سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: الانهيار يسابق الحلول

 

الحوارنيوز – خاص

هل تشكل نتائج الانتخابات النيابية فرصة للحل أم أنها خطوة نحو المزيد من التأزم السياسي والفشل في تقديم حلول للأزمات الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها لبنان والشعب اللبناني؟

أسئلة حاولت الإحاطة بها افتتاحيات صحف اليوم والتي جاءت على النحو الآتي:

 

  • صحيفة النهار عنونت: مؤشرات الانهيار تسابق انطلاقة المجلس المنتخب

وكتبت تقول: قطعا لا يمكن النظر “ببراءة” الى الاندفاعات النارية لمؤشرات الازمة المالية وتحليق سعر الدولار في السوق السوداء وتداعياتهما مجدداً على الارتفاعات النارية في أسعار المحروقات متزامنة مع معالم ازمة في الطحين والخبز والبنزين ومن ثم في التعتيم الكهربائي مجددا ..وكل ذلك متزامنا دفعة واحدة غداة انتهاء اعلان نتائج الانتخابات النيابية بالتقسيط!

 

ذلك ان الساعات الأخيرة شهدت تطورات مريبة لجهة تحليق سعر الدولار الى ما تجاوز سقف الـ31 الف ليرة ومن ثم اختفاء مادة البنزين في عدد من المناطق كما برزت معالم ازمة فقدان الخبز وبموازاتها ازمة انقطاع التيار الكهربائي “الرسمي”.

 

هذه المؤشرات جاءت وسط تفاقم الغموض المتصل بانطلاق الاستحقاقات التي ستعقب بدء ولاية مجلس النواب المنتخب في 22 أيار الحالي بدءا بانتخاب رئيس المجلس وهيئة مكتبه وهو الاستحقاق الذي يواجه عبره رئيس المجلس “التاريخي” منذ عام 1992 بلا انقطاع نبيه بري للمرة الأولى تحديا كبيرا لجهة وجود كتل وازنة ترفض إعادة انتخابه ولو انتفت المنافسة له لعدم وجود مرشح في مواجهته. كما ان الاستحقاق الثاني الأشد تعقيدا سيكون في تسمية شخصية لتشكيل الحكومة الجديدة في الاستشارات النيابية الملزمة وسط فسيفساء سنية مختلفة عن كل المراحل التي طبعت الحقبات السابقة.

 

وبرزت في هذا السياق الخطوة التنسيقية المبكرة التي اتخذها عدد من النواب الجدد اذ افيد ان 14 نائباً من نواب “الثورة والتغيير” عقدوا إجتماعاً مساء أمس في أحد فنادق بيروت بعيدا من الاعلام لتشكيل كتلة ودراسة الخيارات المقبلة في استحقاق رئاسة المجلس والاستشارات وغيرها.

 

في أي حال بدأت الحكومة بالاستعداد لمرحلة تصريف الاعمال باعتبار انها تعتبر مستقيلة مع نهاية ولاية المجلس الحالي. ومن المقرر ان تعقد غدا في قصر بعبدا الجلسة التي قد تكون الأخيرة لمجلس الوزراء قبل تحول الحكومة الى مرحلة تصريف الاعمال ولذلك اعد للجلسة جدول اعمال فضفاض وكثيف وقياسي من 133 بندا بدا معه ان الحكومة جمعت كل ما كان في جعبتها وادرجته على جدول اعمال جلسة وحيدة، علها تنجز في جلسة ما عجزت عنه على مدى أشهر. وهي بذلك، تسعى ايضاً الى تسهيل مهمتها في مرحلة تصريف الاعمال التي ستطول كما هو واضح، بحيث تسعى الى تأمين الاعتمادات المالية وانجاز الحد الأقصى من المشاريع والمراسيم والأمور التي تقع في اطار تسيير شؤون البلد والمواطنين وادارات الدولة ومؤسساتها عبر إقرار سلف خزينة ونقل اعتمادات، تفادياً لتوقفها عن العمل ووقوعها في الشلل التام، وذلك انطلاقاً من المخاوف القائمة حيال الاحتمالات الكبيرة لتعذر تشكيل حكومة جديدة في فترة سريعة، كما تقتضي الظروف الاستثنائية في البلاد، وهي على أبواب اشهر قليلة من انتهاء الولاية الرئاسية. وأبرز جدول اعمال جلسة الغد ما يكفي لتلمس عدد من الرسائل التي ترغب حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في توجيهها، واهمها انها جاهزة لتحمل مسؤولياتها في مرحلة الشلل وقد وفرت كل الجهوزية المطلوبة لذلك مالياً عبر السلف والاعتمادات، وتنفيذياً عبر انجاز المشاريع والخطط الملحة المطلوبة منها امام المانحين.

 

وستستهل الجلسة بتقييم لنتائج الانتخابات النيابية، على ان تنتقل مباشرة الى الاستماع الى الوزراء في استعراض لأعمال وزاراتهم، ليصار بعدها الى طرح نائب رئيس الحكومة لاستراتيجية النهوض بالقطاع المالي ومذكرة بشأن السياسات الاقتصادية والمالية. كما ستطرح الجلسة خطط لوزارة الطاقة ايضاً (تعديل المادة 7 من القانون 462 المتعلق بتنظيم قطاع الكهرباء) ومشروع تفويض وزير الطاقة التوقيع على اتفاقيتي شراء الغاز الطبيعي مع مصر وتبادل الغاز مع سوريا، وادرجت بنود تتعلق بعشرات سلف الخزينة بمئات مليارات الليرات لتمويل مختلف الإدارات والوزارات.

 

 

  • صحيفة اللواء عنونت: الانهيار يتجاهل الانتخابات.. ويُحجِّم السباق إلى المناصب / جلسة مالية مرهقة للحكومة الراحلة غداً.. والكهرباء تُبشِّر بالعتمة!

 

 وكتبت تقول: غداً تذهب حكومة «معاً للإنقاذ» إلى جلستها الأخيرة، قبل ساعات قليلة من دخولها، في مرحلة اعتبارها مستقيلة، مع بدء ولاية المجلس النيابي الجديد، بدءاً من الأحد في 22 الجاري، والبلد مطوّق بأوضاع تذكر بمرحلة ما قبل الانتخابات:

1- الدولار الأميركي عاد إلى سباق الارتفاع مسجلاً رقماً جنونياً، تجاوز الـ30 الفاً وسط بلبلة في أداء مصرف لبنان بين وقف منصة صيرفة أو استمرارها استناداً إلى التعميم 161.

2- توقف الأفران عن العمل، في ضوء أزمة الطحين والقمح، التي لا تكفي لايام قليلة، في ضوء تقاذف التهم بين الأفران ووزارة الاقتصاد، وانعدام ربطة الخبز الصغيرة أو الكبيرة، التي ارتفع سعرها في المحلات الصغيرة والسوبرماركات.

3- وعادت السيّارات إلى الوقوف صفوفاً طويلة امام محطات المحروقات، التي رفعت بمعظمها خراطيمها في عدد من أقضية الجنوب، وصيدا وبيروت وفرن الشباك، على طول الساحل اللبناني، جنوباً وشمالاً وسط كلام لا يغني ولا يسمن من قبل الشركات وأصحاب المحطات ان لا أزمة محروقات بل مسألة اعتمادات، وفروق بين سعر المنصة وسعر المبيع بالليرة اللبنانية أو الدولار الأميركي.

وكشف رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس عن ان سوق المحروقات في لبنان يواجه تحدياً يتمثل بالحاجة إلى تأمين مبالغ كافية من الدولارات، مشيراً في هذا الإطار إلى ان شركات النفط ستسلم محطات المحروقات كميات توازي ما يسلمها مصرف لبنان والمصارف من دولارات عبر منصة صيرفة.

وتصدر اليوم أسعار جديدة للمحروقات بعدما وقع وزير الطاقة والمياه الجدول الجديد، علّها تفرج عن المازوت والبنزين المخزن لدى الشركات.

إزاء هذا الوضع المتجه إلى الكارثة، عاد المحتجون إلى الشارع، فقطعوا الطريق عند طريق الرينغ في الاتجاهين عند برج الغزال، بعدما ركنوا سياراتهم وسط الطريق، رفضاً لارتفاع سعر صرف الدولار.

وقام عدد من السائقين بقطع الطريق بواسطة السيارات امام وزارة الداخلية.

 

وأضافت اللواء:” وراحت سكرة الانتخابات وجاءت فكرة ما بعدها من ازمات، حيث استمر ارتفاع سعر صرف الدولار الى ما فوق 33 ألف ليرة قبل ان يتراجع الى قرابة 30 الفاً، واستمرت ازمة المحروقات واضيفت اليها تحذيرات جدية من فقدان الخبز نتيجة نقص الطحين ما ادى الى ازدحام امام الافران كما امام محطات البنزين. فيما بدأ الهمس والغمز حول تركيبة هيئة مكتب المجلس الجديد من رئيس ونائب رئيس واعضاء وحول احتمال ترشيح هذا النائب الارثوذوكسي او ذاك لمنصب نائب الرئيس، حيث قال النائب ميشال ضاهر عن انتخاب نائب رئيس مجلس النواب: ان الموقع يجب أن يبقى في البقاع، ودعمي سيكون لإبن زحلة النائب الياس اسطفان إذا تم ترشيحه من قبل كتلته. أما في حال لم يتم ترشيح نائب زحلة لهذا الموقع، فأفضّل دعم النائب الصديق الياس ابو صعب لما يملكه من استقلالية في اتخاذ قراراته.

وفي هذه الاثناء بدأ الكلام العلني من عدد من النواب الجدد حول تموضعهم السياسي والنيابي، فأكد عدد من المستقلين انهم لن يكونوا في اي كتلة بينما أكد اخرون انهم سيكونون في هذه الكتلة أو تلك، بإنتظار ان يقرر نواب قوى التغيير الآتين من انتفاضة 17 تشرين اي كتلة سيشكّلون ومن ستضم ومن سيبقى خارجها او ينضم لكتل اخرى.

اشارة الى ان ولاية المجلس الحالي تنتهي السبت المقبل، وبعد عطلة نهاية الاسبوع الاحد، يبدأ المجلس الجديد يوم الاثنين ولايته الدستورية وعقد جلسات تشكيل المطبخ التشريعي.

وتحدثت مصادر نيابية عن حركة اتصالات بين النواب الجدد، سواء من قوى التغيير والمجتمع المدني وعددهم 15 نائباً لتشكيل تكتل، يجري تدارس تسميته ويجتمع وينسق في ما خص الاستحقاقات النيابية المقبلة.

 

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: خطة الإنقاذ والإصلاح أولوية.. وتشكيل حكومة قبل فوات الأوان

وكتبت تقول: ما كادت الانتخابات النيابية تلقي مراسيها إيذاناً بدخول لبنان في مرحلة سياسية جديدة مع مجلس نيابي منتخب، قفزت الى الواجهة من جديد كل الملفات الاقتصادية والمعيشية الواحدة تلو الأخرى في ضوء الارتفاع المستمر للدولار الأميركي على حساب الليرة اللبنانية التي فقدت ما نسبته 92 في المئة من قيمتها الشرائية، وذلك دون وجود أفق واضح لحلها في ظل التخبط الحاصل في المواقف والتغيّر في موازين القوى وانقلاب المعادلات السياسية رأساً على عقب.

 

وقد كان لافتاً تشتّت آراء النواب المنتخبين الجدد ورؤيتهم الواضحة لكيفية حل الأزمة، وهو ما دفع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ليغرد عبر حسابه على “تويتر” مشدداً على أن لا معنى للمواكب والمهرجانات ولا معنى لكلام التخوين من أي جهة ولا معنى لمحاولات الالغاء بأي شكل من الاشكال، مضيفاً “لقد صمدنا ونجحنا وشكراً لمن صوّت معنا من دون استثناء والمهم هو برنامج الاصلاح ابتداء من الكهرباء والكابيتال كونترول وغيرها من القطاعات مرورا بقانون انتخابي جديد”.

 

كلام جنبلاط رسم بوضوح التحديات الماثلة ما بعد الإنتخابات في ضوء المدى الذي ذهبت إليه الازمة وتداعياتها على الطبقات الفقيرة والمسحوقة في ظل تقاعس الدولة عن مساعدة الأسر الأكثر فقراً بعد أن قطعت الحكومة عهداً على نفسها ان تكون هذه المساعدة “عيديتهم” في عيدي الميلاد ورأس السنة، وقد انقضى خمسة أشهر والحكومة تتحضر للرحيل ولم يرشح شيئا عن موعد دفع تلك المساعدات ما قد يجعلها في مهب الريح.

 

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى طالب عبر “الانباء” الالكترونية بضرورة “اتخاذ اجراءات سريعة لتفادي الأزمة بعد وصول الوضع الاقتصادي الى دائرة الخطر”، داعياً الحكومة الى “القيام بواجبها ووضع حد لتفلت الأسعار”.

 

وبشأن المجلس النيابي الجديد، لفت موسى الى ان مجلس النواب الحالي تنتهي ولايته في 21 الجاري، وعلى رئيس السن للمجلس الجديد ان يحدد موعد لانتخاب رئيس جديد للمجلس المنتخب في غضون 15 يوماً من انتهاء ولاية المجلس القديم، وأن يصار بعدها لإجراء استشارات لتسمية رئيس مكلف بتشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت تكون قادرة على التصدي للأزمات.

 

في هذا السياق، توقع الخبير المالي والاقتصادي لويس حبيقة أن تستمر الأزمة عدة أشهر لأن تشكيل حكومة جديدة تعكس التغيرات التي حصلت في الانتخابات قد يكون معرضاً لصدامات سياسية، وإذا لم نشكل حكومة خلال فترة قريبة تتصدى للأزمات المشار اليها فقد يتعذر تشكيل حكومة الى ما بعد انتخاب رئيس الجمهورية.

 

وأضاف حبيقة: “نحن اليوم نمر بوضع انتقالي غير واضح، ومن خلطة الى خلطة، ويبدو أن هذه الخلطات ليست معروفة ولا في أي اتجاه ذاهبة، فالمسألة تتطلب وقتاً”، لكنه أشار من جهة ثانية الى أن انجاز الانتخابات “خطوة ايجابية يجب الاستفادة منها في الإطار السليم”، فالأمور برأيه تتطلب وقتاً للتوضح الصورة. وتابع: “أمامنا ثلاث او اربعة أشهر فاذا تجاوزناها بأقل الخسائر الممكنة فذلك يكون خطوة ايجابية، لذلك الناس مرتاحة لكنها قلقة ولا تعرف ما تخبئه الأقدار”، لافتا الى تزايد الطلب على الدولار والدولار في تناقص مستمر.

 

وفي موضوع غلاء المحروقات، أوضح أن الغلاء عالمي بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا، مشيراً الى أن سعر برميل النفط وصل الى 114 دولار أميركي وإذا استمر بالارتفاع فقد يصل سعر صفيحة البنزين الى أكثر بكثير من 600 ألف ليرة، داعياً لأجل كل ذلك إلى تشكيل حكومة جديدة والشروع بترتيب البيت السياسي، معرباً عن قلقه من تصريحات بعص النواب الجدد ودعاهم للانتباه وعدم إخافة الناس.

 

المشهد اذاً مع كل ما يحتويه من مخاطر قد يأخذ البلد نحو ما هو أسوأ بحال تلهّى الفرقاء بالمناكفات ولم يتفرّغوا لتشكيل حكومة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، وهذا ما يجب التصدي له دون أي إبطاء.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى