سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: الرئاسة الى العام 2023.. وحادثة العاقبية غير مدبرة

 

الحوارنيوز – خاص

استحوذت حادثة العاقبية، بين موكب لآليات اليونيفل دخلت الى البلدة عن طريق الخطأ وأهالي البلدة، يوم أمس، بإفتتاحيات صحف اليوم الى جانب النتائج المعروفة لجلسة مجلس النواب المخصصة لإنتخاب رئيس للجمهورية.

وفيما أجمعت القوى الأمنية والقضائية، على أن الحادث غير مدبر ولا ابعاد سياسية له ،انفردت صحيفة النهار بإعتبار الحادث رسالة سياسية إيرانية الى المجتمع الدولي.

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: اليونيفيل وحزب الله: حادثة العاقبية غير مدبرة..
    كل الأطراف تجري تحقيقاتها لكشف الملابسات

تقول: فيما نفى حزب الله أي علاقة له بحادثة مقتل جندي إيرلندي في جنوب صيدا، تميل قوات اليونيفيل إلى الاقتناع بأن الحادثة غير مدبّرة، والتحقيق الرسمي يبدأ اليوم

انتهى ليل أول من أمس مأساوياً على الكتيبة الإيرلندية العاملة في قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل)، بعد مقتل أحد جنودها وإصابة ثلاثة بجروح، لا تزال حال أحدهم خطرة.

وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يكن أحد من الجهات المعنية قد وصل إلى رواية كاملة، أو حتى رواية أوليّة متماسكة، حول ما حصل عند الساعة 9:15 من ليل الأربعاء في منطقة العاقبية التابعة لبلدة البيسارية على الساحل الجنوبي، لا سيّما استخبارات الجيش اللبناني التي تولّت مهمة التحقيق بعد أن نقل مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي الملفّ إليها من الشرطة العسكرية بعد ظهر أمس، أو الشرطة العسكرية التابعة لليونيفيل التي فتحت تحقيقاً بدورها. فيما تقوم المقاومة من جانبها بتدقيق لمعرفة ما الذي جرى بالضبط.

إلا أن ما ظهر جليّاً هو القناعة المشتركة بين قيادة اليونيفيل والجيش اللبناني وحزب الله بأن ما حصل هو نتيجة حادث غير مدبّر. ووصف مصدر عسكري غربي تشارك قوات بلاده في اليونيفيل لـ«الأخبار» بأن ما حصل، بناءً على ما توافر من معلومات، هو «نتيجة سلسلة من الأخطاء غير المقصودة من الجميع». وظهرت أيضاً رغبة لدى اليونيفيل وحزب الله على حدٍّ سواء للملمة ذيول الحادثة وعدم إعطائها أبعاداً سياسية. فسارعت اليونيفيل إلى إصدار بيان هادئ يشرح ما حصل من دون أي اتهام واصفةً الأمر بالحادثة، فيما قدّم مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا تعازي الحزب للقوات الدوليّة، مؤكّداً أن لا علاقة لحزب الله بالموضوع لا من قريب أو من بعيد.
وكذلك، أبدت السفارات الغربية اهتماماً كبيراً بالمسألة، فأجرت سفارات كل من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وغيرها عدداً من الاتصالات، محاولةً استطلاع موقف حزب الله الحقيقي من أكثر من جهة، وتأكدت أن الحزب يصف الأمر أيضاً بالحادثة. فيما تولّت استخبارات الجيش اللبناني سلسلة اتصالات مع قيادة اليونيفيل لتوضيح الموقف بين جميع الأطراف.
وبما توافر من معطيات أوليّة لـ«الأخبار» من مصادر أمنية لبنانية رفيعة المستوى، ومن مصدر أمني غربي تشارك بلاده في القوّة الدولية، ومن مصدر داخل قوات الطوارئ الدولية، يمكن تكوين صورة أوليّة تلخّص بالآتي:
لسبب مجهول، وأثناء انتقال عربتين مصفحتين لليونيفيل (بناءً على بيان وزارة الدفاع الإيرلندية) من منطقة عمليات القوة جنوب الليطاني إلى مطار بيروت الدولي بهدف إيصال جنود لمغادرة البلاد ضمن عمليات التبديل الدورية، انحرفت السيارتان عن مسارهما المعتاد على الطريق الدولي إلى الطريق الفرعية داخل بلدة العاقبية، التي تقع خارج نطاق عمليات القوة الدوليّة. وبعدما لاحظ الأهالي مرور الآليتين اعترضوهما وطلبوا منهما التراجع والعودة إلى الطريق الدولية. حاولت السيارات العبور من بين الأهالي والعودة باتجاه معاكس وسط حالة هرجٍ ومرجٍ، فصدمت أحد المواطنين وعدداً من السيارات، قبل أن تتعرض أثناء فرارها لإطلاق نار، قالت وزارة الدفاع الإيرلندية في بيانها إنه من «أسلحة خفيفة»، من دون أن تذكر تسلسلاً زمنيّاً للأحداث. وبعد إطلاق النار، اصطدمت الآلية بأحد الأبنية وانقلبت.

ورغم التكهنات التي سارع العديد من المعلّقين إلى إصدارها، إلّا أنه لم يحسم حتى الآن سبب وفاة الجندي السائق، إن كان من إطلاق النار أو بسبب اصطدام المركبة. المصدر العسكري الغربي يؤكّد أن «الإمكانية الوحيدة لإصابة السائق بإطلاق النيران هو الشباك الخلفي الذي يظهر من خلال الصور وأشرطة الفيديو بأنه كان مفتوحاً، لكن لا شيء مؤكّداً حتى اللحظة، قد يكون سبب الوفاة هو الاصطدام». أما المصدر الأمني اللبناني، فيؤكّد بأن «استخبارات الجيش لم تحصل حتى الآن على تقرير الطبيب الشرعي لحسم سبب وفاة الجندي».
ويقرّ المصدر الأمني الغربي بأن «الدورية عبرت في منطقة غير مخصصة للعبور، وهذا الأمر يثير الحساسيات في الجنوب دائماً، ومن المؤكّد أن هناك خطأ حصل في خط سيرها».
أمّا مصادر القوات الدولية، فتستنتج أوليّاً بأن «المركبة ضلّت طريقها وسائقها لا يتعدّى من العمر 23 عاماً، ومن المؤكّد أنه والجنود أصيبوا بالهلع من تجمهر الأهالي وعندما حاولوا الفرار صدموا أحد الأشخاص ما أصاب المتجمهرين بالغضب فعمدوا إلى إطلاق النار على المركبة».

 

  • صحيفة النهار عنونت: رسالة دامية من “البيئة الحاضنة” إلى اليونيفيل!

تقول: هل هي رسالة من داخل الحدود ام عابرة لها ذات اتصال بأهداف إقليمية وتحديدا ببريد عابر لتصفية الحسابات الإيرانية – الأوروبية؟ وما لم تكتسب الرسالة الدامية التي أودت بجندي ايرلندي وجرحت ثلاثة اخرين هذا الطابع، فأي دلالات لاعتداء متعمد عن سابق تصور وتصميم أوقع بالية للوحدة الايرلندية بزعم انها ضلت الطريق المعتادة الى بيروت في منطقة الصرفند واستهدفت بزخة رشاش بسبع رصاصات؟ تبرأ “حزب الله” صاحب النفوذ الساحق غير المتنازع عليه في المنطقة من الاعتداء الدامي، ولكن ماذا عن “سرايا” أهالي المنطقة الذين يختبئ الحزب دوما وراءهم كلما حصلت إشكالات وصدامات مع “اليونيفيل” ؟ سواء كانت “سرايا” الأهالي وراء الاعتداء ام لا، ماذا عن “البيئة الحاضنة للمقاومة” الشديدة العدائية تجاه اليونيفيل خصوصا بعد الخضة التي اثارها تعديل في مهامها اقام “حزب الله” الدنيا ولم يقعدها ضده؟

مجمل هذه التساؤلات أثيرت دفعة واحدة بإزاء اعتداء هو الأخطر على آلية تابعة للوحدة الايرلندية العاملة ضمن قوة اليونيفيل في جنوب لبنان في منطقة خارج بقعة عمليات اليونيفيل، الامر الذي رسم معالم رسالة دموية متعمدة اما لرسم خطوط حمر جديدة امام تحركات اليونيفيل، واما لأهداف ابعد ما دام يصعب تصور أي طابع فوري “عفوي” في الملابسات التي أحاطت بالاعتداء ليل الأربعاء. ورسمت في المقابل فورة واسعة من ردود الفعل اللبنانية الرسمية والسياسية المنددة بالاعتداء قلقا من تداعيات هذه “الرسالة” التي وان لم تذهب الاصداء حيالها الى التخوف بعد من سحب ايرلندا كتيبتها من اليونيفيل او أي دولة أوروبية أخرى، فان ذلك لا يعني انتفاء الاحتمالات السلبية المتصلة بما قد يتوصل اليه التحقيق المفتوح في الاعتداء. ومع ان المسؤول الأمني الأبرز في “حزب الله” برأ حزبه من الاعتداء فان كتلة الحزب تجاهلت الحادث تماما ولم تأت على ذكره في بيانها مساء أمس ولا دانته وكأنه لم يكن.

 

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: لبنان تحت المجهر الدولي بعد اعتداء العاقبية.. واستحقاق الرئاسة في اجازة

وكتبت تقول: طرحت حادثة الاعتداء على دورية من الكتيبة الايرلندية التابعة لقوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، في خراج بلدة العاقبية وأدى الى مقتل جندي وجرح عدد من الجنود، تساؤلات كثيرة حول الأسباب الكامنة وراء هذا الاعتداء الآثم في هذا التوقيت، وبعد أكثر من شهرين على إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل.

قد يتخذ الاعتداء الطابع الفردي، خصوصاً وأن حزب الله من جهته نفى أي علاقة له بما جرى، ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا تواصل مع قيادة اليونيفيل وقدّم التعزية، في حين طالبت غالبية القوى السياسية حكومة تصريف الأعمال بإجراء تحقيق فوري وشفاف لمعرفة ملابسات هذا الحادث المؤسف، وهو الأمر الذي أعلن إطلاقه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب. 

مصادر سياسية أشارت إلى أن “أنظار اللبنانيين ستتّجه نحو التحقيقات اللبنانية والدولية المحتملة، خصوصاً في حال أرسلت إيرلندا لجنة لمتابعة التحقيق، فحينها سيكون لبنان تحت المجهر الدولي، كما أنهم سيراقبون التداعيات التي من المحتمل أن تكون “عواقب”، في حال ثبت تقصير لبناني في حماية هذه القوات الدولية”.

على خط اخر، لا تبديل في صورة المشهد السياسي في الجلسة العاشرة لانتخاب رئيس للجمهورية التي انتهت بتعطيل فريق الممانعة نصاب الجولة الثانية كالعادة، وكان اللافت تعادل الأصوات التي نالها مرشح الفريق السيادي النائب ميشال معوض مع أصوات الورقة البيضاء، علماً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يحدد موعداً للجلسة الحادية عشرة، التي ستكون بعد الأعياد.

في هذا السياق، لفت مسؤول التواصل والاعلام في حزب القوات اللبنانية شارل جبور الى عدم وجود أية مستجدات تتعلق بالاستحقاق الرئاسي خلال فترة عيدي الميلاد ورأس السنة، مشيراً إلى “الخلافات العميقة داخل فريق الممانعة، ما يجعله غير قادر على الخروج من أزمته من خلال التفاهم على مرشح واحد، ويترافق ذلك مع اصرار هذا الفريق على إيصال رئيس للجمهورية، خلافا لكل المعطيات السياسية والشعبية والوطنية الاجتماعية والاقتصادية والنفسية”.

جبور وفي حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية، رأى أن “الوضع السياسي وسط هذه الأزمة مستمر على ما هو عليه، ولا خروج من المراوحة إلّا من خلال تمسك المعارضة بوصول مرشح انقاذي سيادي إصلاحي وإصرارها على تطبيق الدستور”، مشدّداً على وجوب أن تكون جلسات مجلس النواب مفتوحة الى حين انتخاب الرئيس. 

وعن الحراك الذي يقوم به رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، اعتبر أن “الأخير بعد ان تيقّن استحالة ترشحه الشخصي وإدراكه بأن حظوظه في الوصول الى الرئاسة توازي صفر، يحاول اليوم البحث عن صفقة تمنحه مكاسب سلطوية يستطيع من خلالها الاستفادة من السلطة، وهو يبحث عن صفقة تضمن له مواقع وزارية على مستوى السلطة”.

وختم جبّور مؤكداً أن “لا بارقة أمل في المرحلة المقبلة لجهة تحقيق اختراق في الملف الرئاسي، إذ هناك فريق معارض يرفض الابتزاز والخضوع والقبول بشروط الفريق الاخر”. 

يقترب اللبنانيون من فترة الأعياد، وينتظرون هذه الفترة بتفاؤل، علّها تحمل معها الخير من خلال قدوم المغتربين إلى لبنان، إلّا أنهم على يقين أن الحل الحقيقي لا يأتي إلّا من خلال إصلاحات جذرية، وخطوات طويلة الأمد.  

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى