قالت الصحف: الحوار خطوة الى الأمام.. خطوتان الى الوراء
الحوارنيوز – خاص
لا يكاد التفاؤل أن يطل بمؤشراته الخجولة حتى يتفاجأ اللبنانيون بمعطيات جديدة تردهم الى الوراء ومناخات التشاؤوم.
صحافة اليوم عكست مثل هذا المناخ وجاءت افتتاحياتها على النحو التالي:
- صحيفة الأخبار عنونت: برّي يجمّد الحوار بانتظار لودريان
وكتبت تقول: سريعاً، تبدّدت الأجواء الإيجابية التي سادت الأسبوع الماضي حيال دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى حوار «الأيام السبعة» تمهيداً لجلسات انتخاب مفتوحة. وسادت خلال الساعات الماضية الأجواء السلبية، بالتزامن مع عودة السجال والتوتر على خط العلاقة بين «حركة أمل» و«التيار الوطني الحر».
وبدت حركة «أمل» منزعجة من ما أسمته «التصعيد الذي بادر إليه رئيس التيار النائب جبران باسيل». وقالت أوساط «أمل» إنه بعدما أعطى باسيل انطباعاً بالتجاوب مع الدعوة، أتت كلمته خلال عشاء هيئة قضاء البترون غير مطابقة لهذا الانطباع» الذي ارتاحت له عين التينة بداية. ووصفت الأوساط نفسها تصريحات باسيل بأنها «حائط سدّ» في وجه المبادرة، ما استدعى رداً من المعاون السياسي لبرّي النائب علي حسن خليل الذي اعتبر أن «باسيل انقلب على المبادرة بعدَ أن شعر بحجم التجاوب الكبير معها»، متهماً إياه بأنه «يريد تعطيل الحوار، لذا بدل ترحيبه بالمبادرة، انتقل إلى نغمة الشروط والأولويات وإثقال المهمة بنقاش عبثي».
أوساط قيادية في التيار استغربت قراءة «أمل» لخطاب باسيل، وقالت إن الموقف من الحوار كان دائماً إيجابياً من قبل التيار، لكنّ التيار يحتاج كما غيره من اللبنانيين إلى ضمانات بأن يقود الحوار إلى نتيجة عملانية، وأن المهم هو البحث في آلية للحوار تنتج تفاهماً على إجراء الانتخابات بعيداً عن الضغوط. وأنه يمكن للبنانيين التوصّل إلى اتفاق بمساعدة الخارج. وأضافت الأوساط القيادية في التيار أن الحوار القائم مع حزب الله يستهدف ضمناً التوصّل إلى صيغة تخصّ العنوان الرئاسي.
ويأتي هذا الجو ليعزز السلبية التي تعاطت بها بعض قوى المعارضة مع الدعوة، تحديداً حزبَي «القوات اللبنانية» و«الكتائب»، فضلاً عن انقسام التغييريين، ما دفع رئيس المجلس إلى «تجميد دعوته إلى حين وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل»، خاصة أن بري «كان يشترط مشاركة كل الكتل النيابية في الحوار حتى لا يكون مبتوراً». وقالت المصادر إن «بري كان يقصد مساعدة لودريان الذي حاول استدراج قوى المعارضة إلى الحوار كممر لجلسات الانتخابات، لكنّ مسعاه أُحبط كما حصل مع الموفد الفرنسي»، مستغربة كلام باسيل الذي ربما يكون مرتبطاً «بتباعد المواقف بينه وبين حزب الله في ما يتعلق بمناقشة مشروع اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة»، حيث إن «حزب الله الذي أبدى تأييداً للّامركزية، لديه اعتراضات كبيرة تتعلق بتقسيم الأقضية والصلاحيات المالية والأمنية التي ستُعطى لها».
- صحيفة الديار عنونت: النصف الثاني من أيلول ستظهر فيه اشارات لحسم الشغور الرئاسي لاحقاً
الراعي: لا يمكن أن يستمر لبنان في هذه الحالة وقد بات غريباً عن ذاته
الاشتراكي: زيارة البطريرك للجبل صفحة بيضاء في السواد المهيمن على لبنان
وكتبت تقول: بدأ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أمس زيارته الى الجبل في ذكرى المصالحة رافقه فيها على مدى ساعات شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى.
وأعلن الراعي من المختارة ان هذا اليوم تاريخيّ وأتينا لكي نُحيي مرة أخرى المصالحة التي قمتم بها مع البطريرك صفير وأردتما أن تشمل جميع اللبنانيين ولا مصالحة من دون مصارحة، كما أكّد الراعي انه «لا يمكن أن يستمر لبنان في هذه الحالة وقد بات غريبا عن ذاته وهو مريض يجب تشخيص مرضه ومعالجته بالمصالحة الصريحة بين جميع اطيافه».
اما وليد جنبلاط فصرح ان المصالحة تكرّست على الرغم من بعض اصوات النشاز التي تعمل على نبش القبور وفي ادبياتنا الشهداء كلهم شهداء الوطن دون تمييز من اي جهة. وفي تلبية مأدبة الغذاء في قصر المختارة، أثني البطريرك الراعي على «الجهود المحلية والعربية التي تقوم بها لحل معضلة الرئاسة ونحيي عالياً تأييدكم لدعوة الحوار».
وفي هذا السياق، قال النائب وائل ابو فاعور للديار ان جولة البطريرك الراعي الى الشوف تشكل صفحة بيضاء في ظل السواد الذي يهيمن على لبنان كما انه يجسد مشهدا وطنيا جامعا وسط ارتفاع اصوات تطالب بالانقسام والشرذمة مشددا انه ليس لدينا مسار الا الوحدة والتفاهم.
والحال ان البطريرك الراعي بات لا يستطيع الانتظار الى ما لا افق له من موعد انتخاب رئيس للجمهورية جديد وهو ايضا متخوف من سلسلة الشواغر في المراكز المارونية في البلاد بدءا من رئاسة الجمهورية الى حاكم مصرف لبنان ويمكن ان يلحق بهما موقع قائد الجيش اللبناني في كانون الثاني المقبل موعد وصول قائد الجيش جوزاف عون الى السن القانونية للتقاعد. وتضيف المصادر ان البطريرك ينظر الى النزوح السوري بأنه مخطط يشجع السوريين بدخول لبنان فيما يفترض بهذه الجهات الدولية تحديدا ان تحمي لبنان وصيغة العيش فيه والوجود المسيحي على وجه التحديد.
اما عن الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري يظل الوسيلة الافضل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية حيث رحب وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط بموقف الراعي المؤيد للحوار.
في غضون ذلك، تقول اوساط سياسية رفيعة المستوى ان دولة قطر سعت الى حصول الاجتماع بين قائد الجيش جوزاف عون والنائب محمد رعد وعليه تعمل الدوحة حاليا على فتح قنوات اتصال بين العماد جوزاف عون والايرانيين. واشارت الى ان هذا الاجتماع كان ايجابيا الا ان موضوع رئاسة الجمهورية بقي شأنا من شؤون بحثها الطرفان. وتابعت هذه الاوساط عبر الديار بالقول ان حزب لله يسعى لمعالجة الشغور الرئاسي بطرق عملية وبراغماتية للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية خاصة في ظل الانهيار المالي والاقتصادي والكياني الحاصل في البلد. وترى الاوساط السياسية رفيعة المستوى ان حزب الله أصبح لديه قناعة ان ترشيح رئيس تيار المردة لرئاسة الجمهورية لن يكتب له النجاح على ارض الواقع انما هذه المعطيات لا تعني ان حزب الله تخلى عن مرشحه فرنجية حتى اللحظة.
وفي سياق متصل، يأتي الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان الاثنين المقبل تزامنا مع حركة موفدين قطريين وسعوديين.
حتى اللحظة، لا يبدو ان هناك جدول اعمال واضحا وعلى الارجح ان لودريان سيقوم بلقاءات ثنائية في حين كشفت اوساط عين التينة للديار ان 85 نائبا سيلبون الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري.
من جهة اخرى، قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خلال كلمته في البترون ان بري قدم صيغة حوار ملتبسة متوجسا من ان هناك «ميل» الى تطيير الفرصة بالدعوة الى جلسات انتخابية مفتوحة في ظل تمسك المعارضة برفضها المطلق للحوار.
القوات اللبنانية: من يلبي حوار بري يمعن في تعطيل الانتخابات الرئاسية
من جهتها، اكدت مصادر القوات اللبنانية للديار ان هناك تعارضا كبيرا مع دعوة الرئيس بري الى الحوار حيث تعتبر المعارضة من القوات اللبنانية والكتائب وبعض المستقلين والتغييريين ان اي تلبية لحوار بري تشكل امعانا في ضرب الانتخابات الرئاسية وانقلابا على الدستور ونسفا لمجلس النواب وضربة لنتائج الانتخابات النيابية الاخيرة كما انها تزرع اليأس في قلوب الناس من اجل ان لا تذهب الى صناديق الاقتراع مرة اخرى بما ان الحوار يلغي دور البرلمان واللعبة الديمقراطية.
وردا على ما قاله النائب جبران باسيل ان المعارضة تقدم هدية مجانية للرئيس بري بتطيير جلسات انتخابية مفتوحة، رأت المصادر القواتية ان موقف المعارضة من الحوار ليس وجهة نظر سياسية بل ينطلق من احترامها للدستور الذي ينص على دعوة لجلسة انتخابية واحدة ودورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية.
- صحيفة اللواء عنونت: الراعي في جبل المصالحة.. وجنبلاط لترسيم أميركي – إيراني «لحقل بعبدا»
المعارضة تبلِّغ لودريان الثلاثاء استعدادها لرئيس تسوية.. ونار عين الحلوة تُشعل القلق
وكتبت تقول: على بُعد كيلومترات قليلة، بين مخيم عين الحلوة، حيث يدور حوار المدافع والنار، مؤذناً بعدم الاستقرار في هذه البقعة المضطربة مع سقوط 40 جريحاً، والمختارة وبعقلين وجبل الشوف، حيث تجددت المصالحة في الجبل، مع الزيارة التي قام بها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أمس، واكد فيها على اهمية «اليوم التاريخي» قبل 22 سنة عندما حصلت مصالحة الجبل بين جنبلاط والبطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير.
وعلى سمع من الراعي الذي وصف جنبلاط بأنه يشكل موضوع امان عند اللبنانيين الذين ينتظرون مواقفه، مشددا على ان «لا مصالحة من دون مصارحة» رد جنبلاط بحضور نجله تيمور وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابو المنى، وحضور ممثل لدار الفتوى، هو القاضي الشيخ احمد الجوزو، وممثل للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى القاضي الشيخ حسن عبد الله، بوصفه «مراقب من بعيد» بانتقاد واضح لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من دون ان يسميه، لجهة ما نسمعه من نظريات ليس هناك أغبى أو أسخف، لكن أخطر ممن ينادون بالفراغ ولا يسهلون موضوع الانتخابات الرئاسية»، ولم يوفر جنبلاط ايضا رئيس التيار الوطني الحر، لجهة «النظريات حول مواصفات الرئيس» متهكماً من ذلك بقوله: «وكأن المطلوب أن يتعلم المجلس النيابي دروسا في النحت أو الخياطة».. مطالبا بالكف عن «وضع العراقيل لتغييب الانتخابات» مثمناً ترحيب البطريرك بالحوار.
وفي السياق، طالب جنبلاط وزير خارجية إيران حسين امير عبد اللهيان، ورجل الترسيم آموس هوكشتاين بترسيم حقل بعبدا، في ما يتعلق بالاتفاق على انتخاب رئيس الجمهورية.
وقال جنبلاط: «كلاهما صرحا بتأييدهما لإنجاز الانتخابات الرئاسية، ممتاز، كيف؟ فهل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيد هوكشتاين؟ وهل يمكن تسهيل الانتخابات يا سيد عبد اللهيان؟ وتحديد الصندوق السيادي الجديد مع الدول المعنية والقادة المحليين، سؤال مجددا من مراقب بعيد».
وبالفعل، وجِّهت الدعوات للقاء لودريان الثلثاء في السفارة الفرنسية في بيروت، بعد الحصول على الاجابات الخطية من الكتل والنواب التغييريين، الذين وصلتهم الرسالة الفرنسي، التي بعث بها لودريان، عبر السفارة الفرنسية للنواب.
وكشفت مصادر المعلومات ان المعارضة، على الرغم من ان بعض اطرافها امتنعت عن الاجابة على السؤالين اللذين وجههما لودريان حول الحوار ومواصفات الرئيس، ستحضر، من دوان يكون اللقاء شاملا، بل ثنائيا، ولإبلاغ الموفد الفرنسي شرطين الاول مع رئيس تسوية (وسطي) وثانياً عدم انتخاب مرشح الممانع سليمان فرنجية.
والاثنين، يُعقد في باريس اجتماع، يضم الوسيط لودريان والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، وسفير المملكة في لبنان وليد بخاري.
وعلى هذا الغليان السياسي الامني، يصل الى بيروت الوسيط الفرنسي جان ايف لودريان ما لم يطرأ ما يؤخر الخطة المعلن عنها، ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن متابعة ما يسرب بشأن الحراك الرئاسي اعطت انطباعا أن الملف انتقل إلى مرحلة جديدة في حين أن الصورة تتضح أكثر بعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان إلى بيروت والحوار الذي يعقد.
ولفتت هذه المصادر إلى أنه ليس مؤكدا ماهية النتيجة التي تخرج منها اللقاءات المتصلة بهذا الملف، وأوضحت أن الشهر الجاري يشهد تحريكا واسع النطاق للاستحقاق الرئاسي دون الحسم ما إذا كان يثمر حلا ام لا، ملاحظة أن ذلك يتظهر مع الوقت علما ان هذه الاجتماعات قد تضع خارطة طريق محددة.
وفي سياق آخر اعتبرت مصادر وزارية عبر «اللواء» أن ملف النازحين سيخضع للتشريح المفصل في مجلس الوزراء وإن حضور قائد الجيش والمعنيين يعني أن هذه الجلسة ستخرج بقرارات تنفيذية.
وفي سياق ما يصدر من مواقف، كشف مصدر نيابي في المعارضة انها تفصل ما بين دعوة بري للحوار وجلسات الانتخاب المتتالية، اذ هي تشارك فيها، بصرف النظر عن موقفها من الحوار، حسبما أكد النائب جورج عدوان الذي قال: فلتتم غداً صباحا الدعوة لجلسات انتخاب متتالية وسنحضر أكيد، لافتاً إلى أن «الكلام عن العرقلة بعيد عنا كل البُعد». وسأل عدوان: هل من الممكن ان يكون من يحضر جميع الجلسات ويبقى فيها هو المعرقل؟
في المقابل، تساءل رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك: ما الذي يمنع من الاستجابة لدعوة الحوار التي أطلقها رئيس المجلس النيابي، ويدلي كل فريق معني بدلوه؟ اتقوا الله أيها المسؤولون بحفظ الوطن وسيادته.
ولم يمرّ كلام النائب جبران باسيل في عشاء البترون ليل أمس الاول مرور الكرام، لجهة اتهام بري بالسعي الى نسف مبادرته بالتنسيق مع القوات، فبادر النائب علي حسن خليل الى إطلاق بيان قال: بين زجل العم والصهر… وجولات الأُنْس، تتبدل المواقف بين عشاء واخر. ليس غريباً على من يتقن فن تعطيل مصالح البلاد والعباد، ان يُبدّل ترحيبه بمبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية، وينتقل الى نغمة الشروط والاولويات، وإثقال المهمة بنقاش عبثي ليس الا لتطيير الحوار وحرفه عن وجهته.
اضاف: وبعد أن شعر بحجم التجاوب الكبير مع المبادرة، والتي خلقت دينامية مؤيدة للنهج الحواري ولدور الرئيس بري فيه، انتقل بالأمس الى تحليلٍ خلط فيه عن سابق تهور الامور ببعضها، وافترض التضارب بين الدور الفرنسي والمبادرة، لينتقم من الايجابيات التي تولدت في البلد.