قالت الصحف:باسيل التقى فرنجية..ويطلق مبادرة رئاسية مطلع السنة
الحوار نيوز – خاص
على الرغم من عطلة الصحف في عيد الميلاد ،ألقت صحيفتا النهار والأنباء ألكترونيا ،الضوء على التطورات وتحدثتا عن مبادرة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع مطلع السنة ،فيما تحدثت صحيفة الشرق الأوسط السعودية عن لقاء حصل بعيدا عن الأضواء بين باسيل والوزير السابق سليمان فرنجية.
النهار عنونت: “الفراغ” الحاضر الأكبر في المواقف الميلادية… و”الحزب” سلّم المتهم بالاعتداء على اليونيفيل
وكتبت صحيفة النهار تقول: مع عطلة عيد الميلاد التي لم تشهد أي تطور عام سوى المواقف والدعاءات الصادرة عن المراجع الدينية المسيحية في ما يتصل بالازمة الرئاسية تترقب الأوساط السياسية مرحلة ما بعد الأعياد لبلورة أي اتجاه ستسلكه الازمة اذ بات في حكم المؤكد ان ثمة تخوفا من مرحلة انسداد طويلة ستترك الكثير من التداعيات السلبية . ولعل العامل اللافت في هذا السياق ان أي اتجاه داخلي او خارجي محدد لمحاولات الخروج من ازمة الفراغ الرئاسي ليس واضحا ومؤكدا بعد وان كل ما اثير في الفترة الأخيرة عن مبادرات من هنا وهناك لم يكن سوى رهانات غير مستندة الى وقائع جدية . واما في المشهد الداخلي فان مرحلة ما بعد رأس السنة ستحدد الاتجاه الذي ستسلكه جلسات انتخاب رئيس الجمهورية التي يصعب ان تستأنف على النمط نفسه الذي اتخذته الجلسات العشر السابقة التي انعقدت والتي لم تفض الى أي نتائج وأثارت عواصف الانتقادات للطابع الذي سلكته . وثمة من يعاود الكلام عن احياء فكرة الحوار الموازي او المترافق او المواكب لجلسات الانتخاب ولكن من دون اي ضمانات بان مصير هذا الاتجاه سيكون افضل من الدعوات التي اطلقت سابقا للحوار ولم تنجح في تشكيل مناخ اجماعي على تلبية أي من تلك الدعوات .
في غضون ذلك بدا لافتا ان البابا فرنسيس خص لبنان بلفتة خلال عظته امس في قداس الميلاد في الفاتيكان، إذ قال في كلمته: “ساعد يا ربّ لبنان ليتمكّن من التّعافي بدعم الجماعة الدوليّة وبقوّة الأخوة والتضامن”.
اما في لبنان فكان موقف جديد للبطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي دعا المسؤولين إلى الكفّ عن تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً أنّ “الكبرياء يمنع السياسيين من التلاقي والتحاور للخروج من الأزمة”. وقال الراعي، في عظة عيد الميلاد من الصرح البطريركي في بكركي، إنّ “الكبرياء يمنع السياسيين من التلاقي والتحاور من أجل الخروج من أزمة انتخاب رئيس، فيما أنين الشعب الجائع والمقهور لا يبلغ آذان قلوبهم وضمائرهم”، سائلاً: “أين هم من وجه الرحمة الذي انكشف لنا في الميلاد؟”. وأضاف: “ليكفوا عن تعطيل انتخاب رئيس لكي تعود الحياة الطبيعية إلى المؤسسات الدستورية وتخرج البلاد من أزماتها القاتلة الاقتصادية والمالية والشعب من فقره وحرمانه وقهره”. يشار الى ان الرئيس السابق ميشال عون وعددا من نواب “تكتل لبنان القوي ” بينهم جبران باسيل كما الوزير السابق زياد بارود حضروا قداس بكركي .
ولدى مغادرته الصرح البطريركي بعد قداس الميلاد، إكتفى باسيل بالقول رداً على سؤال عن موعد لقائه المقبل بالنائب تيمور جنبلاط: “عم نعمل كتير لقاءات ما عم تعرفوا فيها وعم تكمشونا بكم وحدة بس”.
ورداً على سؤال عن العلاقة مع جنبلاط قال: “ماشي الحال وانشاء الله مع الكل”.
وكشف انه “سيكون لهم مبادرة واضحة في الأسبوع الأول من السنة الجديدة”.أضاف: “مش رح نفرّص”.
من جانبه أكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران الياس عودة أن “الحكم نزاهة وترفع واهتمام بشؤون الناس الصغيرة قبل الكبيرة. إن السياسة البعيدة عن الفضائل مصيبة على المجتمع، لذا يرزح مجتمعنا تحت ثقل عقم أفكار السياسيين وأفعالهم. لقد طال انتظار شعبنا عودة العزة والسيادة والكرامة والحياة الهانئة فإذا بهم يعاينون كافة أشكال الذل والفقر والإستهانة بحقوقهم والتعدي على الكرامات وعلى الأملاك الخاصة والعامة، وعلى القريب والغريب، وعلى الدستور والقوانين، حتى يئسوا وملوا وخاب ظنهم بكافة المسؤولين، بمن فيهم النواب الذين انتخبوهم، وما عادوا يتوقعون إتمام انتخاب رئيس، وما عادوا ينتظرون جلسات الخميس الهزلية العقيمة. حتى العيد لم يعد مصدر فرح بسبب الضائقة المالية وقصر ذات اليد وانهيار سعر الليرة”. واضاف في عظة الأحد: “أما الطبقة السياسية المفروض أن تكون من النخبة التي تحسن إدارة البلاد ومعالجة الأزمات واتخاذ القرارات الصائبة، وأن تكون قدوةً للمواطنين، فقد أصبحت لعنةً عليهم، تكتفي بالتفرج على معاناتهم. هل من يفكر بالعائلات المحرومة أدنى سبل الحياة، وبالأطفال الجياع، والمرضى بلا دواء، والمسجونين بلا محاكمة والحزانى والأيتام؟”.وسأل “إلى متى السكوت عن تعطيل الدولة والإستخفاف بالواجبات وقهر الناس؟ إلى متى التغاضي عن التجاوزات والتساهل مع التعدي على صلاحيات الدولة والسكوت عن السلاح المنتشر وعن كل جريمة ترتكب؟ هل هكذا تبنى الأوطان وتحصن؟ وإلى متى نسكت عن شريعة الغاب تعم، وكل ينفذ مخططه؟ وإلى متى التآمر على التحقيق في جريمة المرفأ، وإلى متى تعطيل التحقيق وتهريب الحقيقة منعاً للعدالة؟ صلاتنا في هذا العيد المبارك أن ينعم الله على الجميع بسلامه، وبرحمته ونعمه، وأن يغرس الصبر والرجاء في قلوب أبناء شعبنا الحبيب، وينير أذهان المسؤولين ويحيي ما تبقى من ضمائر، حتى نصل جميعنا معًا إلى الخلاص المرتجى، في هذا الدهر، وفي الآتي”.
وفي المقابل ناشد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان القيادات الروحية والسياسية بقوله: “الناس تلفظ أنفاسها، والدولة مهددة، واللعبة الدولية الإقليمية تستثمر بالقطيعة والخراب، والشحن السياسي والإعلامي والطائفي يلهب النفوس، والمتاريس لحظة، والنار دمعة، ولبنان أمانة الرب، والمطلوب إنقاذه سريعا عبر الحوار والتلاقي والمؤسسة الدستورية الوطنية المخولة قيادة هذا الإنقاذ هي مجلس النواب. المطلوب من الكنيسة والمسجد ومن القيادات الروحية والسياسية تدشين صرخة وطنية روحية للحوار بعيدا عن اللعبة الدولية. والقواعد الإلهية تعني أن نكون عائلة وطنية واحدة بعيدا عن بازار العالم”.
أضاف: “للقيادات الروحية والسياسية أقول: من يؤمن بالمسيح ومحمد يؤمن بالحوار والتلاقي لإنقاذ بلدنا وناسنا ومشروع دولتنا الذي يحتضر. وليعلم الجميع أن هذا البلد لا يعيش إلا بالمصالح المشتركة. المطلوب الاتفاق على رئيس مصالح مشتركة لإنقاذ هذا البلد من أسوأ ورطة بتاريخه. ومن طيف أثير المسيح أقول: لا للطائفية ولا للقطيعة ولا للتطرف ولا للتدويل ولا للتبعية ولا للانتظار ولا للتعطيل ولا لإنهاك هذا البلد ولا للكارتيلات التي تضغط بكل ترسانتها لنسف صيغة لبنان أو الاستسلام. المطلوب أن نفاوض أنفسنا لا أن نفاوض الغير، والتعويل على الصفقات الدولية يعني وضع البلد على حد السكين، والسلام الوطني يبدأ من اعتقادنا أننا شعب واحد، والقطيعة جائزة إبليس، والأهم وفقا لوصايا المسيح ومحمد إنقاذ لبنان من لعبة التفريق والتمزيق والعداوة والكانتونات وأن نخجل من الخطيئة الوطنية، ومن يؤمن بالمسيح ومحمد يؤمن بالحوار الوطني كطريقة حصرية لإنقاذ لبنان”.
في سياق اخر برز تطور يتعلق بسلّيم “حزب الله” الجيش اللبناني المشتبه به الأساسي بإطلاق النار الذي استهدف آلية لقوة الأمم المتحدة الموقتة أسفر عن مقتل عنصر إيرلندي، وفق ما كشف مسؤول أمني لوكالة الصحافة الفرنسية امس .
وقال المسؤول الأمني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن “مطلق النار الأساسي على دورية اليونيفيل بات موقوفاً لدى الأجهزة الأمنية، بعدما سلّمه حزب الله” للجيش خلال الساعات الماضية، مشيراً إلى أن تسليمه “جاء في سياق تعاون حزب الله مع التحقيق الذي تجريه مخابرات الجيش”. واعتبر أن المشتبه به “قد يكون حزبياً، لذلك تمكن الحزب من توقيفه وتسليمه”.
وقال مصدر قضائي لبناني قبل أيام إن الدورية كانت مراقبة مسبقاً، وتمت مطاردتها “من قبل سيارة كان يستقلها مسلّحون، وقد تعرضت لمضايقات واعتراض في نقطتين قبل وصولها إلى موقع الحادث”، مشيراً إلى أن أكثر من شخص شاركوا في إطلاق النار، بحيث طالت سبع طلقات الآلية وأصابت احداها الجندي القتيل في رأسه من الخلف.
وأكد المسؤول الأمني أن “المشتبه به الأساس بات بتصرف التحقيق”، مشيراً إلى أن “التحقيقات الأولية اقتربت من نهايتها، وقد تفضي إلى توقيف آخرين”.
- الأنباء: السبل المقفلة تؤكد ضرورة الحوار.. النقاش حول سلّة كاملة والعين على جديد 2023
وكتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: يمضي الوقت كالسيف قاطعاً كل الآمال بقرب الخروج من دهاليز الأزمة. ولم يسجّل في الأيام الأخيرة من العام 2022 سوى المحاولات المستمرة لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في مساعيه لمحاولة خلق الفرص لشق الطريق امام الحلول، على قاعدة أن السبيل الأقل كلفة والانجع يبقى الحوار، خصوصا وأن السبل الأخرى مقفلة بالكامل بفعل الصقيع الذي يلف الواقع السياسي.
وعليه لا جديد طرأ يمكن أن يدل على إمكانية خلق مبادرات باتجاه حوارات أوسع تفضي إلى إنهاء الشغور الرئاسي الذي على ما يبدو حتى اليوم انه طويل الأمد، إذ إن القوى السياسية المعنية بوقف تعطيلها له، لا تزال متمسكة بشروطها التعجيزية التي من شأنها أن تعيق إنجاز الاستحقاق مطلع السنة الجديدة 2023.
الصورة السوداوية في لبنان حملت البابا فرنسيس خلال قداس الميلاد في الفاتيكان للتضرع إلى الله بالقول “يا رب ساعد لبنان ليتمكن من التعافي بدعم الجماعة الدولية وبقوة الاخوّة والتضامن”، فيما كان البطريرك الماروني مار بشارة الراعي يخاطب المسؤولين عن التعطيل بالقول “كفوا عن تعطيل انتخاب الرئيس”.
مصادر بكركي كشفت في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية أن لبنان الذي لم يغب أبدا عن اهتمامات قداسة الحبر الأعظم، حرص على ادراجه في عظته لتذكير العالم، وخاصة الدول الصديقة، بضرورة بذل ما بوسعهم لمساعدة لبنان الذي سبق أن وصفه البابا يوحنا بولس الثاني بوطن الرسالة، لأنه من غير المسموح التفريط به. وانطلاقا من هذه المعادلة فإن الفاتيكان والدول الصديقة لن يتخلوا عن لبنان.
من جهة ثانية، وتعقيبا على ما كشفه رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل عن نيته إطلاق مبادرة جديدة مطلع العام المقبل، اشار عضو التكتل النائب ادغار طرابلسي في حديث لجريدة “الانباء” الالكترونية أن “تكتل لبنان القوي يعمل لضمان الاتفاق على برنامج سياسي متكامل يشمل الرئاسة والحكومة وضمان الإصلاحات وليس ضمان انتخاب رئيس الجمهورية لوحده”.
وردا على سؤال حول من هو مطروح لاسم الرئيس، قال طرابلسي: “وهل يخلو لبنان من الأسماء الجيدة على قاعدة سمينا أفضل ما عنا وعندما يصل الى الرئاسة يتنصل من تعهداته؟” مذكرا بأن “التكتل عندما رشح العماد ميشال عون كان البرنامج حاضرا، واول سنتين من بداية العهد كان الوضع جيدا لكن بعد ذلك التاريخ انتهى كل شيء ولسنا مضطرين لاستعادة التجربة ذاتها. لذلك قررنا ان نبادر باتجاه الشركاء الآخرين للاتفاق على البرنامج والضمانات”.
وبشأن ما يشكله الاتفاق المسبق على كل هذه السلة من احتمال خرق للدستور، سأل طرابلسي: “هل يوجد أي بند بالدستور لم ينتهك منذ سنة إلى الآن، الى ان وصلنا الى ما وصلنا اليه؟”، مشددا على ضرورة الاتفاق على سلة متكاملة لضمان المؤسسات. متوقعا تأخير انتخاب الرئيس للوصول الى حوار واتفاق على كل هذه البنود.
وعن موقف التكتل من الحوار في حال جدد الرئيس نبيه بري الدعوة إليه مطلع السنة الجديدة، رد طرابلسي بالقول: “سبق وأعلنا أننا لسنا ضد الحوار، لكن لسنا مع الحوار لتسمية الرئيس فقط بل الحوار على برنامج سياسي واقتصادي متكامل”.
وفي ضوء ذلك، تبقى اذا دوامة الأزمة على حالها من الدوران في حلقة مفرغة، اذ لا تزال حتى الساعة كل المؤشرات تدل على أن الطريق طويلة بعد للوصول الى القناعات المشتركة لدى جميع الفرقاء بضرورة الحوار، وحتى ذلك تتفاقم أزمات اللبنانيين الذين يرون كل يوم حالة انفصام كبيرة بين قلة قادرة على العيش وباستطاعتها توفير مستلزمات الحياة، وبين كثرة تزداد تباعا في الفقر وصعوبة ظروف الحياة، وما هي مشاهد المطاعم والحانات والمحال المزدحمة في زمن الاعياد سوى دليل إضافي على هذا الاختلال الكبير في فروقات القدرة على المعيشة لدى اللبنانيين.
- الشرق الأوسط: لبنان: لقاءان يجمعان باسيل مع فرنجية وميقاتي
الطبق الرئاسي استُبعد من لقاء «الثنائي الماروني»… والموقف على حاله من انعقاد مجلس الوزراء
وكتبت صحيفة الشرق الأوسط تقول: علمت «الشرق الأوسط» أن رئيسَي: «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، و«تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية، عقدا لقاءً أخيراً عند صديق مشترك. وكان قد نظم لقاء قبل ذلك بين باسيل ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
واللقاء بين فرنجية وباسيل هو الأول منذ جمعهما أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله على إفطار في رمضان الماضي، قبل استحقاق الانتخابات النيابية، وكذلك استحقاق رئاسة الجمهورية الذي انطلق مع نهاية ولاية الرئيس ميشال عون في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وعقد البرلمان حتى الآن 10 جلسات باءت كلها بالفشل في انتخاب رئيس.
وفرنجية يعد أحد أبرز المرشحين للرئاسة، ويحظى بدعم من «الثنائي الشيعي»، ومعارضة من باسيل الذي لن يترك باباً سياسياً إلا وسيطرقه لتمرير رسالة إلى حليفه «حزب الله» بأنه ليس معزولاً، ولديه القدرة في الانفتاح على خصومه من دون أن يُسقط من حسابه إمكانية فتح قنوات التواصل مع حليفه، هذا في حال أنه بادر إلى الاتصال؛ لأن الحزب ليس في وارد المبادرة بذريعة أن من افتعل المشكلة عليه أن يأخذ على عاتقه تصحيح الخلل وصولاً إلى تصويبه، بما يعيد العلاقة إلى ما كانت عليه قبل أن يلتقي نصر الله في اجتماع لم يكن مريحاً على خلفية اقتراحه بالبحث سوياً عن مرشح لرئاسة الجمهورية غير فرنجية.
فانفتاح باسيل على رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط لم يُحدث -كما يقول مصدر سياسي بارز لـ«الشرق الأوسط»- قلقاً لدى قيادة الحزب التي تدرك جيداً أن حدوده في نهاية المطاف تبقى محصورة في كسر الجليد وإنهاء القطيعة القائمة بينهما، ولن يتطور باتجاه فتح صفحة جديدة من التعاون.
وفي هذا السياق، كشف المصدر نفسه أن باسيل قرر أن يوسّع مروحة اتصالاته بالانفتاح غير المشروط على خصومه، والذي جاء فور انقطاع التواصل بينه وبين «حزب الله»، ولم يتحرك من أجله من قبل بتبديل خطابه السياسي الذي بلغ ذروته في الهجوم عليهم، إلا بعد أن تعرضت علاقته بالحزب لانتكاسة لا يمكنه تجاوزها إلا بمبادرته للاتصال بحليفه، لطي صفحة الخلاف الذي تسبب فيه من جراء استهدافه لفرنجية، مع أنها لن تعود إلى سابق عهدها كما كانت قبل اجتماعه بنصر الله.
ولفت إلى أن باسيل لم يتردّد في الاستجابة لطلب صديق مشترك، بتلبيته لدعوته لتناول الغداء إلى مائدته مع ميقاتي، ولاحقاً للقاء فرنجية، وقال بأن صاحب مبادرة ترتيب الأجواء لعقد هذين اللقاءين هو صديق مشترك من رجال الأعمال الذي سبق له أن رعى مثل هذه اللقاءات.
وعلمت «الشرق الأوسط» بأن باسيل التقى ميقاتي في 15 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أي عشية انعقاد اللقاء التشاوري الوزاري الذي استضافه في اليوم التالي في السراي الكبير، وشارك فيه عدد من الوزراء المحسوبين على الرئيس السابق عون وفريقه السياسي، ممن كانوا في عداد المقاطعين لجلسة مجلس الوزراء المعقودة في الخامس من الشهر الحالي.
وحسب المعلومات، فإن لقاء ميقاتي- باسيل انتهى بلا نتائج، وأبقى على المشكلة القائمة بينهما حول دعوة مجلس الوزراء للانعقاد للضرورة القصوى، وأن كليهما تمسك بموقفه ولم يتراجع عنه. ويؤكد المصدر السياسي أن انسداد الأفق أمام ميقاتي وباسيل للدخول في تنقية الأجواء لتجاوز الأزمة السياسية الكارثية مع استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية انسحب على لقاء باسيل بفرنجية، واقتصر على تبادل الآراء حول عدد من القضايا، باستثناء البحث في الأزمة القائمة بينهما حول خياراتهما الرئاسية، في ظل الحرب التي يقودها باسيل محلياً وخارجياً ضد ترشُّح حليفه اللدود لرئاسة الجمهورية.
فالطبق الرئاسي لم يحضر من قريب أو بعيد -حسب المصدر نفسه- على طاولة الغداء، وبطلب من فرنجية وباسيل في اجتماعهما الثاني الذي جمعهما بعد اللقاء الأول باستضافة نصر الله لهما في إفطار رمضاني، انتهى إلى «انحيازه»، ومن وجهة نظر «التيار الوطني الحر»، لمصلحة إعطائه الأولوية لترشيح فرنجية، ما تسبب في انزعاج باسيل.
وتردّد أن فرنجية -كما يقول المصدر السياسي- هو من اقترح ترحيل ملف الانتخابات الرئاسية عن جدول أعمال اللقاء الذي جمعه بباسيل؛ لأنه ليس في وارد «التغميس» خارج الصحن، بعد أن أوكل إلى نصر الله مهمة تولّيه، بالتنسيق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إدارة الملف الرئاسي، وهذا ما يفسّر إحجامه عن الدخول في سجال مع باسيل في حملاته التي استهدفته في زيارتيه لقطر وفرنسا.
لذلك، فإن باسيل يسعى للانفتاح على السُّنة والدروز؛ لأنه لم يجد له من شريك في الشارع المسيحي، بينما ينتظر من نصر الله أن يمنحه «العفو السياسي»، على الرغم من أن الحزب لن يبادر إلى التواصل معه، ويمكن أن يستجيب لمبادرة حليفه للاتصال به، في حال أنه أيقن بأنه تجاوز الخطوط الحمر في اللقاء الأخير الذي جمعه بأمينه العام، وكان يُفترض فيه أن يتريّث لبعض الوقت، بدلاً من أن يكشف أوراقه السياسية باقتراحه عليه البحث عن مرشح آخر للرئاسة غير فرنجية.