قالت الصحف: الحكومة هذا الأسبوع..والتشكيلة في مرحلة “تسقيط الأسماء”
الحوارنيوز – صحف
إلى جانب التطورات الجنوبية ، رصدت الصحف الصادرة اليوم عملية تشكيل الحكومة الجديدة ورجحت أن يتم ذلك هذا الأسبوع بعدما بلغت مرحلة “تسقيط الأسماء” على الوزارات.
- النهار عنونت: موقف عصيب واكب التمديد وموفدة أميركية
تأليف الحكومة يتحرك في الساعات المقبلة؟
وكتبت صحيفة “النهار”: عاش لبنان الرسمي وتحديداً العهد الجديد ساعات عصيبة قبل أن يُعلن موافقته على الموعد الجديد لتمديد اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 شباط (فبراير) المقبل بحكم معطيات ميدانية تمكنت إسرائيل من فرضها من جهة وتداعيات خطيرة لعودة أهالي بلدات وقرى الجنوب بشكل عشوائي و”توظيفي” من جانب “حزب الله” من جهة أخرى. وإذ كشف توقيت البيان الذي أصدره رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعيد منتصف ليل الأحد معلناً موافقة لبنان على الموعد الممدد الجديد، حراجة ودقة الأمر الواقع الذي وجد لبنان الرسمي نفسه فيه، لفتت الإشارة إلى مراجعة تقرير لجنة الرقابة على تنفيذ الاتفاق بما أوحى أن ثمة إجراءات إضافية لاستكمال نشر الجيش اللبناني وفكفكة البنية التحتية المسلحة لـ”حزب الله” في جنوب الليطاني لم تنجز بعد وأن المهلة الجديدة يفترض أن تكون حاسمة لإنجازها وإلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل بعد إسقاط كل الذرائع. وقد علم أن كلاً من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون والرئيس ميقاتي كثفا الاتصالات مع الجانب الأميركي بما يُعد أول مقاربة عملية للبنان الرسمي مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد أقل من أسبوع على تسلمه مهماته. ولعل العامل الجديد الذي برز في الاطار العلني الذي أعلن عبره ميقاتي موافقة لبنان على الموعد الجديد تمثل في بدء المفاوضات عبر الجانب الأميركي لاستعادة أسرى لبنانيين لدى إسرائيل. وفي هذا السياق أشارت معلومات إلى أنه تم الاتفاق بين الجانبين اللبناني والأميركي على زيارة مرتقبة للوسيطة الأميركية مورغان أورتاغوس التي عينت خلفاً للموفد الأميركي السابق آموس هوكشتاين، لمتابعة ملف الاتفاق بين لبنان وإسرائيل بما في ذلك ملف الأسرى اللبنانيين، ومن المتوقع أن تزور الموفدة الأميركية لبنان قريباً.
وفي هذا السياق اعتبر مبعوث الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أن “انتخاب رئيس في لبنان أمر رائع”، مؤكداً “أننا سنعمل مع الرئيس والحكومة الجديدة”. وأضاف: “تغلّبنا على عثرات بشأن تمديد الاتفاق بين لبنان وإسرائيل بالحوار الجيّد وهذا مؤشر إيجابي”.
كما أن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أكد أن بلاده “تواصل مع جميع شركائها العمل على تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان وتدعو فرنسا إلى الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها من قبل الأطراف في أقرب وقت، بهدف استعادة لبنان سيادته على كامل أراضيه”. وأعربت فرنسا عن “قلقها البالغ إزاء الأحداث التي وقعت يوم الأحد 26 كانون الثاني، والتي أسفرت عن مقتل 22 لبنانياً نتيجة العمليات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية. وطالبت القوات الإسرائيلية بالانسحاب جنوب الخط الأزرق وتسليم مسؤولية السيطرة على المنطقة الشمالية للقوات المسلحة اللبنانية، بدعم من قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) وآلية مراقبة وقف إطلاق النار”.
بين بري وميقاتي
وبرزت للمرة الأولى معالم تباينات بين الرئيس ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري حيال موافقة لبنان على تمديد المهلة. فمساء أمس التقى ميقاتي السفيرة الأميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز وشدد أمامهما على “أن لبنان قام بتنفيذ البنود المطلوبة من التفاهم، إلا أن إسرائيل تماطل ولا تزال تنتهك القرار 1701، ولفت إلى أنه بعد التشاور مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب لعدم إعطاء إسرائيل أي عذر لعدم الانسحاب من كل الاراضي اللبنانية وافقت الحكومة على استمرار العمل بموجب تفاهم وقف النار حتى 18 شباط ولكن هذا يتطلب الضغط لوقف الاعتداءات الإسرائيلية والخروقات المتكررة وتأمين الانسحاب الإسرائيلي الكامل” .
غير أن اللافت أن الرئيس بري وزع بياناً علق فيه على تصريح ميقاتي بعد لقائه الوفد الأميركي قائلاً: “الحقيقة إنني اشترطت وقفاً فورياً للنار والخروقات وتدمير المنازل وغيرها بالإضافة للتعهد بموضوع الأسرى، وكنت قد اتصلت بفخامة رئيس الجمهورية متمنياً عليه تبني هذا الاقتراح”.
ملف التأليف
وإذا كانت تطورات الجنوب برّدت نسبياً ملف تاليف الحكومة العتيدة فإن المعطيات المتصلة بتمديد الاتفاق حتى 18 شباط اعتبرت الموعد الجديد بمثابة مهلة حث جديدة لاستعجال تاليف الحكومة بسرعة. ويبدو أن الاتصالات الجارية خلف الكواليس تتسم بطابع استعجال تذليل العقبات المتصلة بتوزيع الحقائب واختيار الاسماء الملائمة التي توفّق بين شرطي الاختصاص والتمثيل. وأفادت المعلومات أن اتصالاً جرى بين الرئيسين جوزف عون ونواف سلام تناول الملف الحكومي وسط أجواء مشجعة تناقض الشائعات المتداولة. ونقل زوار رئيس الجمهورية لـ”النهار” تفاؤلهم بقرب ولادة الحكومة، وتوقعت مصادر لـ”النهار” أن يزور الرئيس المكلف قصر بعبدا في الساعات الـ48 المقبلة لعرض التشكيلة الحكومية على الرئيس عون. وتستبعد هذه المصادر أن تتأخر ولادة الحكومة، لافتة إلى أنه لم يمضِ على مشاورات التشكيل أكثر من أسبوعين منذ التكليف، وهي مهلة طبيعية منعاً لأيّ تسرع.
تداعيات
وسط هذه الاجواء تفاعلت أصداء الاحداث الجنوبية فاتهم حزب “القوات اللبنانية” “حزب الله” “عبر نوابه ووسائله الإعلامية بالقيام بحملة واسعة هدفها تصوير ما حصل في الجنوب على أنّه انتصار كبير وهائل لما يسمى المقاومة قافزًا فوق 22 شهيداً سقطوا ضحية مغامراته المستمرة، كما تصوير أنّ الأهالي أخرجوا بالقوة إسرائيل من القرى التي ما زالت تحتلها، فيما الجيش الإسرائيلي لم ينسحب سوى من القرى التي كان أعلن انسحابه منها ودخلت إليها الناس، وبالتالي فيلم هوليوودي، ويا للأسف، بدماء الجنوبيين، وتصوير الجيش متخاذل لأنّه مفروض به أن يكون أمام الناس لا خلفهم”. واعتبر أن “على الحكومة الحالية إعطاء التعليمات الواضحة للجيش اللبناني من أجل استخدام صلاحياته لتنظيم عودة الأهالي الى قراهم تبعًا لتقديره العسكري وبما يحفظ سلامتهم”، وشدد على أن “كل المعادلات الخشبية التي أوصلت لبنان إلى الموت والدمار والخراب سقطت إلى غير رجعة، ومن يحمي لبنان واللبنانيين والسيادة هو فقط الدولة، ومحاولة التذاكي لإدخال الشعب كبديل عن المقاومة مرفوضة شكلاً ومضمونًا، فالدولة تمثِّل الناس ووحدها تحتكر السلاح”.
كما أن رئيس “التيّار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل علّق على مواكب الاستفزاز التي قام بها أنصار “حزب الله” ليل الأحد في مناطق الجميزة وعين الرمانة وفرن الشباك وكادت تتسبب باشتباكات، فكتب عبر منصة “إكس”: “أهل الجنوب سطّروا ملحمة بطولية، والتوتير الطائفي الذي حصل ليلاً نسف مشهد الوحدة نهاراً، وكأن المقصود تعميق الانقسام”. وأضاف “أنّ أكثر ما يخدم أصحاب مشروع التقسيم هو السلوك الاستفزازي لمجموعات تطوف وتهتف مذهبياً. الخلاصة إنّ التطرّف يجلب التطرّف، والنتيجة أن لبنان هو الخاسر”.
وفي كلمة القاها مساء امس اعتبر الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أن “إسرائيل خسرت بعدوانها حيث فشلت في القضاء على “حزب الله” وموافقتنا مع الدولة اللبنانية على وقف النار انتصار لنا ووافقنا على الاتفاق لاختبار قدرة الدولة”. وقال إن “حزب الله” ملتزم تماماً باتفاق وقف النار فيما إسرائيل انتهكته 1350 مرة وفكرنا بالرد على الخروقات الإسرائيلية لكننا فضلنا الصبر”. وإذ اعتبر أن “الشعب اللبناني بطوائفه كان حاضناً للنازحين” اعترف بأن التفوق العسكري الإسرائيلي أكبر بكثير من قدرات حزب الله”، وقال: “نحن ايضا كجمهورنا تفاجأنا بطريقة قتل قادة الحزب في الحرب الاخيرة”.
ويشار إلى انه في اليوم الثاني لعودة أهالي بلدات وقرى جنوبية، قتل مواطنان وجرح سبعة عشرة آخرون أحدهم حالته خطرة نتيجة إطلاق جنود إسرائيليين النار عليهم لدى محاولتهم الدخول الى قراهم في العديسة وبني حيان ويارون وحولا.
وأكد الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية رفض إعادة انتشار قوات “حزب الله” على الحدود، مضيفًا “أنّ قواتنا ستبقى على الحدود مع لبنان لأن الطرف الآخر لم يلتزم بالاتفاق”. وأوضح “أنّ الانسحاب الكامل من لبنان رهن بانتشار الجيش اللبناني وإبعاد “حزب الله” إلى شمال الليطاني”.
- الأخبار عنونت: إعلان الحكومة ينتظر «تسقيط» الأسماء؟
وكتبت صحيفة “الأخبار”: شهد اليومان الماضيان تململاً مضمراً من عدم ولادة الحكومة، رغمَ الزخم الذي رافق تكليف القاضي نواف سلام بتشكيلها، إذ لم يكن مكمن الخلل واضحاً لمعظم القوى. لكنّ الساعات الماضية حملت تطورات تشير إلى أن الإعلان عنها سيحصل في غضون أيام قليلة. وأشارت مصادر مطّلعة إلى أن ما تبقّى أمر تقني يتعلق بـ«تسقيط الأسماء» على الحقائب التي جرى التوافق على معظمها. فيما يبدو أن الرئيس المكلّف بدأ يواجه ضغوطاً خارجية وداخلية للإسراع في تقديم الصيغة، إذ علمت «الأخبار» أن «سلام سمع كلاماً سعودياً مفاده أنه بدأ يفقد الزخم لتشكيل الحكومة بعد الدعم الدولي والعربي الممنوح له في بداية عهد الرئيس جوزيف عون».
وبحسب المعلومات فإن «سلام تبلّغ في الساعات الماضية من الموفد السعودي للبنان يزيد بن فرحان بأن أمامه حتى نهاية الأسبوع الحالي لتشكيل الحكومة، أو فلا داعيَ للتأليف». ودفعَ هذا الأمر بسلام إلى تشغيل محرّكاته تجاه القوى السياسية اللبنانية لاستيلاد حكومي سريع. وعمل عبر بعض المحيطين فيه على إشاعة أجواء توحي بإمكانية ولادة الحكومة قبل يوم الجمعة، وأن تفاهمات يجري العمل عليها لولادة الحكومة.
وفي هذا السياق، قالت المصادر إن «سلام تبنّى اسم النائب السابق ياسين جابر للمالية، خصوصاً بعدَ أن تواصل مع الأميركيين الذين اعتبروه خياراً جيداً ولا يوجد سبب يحول دون ذلك». وعليه، أشارت المصادر إلى أن «الحصة الشيعية في الحكومة حُسمت، وهي تضم إلى جانب المالية، وزارة العمل والصحة التي قد يتولاها الدكتور علي رباح، علماً أن هناك لائحة ضمّت 4 أسماء للاختيار منها».
أما وزارة البيئة فمن المرجّح أن تكون مشتركة بين حزب الله وحركة أمل، ورُشح لها عضو مجلس إدارة «إيدال» علاء حمية، فيما يتم التداول في اسم عضو غرفة التجارة والصناعة في بيروت صلاح عسيران لوزارة الصناعة. وبالتالي فإن ما تبقّى مرتبط بالحصة المسيحية وتوزيع الحقائب تحديداً بين «القوات» و«التيار الوطني الحر»، إذ ترشّح القوات نقيب أصحاب المطاعم طوني الرامي ورجل الاستشارات المالية جو صدي لحقائب خدماتية، بينما يريد الرئيس سلام تكليف عامر البساط بحقيبة الاقتصاد والتجارة، ويَجري نقاش مع الرئيس عون باقتراح تقدّم به مقربون من تيار «المستقبل» بتسمية القاضي هاني حلمي الحجار لحقيبة الداخلية، على أن تُسند الخارجية إلى بول سالم.
واعتبرت المصادر أن سلام شعر بضرورة اتخاذ قرار حاسم، وعدم الرضوخ للضغط الذي يتعرّض له من الداخل وتحديداً من الفريق المحيط به من جماعة «كلنا إرادة» و«التغييريين». وهو في الأساس «مدرك لحساسية التوازنات الداخلية التي لا يُمكنه أن يتخطاها، بعدَ أن حاول أن يحيطها بالتباس خلّاق للقول إنه لم يعطِ أحداً ما يريده وفي الوقت نفسه لم يقصِ أحداً».
- الجمهورية عنونت: “المقاومة الشعبية” تبدّد تضحياتها في أزقة بيروت.. الحكومة في مخاضها الأخير
وكتبت صحيفة “الجمهورية”: ما جنته «المقاومة الشعبية» من بطولة في وجه الجيش الإسرائيلي المحتل في جنوب لبنان نهار الأحد، بدّدته «المسيرات غير الشعبية» في شوارع بيروت والجميزة وغيرها في الداخل، مساء.
نهاراً أربكت العدو ودفعت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا الى الإسراع في الضغط على إسرائيل لإرغامها على سحب قواتها في 18 شباط المقبل، وليلاً ضيّعت بوصلتها وتحرّكت في مواكب لا لزوم لها، وشوّهت نصاعة ما رسمته من مشاهد عزة وكرامة.
في السياق، قال ديبلوماسي عربي لـ «الجمهورية» إنّ «إسرائيل ارتكبت خطأ جسيماً بعدم التزامها الانسحاب ضمن المهلة المحدّدة بموجب اتفاق وقف العمليات العدائية بينها وبين لبنان، وقدّمت خدمة كبيرة إلى «حزب الله» الذي عرف كيف يستثمر هذا الخطأ ويعيد الاعتبار معنوياً الى نفسه وبيئته».
أضاف الديبلوماسي، انّ «الحزب بدوره ارتكب خطأ جسيماً بتشويه هذا النصر وحرقه في أزقة بيروت بلا أي موجب. فإذا كان الحزب وراء التحريض على «عرض العضلات» في الداخل، مشكلة، وإذا لم يكن له دور في مسيرات الاستفزاز، فكأنّه فَقَد السيطرة على أرضه، وبالتالي المشكلة أكبر. وفي الحالتين قدّم الحزب على طبق من فضة هدية مجانية لخصومه السياسيين.
خمس ملاحظات
إلى ذلك، سجّل مرجع سياسي لـ«الجمهورية» الملاحظات التالية:
1- نجح «حزب الله» وحركة «أمل» عبر «المقاومة الشعبية» في الجنوب بالضغط سياسياً وشعبياً من أجل دفع المعنيين في واشنطن وباريس للإسراع ببتّ الانسحاب الإسرائيلي.
2- أكّد الثنائي الشيعي من خلال سلمية التحرك الشعبي على عدم وجود نية بالعودة إلى الحرب، والتمسك باتفاق وقف إطلاق النار.
3- ثبت انّ المجتمعين الدولي والعربي كما الداخل الإسرائيلي، لا يريدون عودة التوترات والمواجهات العسكرية.
4- نجح الحزب في استثمار عدم الانسحاب الإسرائيلي، لترميم علاقته المتصدّعة مع بيئته، ولإظهار انّه لم ينته، وانّه قادر على استخدام وسائل مواجهة غير عسكرية.
5- وجّه الثنائي الشيعي رسالة في أكثر من اتجاه بأنّ موازين القوى الداخلية لم تتغيّر، وفي الوقت نفسه لتحسين شروطه التفاوضية في عملية تأليف الحكومة الجديدة.
تفاوض قاسٍ
إلى ذلك، علمت «الجمهورية» انّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قاد مفاوضات قاسية ولساعات طويلة في نهاية الأسبوع الماضي مع العواصم المعنية، وطلب من الإدارة الأميركية الجديدة والفرنسيين الضغط على إسرائيل من أجل انسحابها ضمن مهلة الـ60 يوماً لاتفاق وقف النار، فيما كانت إسرائيل تصرّ على تمديد المهلة حتى نهاية آذار المقبل، ما أدّى في النهاية إلى تحديد 18 شباط للانسحاب.
كما علمت «الجمهورية» انّ الرئيس جوزاف عون طلب من الأميركيين تأكيد التزامهم بمتابعة قضية الأسرى اللبنانيين البالغ عددهم 11، 7 خلال الحرب و4 الاحد الماضي، والعمل على إطلاقهم ضمن المهلة الفاصلة قبل 18 شباط.
بري… وميقاتي
وفي السياق، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، امس، في دارته، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي الجنرال جاسبر جيفيرز.
وقال ميقاتي: «بعد التشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب لعدم إعطاء إسرائيل أي عذر لعدم الانسحاب من كل الأراضي اللبنانية، وافقت الحكومة على استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق النار حتى 18 شباط 2025، ولكن هذا الامر يتطلّب في المقابل الضغط لوقف الاعتداءات الإسرائيلية والخروق المتكرّرة وتأمين الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة في الجنوب».
واستقبل رئيس الحكومة سفير فرنسا هيرفيه ماغرو في السرايا الكبير، وبحث معه في المساعي الفرنسية لمعالجة الوضع في الجنوب.
ومساء، أدلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتصريح الآتي: «تعليقاً على تصريح دولة الرئيس نجيب ميقاتي بعد لقائه الوفد الأميركي، بأنّه تشاور معنا حول إعطاء مهلة إلى 18 شباط المقبل مقابل الضغط لوقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، فإنّ الحقيقة أنني اشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروقات وتدمير المنازل وغيرها بالإضافة للتعهد بموضوع الأسرى.
وكنت قد اتصلت بفخامة رئيس الجمهورية متمنياً عليه تبنّي هذا الاقتراح».
الحكومة هذا الأسبوع
وفي الملف الحكومي، علمت «الجمهورية»، انّ تأليف الحكومة لم يعد بعيداً، وإنما أصبح على قاب قوسين وأدنى، بعدما سُجّلت خطوات متقدّمة، ولم يبق سوى بعض النقاط التي يجري العمل على معالجتها.
وعلمت «الجمهورية» انّ الرئيس جوزاف عون طلب من الرئيس المكلّف نواف سلام الاستعجال، إذ انّ الوقت يمضي سريعاً، حيث انّ هناك البيان الوزاري وثقة المجلس النيابي، وكل هذا يأخذ وقتاً، « وبدأنا نقلع» قبل الدخول في شهر ثانٍ.
ويتوقع أن يزور سلام، الذي أبدى كل تجاوب مع إرادة الرئيس، قصر بعبدا خلال الساعات المقبلة لعرض صيغة شبه نهائية على الرئيس عون.
وعلمت «الجمهورية» انّ العمل بدأ بغربلة أسماء المرشحين للوزارة، وانّ خطوات متقدّمة أُنجزت خلافاً للانطباع السابق بأنّ الأمور معقّدة.
وبات من شبه المؤكّد انّ الحكومة قد ترى النور هذا الأسبوع، وستكون مؤلفة من أهل الاختصاص الذين لن يكونوا حزبيين بالمعنى الضيّق للكلمة ولكنهم مقبولون من الأحزاب وغالبيتهم من الوجوه الشابة مع مراعاة تمثيل المرأة اللبنانية.
دعوة إماراتية
من جهة أخرى، تلقّى الرئيس عون رسالة خطية من رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نقلها اليه القائم بأعمال السفارة الإماراتية في لبنان فهد الكعبي، تضمنت التهنئة بانتخابه رئيساً للجمهورية، ودعوة للمشاركة في القمة العالمية للحكومات التي ستُعقد في الإمارات من 11 إلى 13 شباط المقبل.
جمعية المصارف
واستقبل الرئيس عون رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير على رأس وفد من الجمعية، هنأه بانتخابه رئيسًا للجمهورية.
وشدّد الرئيس على «أهمية تضافر الجهود بين المصارف والدولة والمودعين لحل الأزمة القائمة»، وقال: «كل أزمة ولها حل، لكن الحل العادل لا يتمّ التوصل إليه من خلال طرف واحد بل بتضافر الجهود بين كل الأفرقاء».
وأوضح الرئيس جوزاف عون أنّ «الدول تضع شرطًا أساسيًا لمساعدة لبنان يتمثل بتشكيل حكومة والبدء بإصلاحات اقتصادية ومالية وغيرها من الإصلاحات، ما يشكّل المدخل لإعادة بناء جسور الثقة بين لبنان والخارج وعودة الاستثمار إلى ربوعه»، وقال: «ما لم نقم نحن بالإصلاحات في الداخل لن يأتي الخارج إلى لبنان، والكرة اليوم هي في ملعبنا، ولبنان يتمتع بالإمكانات والطاقات الفكرية، والحلول موجودة إذا ما صفت النوايا…».
وأعرب رئيس الجمهورية عن الأمل في «تعاون جمعية المصارف لإيجاد الحلول لما فيه خير المصلحة العامة ومصلحة لبنان»، وشدّد على أنّ رئيس الجمهورية «هو الحكم»، ولفت إلى أنّه يتعاطى مع مختلف القضايا من «فوق الطاولة».
وجدّد تأكيده على أنّ همّه الأساس «هو بناء دولة، فكفى لبنان ما تحمّله وهو الذي يصدّر طاقاته وإمكاناته إلى الخارج».
وأعرب عن الأمل «في تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن وإقرار بيانها الوزاري، على أن تكون الأولويات إجراء استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية بالتوازي مع الإصلاحات»، وشدّد على «أهمية تعزيز الثقة بالدولة».
وعن مسألة الـ«يورو بوندز»، قال الرئيس عون: «لبنان سيعمل على تطوير تصنيفه المالي لا البقاء على تصنيفه الراهن، وسأسعى لمعالجة الأمور العالقة وفق إمكاناتي والجدول الزمني المرتبط بها، واسترداد الثقة بالمصارف اللبنانية».
السفير الإيراني
واستقبل الرئيس عون سفير إيران مجتبى أماني على رأس وفد نقل اليه التهاني بانتخابه.
الميدان وانتشار الجيش
وفي اليوم الثاني للعودة، قُتل مواطن وجُرح 7 آخرون أحدهم حالته خطرة، نتيجة إطلاق جنود إسرائيليين النار عليهم لدى محاولتهم الدخول إلى قراهم.
وانتشرت وحدات من الجيش اللبناني امس في بلدة دير ميماس – مرجعيون في القطاع الشرقي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.
وأصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه بياناً جاء فيه: «على خلفية قيام بعض المواطنين الذين يستقلون دراجات نارية ويرفعون أعلامًا حزبية بمسيرات في عدد من المناطق اللبنانية ليل أمس، تخلّلها إطلاق نار واستفزازات، ما يؤدي إلى تهديد السلم الأهلي، سيّرت وحدات من الجيش دوريات لمنع الأعمال المخلّة بالأمن والاستقرار، وأوقفت أشخاصاً عدة، فيما تستمر ملاحقة بقية المتورطين.
ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى التحلّي بالمسؤولية، والتصرف بحكمة حفاظًا على الوحدة الوطنية والعيش المشترك».
اعتداء على الإعلام
وقام عدد من الشبان بالاعتداء على فريق «المؤسسة اللبنانية للارسال»، الزملاء لارا الهاشم، طوني كيرلوس وروبير غصن، خلال تغطيتهم الإعلامية لدخول الاهالي والجيش إلى قرى القطاع الشرقي.
وعمد الشبان الى تكسير كاميرا الفريق وسيارات النقل المباشر في منطقة دير ميماس – كفركلا – الخردلي.
وأصيب جراء الاعتداء المستنكر الزميل كيرلوس برضوض استدعت نقله إلى المستشفى للمعالجة، كما تعرّضت الزميلة الهاشم والزميل غصن لكدمات.
- اللواء عنونت: عودة الأهالي تُسابق مفاوضات الأسرى والإنسحاب في المهلة الممدَّدة
الحكومة تقترب في صيغة “التوازن والإختصاص” ولا غطاء حزبياً لتجاوزات التظاهرات
وكتبت صحيفة “اللواء”: في اليوم الثاني للعودة، بقي الجنوبيون عند مداخل بعض القرى المحتلة في الحافة الأمامية، إيذاناً بالدخول اليها بعد ان ينجز الجيش اللبناني ما هو مطلوب للعودة الآمنة، على الرغم من استمرار اعمال الغطرسة والاستفزاز والاعتداءات الاسرائيلية التي لن تمنع العودة لكنها تلحق الخسائر البشرية بالعائدين طوعاً الى ارضهم ومنازلهم ما بقي منها، وما دمّر، غير آبهين بالمخاطر او التهديدات والتوعدات..
في اليوم الثاني للعودة، المتشاطرة مع عودة الغزاويين من الجنوب الى الشمال، تحررت بلدة حولا الصامدة على خط النار مع الحدود، وعيترون، اختها في المواصفات، وميس الجبل، ثالثة البلدات الكبرى عند الحافة الامامية..
وسقط في هذا اليوم شهيدان وجرح 17 مواطناً برصاص جنود الاحتلال الاسرائيلي لمنع المواطنين من الدخول الى قراهم.
وعلى الارض، أثبت الجيش اللبناني بضباطه وجنوده دوره الوطني في حماية العائدين، وتوفير سبل السلامة لهم، على الرغم من الغمز عبر وسائل اعلام معادية من اخلاص ضباطه وجنوده للمؤسسة الوطنية التي ينتمون اليها.
على ان ما كاد يشوّه المشهد الوطني في الجنوب، تحركات بعض الشبان على دراجات نارية خارج الضاحية الجنوبية، وعبر بعض المناطق المسيحية، وصولاً الى بيروت، والتي تؤكد قيادتا «الثنائي الشيعي» بأنها جاءت عفوية، ومن دون اوامر من القيادة.. ولم تمر الحادثة مرور الكرام، بل اوقف الجيش اللبناني بعض المتورطين بمسيرات الدراجات.
لقاء رئاسي يحسم التشكيلة
والى جانب الاهتمام الرسمي بالوضع الجنوبي، استمر الاهتمام بتشكيل الحكومة الجديدة، وعلمت «اللواء» من مصادر متابعة ان الامور تسير بخطى متقدمة والاتصالات التي يجريها الرئيس المكلف مازالت قائمة لا سيما بينه وبين رئيس الجمهورية جوزاف عون، وقالت المصادر ان لقاءً قد يجمع الرئيسين خلال 48 ساعة يعرض خلالها سلام اقتراحات التشكيلة، التي بات إصدارها قريباً، لا سيما في ضوء التسهيلات التي يقدمها الرئيس نبيه بري بعد تثبيت حقيبة المال للطائفة الشيعية بغض النظرعمّن سيتولاها.
واكدت المصادر ان تشكيل الحكومة اصبح في المحطة الاخيرة وان «البازل» اصبح شبه منتهٍ، وان قوة الدفع والزخم المعطى للعهد اقوى من كل العراقيل الممكن ان توضع.
وعن مطالبة الاطراف السياسية الاخرى بحقائب معينة اكدت المصادر انه سيتم ارضاؤها بما يناسب تركيبة الرئيس المكلف، وبحيث يصعب الرفض لسببين: الاول عدم عرقلة انطلاقة العهد الجديد الذي ايدته معظم القوى السياسية، والثاني انها ستتحمل مسؤولية إفشال أو عرقلة وتأخير تشكيل الحكومة بسبب مطالبها.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن المناخ الحكومي ميَّال إلى الإيجابية وأن التواصل الذي تم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف تناول مشاورات تأليف الحكومة.
وأشارت المصادر إلى أن الرئيس جوزاف عون حدد أولويات الحكومة لجهة إجراء الإصلاحات والانتخابات البلدية والاختيارية، معلنا أن هذا يعني وجود وزراء يعملون وفق هذه والأولوية.
وقالت ان العراقيل الكبرى أمام تشكيل الحكومة في طريقها إلى الزوال، وتحدثت عن توزيع طائفي للوزارات وتسجيل محدود للمداورة، مكررة التأكيد أن رئيس الجمهورية مع حكومة تمنح الثقة وتنجز الإصلاحات وهو يتوافق مع رئيس الحكومة المكلف في هذا الشأن.
وهي تقترب من الولادة في صيغة التوازن الوطني والاختصاص.
ورأت أن زيارة سلام إلى القصر الجمهوري واردة في أية لحظة يحصل فيها تطور حكومي ما.
ومساء سرت معلومات تفاؤلية من أن الحكومة أصبحت قريبة وإن هناك خطوات متسارعة في هذا المجال وقد بدأ حسم الاسماء وتوزيع الحقائب فيما يتركز بعض النقاش حول ست او سبع وزارات .
جنوباً، وبعدما هبط في ليل اتفاق جديد بطلب ورعاية اميركية وموافقة لبنانية رسمية، لتمديد تنفيذ وقف اطلاق النار بناء لرغبة الاحتلال الاسرائيلي، عاد الوضع الجنوبي حسبما قالت مصادر رسمية متابعة لـ«اللواء» الى ما قبل يوم 26 كانون الثاني المحدد لإنتهاء مهلة الستين يوماً لتنفيذ إتفاق وقف اطلاق النار، ما يعني ان المهلة الممددة حتى 18 شباط المقبل ستكون فرصة للإحتلال الاسرائيلي لمواصلة ما يقوم به من تثبيت مواقع وتفجير وجرف منشآت في القرى الجنوبية الحدودية وتأخير انسحابه من القرى التي بقي فيها حتى يوم امس، ما لم يقرر بعد انتهاء المهلة الممددة بقاء الاحتلال بعض المواقع والتلال الحاكمة التي يعتبرها حيوية بالنسبة لأمنه ومستوطنيه مثل جبل بلاط وبعض اجزاء جبل الشيخ.
لكن المصادر الرسمية اوضحت ان لبنان وافق على الطلب الاميركي بعد تعهد والتزام اميركي خلال مفاوضات «تمديد المهلة» ببدء العمل لدى الاحتلال الاسرائيلي لإطلاق سراح الاسرى اللبنانيين سواءٌ من مقاتلي حزب الله وتردد ان عددهم 7 او من مدنيين اعتقلهم الاحتلال خلال فترة العودة الى القرى وعددهم نحو 4. اضافة الى تعهد اميركي بالعمل على انسحاب الاحتلال من كامل المناطق المحتلة خلال المهلة الجديدة.
واوضحت المصادر ان الاحتلال الاسرائيلي طلب ان تكون المهلة شهراً واكثر قليلا لكن لبنان رفض وتوصل مع الاميركي الى مهلة 21 يوماً تنتهي فيها كل المسائل العالقة، ليبدأ فصل جديد من التفاوض اذا التزم الاحتلال بالإنسحاب الكامل، حول تثبيت الحدود البرية.
ميقاتي: لهذا السبب وافقنا
في يوميات السياسة الجنوبية إستقبل الرئيس نجيب ميقاتي سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي الجنرال جاسبر جيفرز بعد ظهر أمس في دارته.
وابلغ الرئيس ميقاتي الزائرين أنَّ «لبنان قام بتنفيذ البنود المطلوبة من التفاهم، إلا أنّ إسرائيل تماطل في تطبيق بنود التفاهم وما زالت تقوم بانتهاك القرار الدولي الرقم1701» .
وأضاف: بعد التشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب لعدم إعطاء إسرائيل أي عذر لعدم الانسحاب من كافة الاراضي اللبنانية، وافقت الحكومة على استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق حتى 18 شباط 2025، ولكن هذا الامر يتطلب في المقابل الضغط لوقف الاعتداءات الاسرائيلية والخروقات المتكررة وتأمين الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي المحتلة في الجنوب.
وإستقبل رئيس الحكومة سفير فرنسا هيرفيه ماغرو في السرايا وبحث معه العلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا والمساعي الفرنسية لمعالجة الوضع في الجنوب.
… وبري يوضح
لكن الرئيس نبيه بري اوضح مساء في بيان رسمي: تعليقاً على تصريح الرئيس نجيب ميقاتي بعد لقائه الوفد الأميركي، بأنه تشاور معنا حول إعطاء مهلة الى ١٨ شباط المقبل مقابل الضغط لوقف الخروقات والإعتداءات الإسرائيلية، فإن الحقيقة أنني إشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروقات وتدمير المنازل وغيرها بالإضافة للتعهد بموضوع الأسرى. وكنت قد إتصلت بفخامة رئيس الجمهورية متمنياً عليه تبني هذا الإقتراح.
وقال الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة له امس ان على اسرائيل ان «تنسحب بسبب مرور الستين يوماً، ولا نقبل بأي مبرر لتمديد يوم واحد، ولا نقبل بتمديد المهلة»، مشدداً على ان الرئيس جوزاف عون لا يمكن ان يعطي اسرائيل مكسباً واحداً في لبنان، وان اي تداعيات تترتب على العدوان تتحمل مسؤوليته الامم المتحدة واميركا وفرنسا واسرائيل.
واكد قاسم اننا امام احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب والمقاومة لها الحق بأن تتصرف بما تراه مناسباً حول شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها.
ترحيب أميركي
دولياً وعربياً، رحب مبعوث الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الشرق الاوسط ستيف ويتكوف «بانتخاب رئيس في لبنان» واصفاً ما جرى بالامر الرائع، مؤكداً العمل مع رئيس الحكومة الجديدة، وقال: «تغلبنا على تمديد وقف اطلاق النار بالحوار الجيّد، وهذا مؤشر ايجابي».
دعوة إلى قمة الحكومات
وتلقَّى الرئيس عون رسالة خطية من رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نقلها اليه القائم بأعمال سفارة دولة الامارات في لبنان فهد الكعبي، تضمنت التهنئة بانتخابه رئيساً للجمهورية، ودعوة الرئيس عون للمشاركة في القمة العالمية للحكومات التي ستعقد في الامارات خلال الفترة من 11 الى 13 شباط المقبل، ولإلقاء كلمة رئيسية في حضور قادة الدول والحكومات وصُنَّاع القرار والمفكرين من اكثر من 140 دولة واكثر من 2000 مشارك من مختلف القطاعات من حول العالم.
سياسياً، دعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، «لتسهيل عمل الرئيس جوزاف عون والرئيس المكلّف نواف سلام في تأليف حكومة». وشدد في كلمة من قصر بعبدا، على أن «هناك تحديات كبيرة تواجه البلد الأمر الذي يحتاج إلى تضامن والوقوف إلى جانب رئيس الجمهورية لمعالجتها».
وأضاف:«لا أظنّ أن أحدًا بعد يتأثّر بالبروباغندا»، ومن حق الجنوبيين العودة الآمنة إلى بلداتهم والموضوع ليس للمزايدات، وكلّ الثقة بالجيش الذي تقع عليه مسؤولية تأمين العودة».
وتابع: «كلّ كلامنا الإيجابي والمنفتح يُواجَه بحركات كالتي رأيناها ليلًا في شوارع بيروت، ومن لا يقبل بالإمتيازات لغيره لا يجب أن يقبلها لنفسه».
وحول الحكومة قال الشيخ قاسم: نريد بلداً وحكومة وتعاوناً مع الرئيس المكلف وتعقيدات التأليف ليست معنا، والامور بيننا وبين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية سالكة ولا عقبات.
العودة والشهداء
على الارض، استمر امس توافد حشود الاهالي والسكان الى بلدات وقرى القطاعين الغربي والاوسط، بخاصة مدينة بنت جبيل، فيما إزداد انتشار الجيش، وقامت قوات «اليونيفيل» بدوريات.كما عملت فرق الدفاع المدني على البحث عن جثث شهداء. وانسحبت قوات الإحتلال الإسرائيلي ظهرا من دير ميماس على أن ينتشر فيها الجيش اللبناني خلال النهار.
وتوافد آلاف المواطنين من مناطق الشمال والبقاعين الغربي والشرقي الى مناطق الجنوب للتضامن مع اهله العائدين، وقدرت الدفعة الاولى من القوافل المتجهة من البقاع بسبعة الاف شخص متجهين جنوبا عبر سلوك طريق البقاع الغربي.
وتقدم الجيش اللبناني مواكب العائدين الى بلدة ميس الجبل صباح امس، حيث كان من المنتظر ان تنسحب قوات الاحتلال التي بقيت تطلق النار من البلدة. وأقام الجيش اللبناني حاجزا عند مدخل بني حيان لجهة مركبا، وقد باشرت البلدية بفتح وتعبيد الطرقات والمدخل من جهة وادي السلوقي..
وقرابة العاشرة صباحا تمركز الجيش اللبناني في بلدة حولا وتمكن أهالي بلدة حولا من الدخول إلى البلدة برغم اطلاق العدو النار عليهم وسقوط جرحى، فيما تقدمت جرافة الاهالي العائدين الى بلدة عيترون لفتح الطرقات التي اغلقها العدو. لكن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت الجيش اللبناني من إزالة السواتر الترابية على طريق عيترون، لاستكمال دخول الأهالي إليها وإلى بليدا.
ودخلت دورية إسرائيلية إلى عين عرب وأكملت طريقها نحو الوزاني التي يحاول أهلها العودة إليها وخطفت احد ابناء بلدة الوزاني بعدما تقدم الاهالي الى مدخلها من جهة ريحانة بري، كما اطلق النار باتجاههم ترهيبا.
وأثناء عمل فريق الأشغال التابع لبلدية بني حيان مع رئيس البلدية على فتح الطريق وتعبيدها عند مدخل البلدة، أطلقت درون اسرائيلية قنبلة عليهم، وقد نجا الجميع بأعجوبة. كما ألقت الدرون قنبلة على فريق الأشغال قرب النادي الثقافي.
وتعرّض فريق من كشافة الرسالة الإسلامية لإطلاق نار في راميا خلال محاولتهم انتشال جثماني شهيدين من بلدة كفرا استشهدا الأحد برصاص الاحتلال، فيما تمكن فريق آخر من فوج كفرا من إخلاء الفريق المستهدف والشهيدين.
ووصل أهالي يارون إلى المدخل الغربي للبلدة من جهة بلدة رميش على مسافة قريبة من نقاط وجود جنود العدو وسط دعوات إلى تكثيف الحضور في المكان.
واستمر انتظار اهالي القرى الجنوبية الحدودية عند مداخل بلداتهم حتى ساعات المساء على امل ازالة العوائق امام عودتهم، لكن الاحتلال استمر بإطلاق النار لمنعهم من التقدم. وعند الغروب القت محلّقة معادية قنبلة قرب الاهالي المحتشدين عند مدخل بلدة يارون محاولةً ترهيبهم.كما استمر العدو في تنفيذ تفجيرات لمنشآت ومنازل في بلدة ميس الجبل قبل انسحابه المحتوم منها. ورفع اسلاكا شائكة ووضع العوائق على مدخل البلدة وتمركزت خلف الحواجر دبابة ميركافا معلنا انها «منطقة عسكرية».
وقرابة السادسة مساء دخل الجيش اللبناني بلدة مروحين الحدودية في القطاع الغربي، فيما وسعّت وحداته انتشارها في القطاع الشرقي للجنوب. واعلنت قيادة الجيش في بيان مساء صادر عن مديرية التوجيه:انتشرت وحدات عسكرية في بلدة دير ميماس – مرجعيون في القطاع الشرقي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.. ويتابع الجيش مواكبة المواطنين في البلدات الحدودية، كما يواصل التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل في ما خص الوضع في المنطقة المذكورة، ضمن إطار القرار ١٧٠١.
وفي اطار ممارسات العدو العدوانية، اتصل جيش الاحتلال برئيس بلدية أرنون وبعض الاعضاء طالبا منهم عدم السماح للأهالي بالتوجه إلى البلدة لحين انتهاء فترة وقف إطلاق النار.وأشارت المعلومات الى ان الجيش الاسرائيلي لا يزال متمركزاً قرب مركز اليونيفيل في المفيلحة غرب ميس الجبل ويقوم باطلاق النار في الهواء.
وتم العثور على 5 جثامين لشهداء عند طريق ديرميماس كفركلا. وأفيد بأن الجيش الإسرائيلي فجَّر ونسف أملاكا وأراض في «مزرعة المجيدية» بالقطاع الشرقي من جنوب لبنان.هذا وحلقت طائرة مسيرة في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق الجبل لا سيما قرى منطقة عالية ، وسجل تحليق مُكثّف وعلى علو منخفض لمسيّرة استطلاع إسرائيلية فوق منطقة راشيا الوادي والسفوح الغربية لجبل الشيخ.
إعلام اسرائيلي: الحزب لم يُهزم
مع مواصلة أهالي جنوبي لبنان العودة إلى قراهم عند الحدود مع فلسطين المحتلة، لليوم الثاني بعد انتهاء مهلة الأيام الـ60 لانسحاب «جيش» الاحتلال الإسرائيلي، أكدت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أنّ حزب الله «لم يُهزم».
ورأت الصحيفة أنّ هدف حزب الله «هو الحفاظ على الهدوء، وإظهار أنّ اتفاق وقف إطلاق النار يحقق شيئاً»، زاعمةً أنّه «من المفترض أن يتم تقليص تهديدات الحزب».
كما قال مراسل قناة «i24news» في الشمال أوريه كيشت، إنّ «المشاهد التي تصل من لبنان تقلق مستوطني الشمال، وتعزز مخاوفهم من عودة عناصر حزب الله، وتشكّل تحدياً لقدراتنا الأمنية، وتعرّض قوات الجيش الإسرائيلي للخطر».
اضاف: إلى أنّ سكان جنوبي لبنان، في كفركلا والعديسة والخيام والقرى الجنوبية الأخرى سيعودون، وهم «أنفسهم الذين سيرمّمون منازلهم، وسيتعاظمون من جديد، وسينفّذون 7 أكتوبر في الشمال».