سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: الحكم في غيبوبة وكلام صريح للسفيرة الفرنسية

 

الحوارنيوز – خص

لا حراك داخلي، ولبنان الرسمي أشبه بمريض في حالة غيبوبة بإنتظار المشاورات الدولية التي تقودها فرنسا. وحتى الآن لم يرشح أي معطى إيجابي باستثناء الكلام عن حوار وطني ترفضه المعارضة!

ماذا جاء في افتتاحيات صحف اليوم؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: غريو والوداع “الساخط”: لولا فرنسا أين لبنان؟

وكتبت  تقول: على كثير من الغموض والتشابك بين المعطيات والأجواء المتناقضة في شأن ما يمكن ان يحمله الأسبوع المقبل من تطورات جديدة في الازمة الرئاسية، كما في ازمة انتقال السلطة في حاكمية #مصرف لبنان يقفل الأسبوع السياسي الحالي مسارا شديد الارتباك قد يكون من ابرز معالم ارتباكه عدم تيقن أي مرجع رسمي او جهة سياسية من الموعد النهائي الحاسم لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت !

 

وإذ بدت حرارة المشهد السياسي المربك اقرب الى حرارة موجة الحرائق المتنقلة والكثيفة التي ضربت بعض المناطق اللبنانية تحت وطأة حرارة صحراوية تجتاح لبنان والمنطقة بلهيبها، ازداد حبس انفاس القوى السياسية حيال ما يمكن ان ينتهي اليه اجتماع اللجنة الخماسية في الدوحة الاثنين المقبل لممثلي دول “الخماسي” الذي اجتمع في باريس حول متابعة الازمة الرئاسية في لبنان .

 

وفي هذا السياق أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين نقلا عن مصادر فرنسية رفيعة ان المبعوث الرئاسي جان ايف لودريان جاهز لتسهيل الحوار بين الاطراف اللبنانيين عبر ترتيب وتسهيل الحوار وانه مستعد لترتيب مثل هذا الحوار بعد الاستماع الى جميع القوى السياسية في لبنان . وهو قام بزيارة السعودية لاستشارة المسؤول عن الملف اللبناني المستشار نزار العلولا وطلب مساعدته ثم سيشارك في الاجتماع الخماسي في الدوحة الاثنين المقبل للاستماع الى اراء ممثلي الدول الخمس المشاركة وما اذا كانت تشجع اجراء حوار بين القوى اللبنانية . وقد عرض لودريان قبل سفره الى الرياض بعض افكاره على الفريق الرئاسي الفرنسي المتابع للملف اللبناني ولكن لم يتم حسم الموضوع بعد لان البعض يعتبر انه سبق لفرنسا ان نظمت حوارا للأفرقاء اللبنانيين في سان كلو عندما كان الاتصال مقطوعا بين الاطراف اللبنانيين فيما اليوم الاتصال بين الاطراف ليس مقطوعا والبعض يشكك في نجاح مثل هذا الحوار وتبعا لذلك ينتظر لودريان نتائج اجتماعاته الاقليمية والدولية في قطر لحسم توصياته النهائية ورفعها الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون .

 

الى ذلك قالت المصادر الفرنسية نفسها ان ما تتمناه فرنسا للبنان هو انتخاب رئيس يلتزم ببرنامج واضح مع حكومة يمكنها السير في الاصلاحات، وانه اصبح واضحا اليوم ان سليمان فرنجية رئيس تيار “المردة” ليس لديه اصوات الاغلبية كي يصبح رئيسا كما ان اي مرشح آخر لم يحصل على الاصوات لينتخب وينبغي على “حزب الله” ان يستعيد هامش تحرك للانتقال والتحرك لإعادة فتح المسار. ولكن المصادر تساءلت هل تحل الامور اذا تحرك “حزب الله” ثم عارض رئيس “التيار الوطني الحر”جبران باسيل مثلا انتخاب قائد الجيش جوزف عون ؟ واستنتجت المصادر ان الانقسامات بين الاحزاب اللبنانية مخيبة لمن يريد مساعدة البلد على الخروج من ازمته.

 

الى ذلك علقت المصادر الفرنسية الرفيعة على موضوع عودة النازحين السوريين في لبنان الى بلدهم فقالت ان الموقف الفرنسي هو ان عودتهم مرتبطة بحصولهم على ضمانات عبر الامم المتحدة وبعودة طوعية بشروط انسانية آمنة لكي لا يتعرضوا الى قمع او سجن من النظام .

 

الوداع “اللاذع”

على ان العلامة الفارقة التي بدت كمؤشر فرنسي رسمي الى التحضيرات لاطلاق اقتراح الحوار برزت في الكلمة المسهبة التي القتها السفيرة الفرنسية آن غريو مساء امس في قصر الصنوبر لمناسبة العيد الوطني الفرنسي والتي اكتسبت دلالات استثنائية اذ كانت الكلمة الأخيرة لغريو التي تنتهي مهمتها في لبنان في نهاية الشهر الحالي. وحرصت غريو على ان تأتي كلمتها بخلاصات لاذعة وصارمة وساخطة وصريحة في الكثير منها حول تداعيات جهود بلادها في لبنان كما عن الدعم الفرنسي والمساعدات الفرنسية للبنان ومن ثم حول نظرتها الى الوضع المقلق في لبنان. وإذ بدت في غاية الصراحة بقولها” ان لبنان ليس على ما يرام وان الاستقرار الحالي استقرار خادع” حذرت من ان “لبنان يخسر وكأنه يتعرض للبتر قواه الحية وشبابه “. واعتبرت ان “ما ينخر لبنان اليوم في الصميم هو الخوف من الاخر” ولكنها اكدت ان “العديد منكم يرفضون الاستسلام وفرنسا أيضا لن تستسلم “. ثم قدمت عرضا لافتا عكس الكثير من النبرة الساخطة وتضمن ما قام به الرئيس الفرنسي منذ ثلاث سنوات “لحشد الجهود وحمل قضية لبنان ودعمه ومن اجل شعب وقع ضحية تسويف حكامه” واطلقت سلسلة تساؤلات عنوانها ” ما كان ليصبح عليه وضع لبنان اليوم لو ان فرنسا استسلمت ولو ان التزامها الى جانبكم بمساعدة دول صديقة تلاشى وتوقف ؟ ” ومن نماذج الأسئلة التي طرحتها “اين كنتم لو ان فرنسا لم تحتضن مع شركائها قواكم الأمنية وأين كنتم لو ان فرنسا لم تحشد جهود المجتمع الدولي ثلاث مرات متتالية لتجنبكم انهيارا عنيفا تحت وطأة الإفلاس المالي والانفجار في مرفأ بيروت .. ولو لم تهب لدعم مدارسكم كيلا تغلق أبوابها.. ولو ان الشركات الفرنسية قلصت اعمالها وتخلت عن فرق العمل المحلية فيها “. ثم تناولت غريو مهمة لودريان وأعلنت ان وساطته “خطوة تهدف الى جمع بلدان المنطقة والمجتمع الدولي التي ما زالت تهتم بمستقبل لبنان وقد أصبح وجودها نادرا كما ترمي الى توفير الظروف الضرورية لإقامة حوار هادئ بين افرقاء لا يتحدثون مع بعضهم البعض علما انه يقع عليهم جميعا انتخاب رئيس للجمهورية …”.

وذكر ان وزير الاشغال علي حمية غادر قصر الصنوبر احتجاجا على اخضاعه للتفتيش على الالات الالكترونية واعتبرها “إهانة سيادية”.

 

·        صحيفة الجمهورية عنونت: الاستحقاق جامد والحراك غامض.. وإستقالة نواب الحاكم الاثنين

وكتبت تقول: أربعة ملفات تتصدّر واجهة الاهتمامات المحلية والاقليمية والدولية دفعة واحدة في هذه المرحلة، وكل منها يرتبط به مصير البلاد راهناً ومستقبلاً، ولكن المعالجات في شأنها لا تزال بطيئة حيناً ومنعدمة احياناً، ولكن قضية حاكمية مصرف لبنان بدأت تضغط في اتجاه حسمها، في ضوء انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة نهاية الشهر الجاري. خصوصاً انّ نواب الحاكم الاربعة يتّجهون للاستقالة من مهمّاتهم الاثنين المقبل، الامر الذي سيهدّد بحصول فراغ في السلطة المصرفية الى جانب الفراغ الرئاسي القائم.

 

‏على صعيد الاستحقاق الرئاسي، فإنّه يعيش جموداً في انتظار الجولة الجديدة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والاجتماع الموعود للمجموعة الخماسية العربية ـ الدولية، ولم يرشح اي شيء أمس عن لودريان الموجود في الخليج، وسيشارك في هذا الاجتماع الذي قيل انّه سينعقد في قطر، وسط معلومات عن وجود تباين بين اركانه حول سبل مقاربة الوضع اللبناني واستحقاقاته التي هي محور انقسام عمودي بين الأفرقاء السياسيين المعنيين.

 

وفي هذا السياق، أشارت السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، خلال احتفال في قصر الصنوبر في مناسبة العيد الوطني الفرنسي، إلى أنّ «الوساطة الفرنسية ترمي إلى توفير الظروف الضرورية لإقامة حوار هادئ بين أفرقاء لا يتحدثون مع بعضهم»، وذكرت متوجّهة إلى اللبنانيين، أنّه «يمكنكم في لحظة يقظة جماعية أن تطلقوا العنان للتغيير». وقالت إنّ «الخطوة التي قام بها رئيس الجمهورية (ايمانويل ماكرون) عبر اقتراح وساطة جان-إيف لودريان، إنمّا تتوجّه إليكم، وإلى لبنان هذا بالذاّت. هي خطوة تهدف إلى جمع بلدان المنطقة والمجتمع الدولي التي ما زالت تهتمّ بمستقبل لبنان، وقد أصبح وجودها نادرًا. كما ترمي إلى توفير الظروف الضرورية لإقامة حوار هادئ بين فرقاء لا يتحدثّون مع بعضهم البعض، علماً أنّه يقع على عاتقهم جميعاً إنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة كي يعملا لمصلحة لبنان واللبنانيين. الهدف ليس الحلول مكانهم بل محاولة مواكبة إعادة إطلاق عجلة مؤسساتكم، فهذا شرط مسبق لا بدّ من توافره لكبح انهيار لبنان ودولته».

 

 

·       صحيفة الأنباء عنونت:لودريان في بيروت بلا جديد… وحوار “التيار” – “الحزب” يخرق المشهد

وكتبت تقول: لم يكف حر تمّوز لوضع الطبخة الرئاسية على نار حامية، بل إن منسوب البرودة من المرجّح أن يرتفع في الأيام المقبلة، لأن المراوحة سمة المرحلة، ومن غير المتوقع أن يحمل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الذي يحط بعد أيام في بيروت قادماً من اجتماعات اللقاء الخماسي، أي جديد في هذا السياق.

 

كثيرون يعتقدون أن الملف الرئاسي وحلّه مرتبط بالاتفاق الأميركي الإيراني، ويؤكّد هؤلاء صوابية نظرتهم بالقول إن الاتفاق السعودي الإيراني الذي انعكس على اليمن والعراق لم يكن له نتائج تُذكر في لبنان، ولن يتغيّر الحال إلّا بعد تفاهم طهران وواشنطن، مذكّرين بتجربة 2015، وفي هذا الإطار، سرّبت صحيفة “هارتس” العبرية معلومات عن وجود اتفاق نووي “غير مكتوب”.

 

وفق المعلومات المنقولة، فإن الاتفاق يجمّد البرنامج النووي في طهران مُقابل تحرير بعض الأموال الإيرانية المحتجزة وإطلاق سراح سجناء، وهو غير مكتوب كي لا يكون رسمياً فيستفز الجمهوريين في الكونغرس. لكن نطاق هذا الاتفاق ضيّق ولا يشمل المنطقة ولا يُرسي تفاهمات جديدة، ما يعني أن الستاتيكو الحاصل في الإقليم مستمر ويتمدّد.

 

على صعيد آخر، وفي ظل الجمود المستشري، انشغلت البلاد في خبر إعلان عودة الحوار وعلى أعلى المستويات بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” بعد قطيعة استمرت لأشهر، وذلك بعدما وافق جبران باسيل على إدراج اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ضمن سلّة الأسماء المطروحة للبحث بين الطرفين، علماً أن رفض باسيل هذا الأمر كان العائق أمام عودة الحوار.

 

مصادر سياسية ومتابعة للشأن توقّفت عند عودة الحوار ولقاء باسيل بوفيق صفا، وأشارت إلى أن “حوار باسيل مع “حزب الله” لا يعني انهاء التقاطع الموجود مع المعارضة على اسم جهاد أزعور طالما أن “التيار” لم يُعلن موقفاً مماثلاً لهذا الأمر، بانتظار ما ستفرزه اللقاءات المقبلة، خصوصاً وأنها قد لا تكون ناجحة فتُشبه سابقاتها حينما حاول “الحزب” إقناع باسيل بفرنجية وفشل”.

 

ووفق المصادر، فإن المعارضة تعوّل على موقف باسيل الرافض لفرنجية ومحاولته إقناع “حزب الله” بوجهة نظره، لكنها في الوقت نفسه تستبعد تراجع “الحزب” عن فرنجية بسبب رأي باسيل، وترد ذلك في حال حصل يوماً إلى تسوية إقليمية – دولية، لكن المصادر تخوّفت من إقتناع باسيل بفرنجية مقابل ضمانات سياسية ومكاسب.

 

إلى ذلك، كان لافتاً اللقاء الذي عُقد بين السفير السعودي وليد البخاري والمدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر، والذي بحث ملفات اقتصادية وكان فرصة لإعادة إحياء مشاريع الاتفاقيات ومذكرات تفاهم مشتركة بين البلدين.

 

يحتاج لبنان إلى هذه التفاهمات الاقتصادية مع السعودية، خصوصاً وأنها خطوة تجاه مأسسة العلاقات بين الطرفين، وهذا ما تسعى إليه الرياض في سياق مشاريعها الداخلية والخارجية، على قاعدة ألا مساعدات مجانية، بل تبادلاً اقتصادياً وتجارياً يستفيد منه الجميع، وهو من شأنه أن يُحصّن لبنان أيضاً ويرفع من مستوى علاقاته مع السعودية.

 

إلّا أن عودة الاستثمارات السعودية إلى لبنان بزخم مرتبط بأكثر من عامل، منها ما هو سياسي يشترط إنجاز الاستحقاقات وتنفيذ الإصلاحات المالية، ومنها ما هو أمني، لأن رأس المال يحتاج إلى الاستقرار النسبي، والعاملان غير مؤمنين حتى الساعة في ظل الشغور الذي يوسّع رقعته من جهة، والتوتر الأمني الذي تتصاعد حدّته في الجنوب بين “حزب الله” وإسرائيل من جهة أخرى.

 

في هذه الأثناء، تنتظر البلاد عودة لودريان في الأيام القليلة المقبلة علّها تحمل الإيجابيات، لكن لا تعويل على ذلك، ومن الواضح أن صيفاً حاراً بانتظار اللبنانيين لن يحمل سوى المزيد من الإشكالات المتعدّدة والفراغ، ولن يُبرّد من شدّة الحرارة سوى المغتربين الذين يعودون كل صيف لإنعاش البلاد مرحلياً.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى