سياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف:كفة ميقاتي مرجحة للتكليف ..ولكن!
الحوار نيوز – خاص
بدا واضحا حتى الآن أن كفة الرئيس نجيب ميقاتي هي المرجحة لتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة يوم الاثنين المقبل ،لكن المشاورات النيابية مستمرة لتثبيت ذلك ،وهو ما أبرزته افتتاحية صحيفة النهار الالكترونية وكذلك جرية نداء الوطن التي صدرت اليوم .
-
كتبت صحيفة ” النهار ” الالكترونية تقول : لا يمكن الحزم موضوعياً وبدقّة بأنّ تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة، كما يذهب بعض التقديرات المغالية في الاستعجال، بات قاب قوسين وأدنى من الحسم. ولكن ما يمكن استخلاصه على ما تجمع من معطيات دقيقة بتمثّل في أنّ الساعات الـ 72 الفاصلة عن موعد الاستشارات النيابية الملزمة يوم الإثنين المقبل ستكون كفيلة مبدئياً بحلول مساء الأحد بتوضيح صورة الاتجاهات مع ترجيح واضح لكفة اسم ميقاتي. كل هذا لا يزال في الإطار المبدئي لأنّ مواقف الكتل النيابية والقوى السياسية بدت محاذرة جداً استعجال تحديد ترشيحاتها حتى البارحة ولو أنّ المشاورات داخل كل كتلة أو بين العديد من القوى السياسية جارية بزخم وراء الكواليس استعداداً لاتخاذ المواقف النهائية بين اليوم وصباح الإثنين ما لم يطرأ أيّ عامل مفاجئ محتمل من شأنه أن يؤدّي إلى إرجاء الاستشارات.
وبعيداً ممّا يُنقل من هنا وهناك وعن ضجيج التقديرات المتضاربة أو الترويج أو التسويق أو الحرق أيضاً، بدا من خلال الاتجاهات التي برزت في الساعات الأخيرة أنّ اسم الرئيس ميقاتي بات الأكثر ترجيحاً للتكليف ولو أنّ طرح اسمه يقترن بسلسلة شروط تختصر بعدم القبول إطلاقا بالنزول تحت السقف الذي أرساه الرئيس سعد الحريري قبل اعتذاره وبعده ولم يحد عنه بل واختصره الحريري نفسه بقوله إنه اعتذر لأنه رفض التوقيع على حكومة ميشال عون. هذا السقف الذي يفترض أولاً بأن يقترن ترشيح ميقاتي بموافقة وتزكية الحريري وكتلة المستقبل زاد عليه ميقاتي على ما يبدو شروطه الخاصة أيضاً التي تفترض عدم دسّ العراقيل في طريقه من خلال التزام مهلة سريعة ما بين التكليف والتأليف لئلا تعود ممارسات التعطيل وتدفع به إلى حيث انتهى الحريري بالاعتذار. في أيّ حال انتظار الساعات المقبلة وحده سيكفل توضيح المسار المبدئي الذي ستسلكه الاستشارات التي ستغدو مؤمنة الانعقاد يوم الإثنين إذا رجحت كفة تكليف ميقاتي وعرضة للإرجاء في حال عدم مضي الأمور لمصلحة ميقاتي أو سواه بما يخلط الأوراق مجدداً ويجعل الأزمة مفتوحة على تطورات مجهولة.
يحصل ذلك فيما البلاد تتقلى على جمر تفجر ألازمات الحياتية والخدماتية والصحية والتي بلغت في الساعات الماضية ذروة الخطورة مع استفحال أزمة شُح بل انعدام مادة المازوت خصوصاً. ذلك أنّ التعتيم وانقطاع التيار في كل لبنان بات أمراً محسوماً بعد التوقف عن تسليم المازوت، الأمر الذي أدّى إلى شلل مولدات الكهرباء وشلل سائر القطاعات والأخطر انقطاع التيار عن المنازل. ويواكب ذلك تفاقم أزمة البنزين وكذلك أزمة الدواء. فإلى أين يتّجه لبنان في ظلّ هذا الواقع المخيف؟ وهل سيساهم هذا الرعب الحقيقي في دفع عملية التكليف والتأليف قدما وتجاوز الأنماط التعطيلية السابقة أم تغرق البلاد هذه المرة في محطات العنف الاجتماعي؟
والحال أنّ العدّ العكسيّ للذكرى السنوية الأولى لـ انفجار مرفأ بيروت بدأ يثير مخاوف من اضطرابات أمنية. ولكن أهالي شهداء انفجار المرفأ سارعوا أمس عبر مؤتمرهم الصحافي لإعلان التحضيرات ليوم الذكرى إلى محاولة تبديد المخاوف من خلال تشديدهم على إحياء الذكرى بسلام وخشوع الصلاة واستذكار الشهداء وحصر الدعوات بالمواطنين للمشاركة في القداس الذي يترأسه البطريرك الماروني ولن توجه الدعوات إطلاقاً إلى أيّ رسمي أو سياسي.
-
وكتبت صحيفة ” نداء الوطن ” تقول : يتجنب الفريق الرئاسي اتهامه مرة أخرى بأنه يعطل تأليف الحكومة الجديدة بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم تأليفها، ويصر على الاستشارات في موعدها ما لم يطرأ شيء مخفي أو مستور، يؤدي إلى تحديد موعد آخر ليس ببعيد عن يوم الإثنين المقبل، بحجة استكمال الصورة والمواقف.
يتعاطى بعض الوسط السياسي المعني في شأن تسمية الرئيس المكلف الجديد مع رجحان كفة المرشح الأساسي رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي لمهمة التأليف على أنه أمر بات محسوما بدءاً من بعد ظهر أمس. وما يدفع هذا الوسط إلى هذا الترجيح أن ميقاتي يحظى بتأييد خارجي من بعض الدول مثل فرنسا وعواصم أوروبية وعربية أخرى، ومن عدم ممانعة من دول أخرى مثل أميركا. كما أنه يحظى بتأييد رئيس البرلمان نبيه بري، الذي كان تداول بخياره مع الرئيس الحريري قبيل اعتذاره، والذي كان ميالاً له من الأساس. بل أن الحريري حاول إقناع ميقاتي حين تردد الأخير وسأله ما التسهيلات التي سيحصل عليها لتأليف الحكومة والتي لم يتمكن الحريري من الحصول عليها؟ حجة الحريري مع ميقاتي ومع جهات خارجية كانت ترجيحه بأن الفريق الرئاسي ربما يقبل لغيره ما رفضه له نتيجة قرار الرئيس عون وصهره النائب جبران باسيل رفض ترؤس زعيم “المستقبل” الحكومة. والسبب الثالث لرجحان كفة ميقاتي أن “حزب الله” بعث بإشارة إلى رئيس الحكومة السابق بأنه لا يمانع في توليه المهمة، فيما أدت اتصالات الحزب مع باسيل إلى موافقته على هذا الخيار الذي تبلغه ميقاتي بدوره.
في الجواب على السؤال حول ماذا يمكن لميقاتي أن يحصل عليه ولم يحصل عليه الحريري، يشير بعض الوسط السياسي إلى أنه بالإضافة إلى انتفاء التوتر فالذي ساد وما زال يسود العلاقة الشخصية بين الحريري وبين الفريق الرئاسي، في حالة ترؤس ميقاتي الحكومة،هناك عامل آخر يغير في المعادلة الحكومية، وربما يرضي عون و”التيار الوطني الحر” وهو أن ميقاتي ينوي تأليف حكومة تكنو- سياسية من 24 وزير، تضم ستة وزراء يمثلون الأحزاب الرئيسة، يتولى 4 منهم الحقائب السيادية الأربعة أي المالية، الداخلية، الخارجية والدفاع، بينما يكون الوزيران السياسيان الآخران وزيري دولة، فيما يتم اختيار ال18 وزيرا الباقين من الاختصاصيين التكنوقراط.
وفي وقت تشير المعطيات إلى أن البحث بدأ في الحقائب لعله يتم قطع شوط في شأنها في الفترة الفاصلة مع الإثنين المقبل، فإن ما سبق التوافق المبدئي على ميقاتي من معلومات هو أن الأخير لن يقبل بأقل من الثوابت التي وقف عندها الحريري وأيده فيها ميقاتي نفسه في إطار اجتماعات نادي رؤساء الحكومات السابقين، أي لا ثلث معطلاً لأي فريق بحيث يتم اعتماد مبدأ الثلاث ثمانيات، بحيث يكون للرئيس المكلف حق تسمية وزيرين مسيحيين غير الوزراء المسيحيين السبعة من أصل الثمانية الذين يكونون من حصة رئيس الجمهورية وتبني الإصلاحات وفق خريطة الطريق الفرنسية، مع التوزيع الذي جاء في تشكيلة الحريري الأخيرة للحقائب السيادية الأربع أي المالية للشيعة، الداخلية للسنة، الخارجية للموارنة والدفاع للروم الأرثوذكس.
لكن السؤال عما إذا كان التأليف سيكون بيسر التكليف لميقاتي، في ظل أسئلة يطرحها بعض الذين واكبوا محاولة الحريري ومعاناته خلال 9 أشهر. هل سيتخلى الفريق الرئاسي عن طموحه بالتحكم بالحكومة كونها الجهة الدستورية التي يمكن أن تتولى صلاحيات الرئاسة في حال حصول فراغ فيها؟ فبصرف النظر عن تفاصيل العراقيل التي نُصبت في وجه الحريري، يبقى هذا هو السؤال الجوهري، الذي تندرج تحته كل الأسئلة الأخرى الفرعية المتعلقة بما سبق لرؤساء الحكومات السابقين أن طرحوه حول خرق الفريق الرئاسي للدستور، ضربه بعرض الحائط اتفاق الطائف وعبثه بالصلاحيات عبر انكفاء حكومة تصريف الأعمال والمجلس الأعلى للدفاع…
أما دور “حزب الله” فالأسئلة كثيرة حوله هو الآخر في ظل قناعة العارفين ممن يؤيدون خيار ميقاتي، بأنه سيمارس القاعدة نفسها التي مارسها مع الحريري: تأييد الرئيس المكلف الجديد وعدم الاختلاف مع الفريق الرئاسي الحليف. ولهذا حديث آخر.