سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف: الحلحلة بإنتظار جولة ماكرون الخليجية!

 

الحوارنيوز – خاص
يوما بعد يوم ينكشف حجم العقد الخارجية ونوعيتها التي تعرقل تأليف الحكومة. صحف اليوم كتبت عن حلحلة ممكنة بعد جولة الرئيس الفرنسي الخليجية والتي قد تسبق زيارته الموعودة إلى لبنان!

• صحيفة النهار عنونت لإفتتاحيتها: " لا حلحلة حكومية وماكرون لن يعدل مبادرته" وكتبت تقول:" إذا كان وداع الناشط والكاتب والناشر الشهيد لقمان سليم أمس في حديقة دارة محسن سليم في حارة حريك شكل رداً نابضاً ومضيئاً من قلب حدث أسود إجرامي فان اللبنانيين سينتظرون طويلا بعد على ما يبدو الحدث الانقاذي للبلاد من دوامة الازمات والكوارث من خلال إزالة معوقات التعطيل التي تحول دون تشكيل الحكومة الجديدة. ذلك ان اللقاءات الكثيفة التي اجراها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في باريس وتوجها باللقاء المسائي مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه شكلت فسحة مهمة لتبادل المعطيات حول نقاط الانسداد التي لا تزال تعطل تشكيل الحكومة، لكن أي اختراق وشيك لواقع التعطيل لم يتحقق بعد في انتظار مزيد من الجهود والاتصالات التي ستجريها فرنسا في قابل الأيام مع افرقاء آخرين على رغم ان الأفق لا يبدو مسهلا نحو ولادة حكومية وشيكة.


ولا يبدو وفق المعطيات التي افاد بها مراسل "النهار" في باريس انه تم التوصل الى نقطة توازن داخلي في لبنان تؤدي الى تنسيق بين الاطراف لتشكيل الحكومة ولكن الرئيس ماكرون لا يزال يبذل محاولاته الحثيثة من اجل تغيير يجدد الالتزام السياسي لتعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي والامني للبنان. وبدا واضحا وفق هذه المعطيات ان باريس منزعجة مما الت اليه مبادرتها ومن معطليها فيما الوضع آخذ بالتردي في كل المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والامنية والاجتماعية والصحية والجمود سيد الموقف، اذ ان اللقاءات بين المسؤولين اللبنانيين معدومة تماما ولا تتقدم عملية تشكيل الحكومة بل ان الاجواء التصعيدية تؤخرها. وتحمل باريس القوى السياسية مسؤولية هذا التأخير وعدم حصول اي تقدم في المسار الحكومي وفق المبادرة التي وضعها الرئيس ماكرون خلال زيارتين للبنان.


وتشير المعطيات الى ان الكلام المتداول في لبنان حول تنازل فرنسا عن بعض مندرجات مبادرتها وعرض مبادرة جديدة لحل الازمة اللبنانية هو كلام غير دقيق، ولا نية لدى الرئاسة الفرنسية بالعدول عن مبادرتها التي تعتبرها خريطة الطريق الوحيدة المطروحة على الطاولة، ولان مبادرتها حصلت على تأييد دولي واقليمي ومحلي. اما الكلام عن استعداد باريس لإدخال تعديلات عليها فلا ينم عن حقيقة الموقف الفرنسي بل يعكس اعتقاد جهات لبنانية تتوهم بان اصرارها على التنصل من تنفيذ وعودها والتزاماتها عبر المواقف التعطيلية لبعض الاطراف سيدفع بالرئيس الفرنسي الى اقتراح حلول اخرى تكون لصالح فريق او لآخر. ولم تخطط باريس لإرسال اي موفد لعرض خطة جديدة على الأطراف.


وكان نقل عن مصدر في الإليزيه امس ان الرئيس الفرنسي لن يزور لبنان ما لم تتقدم الأمور في البلاد ويتم تشكيل حكومة. وأكد نائب رئيس تيار "المستقبل" مصطفى علوش أن زيارة الرئيس المكلف لماكرون ‏"لن تحدث خرقاً في الملف الحكومي لأنها بحاجة الى تفاهم بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية". وقال "أن ما يحرّك الجمود هو مبادرة من الرئيس ميشال عون والتخلي عن فكرة ‏السيطرة على الحكومة من خلال تسمية ستة وزراء زائد واحدا، وإلا فكل حراك داخلي أو خارجي لن يؤدي ‏الى أية نتائج". وشدد علوش على أن "الحقيقة هي عكس ما تنفيه الدائرة الإعلامية للقصر الجمهوري حول ‏الثلث المعطل" مشيراً الى أن الحريري "مصر على أن يعرض هو تشكيلة كاملة من خارج الأحزاب فيما ‏الرئيس عون مصرّ على اختيار من ينال موافقة النائب جبران باسيل‎.‎"

• صحيفة "اللواء" عنونت:" استئناف المبادرة الفرنسية بعد جولة ماكرون الخليجية" وكتبت في افتتاحيتها:" عاد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى بيروت امس، ولم يحمل لقاؤه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أي معلومات او تسريبات تفيد بقرب تحقيق إنفراج على صعيد تشكيل الحكومة، فيما أفاد مصدر في الإليزيه لـ "سكاي نيوز": ان الرئيس الفرنسي لن يزور لبنان ما لم تتقدم الأمور في البلاد ويتم تشكيل حكومة، ما يعني لو صحّت هذه المعلومة ان لا تقدم في المبادرة الفرنسية ما لم يحسم اللبنانيون خلافاتهم الداخلية، وهو الامر الذي لم يتحقق في ظل المواقف الثابتة للرئيسين ميشال عون والحريري من التركيبة الحكومية، برغم الحديث مجدداً عن احتمال توسيع الحكومة إلى عشرين وزيراً بما يُرضي كل الاطراف وهو ما نفته اوساط تيار "المستقبل"، عدا عمّا يمكن ان يبرز من عقدُ جديدة، منها ما تردد عن عقدة شيعية بسبب عدم تسمية حزب الله للوزراء الذين سيمثلونه في الحكومة وعدم رضاه عن الاسماء التي طرحها الحريري في تركيبته.


وفي حين لم تصدر من القصر الجمهوري اي أصداء او معلومات عن لقاءات الحريري في باريس، قالت مصادره ان الرئيس عون ينتظر عودة الرئيس الحريري وهو منفتح على استقباله ليستمع إلى ما عنده من معطيات واجواء جديدة ليُبنى على الشيء مقتضاه.

ويبدو ان الامور ستبقى معلقة حتى يوم الاحد في14 شباط، ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، حيث يُرتقب ان يتوجه الرئيس الحريري بكلمة الى اللبنانيين للمناسبة، يضمنها موقفاً من الوضع الحكومي وقضايا اخرى ووصفت مصادر بيت الوسط كلمته بانها ستكون شاملة. وتليها يوم الثلاثاء المقبل في16 شباط كلمة عند الثامنة والنصف مساء للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لمناسبة ذكرى الشهداء القادة، يتطرق فيها ايضاً الى مختلف القضايا المطروحة.


ولم ترشح اي معلومات عن فحوى ما دار في العشاء ألذي ضم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس سعد الحريري امس الاول بالاليزيه. وفيما التزم الطرفان بالتكتم التام حول ما تم التوصل اليه من مقاربات لازمة تشكيل الحكومة الجديدة والمقترحات المطلوبة لحلها، ترددت معلومات في العاصمة الفرنسية بأن الرئيس ماكرون متمسك بمبادرته وحريص كل الحرص على توفير مقومات نجاحها برغم كل المعوقات والعراقيل التي تقف في طريق تنفيذها باعتبارها تشكل الوسيلة المناسبة لحل الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان. وكشفت النقاب بأن ماكرون ينتهج سياسة التحرك الهادئ بين كل الاطراف بعيدا عن الانفعالات والاستفزازات التي يمارسها البعض في سبيل ازالة الخلافات القائمة وتحقيق التفاهم بينهم على الحلول المطلوبة لهذه المشكلة. وتوقعت ان يواصل تحركاته في هذا الخصوص شخصيا او عبر ايفاد أحد ممثليه الى بيروت في سبيل تحقيق هذا الهدف. الا ان المصادر المذكورة، توقعت ان ينشط بتحركاته تجاه الأطراف اللبنانيين بعد انتهاء جولته على بعض دول الخليج العربي في غضون الايام القليلة المقبلة، بحيث تكون صورة تطورات الاوضاع والمواقف العربية والاقليمية قد تظهرت اكثر لمعرفة مدى الترابط القائم بين العراقيل المفتعلة لتشكيل الحكومة الجديدة ومصالح بعض الدول وتحديدا ايران وكيفية فصل بعضها لتسهيل عملية تشكيل الحكومة وتنفيذ المبادرة الفرنسية.
• صحيفة "الجمهورية" عنونت:" الحريري عاد بأفكار رئيسية .. ونزاع على حكومتي ال 18 وال 20" وكتبت تحت هذا العنوان:" تطغى الحركة الخارجية في هذه المرحلة على الحركة الداخلية، بدءاً من جولة الرئيس المكلّف سعد الحريري التي تَوّجَها بلقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وما سَبقها من لقاءات له في القاهرة وأبو ظبي، وصولاً إلى زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وما بينهما المواقف الدولية حول لبنان، وفي طليعتها تلك التي أطلقها قداسة البابا فرنسيس في مناسبة اللقاء التقليدي السنوي مع أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمَد لدى الكرسي الرسولي في الفاتيكان، فيما يُنتظَر أن تستأنف الحركة المحلية، وتحديداً المتعلقة بتأليف الحكومة، بعد عودة الحريري مساء أمس من باريس.

ويتوقّع أن تنشط هذه الحركة الأسبوع المقبل، لأنّ تركيز الحريري سينصَبّ على كلمته في الذكرى الـ16 لاغتيال والده الشهيد رفيق الحريري، وما يمكن ان تتضَمّنه من مواقف عالية النبرة في موضوع تأليف الحكومة، فيما استبعدت اوساط متابعة ان يقطع الحريري الجسور مع رئيس الجمهورية ميشال عون في هذه الكلمة عن طريق تسمية الأشياء بأسمائها، لأربعة أسباب أساسية:
ـ السبب الأول، يرتبط بتمسّكه بالتكليف ورفضه الاعتذار وسَعيه إلى تخريج الحكومة، الأمر الذي يستدعي التوافق مع العهد لا التصادم. وبالتالي، على رغم الخلاف القائم بينهما في وجهات النظر، إلّا انه ما زال تحت السيطرة، وسيبقى كذلك طالما انّ الحكومة العتيدة لن تبصر النور من دون توقيعهما المشترك.
ـ السبب الثاني، يتعلّق بجولته الخارجية التي سمع فيها كلاماً واضحا بضرورة تأليف الحكومة، وإخراج لبنان من حال الفراغ، ومفاعيل هذه الجولة لم تنتهِ مع انتهائها، لأنّ العواصم المعنية، وتحديداً باريس، ستواصل سعيها للتأليف وتُفعِّله في الاتجاه الذي يُزيل العوائق المتبقية، ومع هذه الجولة يكون الحريري قد وضع العهد في مواجهة مع عواصم القرار، ومن مصلحته ان يكون في موقع المتعاوِن، ويُظهِر غيره في موقع المعرقل، خصوصاً انّ هذه الجولة أعطته دفعاً معنوياً مهماً.
ـ السبب الثالث، يتصل بـ"المومنتوم" الخارجي الذي يعتبر أكثر من مواتٍ لإمرار الحكومة، والخشية في حال راوَح الفراغ أن تطرأ مواقف وأحداث خارجية تجعل التأليف متعذراً، وبالتالي يجب الاستفادة من هذا الوضع لإخراج التأليف من عتمة الفراغ.
ـ السبب الرابع، يرتبط بالواقع المالي والمعيشي والاجتماعي والاقتصادي الذي لم يعد يحتمل تأخير التأليف الذي يشكّل في حد ذاته صدمة إيجايية، فيما استمرار التأخير قد يُدخِل لبنان في متاهات يصبح من الصعب معها ترتيب الأمور وإبقائها تحت السيطرة.

بيت الوسط
وفي هذه الاجواء، احتفظت أوساط "بيت الوسط" بنسبة عالية من التكتم خارج ما قال به البيان الرسمي الذي صدر قبَيل منتصف ليل الاربعاء – الخميس، لكنّ مصادر عليمة بَرّرت الخطوة بقولها لـ"الجمهورية" انّ "الصمت بليغ والتكتم مشروع في بيروت وباريس معاً. فالعقبات التي تواجهها الخطة الفرنسية وما حَملته من اقتراحات عملية تتناول الازمة من جوانبها المختلفة تدفع الى المزيد من التكتم حول الإجراءات المقترحة ضماناً لِما هو مطروح من مخارج وحلول لبعض العقَد التي حالت دون ولادة الصيغة الحكومية التي طرحها الحريري في 9 كانون الاول العام الماضي، والتي سلّمها الرئيس المكلف الى رئيس الجمهورية في حينه.


وباريس تبرّر تَكتمها
ومن باريس، قالت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ"الجمهورية" انه لم يكن مفاجئاً عدم إصدار الاليزيه بياناً رسمياً عن اللقاء الطويل بين ماكرون والحريري. وأدرجت هذا اللقاء في خانة أي لقاء يمكن ان يُعقد بين صديقين. فالحريري لا يحمل اي صفة رسمية بعد، وماكرون تعهّد في المرحلة التي أحيا فيها مبادرته السابقة بإدارة الازمة بكثير من الحذر والمخاوف من احتمال سقوط ما هو مطروح من افكار متجددة بعدما نكثَ اللبنانيون بمختلف العهود والوعود التي قطعت له ولموفديه الى بيروت، ولأعضاء خلية الأزمة التي أدارت المرحلة السابقة من المفاوضات من أجل الحل في لبنان.


وقالت هذه الاوساط انّ الحديث عن انحياز ماكرون الى جهة دون أخرى هو كلام يؤدي الى تشويه المهمة التي تعهّد بها امام اللبنانيين وليس امام الفرنسيين، لأنّ العُقَد المستعصية لبنانية وليست فرنسية ولا اوروبية، وانه يحاول تجنيد العالم أجمع لرعاية الحل اللبناني وتسهيل مهمة الحكومة المنتظرة فور تشكيلها لضمان خروج لبنان سريعاً من الهوة العميقة التي باتَ فيها الى مرحلة التعافي الاقتصادي والسياسي والنقدي، واعادة إعمار المناطق التي دمّرها انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي وما بقي مدمّراً من قبل.
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى