قالت الصحف: المشهد الرئاسي الى المزيد من الوضوح
الحوارنيوز – خاص
من دون استبعاد عنصر المفاجآت فإن المشهد الرئاسي يتضح أكثر فأكثر على صيغة مواجهة محتملة بيم مرشحين هما النائب السابق سليمان فرنجية والوزير السابق المسؤول في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور.
الى جانب هذا الموضوع كان لكلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيز أساسي من افتتاحيات صحف اليوم.
ماذا في التفاصيل؟
صحيفة النهار عنونت: عون في جولة “تحصين” ونصرالله للتطبيع
وكتبت تقول: لم تكف محاولات الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله الإيحاء ب”استرخاء” حيال تطورات “إيجابية ” في شأن مرشح الثنائي الشيعي لرئاسة الجمهورية رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لحجب الجوانب الخلفية لهذه المحاولات الدعائية التي تضمر تعقيدات وصعوبات امام فرص فرنجية لم تعد خافية على احد . ومع ذلك بدا لافتا ان يوسع نصرالله مروحة صورة “مرشد السلطة” ان من حيث طلبه الملح من الحكومة استعجال إعادة تطبيع العلاقات السياسية مع النظام السوري او من حيث إعلانه المعارضة الصريحة لتعيين الحكومة حاكما جديدا لمصرف لبنان ودعوته الضمنية لتحمل نائب الحاكم الأول مسؤولياته القانونية.
شكلت اذن اطلالة نصرالله امس التي تطرق خلالها الى ملفات الازمات الداخلية بعض التوضيحات حيال تساؤلات دارت أخيرا حول امكان اقتناع الفريق الداعم لفرنجية بتوقيت ملائم للذهاب الى تسوية تفرج عن السياق الطبيعي للسباق الرئاسي ام لا، فبدا واضحا ان زمن التغيير لدى هذا الفريق لم يحن بعد وتاليا فان الازمة ماضية على غير هدى حتى مع “مهلة حزيران”. بل ان ثمة اوساطا معنية برصد مواقف الدول التي تراقب الوضع في لبنان صارت اكثر اقتناعا بان رياح التفاهم السعودي الإيراني لا تزال بعيدة ونائية عن الملف اللبناني ولكنها لا تقلل أهمية بدايات المراجعة في الموقف الفرنسي الذي عكسه كلام المصدر الفرنسي الديبلوماسي البارز امس ل”النهار” . وقالت انه من المرجح ان تتسم زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لباريس للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي ابدى الرغبة في استقبال البطريرك في الثاني من حزيران مبدئيا ، بأهمية خاصة لكونها قد تكشف معالم تطور الموقف الفرنسي بعد المراجعة الجارية للمرحلة السابقة التي طبعت دعم باريس لترشيح فرنجية من دون نتيجة إيجابية . كما ترجح هذه الأوساط ان يفضي تبلغ الفريق الداخلي الداعم لترشيح فرنجية بعد “تدوير” زوايا الموقف الفرنسي الى تحول فرنجية من “مرشح مواجهة” الى “مرشح تفاوضي” عمليا .
نصرالله
اذن نصرالله في ذكرى عباس بدر الدين اعلن في شأن الحرب الجارية بين غزة وإسرائيل “أننا على اتصال دائم مع قيادات الفصائل، ونراقب الاوضاع وتطوراتها، ونقدم في حدود معيّنة المساعدة الممكنة، ولكن في أي وقت تفرض المسؤولية علينا القيام بأي خطوة أو خطوات لن نتردد ان شاء الله”. وحاز الموضوع السوري جانبا “حارا” من كلمته فاحتفى بدعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الجامعة العربية، واصفا إياها بانها “خطوة مهمة جدًا” وقال “اننا نتلقى التبريكات مع عودة العلاقات العربية مع سوريا، ومع كل نصر سياسي او معنوي في سوريا نرى فيه وجه مصطفى بدر الدين وكل الشهداء” . وهنا اعتبر أنّ “الحكومة اللبنانية مطالبة بإعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا، وهذا يصب في مصلحة لبنان”. وبشأن ملف النازحين السوريين، أكّد أنّ “معالجة ملف النازحين تكون بتشكيل وفد وزاري أمني يزور دمشق، ويجب ان يتم اتخاذ قرار سيادي وعدم الانصياع للضغوط الخارجية”، مؤكدًا أنّ “حزب الله لا يمنع أحدًا من العودة إلى القرى الحدودية السورية، وكل الدعاية عن ذلك كذب كبير”. وشدد على أنّه “قبل أيام قيل إن سلاح الجو الاردني أغار على هدف في المنطقة الحدودية في سوريا، واتُهم من قتل أنه تاجر مخدرات وأنه الرجل الأول لحزب الله في سوريا، هذا كذب وظلم وخيانة وقلة أخلاق”، مشيرًا بشأن ملف المخدرات إلى أنّ “موقفنا الشرعي والديني والأخلاقي واضح منها وحاسم، لا نقبل أن يلوث سلاح المقاومة الشريف، بنجس المخدرات وهذا سلوكنا وموقفنا”.
