سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف: الحكومة عالقة بين تصلبين ..والرد الإيراني بين الموضعي والإسترتيجي!

 

الحوارنيوز – خاص
يبدو تأليف الحكومة الجديدة عالق بين تصلبين، الأول يترجمه الرئيس المكلف بحقه في تسمية أسماء عدد من الوزراء بما يتناسب مع توجهاته للمرحلة المقبلة، أما التصلب الثاني فيعكسه الوزير جبران باسيل بتمسكه هو الآخر بحصرية تسمية الوزراء من الطوائف المسيحية أو الموافقة عليها.
بين التصلبين لبنان في يسير في درب الجلجلة…
صحيفة "النهار" عنونت:" مخاض عسير للحكومة ولا بوادر .. هل يصمد الرئيس المكلف؟ زكتبت تقول:"  رغم كل الأجواء المتفائلة بقرب الولادة الحكومية في عطلة نهاية الاسبوع الماضية، تبددت هذه الأجواء، ليرحل التأليف الى مواعيد جديدة غير محددة، تتفاوت بين الثلثاء والخميس.
ورغم التحديات الخطيرة والداهمة التي فرضها اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، على المنطقة عموما ولبنان في شكل خاص، والتي تفترض جهوزية داخلية لمواجهة اي تداعيات محتملة لانتقال الصراع الاميركي الايراني الى مستويات المواجهة المحمومة امنيا وعسكريا، يستمر المخاض الحكومي متعثرا.
ورغم خطورة الاوضاع المالية والاقتصادية التي تهدد البلاد بانفجار اجتماعي وبافلاس وانهيار محتم، فيما بدأت تحركات الانتفاضة الشعبية تتفلت من عقالها وانزلق الى اعمال الشغب والتكسير، وسط غياب أي أفق واضح على المديين القصير والمتوسط، تستمر الشروط والعقد مهيمنة على الملف الحكومي، ضاربة بعرض الحائط كل التحديات السابقة الذكر، وحتى اللاحقة منها والتي ستكون النتيجة الحتمية لاستمرار حال المراوحة والمماطلة التي تزيد الاوضاع تعقيدا وهشاشة في وجه الرياح العاتية الضاربة من كل حدب.
هكذا هي ببساطتها صورة المشهد الحكومي العالق على الحصة المسيحية بين مكونات الفريق الواحد، وهكذا هي بكل تعقيداتها، تلقي بثقلها على الرئيس المكلف حسان دياب الذي بدأ يستشعر الألغام الموضوعة في طريقه، من فريق العهد، فيما قدم الثنائي الشيعي كل التسهيلات للمضي في التأليف، وفق الشروط التي وضعها دياب لحكومته والكامنة في حكومة مصغرة من المستقلين واصحاب الاختصاص.
هذا الواقع، بدأ يطرح اكثر من علامة استفهام حول ما سيكون عليه موقف " حزب الله"، الذي يفترض ان يعبر عنه امينه العام السيد حسن نصر الله في الكلمة التي سيلقيها في حفل تأبين سليماني اليوم، علما ان نصر الله سيخصص كلمته لتناول الاغتيال والملف الاقليمي، الا ان مصادر قريبة من الحزب اشارت الى انه سيتطرق الى الملف الداخلي من باب الدعوة الى تحصين الجبهة الداخلية في مواجهة الاستحقاقات القادمة على البلاد.
وفي هذا السياق، استغربت مصادر سياسية سكوت الحزب عن المماطلة الحاصلة في الملف الحكومي، بعدما قدم وشريكه في الثنائي رئيس المجلس النيابي نبيه بري اسماء الوزراء الشيعة، ما يؤشر الى رغبة هذا الثنائي بالتعجيل بتشكيل الحكومة. وسألت هل يعطي نصر الله في كلمته اليوم الاشارة للافراج عن التشكيلة، رغم التزامه عدم التدخل في حصة الفريق المسيحي الذي يختصره في الحكومة العتيدة رئيس الجمهورية وتياره الوطني الحر بقيادة الوزير جبران باسيل، وتيار " المردة" التي تُرك له اختيار مرشحتين لتولي الحقيبة الوزارية المخصصة للتيار. والكلام عن مرشحتين وليس مرشحين يعود الى رغبة الرئيس المكلف بأن تكون حصة النساء في الحكومة الثلث.
بحسب المعلومات المتوافرة، ظلت عقدة التمثيل المسيحي الوحيدة امام دياب في ظل تمسك باسيل بحصرية تسمية الوزراء المسيحيين ( باستثناء ممثل المردة)، فضلا عن وضع فيتو على الاسم الذي اقترحه دياب لوزارة الخارجية وهو الوزير السابق دميانوس قطار، او حتى لوزارة الاقتصاد، حيث يصر باسيل على ان حصة رئيس الجمهورية تتمثل بالدفاع والعدل والاقتصاد، ولا يمكن التنازل عنها.
حتى الآن، لا تشي اجواء المشاورات الاخيرة الجارية على خط بعبدا- تلة الخياط واللقلوق، حيث يقيم باسيل حاليا، بأي تقدم يجعل الولادة وشيكة في الساعات المقبلة. وتكشف المصادر عن ترقب لكلمة نصر الله ليحدد في ضوئها مصير الحكومة، خصوصا وان فكرة تشكيل حكومة تكنوقراط في الظروف الدقيقة والاستثنائية الراهنة تقلق الحزب ولا تطمئنه الى الضمانات التي يمكن ان يحصل عليها من حكومة مماثلة، ومن رئيسها تحديدا.
أمّا على مقلب الرئيس المكلف، فبدأت التساؤلات تطرح بقوة اكبر هل يصمد في وجه الضغوط التي يتعرض بها، وامام الظروف في المنطقة بعد مقتل سليماني، اذا بقي منزوع الغطاء السني، الذي يهدده في الوقت عينه بسحب الغطاء الدولي عن حكومة مصنفة حكومة " حزب الله"؟

