سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: الأميركي “تيتي تيتي” ..العدو يصعد والمقاومة ترد

 

الحوارنيوز – خاص

كما كان متوقعاً، فقد أجمعت افتتاحيات صحف اليوم على فشل المساعي الأميركية على خلفية الأفكار التي تقدمت بها ،وجلها يهدف الى حماية إسرائيل وجبهتها الشمالية لتتفرغ أكثر لحرب الإبادة التي تشنها على غزة وأهلها بالإضافة الى فرض شروط جديدة على لبنان تعيده الى ما قبل القرار 1701.

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: مئة يوم “المشاغلة”: رفض تسوية هوكشتاين للتهدئة

وكتبت تقول: في الأيام الثلاثة الأخيرة، وخصوصا في اليومين الأخيرين، لم يكن امام اللبنانيين فسحة “ترف” لمتابعة أي تطور سياسي او أمنى او اجتماعي من شأنه ان يتقدم الواقع الكارثي الشامل لطوفان السيول والأمطار والانهيارات الذي عمّ تقريبا معظم المناطق اللبنانية. ظهر لبنان مجددا، وهذه المرة أكثر من أي وقت مضى، بواقعه المتخلف والعاجز والمقصر والمهمل خدماتيا على نحو فادح يتدحرج تباعا كلما هبت عاصفة طبيعية ووسط دوامة عقيمة سقيمة من التصريحات الرسمية والشكليات الفارغة التي تعكس الحجم والمدى الخطير لانهيار تحمل المسؤوليات والاضطلاع بالواجبات قبل أي انهيار اخر. وحده مشهد عكار المنكوبة بطوفان حقيقي وانهيارات عارمة، كان كافيا لتظهير حجم الكارثة التي تمددت طولا وعرضا وفي كل الاتجاهات لتغمر بفائض الطوفان الكرنتينا وضبية وطريق المطار والضاحية بمعظم مناطقها وصولا أمس الى اقفال الشريان الحيوي عند جسر النملية في ضهر البيدر بسبب انهيار الأتربة وإقفال الطريق الدولية والتسبب باختناق سير لساعات مديدة.

مع ذلك، وفي معزل عن “الطوفان” الطبيعي، بدا لافتا ان الأنظار السياسية والديبلوماسية تركزت في مرور مئة يوم على “طوفان الأقصى” على آفاق ومصير “الجبهة الرديفة” في جنوب لبنان الذي يصادف أيضا مرور مئة يوم على فتحها على يد “حزب الله” في ما سماه “مواجهة المشاغلة والإسناد” لحركة “حماس” في قطاع غزة. وإذ تزامنت ذكرى المئة يوم مع إطلالة جديدة للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله امس في احتفال بذكرى أسبوع القيادي في “حزب الله” وسام حسن طويل الذي اغتالته إسرائيل في بلدة خربة سلم في الجنوب، بدا واضحا ان خلاصة الموقف الأساسي الذي انتهى الى إعلانه نصرالله يشكل رداً رافضاً على التسوية المرحلية التي اقترحها المبعوث الأميركي كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الخميس الماضي الى بيروت والآيلة، كما بات معروفا، الى التهدئة الميدانية أولا لجبهة الجنوب وعودة “المهجرين” والنازحين اللبنانيين والإسرائيليين على جانبي الحدود ومن ثم الشروع في مفاوضات غير مباشرة حول النقاط الثلاث عشر المتنازع عليها على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل من دون مسالة مزارع شبعا راهنا. ومع ان نصرالله أبقى الباب مفتوحا ضمنا للمفاوضات الحدودية بعد حرب غزة، الا انه بدا واضحا انه قطع الطريق على الجزء الأول من تسوية هوكشتاين. وهو اعتبر في كلمته انه “منذ 100 يوم وغزة تصمد، وهي في حالة صمود أسطوري، ويمكن أن يقال لا مثيل له في التاريخ، وهذا المسار إذا استمر في غزة أو الضفة أو اليمن أو لبنان أو العراق، فحكومة العدو لن يكون أمامها إلا الخضوع للمقاومة وإيقاف الحرب”. وقال “عمل الأميركيون وحلفاؤهم الغربيون على إحباط أو منع جبهات الإسناد وشنت حرب نفسية على هذه الجبهات وتسخيف هذه الجبهات في لبنان أو اليمن وهذا لم يصغ إليه وقد انتهى وسقط، والدليل على جدواها انتقال الأميركيين وحلفائهم إلى التهديد والوعيد في لبنان والعراق واليمن”. وتابع “يقول الأميركي إن إذا لم توقفوا في جبهة لبنان سيشن العدو حرباً عليكم وأنا أقول أن هذا الأمر لم يكن مجدياً منذ 100 يوم ولا يمكن أن يكون مجدياً في يوم من الأيام”. وشدد على ان “الذي يجب أن يخشى من الحرب والذي يجب أن يخاف من الحرب هي إسرائيل وجيش العدو ومستوطني العدو، هؤلاء الذين يجب أن يخافوا وليس لبنان، ونحن منذ 99 يوماً جاهزون للحرب ولا نخافها ولا نخشاها وسنقبل عليها، وكما قلنا سنقاتل من دون أسقف ولا ضوابط إذا فرضت علينا”. ولفت الى ان “الأميركي الذي يقدم نفسه حريصاً على لبنان عليه أن يخشى على أداته في المنطقة إسرائيل، لذلك موقفنا واضح أن جبهة لبنان من أجل دعم غزة ومساندة غزة والوقوف إلى غزة وهدفها وقف العدوان على غزة… فليتوقف العدوان على غزة وبعد ذلك لكل حادث حديث. الأميركي والبريطاني وغيرهم أتوا إلى المنطقة وسيسمعون في لبنان وسوريا والعراق واليمن سيسمعون صوتاً واحداً: أوقفوا العدوان على غزة وبعد ذلك لكل حادث حديث”.

  • صحيفة الأخبار عنونت: نصر الله: أهلاً ومرحباً بالحرب

وكتبت تقول: لم يتبدّل السقف الذي وضعه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله منذ اليوم الأول للعدوان على غزة، وجدّد قوله إن كل «التطورات في المنطقة مرهونة بوقف هذا العدوان». ورداً على رسائل التهديد والـ«نُصح» والتحذير التي تصِل الى لبنان من حرب كبيرة قد يشنها العدو، قال إن «من يجِب عليه أن يخشى من الحرب مع لبنان هي إسرائيل، وحكومتها ومستوطنوها». جاءَ ذلك في سياق الكلمة التي ألقاها في الاحتفال التكريمي، الذي أقامه حزب الله أمس، بذكرى استشهاد القائد الجهادي وسام طويل في خربة سلم، وسخِر نصر الله من «التهديدات الأميركية والصهيونية التي لا تخيفنا، فالعدوّ يهددنا بألوية تعبانة ومرعوبة ومهزومة». وأعلن أن «حزب الله جاهز للحرب منذ 99 يوماً وسيقاتل بلا سقوف وبلا ضوابط وبلا حدود، وبالتالي على الأميركي الذي يدّعي الخوف على لبنان أن يخاف على أداته وقاعدته العسكرية في المنطقة، أي إسرائيل»، لافتاً الى أن «الجيش الإسرائيلي المعافى بكامل جهوزيته تحطّم وهزم ورفع الأعلام البِيض، في حرب عام 2006».

وكشف نصر الله عن المزيد من رسائل التهديد الأميركية التي وصلت إلى لبنان، والتي تُفيد بأن إسرائيل تستعد لتنفيذ عملية عسكرية بعد الانتهاء من حرب غزة، وردّ مؤكداً على «استمرار عمليات الحزب تضامناً مع قطاع غزة، حيث إن جبهة لبنان هدفها وقف العدوان على غزة، وبعد توقف العدوان فلكل حادث حديث»، ما يُعدّ رداً على ما حمله الموفد الأميركي عاموس هوكشتين الذي زار لبنان قبل أيام.

ورأى نصر الله أن «إسرائيل سقطت في حفرة عميقة، وهي غارقة في الفشل ولم تحقّق أيّاً من أهدافها المعلنة أو شبه المعلنة والضمنية في الحرب العدوانية التي تشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ مئة يوم». وأشار إلى أن «العدوّ ما زال يقاتل في خان يونس والوسط من أجل تحصيل إنجاز ما، ولم يتمكن من القضاء على المقاومة ولا حتى على حكومة حماس، ولا تزال كل المناطق التي أخليت من مناطق شمال غزة تديرها حكومة حماس، كذلك لم يتمكن العدوّ من إيقاف الصواريخ حتى من شمال غزة ولا من استعادة أسير واحد على قيد الحياة».

وأعاد التذكير بخسائر الاحتلال التي «تزيد من إرباكه، وآخرها الكشف عن 4000 معوّق في صفوف جيشه»، ناقلاً عن وسائل إعلام العدوّ أن العدد «قد يصل إلى 30 ألفاً». وقال: «عندما تتوقف الحرب ستظهر الحقائق أمام الجمهور، ويعرف الجميع الكارثة التي لحقت بالكيان نتيجة مقاومة غزّة ومن خلفها جبهات المقاومة».

كذلك أكد السيد نصر الله أنّ «أيّ أمل باستعادة الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة انتهى. وهذا الرأي العام في الكيان المؤيد للحرب بدأ ينحسر بسبب ذلك، وبسبب أن الحكومة غير قادرة وعاجزة، وبدأ يرتفع صوت المطالبة في الكيان بالتفاوض لاستعادة الأسرى، ما يعني الخضوع لشروط المقاومة في غزة. ورأى السيد نصر الله أن «هذا المسار إذا استمر في غزة أو الضفة أو اليمن أو لبنان أو العراق، فحكومة العدوّ لن يكون أمامها إلا الخضوع للمقاومة وإيقاف الحرب»، رغم أن «الأميركيين وحلفاءهم الغربيين عملوا على إحباط أو منع جبهات الإسناد، وهي شنّت حرباً نفسية على هذه الجبهات، وحاولت تسخيف هذه الجبهات في لبنان أو اليمن. وهذا لم يصغ إليه وقد انتهى وسقط، والدليل على جدواها ما يحصل على الجبهات هو انتقال الأميركيين وحلفائهم إلى التهديد والوعيد في لبنان والعراق واليمن».

وتعليقاً على الاغتيالات، لفت إلى «الأميركي يهدّد بالإسرائيلي وبالاغتيالات في العراق ولبنان والعدوان في اليمن، لكنه لم يجد نفعاً. والأميركي يدخل في تناقض عندما يقول إنه لا يريد توسيع نطاق الحرب، ثم يذهب الى توسيعها»، معتبراً أن ما «تقوم به واشنطن هو حماقة. وإذا كان الرئيس الأميركي ومن معه يظنّون أن العدوان على اليمن يمنع اليمنيين، فهم جاهلون، وعقلية الاستكبار تجعل منهم حمقى». وفي ما يتعلق بما أعلنته المقاومة الإسلامية في العراق عن استهداف مكان ما في حيفا بصاروخ كروز، كشف أن «معلوماتنا تؤكد أن هدفاً حساساً أصيب وتكتّم عليه العدوّ، وحجم التكتّم عند العدوّ في جبهة لبنان لناحية الخسائر والاستهدافات كبير. لكنّ العدوّ لم يعترف، وتحدث عن سقوط صواريخ على منشأة استراتيجية، لكن ما قامت به المقاومة من تصوير أظهر العكس». ولفت إلى أنه «تم استهداف قاعدة صفد شمال فلسطين بالمسيرّات، ولولا تصوير بعض العسكريين وبعض المستوطنين للأضرار، لقال العدو إن المسيّرات سقطت في مناطق فارغة. وفي المقابل، نحن نعلن وبفخر واعتزاز عن شهدائنا، لكنّ العدوّ يتكتّم عن قتلاه وخسائره وهزائمه».

  • صحيفة الأنباء عنونت: لبنان على صفيح ساخن… صوت الحرب يعلو على الديبلوماسية

وكتبت تقول: بعد انكفاء دام لفترة وجيزة، عاد القصف الإسرائيلي ليطال المناطق الخارجة عن نطاق القرار الدولي 1701، فاستهدف الطيران الحربي اقليم التفاح وجبل صافي، ما أدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي في قضاء جزّين، في تصعيد لافت في التوقيت والمضمون.

إلى ذلك، فإن إطلالة جديدة سجّلها الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، عاد وكرّر خلالها تهديده لإسرائيل، وأكّد جهوزية الحزب لمواجهة أي حرب “دون سقف”، ما يؤشّر إلى أن المنطقة أبعد ما تكون عن التهدئة التي تسعى إليها الولايات المتحدة، خصوصاً بعد القصف الذي طال الحوثيين.

أما وعلى صعيد العاصفة التي تضرب لبنان، والتي من المفترض أن تخف حدّتها اليوم الإثنين، فقد غرقت الطرقات على امتداد البلاد بالمياه والسيول، واحتُجز المواطنون لساعات طويلة على الطرقات، لا سيما في الكرنتينا وطريق ضهر البيدر، ما فضح تقصير الأجهزة الرسمية لجهزة التحضير لموسم الشتاء.

بالعودة إلى الوضع القائم في الجنوب، تقرأ مصادر متابعة للشأن تصعيداً مضبوطاً بين “حزب الله” وإسرائيل، ورسائل متبادلة بين الطرفين، وتُشير إلى أن القصف الإسرائيلي على إقليم التفاح كان بعد كلمة نصرالله بساعات قليلة، وقد يكون رداً على التهديد “العالي النبرة”، واستفزاز في الآن عينه من قبل إسرائيل التي تُريد التصعيد كما هو واضح من خلال عملياتها.

وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، تُذكّر المصادر بعملية الاقتحام “النوعية” التي نفّذتها “كتائب العز الإسلامية” التي دخلت جديداً على الخط، والتي من المفترض أنها نفّذت العملية بالتنسيق التام مع “حزب الله”، وتُشير المصادر إلى أن التصعيد الملحوظ في الجنوب بشكل عام يحصل بعد الفشل المبدئي لمساعي الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لإرساء تهدئة.

ووفق ما يقول المتابعون، فإن مساعي التهدئة لن تصل إلى أفق في الأمد المنظور، وكان ذلك واضحاً خلال كلمة نصرالله، الذي قال على إسرائيل وقف عدوانها على غزّة، وبعدها “لكل حادث حديث”، وبالتالي فإن الحلول مؤجّلة إلى ما بعد انتهاء الحرب في القطاع.

وتتوقف المصادر عند دخول فصيل جديد على خط الاشتباك جنوباً وتنفيذه عملية نوعية تحتاج إلى قدرات بشرية عالية، وهو “كتائب العز الإسلامية”، الذي أعلن عن “اقتحام الحدود الجنوبية وتنفيذ عملية ضد جنود إسرائيليين وتحقيق إصابات مؤكّدة، وارتقاء 3 شهداء وعودة عنصرين إلى لبنان سالمين”، وهذه إشارة إلى تصعيد الحرب.

إلى ذلك، فإن الحرب في غزّة بدأت يومها الأول بعد المئة، وفي حين أكّدت “حماس” استمرار تكبيد إسرائيل الخسائر، أعلنت أن مصير العديد من الرهائن بات مجهولاً بسبب القصف الإسرائيلي العشوائي، وبالتالي فإن إسرائيل تعمل ضمنياً ضمن بروتوكول “هنيبعل”، وتقتل الرهائن لتتحرّر من عبئهم.

أما وعلى المقلب الإسرائيلي، فإن الجيش الإسرائيلي زعم مواصلة عملياته في غزّة ورفضه الانسحاب من أي منطقة، وذلك بعدما توافرت أخبار ومعلومات عن نيّته بدء الانسحاب من شمال القطاع غزّة، إلّا أن ما بدا لافتاً أمس إعلان “حماس” قصف مستوطنات إسرائيلية من مواقع يُسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، ما يشي بضعف قبضة إسرائيل على المناطق التي تحتلها في غزّة.

في المحصلة، فإن سخونة الصفيح الذي تتواجد عليه المنطقة ترتفع، وصوت طبول الحرب يلعو على صوت المساعي الديبلوماسية للتخفيف من حدّة الصراع، وقد تكون المنطقة في بداية مرحلة التصعيد وتحسين الشروط، وذلك قبل الوصول إلى موعد التسوية، وحتى ذلك الحين، فإن لبنان في مهب ريح الأخطار.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى