سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: الحكومة مشغولة بالتجنيس.. والكتل البرلمانية مشغولة في البحث عن جنس الملائكة

 

الحوارنيوز – خاص

 

مع اقتراب ووصول المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان مطلع الأسبوع المقبل، يتضح أكثر المشهد السياسي الداخلي المنقسم بين معسكرين: متحمس للحوار الوطني من أجل الوصول الى رئيس جمهورية يجمع مختلف اللبنانيين حوله ويطمئنهم ويعيد ترميم بنية الدولة، وبين معسكر يرغب بالإتيان برئيس مواجهة مع جهة لبنانية وازنة على خلفية موقفها من العدو الاسرائيلي ومشاريعه.

صحف اليوم عكست هذه الأجواء وقرأت في مضمون قرارات مجلس الوزراء الذي انعقد أمس.

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار: لودريان جولة ثالثة تُمهّد لخريطة “الخماسية”… استنفار رسمي لمواجهة موجات التدفّق السوري

وطنية – كتبت صحيفة “النهار”: طبقا لما تفردت “النهار” بنشره قبل أيام عن موعد عودة الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان في 11 أيلول الحالي، تأكد هذا الموعد رسميا أمس من باريس في ما يعني ان مطلع الأسبوع المقبل سيشكل بداية “الفصل 3” من مهمة الموفد الاستثنائية التي اوكلها اليه الرئيس ايمانويل ماكرون، ولو ان شكوكا واسعة تسود حيال ان تكون “الثالثة ثابتة” بإزاء نجاح لودريان في اختراق الازمة الرئاسية اللبنانية المستعصية على الوساطات والحوارات والمبادرات المختلفة حتى اللحظة.

سيحط لودريان رحاله للمرة الثالثة في بيروت كموفد رئاسي معني بمتابعة الازمة الرئاسية فيما تتفاعل بقوة ترددات المواقف الداخلية المتصادمة حيال رسالته الى النواب أولا ومن ثم دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى حوار يسبق جلسات متتالية من دون ان يتضح أي افق واضح حيال الاحتمالات التي قد تسلكها الازمة لا في مسألة بت الحوار ولا في بلورة امكان الخروج من دوامة الشغور الرئاسي رغم تحرك السيناريوهات المتصلة بإمكان التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية بشكل لافت أخيرا. ولا ينفصل عن هذا المناخ المرشح للتفاعل الحار تباعا اختراق الملف البالغ الخطورة المتصل بكثافة موجات التسلل للسوريين الى لبنان عبر عمليات التهريب عبر الحدود السورية – اللبنانية اذ ان هذا الملف بات في صدارة الأولويات الأكثر الحاحا وخطورة بعد تكشف خطورة الاعداد التي تدخل الى لبنان وما سيرتبه ذلك من تفاقم إضافي غير مسبوق للأعباء والتعقيدات والاخطار على شتى المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي لم يعد ممكنا للبنان اطلاقا تحملها. ولذا سيتزامن وصول لودريان الاثنين وتصاعد الحمى الرئاسية مع انعقاد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء حدد موعدها قبل ظهر الاثنين ستخصص “للبحث في مستجدات موضوع النزوح السوري لا سيما التسلل غير الشرعي للنازحين” كما ورد في دعوة الأمانة العامة لمجلس الوزراء الى الوزراء.

وبالعودة الى مهمة لودريان قال مقرّبون منه أمس لوكالة فرانس برس إنّ وزير الخارجية الأسبق “سيكون في لبنان الإثنين”، دون مزيد من التفاصيل حول برنامجه. وكان لودريان اقترح أن يجتمع جميع الفاعلين السياسيين اللبنانيين في أيلول للتوصّل إلى “توافق” يسمح بإنهاء الشغور الرئاسي المستمرّ منذ حوالي عام.

وأفاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان لودريان في جولته الثالثة على القوى السياسية الفاعلة سيتولى البحث بشكل ثنائي مع كل الاطراف حول نظرتهم واستنتاجاتهم للتوصل الى حل يؤدي الى سد الفراغ الرئاسي وفق ما جاء في الاجوبة التي قدموها ردا على تساؤلاته ومن خلال لقاءاته مع هذه الاطراف خلال جولتين من المحادثات. وكان مصدرا رفيعا في قصر الاليزيه أكد بعد ظهر الاربعاء الماضي في سياق عرضه مشاركة الرئيس ماكرون في اجتماعات مجموعة الدول العشرين في الهند من ٩ الى١١ ايلول ان “المباحثات ستطرق الى ملف لبنان بالتأكيد لكن لا يمكنني الجزم مسبقا بمحتوى محادثاته، لكن تعلمون اين هي اهتماماتنا بلبنان وما هو موقفنا. لذلك فان الرئيس سيعمل مع محمد بن سلمان لتعزيز مهمة جان ايف لودريان في لبنان. وأنتم تعلمون ان جان ايف لودريان ذهب الى المملكة السعودية لإجراء مباحثات حول ذلك وسنواصل معا المضي قدما بشأن هذا الموضوع”.

ولذا يمكن الاستنتاج ان باريس تعول على دعم سعودي فاعل لمبادرتها من اجل انتخاب رئيس لجمهورية في أقرب وقت ممكن، ومبادرتها تنطلق من شبه تفاهم بين اعضاء المجموعة الخماسية خصوصا ان المخاوف الامنية بدأت تتصاعد من جراء وضع اقليمي هش. وكشفت مصادر ديبلوماسية ل”النهار” ان المجموعة الخماسية ستلتئم على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة خلال النصف الثاني من شهر ايلول الجاري، وستضع في اجتماعها اللمسات الاخيرة على شروط الحل بعد ان يكون لودريان اجتمع مع القوى السياسية اللبنانية في مسعاه الضاغط للخروج من التعطيل الرئاسي. وقد يصدر عن اجتماع الخماسية كما في الاجماع السابق بيان يحدد خارطة الطريق للوصول الى حل للازمة اللبنانية وشروط المجموعة لتقديم المساعدات اللازمة لإنعاش الاقتصاد.

يشار الى انه في إطار التحركات الداخلية عقد اجتماع بين عدد من نواب المعارضة والتيار الوطني الحر” جرى خلاله تأكيد الطرفين استمرار تقاطعهما على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور.

·       صحيفة الأخبار عنونت: الأخبار: جلسات الحكومة مفتوحة: تجنيس وموازنة ونازحون

 

استأنفت الحكومة اجتماعاتها، وقرّرت تكثيف جلسات مجلس الوزراء، وهو انعقد مرتين أمس. صباحاً، حيث وافقَ على اعتماد منصة «بلومبرغ» عوضاً عن منصة «صيرفة» لتبادل العملات، بناءً على اقتراح وزارة المالية، وبطلب من «مصرف لبنان».

وقال أكثر من وزير شارك في جلسة الأمس، إن «الموافقة على اعتماد منصة بلومبرغ أُقرّت بسرعة قياسية حيث لم تشهد الجلسة نقاشاً حولها، كبيراً أو معقّداً»، علماً أن «هناك وزراء كانت لديهم أسئلة وشكوك بشأن المنصة واستيضاحات، وكانوا قد عرضوها على مرجعياتهم السياسية من دون أن يلقوا أي تجاوب، لذا لم يتطرق أيّ من الوزراء إلى إبداء اعتراض أو طرح أسئلة»، خاصةً أن «الجو العام داخل الجلسة بشأن بلومبرغ كان كلّه يؤكد أنها ستضفي شفافية على عمليات شراء وبيع الدولارات وأفضل بكثير من صيرفة».
وحظيَ عرض وزير المهجرين عصام شرف الدين بخصوص النازحين السوريين بنقاش موسّع، وتقرّر على إثره إجراء الاتصالات السياسية، مع استمرار الغموض حول موقف الحكومة من مباشرة الحوار الجاد مع الحكومة السورية حول الموضوع. وجرى الحديث عن الخطوات التي يمكن للجيش والقوى الأمنية اتخاذها من أجل الحدّ من عمليات النزوح غير الشرعية عبر معابر على طول الحدود البرية من عكار إلى العرقوب، وسط معلومات عن أن الأرقام صارت تقارب الألف نازح يومياً. وهو ما دفع بالرئيس نجيب ميقاتي إلى طلب تأجيل البحث، واعداً بتخصيص جلسة خاصة للحكومة من أجل مناقشة الملف. وبالفعل، دعا ميقاتي أمس إلى جلسة الإثنين المقبل مخصّصة للنزوح السوري، وسط معلومات غير مؤكدة عن إمكانية مشاركة التيار الوطني الحر فيها، باعتبار أنه من المهتمّين والمتابعين للملف.
بالنسبة إلى البنود الأخرى، أقرّ مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال تجنيس 91 شخصاً ضمن قانون استعادة الجنسية، ما شكّل مفاجأة في الأوساط السياسية بسبب تمرير هذا البند في ظلّ الشغور الرئاسي. وتبيّن أن معظم هؤلاء، هم من اللبنانيين المهاجرين إلى أميركا اللاتينية. وقد استجابوا لنداءات قوى سياسية حثّتهم على استعادة الجنسية وفقاً للقانون. كما رفض مجلس الوزراء البند الرقم 15 المتعلّق بطلب وزارة المالية الموافقة على منح مكلّفين تخفيضاً للغرامات ضمن السقوف المحدّدة قانوناً. كما أقرّ منح وزارة الاتصالات 20 ألف طن من المازوت سنوياً. ووافقت الحكومة على تعيين خفراء جمركيين متمرّنين في ملاك الضابطة الجمركية لتسوية أوضاعهم تنفيذاً لقرار مجلس شورى الدولة.

شكّل تجنيس 91 شخصاً من خارج جدول الأعمال مفاجأة في الأوساط السياسية

وفي هذا الإطار، أشارت مصادر وزارية إلى أن الخفراء الذين تم تعيينهم يبلغ عددهم 9، بينما عدد الناجحين هو 120 من أصل 900 ناجح لم يجرِ تعيينهم سابقاً بسبب التوازن الطائفي. وهؤلاء التسعة تمّ تعيينهم بموجب الطعن الذي تقدّموا به أمام مجلس شورى الدولة، الأمر الذي اعترض عليه عدد من الوزراء، معتبرين أنه «لا يجوز تعيين التسعة فقط، وترك الـ 111 الآخرين لأنهم لم يتقدّموا بطعن هم أيضاً، وطالبوا بتأكيد حق هؤلاء بالتعيين وإدراج ذلك في المرسوم.»\
بعد ظهر أمس، بدأ مجلس الوزراء في جلسة ثانية مناقشة مشروع موازنة عام 2024، وحصل نقاش مفصّل حول الضرائب والرسوم الواردة فيه. وانقسم الوزراء بين فريق ناقش معيار الموضع الضريبي، أيْ أيّ فئة من فئات المجتمع سيصيبها. وبرزت معارضة واضحة لعدد من الضرائب التي تطاول جميع المكلّفين دون تمييز بين طبقاتهم الاجتماعية. بينما برّر آخرون تأييدهم الرسوم بحجة أن الدولة تحتاج إلى إيرادات عالية تحتّم فرض الضرائب.
وفيما عُلم أن ميقاتي كان منفتحاً على النقاش، وصف نائبه سعادة الشامي الموازنة بغير الإصلاحية. ورغم ذلك، تشير المعطيات إلى أن حوالي 80% من بنود الموازنة أُقرّت، مع إلغاء نسبة قليلة جداً من الرسوم التي كانت مُقترحة.
إلى ذلك، أفادت المعلومات بأنه بعد اقتراح وزير الأشغال علي حمية عقد جلسة مخصّصة لمناقشة أوضاع مطار بيروت، تدخّل ميقاتي واقترح توسيع البحث ليشمل مطار القليعات، واتُّفق على ذلك.

 

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: مشهدٌ وطني جامع في الجبل.. الحوار ممر إلزامي للخروج من الأزمة

وكتبت تقول: الجبل على موعدٍ اليوم مع حدثٍ أساسي يمثّله المشهد الذي سيجمع أطيافه الروحية والسياسية في اطار جامع ثابت كانت أرست دعائمه المصالحة التاريخية عام ٢٠٠١ في المختارة برعاية الرئيس وليد جنبلاط والبطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير. المشهد اليوم يؤكد الثوابت الراسخة في الجبل على عمق الحياة الواحدة المشتركة أياٍ كانت التباينات السياسية في بعض الأحيان. وهو مشهدٌ يرسمه اليوم وليد جنبلاط من جديد مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى خلال يومٍ وطني طويل عنوانه “ثمار المصالحة وآفاق المستقبل”.

المحطة الأولى للراعي ستكون في بلدة شانيه في دارة شيخ العقل أبي المنى، ثم ينتقلا سويا إلى مطرانية بيت الدين للقاء شخصيات سياسية ودينية ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات، حيث يكون في مقدمة المستقبلين رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط ونواب اللقاء الديمقراطي، وممثلون عن أحزاب وتيارات سياسية، وبعد ذلك ينتقل الراعي وأبي المنى إلى المكتبة الوطنية في بعقلين ليشاركا في محاضرة بعنوان المصالحة وآفاق المستقبل بدعوة من التجمع الوطني لشباب الشوف. وعند الواحدة ينتقل الراعي وابي المنى الى المختارة للقاء ذي رمزية ودلالات مع الرئيس وليد جنبلاط، على أن يترأس الراعي في السادسة مساء في مطرانية بيت الدين قداسا بمناسبة عيد سيدة الخلاص تحضره فعاليات مسيحية من الشوف وإقليم الخروب ومن مناطق عدة في الجبل، بعده الى فندق المير أمين حيث يقيم النائب السابق نعمة طعمة مأدبة عشاء على شرفه. 

مصادر سياسية مواكبة للزيارة أكدت أنه يوم تاريخي في حياة الجبل بجميع طوائفه، خاصة في ظل الظروف المفصلية التي يمر بها لبنان في هذه الفترة وانسداد آفاق الحل وسيطرة الخطاب المتشنج الرافض للحوار والتلاقي على كلمة سواء. 

عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله اعتبر في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية أنه “في هذا الظلام الدامس الذي يعيشه لبنان منذ سنوات والفراغ الرئاسي القائم منذ نحو سنة، تعطي زيارة الراعي دفعاً وطنياً بالمعطى الشامل لتثبيت هوية لبنان واحترام التنوع والعيش المشترك وتكريس المصالحة التاريخية التي أرساها البطريرك صفير والرئيس وليد جنبلاط”، مؤكدا أنه “سيكون للزيارة انعكاس إيجابي والدفع باتجاه الحلول، خاصة وأن الراعي من مشجعي الحوار، وهي زيارة مميزة وستكون بمثابة يوم وطني بامتياز”.

عبدالله استبعد في مجال آخر “إمكانية التوصل لأي خرق ايجابي من زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، اذ بحسب المواقف والخطابات التي نسمعها ما زلنا في نفس المربع المسدود، فالسقوف ما زالت مرتفعة، ومن الواضح انه لا يوجد نية للحل ولو بالحد الأدنى”، مشيرا الى أن موقف اللقاء الديمقراطي “واضح، فنحن مع المصلحة الوطنية العليا التي يجب أن تتحكم بقرار الجميع، لكن نرى أن مواقف البعض تنحو باتجاه التطرف، وتبقى غير قابلة للتنازل لأجل الوطن وهذه مشكلة في حقيقة الأمر. لذلك فإن مهمة لودريان واللجنة الخماسية ستكون صعبة في ظل هذه الاصطفافات”.

من جهته وصف عضو تكتل لبنان القوي النائب فريد البستاني زيارة الراعي الى الجبل “بالمهمة والتاريخية”، وأشار في حديث إلى “الأنباء” الإلكترونية أن “الراعي لم ينقطع عن زيارة الشوف، وأن زيارته الى هذه المنطقة أصبحت تقليداً سنوياً، لأنه يعرف أن الجبل هو قلب الوطن وهذا التعايش المشترك كلنا بحاجة له” كاشفا عن مبادرة مهمة سيعلنها الراعي وشيخ العقل تتعلق بصمود السكان بأرضهم في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية من أجل خلق فرص عمل لجيل الشباب من خلال استثمار الأوقاف المسيحية والدرزية.

وفيما الجيل يقدم اليوم الصورة الوطنية الحقيقية، عادت الى مخيم عين الحلوة ليلا الاشتباكات بشكل عنيف، وهو مؤشر خطير يبعث على مزيد من القلق مما تؤول اليه الأحوال وعن الجهة المستفيدة من هذا التوتير في ساحة المخيمات. الا أن كل تلك المؤشرات يجب أن تصب في خانة التشجيع على الحوار الداخلي الذي بات لزاماً على الجميع القبول به كي يتكمن لبنان من اجتياز هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى