سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: اللبنانيون بين اعتداءات العدو والتخبط في معالجة الأزمات الداخلية

 

الحوارنيوز – خاص

يواصل العدو اعتداءاته على لبنان، بموازاة حرب الإبادة المنظمة التي يشنها على غزة وأهلها، فيما رجال المقاومة يقومون بالرد ومواجهة العدو محققين توازناً لا قدرة لقادة العدو على تجاوزه في أي قرار أحمق قد يتخذونه لجهة الانتقال الى الحرب الشاملة…

داخليا لا زال التخبط الداخلي في معالجة الملفات المعيشية، لا سيما موضوع رواتب القطاع العام سيد الموقف… زيادات بلا معايير موحدة وتمييز بين إدارة وأخرى وقطاع وآخر.

ماذا في التفاصيل؟

  • صحيفة النهار عنونت: الجرعة الأكبر للزيادات تنهي أزمة القطاع العام

وكتبت تقول: يفترض ان تكون الجرعة الكبيرة نسبيا من الزيادات لموظفي القطاع العام والمتقاعدين العسكريين والمدنيين قد سحبت فتيل ازمة إضراب هذا القطاع بما يعيد انتظام دورة الإدارات الرسمية في كل المناطق ويسحب فتيل الكباش المتواصل بين الحكومة والموظفين وينهي الشلل الإداري الذي تسبب بتداعيات سلبية واسعة ومتراكمة منذ مدة غير قصيرة.

وفي أي حال ستبرز تباعاً ردود الفعل لدى القطاعات المعنية على قرارات مجلس الوزراء الذي اقر زيادات تعتبر الأكبر واقعيا منذ تحولت الحكومة الى تصريف الاعمال. وجاءت هذه القرارات بعدما سحب مجلس الوزراء مشروع قانون تنظيم المصارف من التداول لمزيد من البحث على أن يقوم كل وزير بتقديم طرحه البديل رسمياً في مرحلة لاحقة، ثم اقرّ المجلس الزيادات لموظفي القطاع العام على أن يكون الحد الأدنى 400 دولار والحد الأقصى 1200 دولار، كما اقرّ 3 رواتب إضافية للعسكريين الذين هم في الخدمة والمتقاعدين منهم.

وقد اعتمد مجلس الوزراء آلية زيادات يصبح من خلالها الحد الأدنى لراتب المتقاعد العسكري أو المدني في الدرجة الخامسة ما يقارب من 230 دولار، ويرتفع تدريجيا وفقا للدرجات والرتب ليصل الى نحو 900 دولار (مع بدل البنزين) لموظفي وضباط الفئة الأولى من المتقاعدين. كما منح موظفي القطاع العام زيادات تعادل ما حصل عليه المتقاعدون، بالإضافة إلى بدل صفائح بنزين مع سعر ثابت لا يقل عن مليون وخمسمئة ألف ليرة للصفيحة الواحدة، ووعود بحوافز دولارية سنوية، وكذلك يرفع الإقتراح بدل النقل للعسكريين في الجيش والأجهزة الأمنية إلى نحو 100 دولار شهريا.

الأرقام التي وضعت أمام الوزراء، كانت خلاصة جهود قام بها الوزير السابق نقولا نحاس مع المعنيين في وزارة المال ومصرف لبنان في الاسبوعين الاخيرين لتأتي النتيجة مرضية قدر الامكان للموظفين والعسكريين والمتقاعدين، علما أن الارقام عرضت في صيغتها النهائية على أصحاب الشأن والمعنيين لأخذ الضوء الاخضر قبل عرضها على مجلس الوزراء. وتم التوصل الى صيغة سيعطى وفقها العسكريون في الخدمة الفعلية في الاسلاك كافة 3 رواتب اضافية ليصبح مجموع ما يتقاضاه العسكريون 9 رواتب شهريا، في حين سيخصص للمتقاعدين 3 رواتب اضافية ليصبح مجموع ما يتقاضاه هؤلاء 9 رواتب شهريا على ان لا تقل الزيادة عن 8 ملايين شهريا. أما موظفو الادارة العامة فيحصلون على راتبين اضافيين ليصبح مجموع ما يتقاضوه 9 رواتب شهريا. كذلك سيخصص لموظفي الادارات العامة حصرا 16 صفيحة بنزين للفئة اولى، و14صفيحة للفئة الثانية، و12 صفيحة للفئة الثالثة، و10 صفائح للفئة الرابعة، و8 صفائح للفئة الخامسة (مع سقف مليون و500 ألف ليرة للصفيحة) شرط الحضور 18 يوم شهريا. كما تم تخصيص 4 ملايين ليرة بدل نقل إضافي للعسكريين من الرتب كافة، ليصبح بدل النقل الشهري 9 ملايين ليرة بدلا من 5 ملايين ليرة شهريا، على أن يبدأ العمل بالزيادات بدءا من 2023/12/1. وعلم أنه أقر لموظفي الادارة العامة “مكافأة مثابرة” بين 150 و250 دولارا شهريا في حال عدم التغيب عن العمل.

وفيما يفيد من هذه الزيادات اسوة بالادارات العامة كل من موظفي البلديات والمستشفيات الحكومية والمؤسسات العامة التي لم تعط زيادات لموظفيها، تقدر الكلفة بنحو من 2927 مليار ليرة شهريا، وتاليا ستحتاج الحكومة لطلب فتح اعتماد اضافي نحو 10 الاف مليار ليرة للعام 2024 لتغطية هذه الزيادات.

وتناول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مستهل الجلسة مجمل الوضع فلفت الى “انعقاد الجلسة على وقع استمرار العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان ومناطق لبنانية اخرى وفي كل اللقاءات الديبلوماسية التي نعقدها نجدد التأكيد لوجوب العمل على وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان، ونتفاعل بواقعية مع المبادرات الخارجية التي اعتبرها صادقة وننبه للمخاطر وندين الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وسقوط الضحايا. كما أننا نجدد مطالبة المجتمع الدولي وممثلي الدول التي نلتقيهم بممارسة الضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها وانتهاكاتها للسيادة اللبنانية، ونرفع الصوت تجاه المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية، منددين بالاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وغزة”. وقال: “في هذا السياق فإننا نثمن جدا الجهد الفرنسي والاميركي لحماية لبنان ونعول على مسعاهما لردع العدوان، ونجدد المطالبة بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته والزام اسرائيل بتطبيقه ووقف خروقاتها وعدوانها”.

فرنسا وقطر

وبرز في سياق المواقف الخارجية من الوضع في لبنان ما أورده البيان المشترك الفرنسي القطري عقب زيارة الدولة التي قام بها امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني لباريس ومحادثاته مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. ومن أبرز ما تضمنه البيان ان “الزعيمين أكدا مجددا التزامهما بالتصدي للتحديات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان، حيث يعاني الشعب هناك بشكل مستمر. وشددا على الحاجة الماسة إلى انتخاب رئيس لبناني ومواصلة التنسيق بشأن هذه المسألة. وأشار الجانبان إلى ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة وتنفيذ الإصلاحات اللازمة لوضع حد للأزمة. كما أشادا بالمعونة والدعم اللذين قدمتهما كل من قطر وفرنسا إلى الشعب اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية… وكذلك أكد الزعيمان التزامهما بسيادة لبنان واستقراره وبالمساهمة في خفض التصعيد من خلال الاحترام الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701. كما أكدا استعدادهما لمواصلة دعم القوات المسلحة اللبنانية في هذا السياق، بما في ذلك من خلال المؤتمر الدولي المقرر عقده في باريس. وأخيرا، جددا دعمهما الكامل لقوات اليونيفيل وضرورة الحفاظ على حريتها في التنقل وقدرتها على ممارسة مهمتها”.

الجنوب

اما في تطورات “المشهد الميداني” وفيما انحسرت نسبيا امس حدة “منازلات الأعماق” بين إسرائيل و”حزب الله” بدا لافتا معاودة قوّات “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان الإعراب عن قلقها الشديد من توسع المواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بسبب التوترات الأخيرة. كما لفتت الى أن “احتمال نشوب صراع أوسع أصبح قريباً” مشددة على أنها “تحث على وقف إطلاق النار والتوصل لحل سياسي”، وحذرت من أن “توسع الصراع بين لبنان وإسرائيل سيكون صراعا إقليميا له آثار مدمرة”.

 

  • صحيفة الديار عنونت: مفاوضات متعثرة واسبوع صعب: نتنياهو يريد الأسرى… وحماس: وقف النار

هوكشتاين لن يعود قبل وقف النار وتوازن الرعب يمنع الحرب الشاملة
«القلة بتولد النقار» و«هيكلة» المصارف تبخرت…حراك «الاعتدال» منسق مع الحريري

 

وكتبت تقول: هل تنجح الاتصالات في تذليل العقبات أمام اعلان الهدنة في غزة نهار الاثنين في ٤ آذار كما هو متوقع؟ لا جواب اسرائيلي حاسم حتى الآن؟ المفاوضات في باريس متعثرة، واسبوع حافل بالاتصالات والتوترات والمفاجات، نتنياهو يريد انجاز صفقة الاسرى اولا للموافقة على هدنة رمضان المؤقتة، وسحب ورقة الاسرى من حماس والا اقتحام رفح، فيما حماس تريد وقفا شاملا لإطلاق النار قبل البحث في اي ملف، مع انسحاب شامل للقوات الاسرائيلية من قطاع غزة وليس جزئيا وادخال المساعدات فورا، واعلنت حماس انها لن تعطي «اسرائيل» اوراقا عجزت عن اخذها بالقوة رغم الليونة التي تبديها من اجل رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وتؤكد مصادر حماس، ان بايدن ونتنياهو يريدان سحب ورقة الاسرى المهمة من ايدي حماس والعودة الى القتال بعد انتهاء الهدنة، وهما مصران على عدم اعطاء حماس اي صورة للنصر.

وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، ما زال نتنياهو يفتش عن صورة النصر والوصول إلى يحيى السنوار حيا او ميتا او انجاز ما على الارض في رفح يقدمه للرأي العام الاسرائيلي كي يجنب نفسه المصير الأسود الذي ينتظره. ومن هنا، تزدحم الصحف الإسرائيلية ووسائل الإعلام العالمية بمئات السيناريوات عن القائد يحيى السنوار واماكن وجوده، وبعد اعلان نتنياهو عن وجود السنوار في رفح مع قيادات حماس، اعلنت الصحف الأميركية انه ما زال في خان يونس يقود المعارك بنفسه ضد القوات الإسرائيلية، وهذا التناقض في البيانات الإسرائيلية الأميركية بشأن قادة حماس ينطبق على سير العمليات العسكرية والمواجهات المستمرة في خان يونس وشمال غزة ورفح وكل القطاع، وما زالت المقاومة تتمتع بكامل جهوزيتها وحيوتها وتتحكم بالأنفاق وتصوير العمليات العسكرية وممارسة القصف الصاروخي اليومي وشل المدن الفلسطينية المحتلة والاقتصاد الاسرائيلي. وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، ان قيادات المقاومة في غزة ابلغوا المسؤولين القطريين والمصريين رفضهم الطريقة التي تديرون فيها المفاوضات، و «التعامل معنا كأننا مهزومون، وهذا غير صحيح مطلقا، نحن منتصرون ونحن من يفرض شروطه».

وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، فان «إسرائيل» المربكة والمهزومة حاولت التعميم وايهام الرأي العام بأنها حصلت على وثيقة كتبها السنوار تحمل انتقادات لحزب الله لإرباك الساحات الداخلية للمقاومين، وسها عن بال نتنياهو حسب المصادر الفلسطينية في بيروت، ان وفودا من حماس وبينها قيادات من غزة تلتقي قيادات حزب الله وتنقل تحيات قيادات حماس في غزة، وبينها السنوار، إلى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وكل المقاومين على ما يقومون به في المواجهات ضد القوات الإسرائيلية مع المجاهدين في العراق واليمن الذين يمدون المقاومين في غزة بالمعنويات في قتالهم ضد «إسرائيل»، كما أن قيادات حماس يطلعون حزب الله عبر قنوات التواصل على كل ما يتعلق بالمفاوضات، والمعروف أن حزب الله يوافق على كل ما توافق عليه قيادات المقاومة ولا علاقة له بالمفاوضات ولا يتدخل فيها، وعند اعلان وقف النار وموافقة المقاومة فان الحزب سيوقف النار فورا من جنوب لبنان.

وفي اخر التطورات المتعلقة بالمفاوضات، فان نتنياهو يطرح يوميا شروطا جديدة، واقترح ترحيل ١٥ اسيرا فلسطينيا الى قطر من بين المحكومين بالمؤبد الذين سيفرج عنهم، كما اقترح الافراج عن ٥ مجندات بالإضافة إلى مطالب اخرى، وبالتالي فان مصير المفاوضات ما زال غامضا، ونتنياهو مصر على انجاز في رفح قبل الموافقة على وقف النار. وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، فان التعثر في المفاوضات رفع من حدة المعارك والمواجهات الضارية في غزة والاعلان عن مقتل ضابطين اسرائيليين و١٤ جريحا، بعد ان حاولت «اسرائيل» التقدم في بعض المواقع، وبالتزامن، اعلنت القسام استهداف مقر قيادة اللواء الشرقي ٧٦٩ معسكر «غيبور» وثكنة المطار في بيت هلل بـ ٤٠ صاروخا من جنوب لبنان، واعلنت القسام ان عمليات القصف تأتي في سياق الرد على مجازر العدو ضد المدنيين في غزة واغتيال القادة الشهداء واخوانهم في الضاحية الجنوبية. بدورها نفذت المقاومة الاسلامية سلسلة عمليات نوعية وقصفت قاعدة ميرون الجوية «بصليات» من الصواريخ خلفت دمارا واضرارا كبيرة في المنشآت العسكرية.

والسؤال: هل يتم تذليل الشروط المعقدة، واعلان الهدنة الاثنين ام تتدحرج الاوضاع الى جولة عنف جديدة ومحاولة اقتحام رفح وارتكاب مجازر جديدة يسعى بايدن ان تكون حصيلتها ٥٠ ألف قتيل وليس ١٠٠ الف، مقابل اعطاء الضوء الاخضر لنتنياهو للقيام بالعملية وتقديم كل ما يحتاج اليه الجيش الاسرائيلي من عتاد.

الأوضاع في لبنان

ما ينطبق على غزة ينطبق على جنوب لبنان بالنسبة لوقف النار، والهدنة تشمل الجنوب اللبناني اذا اعلنت في غزة، ولا بد من انتظار الايام المقبلة، ولذلك تتوقع مراجع سياسية عليمة، ان يعود المبعوث الأميركي هوكشتاين الى بيروت بعد الاعلان عن وقف النار في غزة والعمل مع اليونيفيل من خلال اللجنة الثلاثية في الناقورة وكذلك مع الحكومة اللبنانية الى إعادة الاوضاع في جنوب لبنان الى ما كانت عليه قبل ٧ تشرين الاول، وهذا هو المطروح حتى الآن، فيما الورقة الفرنسية وانسحاب حزب الله من ٧ إلى ١٠ كيلومترات غير مطروح الا عند الفرنسيين وغير قابل للتحقيق، وهذا ما يجزم صحة التسريبات عن وجود تباينات اميركية فرنسية بشان كل الملفات اللبنانية، علما ان الورقة الفرنسية تم رفضها من الحكومة اللبنانية ايضا وتعد ردا متكاملا عليها، حتى الصحف الاسرائيلية قللت من مضمون الورقة الفرنسية وامكانية تنفيذها.

عمليات التهويل ولا حرب شاملة

وفي المقابل، فان عمليات التهويل الذي يشنها البعض نقلا عن الموفدين او نسبها الى معلومات ومصادر دبلوماسية او تسريبات وغيرها، عن شن «اسرائيل» ضربة على الضاحية الجنوبية وبيروت وتوسيع دائرة الحرب ليست الا «فقاقيع صابون» و «اسرائيل» عاجزة عن فتح الجبهة الجنوبية بشكل شامل، وترسل الرسائل غير المباشرة عبر اليونيفيل عن عدم رغبتها في توسيع دائرة الحرب رغم بعض الضربات التي تتطلبها طبيعة المعركة، حتى واشنطن ترفض توسيع داىرة الحرب كونها تدرك عجز الجيش الاسرائيلي عن فتح جبهة لبنان، فالحرب مع حزب الله مختلفة على كل الصعد. وستكلف «اسرائيل» اثمانا كبيرة، كما ان توازن الرعب في الجنوب يدفع الاسرائيلي الى الاحجام عن القيام باي مغامرة عسكرية باتجاه الحرب الشاملة، اما كلام المندوبين والموفدين فكله «اسرائيلي الهوى».

مجلس الوزراء

«القلة بتولد النقار» لا اموال لتأمين الزيادات التي يريدها الموظفون في القطاع العام والمتقاعدون العسكريون والمدنيون، ولا بد من الوصول الى حلول وسطية، مهما وصل حجم الاحتجاجات وطال امد الاضرابات، فمصرف لبنان يرفض تمويل الزيادات دون تأمين الايرادات، وتحقيق مطالب المتقاعدين والموظفين يحتاج الى اموال اضافية لا يمكن تأمينها الا بفرض المزيد من الضرائب او توزيع موازنات الوزارات من جديد عبر الاقتطاع من بعضها لتغطية تكاليف الزيادات المقدرة بـ ٣ الاف مليار ليرة لبنانية.

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: تهوّر إسرائيلي يهدّد بمغامرة في الجنوب… ومبادرة التشاور مرهونة بخواتيمها

وكتبت تقول: مع تزايد الحديث عن الهدنة المرتقبة في غزة، بحسب المعلومات التي كُشف عنها في اليومين الماضيين، على أن تدخل حيّز التنفيذ قبل حلول شهر رمضان المبارك، لا شيء يشي حتى الساعة بأنها ستشمل الوضع في جنوب لبنان بحسب تصريحات قادة العدو، المصمّمين على ما يبدو على نقل الحرب من غزة الى لبنان، وتوسيع دائرة الاشتباكات. وهذا ما يؤكده الميدان كل يوم، اذ بدا واضحاً أن المواجهات بين حزب الله والعدو الاسرائيلي لم يعد لها أية ضوابط وقد تجاوزت ما يسمى قواعد الاشتباك.

مصادر أمنية لفتت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية الى أن حزب الله يصرّ على الالتزام بالهدنة اذا وافقت عليها حماس، وان قياداته وكوادره الموجودين في الصفوف الأمامية قد تبلّغوا هذا الموقف. وسيكون هناك التزام كامل وشامل بوقف إطلاق النار وما تقبل به حماس، هذا في حال التزم بها العدو أما في حال استمرار الاعتداءات على لبنان فان الحزب سيستمر بالمواجهة ويرد الصاع صاعين. وفي حال قصفت إسرائيل في العمق فإن الرد من قبله سيكون بالعمق الإسرائيلي أيضاً.

وفي هذا الإطار، يحمّل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل حزب الله المسؤولية، ويتهمّه في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية بأنّه هو من “يُبادر بالعمليات، وهذا ما تنتظره إسرائيل لقصف لبنان، وبالنهاية نيات إسرائيل تجاه لبنان ليست حسنة”. كما لا يخفي أرجحية “توسع الحرب لا سيّما بعد قصف بعلبك وصيدا”. 

ويطلّ الجميّل على الملف الرئاسي ليشدد على “عدم الترابط بين هذا الإستحقاق وحرب غزة، بل يربطه بقرار حزب الله الذي يعطّل لمصلحة إيران”. ويعترف أنّه “لم يفهم جيداً بعد مبادرة تكتل الإعتدال الوطني”، مستغرباً “الترحيب قبل فهم ماهيّتها لا سيما أنّه لحظ أنّ التكتل نفسه لا يفهم المبادرة جيداً”، وفق تعبيره.

من جهته، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن منطق الأمور يؤكد أن الهدنة في غزة يجب أن تنطبق على الجنوب، لكن هذا يتوقف على ما قد يكون عليه العدو، لكن حتماً سيكون لهذه الهدنة أثراً مباشراً، كما في غزة كذلك في جنوب لبنان. ولا يخفى عن بالنا اننا نواجه عدواً تتحكم به مجموعة متهورة، لذلك لا نعرف كيف ستسير الامور ولا بأي اتجاه.

ورأى هاشم أن الهدنة مع لبنان مرهونة بما قد يقدم عليه هذا العدو. فالمنطق العام يقول إذا بدأت الهدنة في غزة يجب أن تترك آثارها الايجابية على لبنان، لكن في ظل التفلّت الذي يمارسه هذا العدو يتوقف على ما قد يحمله الميدان، لافتاُ الى أن قيادة أركان العدو هددت بانها لن تتوقف عن استهداف لبنان وستستمر بالمواجهة وقد يكون بإطار ما، مستطرداً: “نحن أمام عقلية مغامرة قد تزيد من حالة التهور والمغامرة”. 

في هذه الأثناء، لا تزال مبادرة تكتل الاعتدال الوطني قائمة، حيث كشفت مصادره عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن الهدف من المبادرات التي يقوم بها وخاصة مبادرته الأخيرة هو البحث عن قواسم مشتركة بعد 12 جلسة انتخاب فاشلة، فالحوار والتلاقي هو المنقذ للبنان لإخراج البلد من النفق الذي أُدخل فيه، وهذا يدعو لخلق هامش جدي لتقريب وجهات النظر.  

المصادر تحدثت عن لقاء تشاوري تمهيدي يضم ممثلين عن كل الكتل النيابية يجمع ما بين 20 الى 25 نائب كخطوة أولى تمهيداً لعقد جلسة موسعة يحضرها ثلثي أعضاء المجلس وأكثر، ولا مانع أن يصل العدد الى مئة. وهذه الجلسة يجب أن تؤدي الى عقد جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية أيًا يكن الرئيس.

المصادر لم تشر ما اذا كان موعد الجلسة قبل حلول شهر رمضان أو خلاله، كما ان جهود الكتلة لا تتعارض مع مساعي اللجنة الخماسية بل تتقاطع معها في كثير من الأمور.

وفي السياق، لفت النائب هاشم إلى وجود إيجابية لدى كل الكتل النيابية، لكن العبرة تكمن في النتيجة فالأمور بخواتيمها كما يقول المثل.

وقال هاشم: “حتى الآن لا جديد فالكل يتعاطى بايجابية مع هذه المبادرة لكن تعوّدنا أن ننتظر اللحظات الأخيرة وما تسفر عنه الاتصالات وعلى أساسها يمكن أن نحدد النتائج بسلبيتها وإيجابيتها”.

لبنان إذاً أمام فرصة على طريق لانتخاب رئيس الجمهورية ولو كان حالياً على مستوى تأمين أرضية مؤاتية فقط، بانتظار مواقف الجميع وعمّا اذا سيُكتب لهذه المبادرة أن تبصر النور.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى