قالت الصحف: التدخل الخارجي بالشأن الداخلي – الانتخابي على المفضوح.. والأزمات المعيشية عالقة بلا حلول
الحوارنيوز – خاص
أقرت معظم افتتاحيات صحف اليوم بأن المشهد السياسي الداخلي يؤكد على حجم التدخل الخارجي بالشأن اللبناني والذي يرغب أن يسميه البعض بالإهتمام العربي والدولي، فيما الجميع يتنصل من مسؤولياته لحل أزمات اللبنانيين المعيشية بحدها الأدنى.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت بما يؤكد طبيعة وحجم التدخل الخارجي: “التنسيق السعودي الفرنسي الأميركي يتوّج “العودة“
وكتبت تقول: عكست الحركة المتزايدة التي واكبت عودة السفيرين السعودي والكويتي الى لبنان إيذانا بعودة سائر سفراء دول مجلس التعاون الخليجي دلالات بارزة ومهمة تتجاوز إطار الحضور الخليجي عموما والسعودي خصوصا في مرحلة الانتخابات النيابية الى افاق أوسع مدى تتصل بالسعي الفعلي الى إعادة التوازن المفقود الى المشهد اللبناني عربيا وإقليميا وداخليا. وقد اتضح هذا البعد من خلال الحركة الناشطة والسريعة للسفير السعودي وليد البخاري غداة عودته الى بيروت اولا عبر جولته امس على رؤساء الطوائف اللبنانية وثانيا من خلال “الجمعة” السياسية الكبيرة التي شهدها الإفطار الذي أقامه مساء في دارته في اليرزة، واما البعد الأهم فكان من خلال المباحثات المباشرة التي اجراها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع البخاري قبل الإفطار والتي بدا من خلالها ان هذا التطور يضع الحكومة امام عودة السفراء الخليجيين في اطار ثابت من التزام التعهدات التي قطعها الرئيس ميقاتي بما ينفي عن العودة الطابع الظرفي او حتى الانتخابي العابر . وقد أشار ميقاتي بوضوح الى انه سيقوم قريبا بزيارة للمملكة العربية السعودية خلال شهر رمضان ولكن فهم ان الزيارة ستكون لاداء مناسك العمرة.
البعد المتعلق بالتزامات الحكومة برز من خلال اعلان ميقاتي بعد لقائه السفير البخاري في اليرزة انه سمع منه “حرص المملكة ، ملكا وولي عهد وقيادة، على دعم لبنان وان تكون دائما الى جانب لبنان. ولم نتحدث عن الغيمة التي مرت في المرحلة السابقة، لان العلاقات تمر احيانا بمطبات، ونحن لا نريد ان نذكرها، بل ذكرنا سوية العلاقة التاريخية والمستقبلية بين المملكة ولبنان“.
وكشف ان البخاري “تحدث عن الشراكة الفرنسية – السعودية في ما يتعلق بدعم ستة قطاعات في لبنان ، وقال ان عودته في هذا الشهر الفضيل هي عنوان لمزيد من التعاضد مع الشعب اللبناني وهو التعاضد الذي يؤكده خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين. وقد أكد لي سعادة السفير حرصهما الكبير على لبنان ووحدته ومساعدته، والنظر الى ما يريده لبنان. نأمل بإذن الله ان تكون صفحة جديدة نحو تنمية العلاقات وتطويرها بين البلدين“.
وردا على سؤال قال : “لم اشعر يوما ان المملكة العربية السعودية اغلقت ابوابها امامي وامام اي لبناني، فنحن نعلم تماما ان اللبنانيين الموجودين في المملكة العربية السعودية محاطون بكل رعاية واهتمام من قبل القيادة ، وانا باذن الله سأقوم بزيارة الى المملكة العربية السعودية قريبا جدا واذا اردتم معرفة التاريخ خلال شهر رمضان المبارك”. وقال: “لقد اكدت في بياني الثوابت واننا ملتزمون بكل ما يحمي سيادة لبنان وفي الوقت ذاته الا يكون لبنان منصة او مصدر ازعاج لأي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا هو الأساس“.
وجمع إفطار السفير البخاري حشدا من الشخصيات السياسية تقدمها الرؤساء نجيب ميقاتي وامين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة وتمام سلام ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل وعدد من السفراء ابرزهم سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والكويت.
إطلالة ثلاثية
واتخذت اطلالة إعلامية ثلاثية مشتركة من منزل السفير السعودي بعد الإفطار للسفير البخاري مع سفيرتي فرنسا آن غريو والولايات المتحدة دوروثي شيا دلالة معبرة وبارزة لجهة ما عكسته من تنسيق واضح ومعمق بين الدول الثلاث حول لبنان اذ من خلال “ترحيب” السفيرتين غريو وشيا بعودة البخاري اتضح تماما ان ابعاد عودة السفراء الخليجيين تستند الى اتفاق وتنسيق مسبقين بين الدول الثلاث . ولعل ما زاد المشهد توهجا ان السفراء كانوا يتحدثون تباعا ولو باقتضاب عن دلالات دعم دولهم للبنان.
- صحيفة “الأخبار” خصصت رئسيستها لمضمون كلمة السيد حسن نصرالله وعنونت في هذا السياق: “نصر الله يحذّر من تأجيل الانتخابات”
وكتبت تقول: رغم اللهجة الهادئة التي طغت على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وضعت كلمته أمس أسس المقاربة التي ستحكم أداء الحزب وحلفائه في المعركة الانتخابية وبعد صدور نتائجها، وأكّدت أن الصراع مستمر مع السعودية التي أعلنت النفير الانتخابي مع عودة سفيرها إلى بيروت. فبالتزامن مع الإفطار الذي استضافه وليد البخاري في منزله أمس، أكّد نصر الله في كلمة له حول آخر المستجدات أن من يخرّب العلاقات العربية هو «السعودية التي شنَّت حرباً مدمرةً على اليمن وعلى شعبه، قضى فيها عشرات الآلاف وخلقت أسوأ أزمة إنسانية على مدى 7 سنوات… ومَنْ فتح الباب على حرب كونية على سوريا واستخدم جيوشه لذلك»، مؤكداً في الوقت نفسه الترحيب بالهدنة في اليمن، «وما كنا نطالب به منذ البداية هو وقف الحرب والمجازر ولا أحد يسعى إلى استهداف السعودية». ووجّه «نصيحة للحكام في السعودية بأن لا تراهنوا على التفاوض مع آخرين غير المجلس السياسي اليمني الأعلى وحركة أنصار الله. والطريق الوحيد للحل السياسي هو التفاوض المباشر مع هؤلاء. ولا تنتظروا من أحد من أصدقائهم أن يضغط عليهم».
وفي الشأن الداخلي، نبّه نصر الله من أن «هناك جواً يُنقل عن السفارة الأميركية وبعض السفارات والجهات السياسية بأن الفريق السياسي الذي ننتمي إليه سيحافظ على الأغلبية النيابية أو سيحصل على ثُلثَي المجلس. وهناك حديث عن تأجيل الانتخابات لتحسين ظروف الفريق الآخر»، متهماً «السفارة الأميركية وقوى سياسية في هذا الفريق بالسعي إلى تعطيل الانتخابات» بذريعة إضرابات القضاة والمعلمين وموظفي البعثات الدبلوماسية.
ومن دون أن يتطرق إلى عودة سفراء الخليج إلى لبنان، وضع نصر الله هذه العودة في إطار انتخابي عندما أشار الى الإنفاق الانتخابي وشراء الأصوات ودخول المال بشكل مفاجئ كما حصل في انتخابات 2009، وإلى أن «الحديث عن حصولنا على الأكثرية، أو عن تأجيل الانتخابات، هو طمأنة مؤيدينا بأن لا حاجة إلى ذهابهم للاقتراع»، مشدداً على ضرورة الالتفات إلى ذلك والحضور الكثيف والفاعل إلى صناديق الاقتراع، و«يجب أن نشارك بالانتخابات بكل حماستنا وحضورنا وفعاليتنا في كل الدوائر مهما تحدثت استطلاعات الرأي». وشدّد على أن «هدفنا في هذه الانتخابات إنجاح مرشّحينا وإنجاح مرشّحي حلفائنا، ومن الطبيعي أن ندعم أصدقاءنا وحلفاءنا».
ورأى أن «الحصول على الثلثين في المجلس النيابي المستقبلي ليس هدف فريقنا السياسي، وهذا الهدف ليس واقعياً ومنطقياً. وما يقال بأن فريقنا السياسي يريد الحصول على الثلثين هو للتحريض»، و«ثقافتنا ورؤيتنا أنّ أيّ تغيير في النظام السياسي يجب أن يحصل بالحوار لا بالاستقواء والنصف زائداً واحداً أو الثلثين».
وأكّد نصر الله «أننا حريصون على أن يتمثل الجميع بأحجامهم الطبيعية، ولا نريد إلغاء أحد، والقانون النسبي الذي ناضلنا من أجله لا يعطي الفرصة لإلغاء أحد»، مشيراً إلى «أننا لم نكن إلغائيين منذ 2005، وكنا ننادي بحكومة وحدة وطنية ولا نزال. بينما قوى 14 آذار هي من ألغت التيار الوطني الحر يومها». وأضاف: «الإلغائي من كان يراهن في حرب تموز على زوال المقاومة، وكان يطالب في جلساته مع الأميركيين بعدم وقف الحرب. والإلغائي من يعتبر ثلث الشعب اللبناني جالية إيرانية ويريد إلغاء المقاومة».
وأشار الى «أننا لم نطلب يوماً الحماية من الدولة، لكننا لا نريد لأحد أن يستغل الدولة لطعن المقاومة». ولفت الى أن المقاومة في حرب نيسان 1996 استطاعت أن تفرض على العدو معادلة حماية المدنيين مع استمرار عملها. كما أن معادلة حماية المدنيين من الاعتداءات الإسرائيلية ما زالت قائمة بفضل المقاومة، وأضاف: «يجب أن نسجل الجهد المميز الذي قام به الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ورئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري الذي أدى الى ما سمّي بتفاهم نيسان».
وحيّا نصر الله «بطولات رجال فلسطين وشبابها ونسائها وأطفالها وشيوخها، وعائلات الشهداء الفلسطينيين». وأشار إلى أن «ما يجري في فلسطين المحتلة له دلالات كبيرة بشأن الصراع مع العدو ومستقبل الكيان الإسرائيلي، وإذا كنتم تراهنون على يأس وإحباط الشعب الفلسطيني فأنتم واهمون، وإذا كنتم تظنّون أن الخذلان الرسمي العربي سيؤدي إلى تراجع الشباب الفلسطيني فأنتم واهمون”.
· صحيفة “اللواء” عنونت: «أزمة قمح» تنغِّص على اللبنانيين فرصة تعافي العلاقات اللبنانية – الخليجية / بخاري يجدِّد دعم لبنان بالشراكة مع فرنسا..
وكتبت تقول: ما خلا أزمة الرغيف المفتعلة، التي أعادت المواطنين الذين يئنون من ضغط الأزمة المعيشية، على خلفية تأخر مصرف لبنان بفتح الاعتمادات اللازمة لدعم القمح تلبية لحاجة السوق، ولاستمرار تأمين الرغيف!
وعلى أمل ان تنفرج الأزمة اليوم، وفقاً لتوقعات وزير الاقتصاد أمين سلام، بدا التنغيض على حياة المواطن موضة يومية، عبر تفريخ الأزمات أو على أقل اعتبار الحؤول دون التقدم خطوات باتجاه الاستقرار..
وتأتي هذه التطورات في وقت كانت الأنظار مشدودة ولا تزال إلى مفاعيل العودة العربية، عبر سفراء دول الخليج إلى بيروت، بعد موقف احتجاجي على إساءات تعرّضت لها المملكة العربية السعودية، ودول أخرى، لجأت إلى «إجراء دبلوماسي للتعبير عن موقف كان مسيئاً للمملكة ودول مجلس التعاون».
أمّا حكومياً، فلم يتبلغ الوزراء حتى الآن بأي موعد لجلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع على ان تتضح الصورة اليوم. وفهم من مصادر سياسية مطلعة أن الحدث المتمثل بعودة السفيرين السعودي والكويتي هو الأبرز وجولة البخاري على القيادات وأقامته حفل الأفطار. وقالت المصادر إن هناك حاجة إلى الاستفادة من هذه العودة التي تحمل في طياتها دعما للبلد.
وقالت المصادر إن العمل جار من أجل البدء بوضع الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي على السكة الصحيحة من خلال ملف الإصلاحات.
إلى ذلك، يعقد لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء من أجل بحث ملفات عالقة وأبرزها مسألة التشكيلات الديببلوماسية التي يبدو أنها عالقة. كما أن هناك ميلا إلى إصدار دفعة من تعيينات عدد من مجالس الإدارات.
وكشفت حركة سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري في اليوم الثاني لعودته إلى بيروت عن أجواء مؤاتية لاطلاق مشاريع مشتركة مع فرنسا لتقديم الدعم الإنساني والاستقرار في لبنان.
وقال السفير بخاري، في كلمة له في الإفطار الذي دعا إليه رؤساء جمهورية سابقين ورئيس الحكومة ورؤساء حكومات سابقين وحضره، ممثّل الرئيس نبيه برّي وزير الزراعة عباس الحاج حسن، ان «هناك لجنة تحضيرية مشتركة لتنفيذ المشاريع لأن لبنان والشعب اللبناني يستحقان لأن الوضع صعب جداً في هذه المرحلة».
إذاً، ملأت عودة السفيرين السعودي والكويتي وعمّا قريب القطري الى بيروت، الساحة السياسية المشغولة فقط بالحملات الانتخابية والخطابات السياسية العالية السقف، فيما المواطن مازال يعيش ايام رمضان المبارك بتقشف كبير نتيجة الاسعار غير المحتملة وغير المبررة للمواد الغذائية والخضار واللحوم والدجاج، وسط استمرار التحذيرات من فقدان الخبز نتيجة عدم توافر القمح بكميات كافية وربما فقدانه بعد فترة ما لم يفتح المصرف المركزي الاعتمادات اللازمة له، برغم اعلان الرئيس نبيه بري يوم السبت عن حلحلة للازمة.
».