إستكمال المفاوضات بين الدوحة والقاهرة وبين بدء تنفيذها وتبيان جدية الالتزام بها، ستكون فرصة للتحضير لإنجاز الترتيبات المتعلقة بتثبيت الحدود االبرية اللبنانية مع فلسطين المحتلة وزيادة عديد الجيش اللبناني في مناطق الجنوب بعد قرار الحكومة تطويع نحو 1800 عسكري جديد، وبعد ان يكون قد تم تمديد ولاية قوات اليونيفيل جنوبي نهر الليطاني لمدة سنة كما هو مقرر نهاية شهر آب الحالي، ومن دون تعديلات جوهرية تُذكر على قرار التمديد الذي تم اتخاذه السنة الماضية في مجلس الامن الدولي، برغم المعلومات المتداولة عن رغبة اميركية بدفع اسرائيلي لتعديله بما يتناسب مع مطالب اسرائيل، لكن لبنان رفض اي تعديل وبدعم فرنسي.
وعشية التمديد لليونيفيل، قالت اليونيفيل ان 3 من جنودها اصيبوا بجروح من خلال انفجار، وطالب المتحدث باسم الطوارئ أندريا تيننتي بألا يتعرضوا لقوات الامم المتحدة.. محذراً من المخاطر، واصفا الحوادث بالمقلقة، وان قوات حفظ السلام تعمل على مدار الساعة لتخفيف حدة التوترات ومنع التصعيد.
هبة جزائرية للكهرباء
كهربائياً، سار خط المعالجة على أكثر من صعيد، فمن جهة، مبادرة جزائرية «لتزويد لبنان فورا بكميات من الفيول من اجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية واعادة الكهرباء الى البلاد اتخذها الرئيس الجزائري عبد المجيد تَبون، وابلغها الى الرئيس نجيب ميقاتي نظيره الجزائري نذير العرباوي.
كما تلقى وزير الطاقة والمياه وليد فياض اتصالا من نظيره الجزائري محمد عرقاب، وفي إطار المبادرة الرئاسية بمساندة لبنان في تأمين الوقود، من خلال تزويده بهبة من الغاز اويل، تحدد كميتها وفقا للمحادثات بين الطرفين.
وصرح فياض بأنه من المفترض ان تزيد التغذية بدءا من منتصف الليلة الماضية كنقطة اولية الى حين وصول (Spot Cargo) في 25 آب.
وترددت معلومات عن أنه مقابل الهبة إنهاء الدعوى على شركة سومطرة الجزائرية. ويزور السفير الجزائري الخارجية اليوم، لهذا الغرض.
- صحيفة الأنباء عنونت: المنطقة على صفيح ساخن… أسبوع تفاوضي مصيري في مواجهة “أفخاخ” نتنياهو
وكتبت تقول: رغم الدفع الغربي العربي لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة، لكن يبدو أن المحاولة ستُشبه سابقاتها وستفشل وسيستمر القتال في غزّة، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمكّن من “تفخيخ” هذه المحادثات بمطلب أساسي وهو الوقف الموقت وليس الدائم لإطلاق النار، الأمر الذي سيُمكّنه من العودة إلى الحرب بعد تبادل الأسرى.
لا يُريد نتنياهو وقف الحرب، وكان واضحاً منذ البداية أن شرط استكمال الحرب بعد انتهاء فترة الهدنة أساسي ولا عودة عنه، وللتأكيد عليه، تحدّثت معلومات عن طلبه ضمانة خطّية من الولايات المتحدة تؤكّد “حقه” بالعودة إلى القتال بعد انتهاء تبادل الأسرى، وبالتالي بات جلياً أن إسرائيل تُريد الاستمرار حتى تحقيق أهداف بعيدة الأمد في غزّة.
التعنت الاسرائيلي تزامن مع ليونة من “حماس” لإنجاح المفاوضات، وضغط ومُحاولات تذليل عوائق من الوسيطين قطر ومصر، لكن أفخاخ نتنياهو كانت كالأرانب، يُخرجها من قبتعه كلما تقدّمت المحادثات وتذيّلت عوائق، فتارة يُثير مسألة محور فيلادلفيا، وطوراً محور نتساريم، ليؤكّد أن إسرائيل هي الطرف الذي يُعرقل نجاح المفاوضات، لا “حماس”.
لا يُمكن نعي الاتفاق من اليوم، فهذا الأسبوع سيكون مصيرياً، ومن المرتقب أن تستمر المحادثات في القاهرة، لكن بعض المراقبين يقولون إن “الضرب بالميت حرام”، في إشارة إلى أن مُحاولات التوصّل إلى اتفاق “شبه ميتة”، حتى أن نتنياهو نعاها حينما نقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية “تشاؤمه” بشأن إمكانية إتمام صفقة التهدئة في غزة وقوله إنه “لا يوجد احتمال كبير لنجاحها”.
وبرأي المراقبين، فإن نتنياهو المهدّد بالفشل السياسي والملاحقة القضائية فور انتهاء الحرب ليس مستعجلاً لوقف إطلاق النار، لا بل يُريد الاستمرار في مُحاولة لتحصيل أي مكاسب سياسية وعسكرية تحمي مستقبله، وهذه المكاسب قريبة وبعيدة الأمد، منها ما هو مرتبط بمُحاولة تدمير الحد الأقصى من قدرات “حماس”، ومنها ما هو مرتبط بـ”اليوم التالي” لغزّة ومعادلات الرد ضد إيران.
إفشال نتنياهو مفاوضات الهدنة سيعني العودة إلى التصعيد، والعودة لردي إيران و”حزب الله” اللذين توقفا موقتاً إلى حين البت بمصير محادثات وقف إطلاق النار، ومن الواضح أن نتنياهو يُريد التصعيد الإقليمي ولا يخشاه، لأن فرص تفاديه متاحة أمامه لكنه رافض تماماً لكل الاقتراحات التهدوية، لا بل يسعى للتصعيد، وقد صدرت تعليمات إسرائيلية لزيادة حدّة القتال في غزّة.
ثم أن إفشال نتنياهو المفاوضات سيوجّه ضربة للولايات المتحدة ورئيسها جو بايدن، فالأميركيون دفعوا باتجاه إصدار بيان ثلاثي مع قطر ومصر يدعو لعودة المحادثات، وقد تعي الإدارة الأميركية ألا حلول مع نتنياهو فتوقف مُحاولاتها وتنصرف للاهتمام بالانتخابات الرئاسية، فيزيد منسوب الخطر في المنطقة.
في لبنان، قصّة “ابريق الزيت”، أي أزمة الكهرباء، عادت إلى الواجهة من جديد مع دخول البلاد العتمة الشاملة ليل السبت الأحد وتوقف التغذية بشكل شبه تام عن كافة البلاد نتيجة نفاد الفيول المطلوب لتشغيل معامل الكهرباء، وهي سقطة جديدة بحق وزارة الطاقة وخلفها مؤسسة كهرباء لبنان اللذين فشلا بإدارة ملف الكهرباء منذ نحو 20 عاماً، وحالة القطاع شاهدة على الفشل.
بالتزامن، وبعد العراق، فتحت الجزائر مخازنها وأعلنت المساعدة عبر إرسال كميات من الفيول غير معروفة بعد، لكنها بالتأكيد ستخفّف من وطأة الأزمة موقتاً إلى حين إيجاد حلول أكثر استدامة، إذ حصل تواصل بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ونظيره الجزائري الذي أعلمه بإرسال كميات فيول لمساعدة لبنان في أزمته، ما يُثبت من جديد ألا بديل عن الحاضنة العربية.
إذاً، المنطقة على صفيح ساخن جداً، لم يبرّده التفاؤل الأميركي، ومن المرتقب أن يعود الحديث عن تصعيد واحتمال وقوع اشتباك إقليمي أوسع بين إيران ومجموعاتها وإسرائيل، ولبنان لن يكون بمنأى عن الحريق الذي سيحمل نتائج مدمّرة على غزّة ولبنان وعواصم عربية أخرى.