وحول الملف الرئاسي، قال نصرالله، أنّ سليمان فرنجية، “ليس مرشح صدفة بالنسبة إلينا، بل هو مرشح طبيعي وجدي”، مشيرًا إلى وجود “تطور ايجابي في ملف الاستحقاق الرئاسي”، كما شدد على “أننا لا نفرض مرشحًا على أحد، وليرشح كل جانب أي اسم يريد ولنذهب إلى المجلس لانتخاب رئيس”. وأكّد أخيرا “أننا لسنا مع تعيين حاكم لمصرف لبنان ضمن حكومة تصريف الأعمال، ولذلك لم نذهب لتعيين مدير عام للأمن العام، ونحن مع التزام حكومة تصريف الاعمال ضمن صلاحياتها الدستورية، وعدم تعدي هذه الصلاحيات، ولنبحث عن حلول المشاكل ضمن الصلاحيات الدستورية والقانونية”.
تحرك بخاري
الى ذلك استمر السفير السعودي وليد بخاري في تحركه في اتجاه القادة والكتل السياسية فزار أمس مقر “كتلة تجدد” النيابية في سن الفيل، التي تضم في صفوفها مرشح المعارضة للرئاسة النائب ميشال معوض الذي قال بعد اللقاء: السعودية تسعى لوضع قواعد لهذه المنطقة على أسس السيادة للدول وهذا يزيدنا اصرارا بأن لبنان لا يجب ان يكون خارج هذا الزمن وخارج النمو والاستقرار. ونصر على ان تكون هذه المرحلة لطي الإفقار ولتصبح صفحة استعادة الحقوق والمدخل هو الاستحقاق الرئاسي”.
والتقى بخاري في دارته في اليرزة، وزير الداخلية بسام مولوي الذي قال “سررنا بلقاء السفير بخاري، سفير المملكة الحاضنة للبنان والمحفّزة على الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية”. أضاف “لم تنقطع ولن تنقطع علاقتنا مع السعودية، ونحن نقوم بواجباتنا كاملة لمصلحة الشعب اللبناني”.
وعلى محور المعارضة أشار عضو “كتلة تجدد” النائب أديب عبد المسيح الى “اننا نسعى لتوحيد صفوف المعارضة والاسماء المطروحة هي جهاد ازعور وصلاح حنين وقائد الجيش العماد جوزف عون”. ورأى أن “الأوفر حظا هو جهاد ازعور لان التيار الوطني الحر لا يعارضه”، وأوضح “أن الاشارة التي تأتي من الجانب السعودي هي ان لا فيتو على أحد ولا دعم لأحد وأنه يجب على المعارضة أن تتوحد وتتفق على اسم”. واضاف “السعودي يعطي الإشارة الى انه انكم اذا لا تريدون فرنجية فاتفقوا على احد وهذا يعني أنه ليس مستاء من المعارضة ولكن يطلب أن يكون هناك اسم موحد”.
العماد عون
وسط احتدام الغموض في الأجواء الرئاسية اتخذت الجولة الواسعة التي قام بها قائد الجيش العماد جوزف عون امس في محافظة عكار أهمية ودلالات متعددة الاتجاهات استنادا الى ملف ضبط الحدود ومكافحة التهريب شمالا. وشملت جولته مراكز فوج الحدود البرية، وتدشين طريق برج المراقبة الحدودي في خراج بلدة الدبابية على الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير. وافتتح طرق برج الدبابية وسيدة القلعة وخربة الرمان وبرج شدرا وحنيدر وكفرنون عند الحدود الشمالية بحضور رؤساء بلديات ومخاتير ورجال دين من القرى والبلدات الحدودية. وتربط هذه الطرق المراكز العسكريّة الحدودية التابعة لفوج الحدود البرية الأول في ما بينها، وتسهّل وصول المواطنين إلى أراضيهم.
وتوجه الى العسكريين بالقول: “دوركم أساسي في هذه المنطقة، فالدولة التي لا تضبط حدودها تصبح عرضة لكل أنواع التعديات. حدودنا أرضنا وعرضنا، وهي باتت مضبوطة بفضل تضحياتكم واستمراركم في تنفيذ المهمات المطلوبة، رغم طبيعة الأرض الملائمة للتهريب والمساحة الشاسعة التي يشملها قطاعكم وقلة العديد المتوافر والأخطار التي تتعرضون إليها عندما تشتبكون مع المهرّبين ويسقط لكم شهداء وجرحى”.
صحيفة الأخبار عنونت: الانتخاب الوشيك للرئيس: فرنجيه VS أزعور
وكتبت تقول: قلما يصدف، خلافاً للطبيعة، ان يُنجد الفرع الاصل. في الغالب العكس هو الاصح. لعل الفضيلة الاساسية من مغادرة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة منصبه، استعجال انتخاب رئيس للجمهورية قبل الوصول الى نهاية ولاية المغضوب عليه، المُرحَّل والمعفى عنه
في الاسبوعين الاخيرين حجب السفير السعودي وليد البخاري دوريْ عرّابتي الاستحقاق الرئاسي السفيرتين الاميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو. كما خبرت السفيرتان في الاشهر المنصرمة إذا تحرّكتا او احتجبتا، تكلمتا او صمتتا، كذلك اضحى البخاري أخيراً. إذا التزم الصمت نُظر بريبة الى سكوته وصار الى تأويله في هذا الاتجاه او ذاك. كذلك إذا حكى. الامر نفسه إذا استدعته حكومته او عاد الى البلاد. في الايام الفائتة صارت انتخابات الرئاسة تدور من حوله. مرة هو عقبة في طريق اجراء الاستحقاق، واخرى انه يستعجله. إذا استقبل احداً او أحجم عن لقاء أحد آخر كثرت التكهنات من حول تصرّفه على انه موقف سياسي يوصف تارة ايجابياً وطوراً سلبياً. ورث البخاري من شيا وغريو دوريْهما من دون ان يُتوقع ان يرث أحد آخر دوره. في نهاية المطاف يُعدّ السفير السعودي اليوم، منفرداً او يحظى بدعم الاميركيين، الصانع الفعلي لانتخاب الرئيس المقبل دونما ان يؤيد مرشحاً او يناوئ آخر. ربما أحد ما أخبره يوماً بعض القصص الفضائحية لعبد الحليم خدام وغازي كنعان في لبنان، منها الترئيس.
مَن التقى البخاري في الايام الاخيرة، قبل اجتماعه الخميس برئيس تيار المردة سليمان فرنجية وبعده، استخلص المعطيات الآتية:
1 – استعجاله انتخاب الرئيس الجديد في اسرع وقت ممكن، والا فسيُسلط سيف العقوبات على رقاب المتسببين في استمرار تعطيل الانتخاب. دونما الافصاح عمّن سيلجأ الى العقوبات من البلدان، اكتفى بالقول انها دولية.
لن يكون صندوق النقد الدولي في منأى عن ممارسته هو الآخر ضغوطاً مماثلة. المضاف الى كلام البخاري معلومات وصلت الى المسؤولين اللبنانيين مفادها قرار الصندوق ان يكون المعبر الوحيد والالزامي لكل ما يمكن ان يدخل الى لبنان. المتوقع ايضاً ارتفاع نبرة الصندوق منذ مطلع الشهر المقبل على نحو غير مسبوق.
2 – على الافرقاء اللبنانيين احد خيارين: التوافق العام على مرشح واحد للرئاسة وهو افضل الخيارين لتفادي مزيد من الانقسام، او الذهاب الى مجلس النواب بمرشحيْن يتنافسان على أصوات النواب للفوز. عنى بذلك حضّه الكتل والاحزاب المسيحية على التقدم بمرشح يجبه فرنجية المستمر في ترشيحه وفي استمرار دعم الثنائي الشيعي له. ما قاله السفير ايضاً ان ليس للمملكة مشكلة مع الفائز أخيراً ما دام انتخب دستورياً وديموقراطياً. اياً يكن الرئيس المقبل لن يكون خصماً للمملكة او معادياً لها. ليس لديها اعداء في لبنان ولا خصوم حتى، وهي منفتحة على الافرقاء جميعاً.
هي اذاً اشارة ايجابية الى الموقف من فرنجية في حال اضحى رئيساً، متقدمة على ما كان قيل قبلاً ان المملكة وضعت فيتو على انتخابه وتمنع عبر النواب القربيبن منها التصويت له. بعد لقاء الرجلين الخميس وتأكيد السفير اكثر من مرة ان لا فيتو سعودياً على اي مرشح، تتضح اهمية موقفه الجديد وتدرّجه في اسبوع منذ زيارته بكركي في 3 ايار، من القول بأن لا فيتو على احد الى اظهار الاستعداد للتعاون مع الرئيس المنتخب اياً يكن.
3 – على اللبنانيين العودة بدورهم الى الحضن العربي من خلال اعادة بناء علاقتهم بالعالم العربي. أسهب في الكلام عن الايجابيات والمرحلة المقبلة بتناوله سبل تعاون لبنان مع جواره كالعراق وسوريا. اطرى الطائفة الشيعية، وتوقّع حصول لبنان على مساعدات بإنجاز استحقاقه. على انه القى المسؤولية برمتها على اللبنانيين الواجب ان لا يتأخروا عن ذلك. أفصح كذلك عن جهد مضن يبذله لاستعجال اتمام الاستحقاق في غضون اسابيع. في ما استنتج من كلامه ان جلسة لانتخاب الرئيس قد تعقد في اسبوعين على الاكثر.
4 – تكرار كلامه على كل مَن يزورهم او يلتقي بهم الذهاب الى مجلس النواب وانتخاب الرئيس و«تفادي تعطيل نصاب الجلسة، فلينجح مَن ينجح والله يوفقه».
5 – حينما سئل هل يرى تحالف فرنجية مع حزب الله عقبة؟ اعطى الجواب نفسه ان «لا فيتو على أحد»، قبل ان يضيف: «ليست لدينا مشكلة او عقدة علاقته بحزب الله. نحن نتحدث مع ايران والحوار معها ايجابي ومستمر».
تتقاطع المعطيات هذه مع معلومات بدأت تتحدث بجدية، أكثر من اي وقت مضى، عن انتخاب وشيك لرئاسة الجمهورية. مفاد المعلومات هذه ان ضغوطاً دولية متشعّبة المصدر على الافرقاء المسيحيين للاتفاق على مرشح يذهبون به الى جلسة الانتخاب:
1 – النظر باهتمام الى اقتناع الكتل المسيحية المعارضة ترشيح فرنجية بضرورة التخلي عن انقساماتها، وارغام نفسها على خيارات تواجه به المرشح المرفوض لديها. ما لمسه المطلعون على المعلومات تلك تراجع التصلب المسيحي المناوئ لفرنجيه قليلاً الى الوراء. بعدما اجمعت الكتل المسيحية في الاشهر الاخيرة على تأكيد رفضها الذهاب الى جلسة مرشحها الوحيد رئيس تيار المردة، باتت الآن أقرب الى التفاوض على مرشح تواجه به فرنجية. دلّ التحوّل هذا على وطأة الضغوط المبذولة عليها أولاً.
2 – يتحدث بعض المعلومات عن تبادل التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية رفع الفيتوات بغية دفع الحوار الدائر بينهما الى مرشح مشترك مع الكتل المسيحية الاخرى الصغرى: تخلى التيار الوطني الحر عن الفيتو على قائد الجيش العماد جوزف عون، بينما تراجع حزب القوات اللبنانية عن الفيتو على الوزير السابق جهاد ازعور. حظوظ ازعور أفضل من قائد الجيش نظراً الى حاجة ترشح الاخير الى تعديل مسبق للدستور غير متاح في الوقت الضيق المتبقي، ناهيك بتأكيد رئيس البرلمان نبيه برّي سلفاً ان لا عودة الى سابقة 2008 بإخضاع انتخاب الرئيس الى المادة 74 من الدستور. فوق ذلك يهدد النواب التغييريون المعارضون انتخاب القائد بالطعن في دستورية انتخابه خارج قيود المادة 49.
3 – من الصعوبة بمكان توقّع الوصول الى جلسة انتخاب رئيس توافقي. يحتم ذلك اولاً انسحاب فرنجية، وهو ما يبدو متعذراً ومستحيلاً في آن عنده ولدى الثنائي الشيعي وقد أضحت حظوظه في الظاهر على الاقل أفضل من ذي قبل بعد اجتماعه بالبخاري الخميس ورفع الفيتوات في كل اتجاه. تحوّل فرنجية الى ثابتة الاستحقاق التي تنتظر الثابتة المقابلة.
4 – تكاد تقتصر الاسماء المحتملة لاختيار احدها لمنازلة فرنجية على اربعة، الا ان الاقرب الى تبنيه هو ازعور بحيث يمسي منافس فرنجية على الدورة الثانية من الاقتراع للفوز بالأكثرية المطلقة (65 صوتاً على الاقل). من دون مرشح لمعارضي فرنجية تفضي الجلسة الى انتخابه إذا صح ان العقوبات الدولية في طريقها الى الداخل في ضوء المسعى الجاري حالياً.
غالب الظن ان كلفة التعطيل قد تكون باهظة في الجلسة الثانية عشرة.
صحيفة الأنباء عنونت: الطبخة الرئاسية على النار… أيام مفصلية تسابق مهلة بري
وكتبت تقول في الملف الرئاسي: نشطت الحركة الرئاسية في الأيام الأخيرة، ووُضعت الطبخة على النار مع تشديد رئيس مجلس النواب نبيه برّي على وجوب إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل آخر حزيران، لكن ما من شيء يمنع عودة الملف إلى ثلاجة الانتظار في حال لم تنضج الطبخة وفشلت وصفة الوساطات السياسية والمبادرات المحلية التي يقودها أكثر من طرف.
ما يعزّز تأجيل الحلول إلى وقت غير محدّد غياب التوافق بين الأطراف المتعارضة، فثنائي أمل وحزب الله مستمر في دعم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ولم يتراجع، فيما فريق المعارضة يسعى للم شمل معارضي زعيم زغرتا وتوحيدهم خلف مرشّح آخر، ونعود إلى المربّع الأول والمرحلة التي يرافقها التعطيل ورفع السقوف.
ووفق المعلومات، فإن المبادرات الحاصلة لم تنجح حتى الحين في توحيد مختلف الآراء وإنجاز التوافق العام، بل نجحت إلى حد معيّن في الجمع بين معارضي فرنجية فقط، وبشكل خاص “القوات اللبنانية” والتيار “الوطني الحر”، في مفاوضات من أجل الاتفاق على اسم، والجديد في هذا التوافق جمع معظم الأطراف المسيحية خلف مرشّح وبوجه فرنجية.
مصادر سياسية متابعة رأت في السيناريو الحاصل حالياً “تعرية الفريق الداعم لفرنجية من التأييد المسيحي، وصب هذا التأييد في صالح مرشّح آخر، وبالتالي دفع الثنائي الشيعي إلى تغيير مقاربته للملف، لأن الاستمرار في دعم فرنجية سيعني تحدّي إرادة الغالبية العظمى من المسيحيين وانتخاب رئيسٍ ماروني يلقى معارضة النسبة الأكبر من المسيحيين”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أشارت المصادر إلى أن “المسيحيين هم المعنيون الأوائل في ملف رئاسة الجمهورية، وفي حال اتفقوا على مرشّح سيادي إصلاحي “معتدل” يستطيع أن يحظى بقبول معظم الأطراف، فإن ذلك سيمنح هذا الفريق خطوةً إلى الأمام في السبق الرئاسي”.