وتحت عنوان: باسيل يناور ودياب يتصلب والمطلوب القبض على الحكومة" كتبت صحيفة الأنباء تقول:"  لا يزال لبنان كما المنطقة يترقّب ردة الفعل على الضربة الموجعة التي وجهتها واشنطن لطهران باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، فالأوراق خُلطت في السياسة كما في الأمن، والصورة الضبابية ستحتاج الى فترة قبل ان تتضح أقلّه حتى حصول الرد الإيراني.

لبنانياً هناك ترقب لكلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وما ستتضمنه من مواقف على المستوى الإقليمي، بعد الحدث الذي يملي مستوى معّين من الخطاب والذي يتوقع ان يرسل مؤشرات مهمة حول المرحلة المقبلة داخلياً.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر الثنائي الشيعي عبر "الأنباء" أن "لا تغيير في موقف حزب الله وحركة أمل في الملف الحكومي، لا بل هناك إصرار على استعجال تشكيل الحكومة أكثر من أي وقت مضى بعد اغتيال قاسم سليماني، وهم من جهتهم أزالوا كل العراقيل التي كانت تعيق مهمة التأليف".

الا أن مصادر مطلعة على مسار التأليف أشارت عبر "الأنباء" إلى ان اجتماع الرئيس المكلف حسان دياب بالوزير جبران باسيل لم يكن ناجحاً، في ظل الاملاءات التي حاول باسيل فرضها على دياب بذريعة انه يملك التكتل النيابي الأكبر الذي سيمنح الثقة للحكومة في مجلس النواب، فيما الحقيقة أنه يستند إلى تأثيره على توقيع رئيس الجمهورية لمرسوم التشكيل. لكن المصادر نقلت عن دياب إصراره ان "يتم الاحتكام لرئيس الجمهورية حيث ستكون الكلمة الفصل".

وفيما أفادت المعلومات ان الحكومة باتت في مرحلة اللمسات الاخيرة، لفتت المصادر الى ان ما يجري هو عبارة عن تحسين شروط في ربع الساعة الاخير ما بين باسيل ودياب ومحاولة فرض بعض الاسماء وتعديلات على توزيع الحقائب.

وقد سأل مراقبون عبر "الانباء" عما اذا كان سينعكس هذا التباين القائم بين دياب وباسيل في مرحلة التأليف على ما بعد ولادة الحكومة؟ وهل سيكون هناك توجهان داخل مجلس الوزراء؟ وكشف المراقبون أن كل ما يجري في الساعات الاخيرة قبل ولادة الحكومة هو محاولة من الوزير باسيل للحصول على الثلث المعطل ليضمن سيطرته على اللعبة الحكومية وعلى مصير القرارات على طاولة مجلس الوزراء، الأمر الذي يشكل دليلا اضافيا على ان الحكومة المقبلة ستكون من حيث الشكل فقط حكومة اختصاصيين الا ان الكلمة الفصل فيها وفي قراراتها واجراءاتها للفريق السياسي الذي أوصلها.  
صحيفة "الشرق الأوسط السعودية خصصت افتتاحيتها لتداعيات اغتيال اللواء قاسم سليماني وكتبت تقول:" لوّح قائد "الحرس الثوري" حسين سلامي، بشن "انتقام استراتيجي" يستهدف الحضور الأميركي في المنطقة، في وقت قال رئيس لجنة الأمن القومي البرلمانية مجتبى ذو النور، إن الرد الإيراني "لن يكون عاطفياً"، محدداً هدف بلاده بـ"الانتقام وليس الحرب". وشارك آلاف العراقيين، أمس، في بغداد في تشييع قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس، اللذين قُتلا، أول من أمس (الجمعة)، في ضربة أميركية، زادت من احتمال نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط.
ونقل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بإجازته الهجوم، واشنطن إلى مرحلة جديدة في المواجهة مع إيران والجماعات المسلحة المدعومة منها في المنطقة. ورغم الغموض حيال هذه الضربة، التي جاءت بعد هجوم صاروخي بطائرة مسيّرة نفّذه الأميركيون قرب مطار بغداد وقتلوا خلاله سليماني والمهندس وثمانية أشخاص آخرين، ردّت طهران متوعدة بـ"انتقام قاسٍ"، بينما أثار التصعيد الخشية من نزاع مفتوح بين الجانبين.
وقال قائد "الحرس الثوري" حسين سلامي، للتلفزيون الإيراني، إن "الانتقام الاستراتيجي سينهي الحضور الأميركي بالمنطقة"، مشيراً إلى أن تمهيد العمل على مدى جغرافيا واسعة في إطار عزم بلاده على الثأر.
وأصر سلامي على "تحقق" وعده لإنهاء الحضور الأميركي. وعدّ مقتل سليماني "ليس نهايته وإنما بداية جديدة لإنهاء الحضور الأميركي بالمنطقة".
ولوّح العميد غلام علي أبو حمزة، القيادي في "الحرس الثوري"، بمعاقبة الأميركيين، قائلاً: "أينما كانوا على مرماها"، مشيراً إلى إمكانية شن هجمات على سفن في الخليج.
وفرضت مفردات الثأر والانتقام نفسها على الصحف الصادرة أمس، في طهران، في إطار تهديد المرشد علي خامنئي برد قاسٍ على مقتل سليماني.
وأورد أبو حمزة في إقليم كرمان، سلسلة من الأهداف المحتمل ضربها انتقاماً لمقتل سليماني، تشمل مضيق هرمز، الممر الحيوي لناقلات النفط إلى الأسواق العالمية. وقال في تصريحات نشرتها وكالة "تسنيم" التابعة لـ"الحرس"، أمس، إن "مضيق هرمز نقطة حيوية للغرب وإن عدداً كبيراً من المدمرات والسفن الأميركية يمرّ من هناك". وأضاف: "حددت إيران أهدافاً أميركية حيوية في المنطقة منذ وقت طويل… نحو 35 هدفاً أميركياً في المنطقة، بالإضافة إلى تل أبيب في متناول أيدينا" مشيراً إلى أكبر مدينة إسرائيلية.
على نقيض ذلك، أوضح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان مجتبى ذو النور، أن الرد الإيراني "لن يكون عاطفياً وتحت تأثير المشاعر"، مشدداً على أن "هدفنا الانتقام فحسب، ونحن لا نعتزم الحرب. لم نكن البادئين بأي حرب، بل سنوجّه الرد المناسب لجريمة الأعداء، لكن لم نكن البادئين بأي حرب ولا نرغب فيها". وقال إن رد إيران سيكون "انتقامياً، وفي غاية الدقة، ومحسوباً"، لافتاً إلى أنه "سيكون أكثر فائدة للأمة الإيرانية وأكثر ضرراً على أعدائها".

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى