سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف:الليرة الى مزيد من الإنهيار.. والرئاسة بانتظار المساعي الخارجية

 

الحوار نيوز – خاص

 

موضوعان بارزان استأثرا باهتمام صحف اليوم :الدولار والشغور الرئاسي.الموضوع الأول مستمر في التصاعد وسط توقعات ببلوغه خمسين ألف ليرة مع نهاية السنة ،والثاني بات في عهدة القوى الخارجية التي تسعى لإيجاد تسوية للقوى الداخلية تخرج الرئيس من عنق الزجاجة.

 

  • النهار عنونت: الدولار إلى 50 ألفاً… وفرنسا تستعجل الرئيس

  وكتبت صحيفة ” النهار ” تقول : لن يكون مستبعدا، ولا مستغربا، ان يستقبل اللبنانيون السنة الجديدة بعد عشرة أيام على “انغام” وايقاع دولار يتجاوز سقف الـ 50 الف ليرة. بالامس لامس دولار السوق السوداء سقف الـ 45600 الف ليرة وكأن شيئا لم يحصل. لا سلطة مصرفية ولا مالية ولا سياسية رف لها جفن، ولا صوت ارتفع، ولا اجراء اتخذ بما يثبت المثبت من ان لبنان يعيش احلك ظروفه، الأسوأ من زمن الحرب، في ظل أزمات تتفاقم ومواطن ضحية متروك للتداعيات الوحشية التي يعاني تحت وطأتها، علما ان مفاعيل هذا التفلت التصاعدي في سعر دولار السوق بات يثير الريبة والشكوك اكثر من أي وقت مضى. ذلك انه مع ادراك الجميع ان الاحتياط المركزي لمصرف لبنان من العملات الأجنبية آخذ في التناقص المتدرج والمتدحرج، فان السوابق في اتخاذ إجراءات تلجم او تفرمل من اندفاعات وقفزات #الدولار بما يضبط الى حدود معقولة التفلت في سقوفه تملي التساؤلات الملحة عما يجري راهنا، علما ان ارتفاع سعر “صيرفة” امس أيضا الى سقف 31200 ليرة من شأنه ان يضخم القلق من التفلت في السوق المالية. كل هذا يقف عند حدود الخشية من الأسابيع والاشهر المقبلة في واقع سياسي ينذر بانعدام افق الانفراجات والحلول بدءا بالانسداد في ازمة الفراغ الرئاسي، وفي وقت لا شيء يضمن تحسن “إدارة” الازمة بالحدود الممكنة عبر الحكومة المهددة بشلل جلساتها بفعل الانقسامات والخلافات بين ثلث الأعضاء الذين يدينون باخذ توجهاتهم من “التيار الوطني الحر” والثلثين الاخرين من الأعضاء من المكونات الأخرى للحكومة. وتبعا لذلك فان التقديرات والتوقعات المالية والاجتماعية للمرحلة الاتية في مداها القصير والمتوسط تنذر بكثير من الام جديدة للبنانيين سواء على مستوى المعاناة المالية والاجتماعية او على صعيد تداعيات الازمة السياسية في حال صحت معظم المؤشرات المتصلة باستبعاد أي تطور إيجابي على صعيد انتخاب رئيس الجمهورية في وقت غير بعيد، ولو ان تحركات ومواقف خارجية برزت في الساعات الأخيرة ولا سيما منها بعض ما تناول لبنان في قمة بغداد – 2 في الأردن بما يوحي بتنامي اهتمامات بعض الدول المؤثرة بالازمة اللبنانية.

وفي السياق المالي أكد امس وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل العزم على تضمين مشروع موازنة 2023 “بنوداً إصلاحية” تضع “لُبنة في مسار النهوض”، آملاً خلال رعايته لقاء نهاية العام الذي اقامته إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية “الريجي” في مقرها الرئيسي في الحدث “في أن يطغى على نقاشاتها الجانب العلمي والواقعي، وتبتعد عنها المزايدات السياسية والشعبوية”.

 

لبنان في #قمة الأردن

اما جديد المواقف الخارجية من الاستحقاق الرئاسي فكان عبر كلمة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قمة بغداد 2 التي افتتحت امس في الاردن، بمشاركة مصر وفرنسا والإمارات والسعودية وقطر وتركيا وإيران وفرنسا وعمان والبحرين. وقال ماكرون: “أزمات العراق وسوريا ولبنان تتطلب لحلّها أجندة تعاون صادق بين الدول المعنية. أن منطقة الشرق الأوسط تمتلك كل المقومات لتكون في مقدمة الأجندة الدولية، إنما تعاني من انقسامات وتدخلات تؤثر على استقرارها”. وشدد على أنه “الأمن والاقتصاد والبنية التحتية هي الركائز الأساسية لتحسين استقرار المنطقة برمتها”.

وبدورها دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا القادة السياسيين اللبنانيين إلى “تحمل مسؤولياتهم” والعمل على “إجراء انتخابات سريعة” لرئيس جديد للبلاد بعد نحو شهرين من انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون. وعبرت الوزيرة الفرنسية عن “قلقها”، داعية القادة اللبنانيين الى “الاضطلاع بمسؤولياتهم في تسهيل الانتخاب السريع لرئيس جديد في لبنان وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على تنفيذ الإصلاحات التي يحتاج اليها لبنان بشدة”.

 

بخاري في بكركي

وكان الملف الرئاسي محور بحث في بكركي بين البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي والسفير السعودي #وليد بخاري الذي لوحظ انه حرص “الثناء على مواقف البطريرك الراعي الوطنية التي تشكل ضمانة وخريطة طريق للحلول ” كما وصفها . واوضحت مصادر بكركي ان بخاري أكد ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت وتشكيل حكومة منسجمة مع الرئيس للنهوض بالبلد وان المملكة العربية السعودية لن تتردد في القيام بأي جهد يطلب للمساعدة في موضوع الانتخابات وان التنسيق مع الجانب الفرنسي مستمر. واشارت المصادر الى ان بخاري قال في بكركي إن المطلوب اليوم رئيس مقبول من الجميع وأن يكون على علاقة جيدة بمختلف الدول وان البطريرك الراعي فهم من كلام بخاري أن المملكة تحبّذ رئيساً لا ينتمي إلى أي محور سياسيّ. ولفتت الى ان بخاري أثنى على عظات البطريرك الراعي لا سيما في ما يتعلّق بالحياد وبضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.

وعلى جاري عادته و”غرائبه” في السلطة وخارجها، اطل رئيس الجمهورية السابق ميشال عون امس للمرة الأولى بعد ترؤسه اجتماع تكتل “لبنان القوي” ليعلن مواقف تدين فعلا عهده فيما اطلقها ضد الطبقة السياسية وقال “علينا أن نعرف ماذا ينتظرنا خلال المرحلة المقبلة وفي حال لم تتغير الطبقة الحاكمة الحالية لن يكون هناك وطن”، واشار إلى أن “الوطن لا يُبنى بالزمرة الحاكمة حالياً، و80 بالمئة من الشعب اللبناني أصبح فقيراً، وأمامنا 3 إلى 4 سنوات “لنتنفّس” بانتظار كميات الغاز الموجودة في البلوكات وعلينا الحفاظ على خطنا السياسي وعلى المحاسبة”.

وأكد”اننا كي نستطيع أن نحاسب، يجب إعادة بناء الدولة كلّها”.

وفي السياق الرئاسي أيضا نفي المرشح النائب ميشال معوض كل ما اشيع عن تواصل بينه وبين “حزب الله” وقال “يحاول بعض المغرضين المعروفين ولأسباب باتت مكشوفة للجميع فبركة أخبار عن تواصل أقوم به مع حزب الله وأنني أحرص على إبقاء لقاءاتي سرية. يهمني أن أؤكد أن هذه الفبركات تافهة كمطلقيها ولا أساس لها. مواقفي ثابتة وعلاقاتي علنية وأمد يدي للجميع تحت سقف سيادة الدولة والمؤسسات والطائف والشرعيتين العربية والدولية”.

 

على صعيد اخر وبينما لم يبرز أي عامل جديد بعد في ملف حادث الاعتداء على اليونيفيل في بلدة العاقبية، سُجل تطور امني جديد جنوبا، حيث أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، امس بأن “قوات جيش الدفاع رصدت مسيرة (درون) تسللت من داخل لبنان الى الأراضي الإسرائيلية في منطقة بلدة زرعيت وقامت بإسقاطها، حيث تابعتها أنظمة المراقبة طيلة الحادث”. وأضاف “تعود المسيرة كما يبدو الى منظمة حزب الله الإرهابية” مشيراً إلى أن “جيش الدفاع سيواصل العمل لمنع أي خرق لسيادة دولة إسرائيل

 

 

 

  • الأخبار : حوار سعودي – إيراني حول الرئاسة والحكومة

 وكتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : وفق تسريبات غربية، بدأت الخطوات الأولى نحو حوار سعودي – إيراني حول ملفات عدة، على رأسها لبنان، ربطاً بالملف الرئاسي وملف الحكومة المقبلة بعد انتخاب الرئيس الجديد.

أشارت تسريبات غربية إلى اتصالات غير مباشرة بين السعودية وايران حول الملف اللبناني، من ضمن ملفات أخرى، بدأت قبل أيام من مؤتمر «بغداد 2» الذي انعقد في الأردن أمس، والذي يشارك فيه البلَدان. وتفيد التسريبات بأن هناك أطرافاً عدة، بينها فرنسا وقطر، عملت على تليين موقفَي الرياض وطهران في ما يتعلق بالملف اللبناني، ما اقتضى البدء بالكلام بطبيعة الحال حول انتخابات رئاسة الجمهورية ومعها رئاسة الحكومة.

وهذه التسريبات هي الأولى من نوعها بعدما كانت السعودية منكفئة كلياً عن إعطاء إشارات جدية عن احتمال تدخلها في الشأن اللبناني، ومصرّة على تظهير عدم اهتمامها بالملف الرئاسي أو الحكومي. من هنا، يشكّل تسريب هذه المعلومات عنصراً جديداً، إذ يعكس للمرة الأولى منذ ما قبل انتهاء عهد العماد ميشال عون عودة الكلام عن دور سعودي جدي، وهو ما قد لا يريح أصدقاء الرياض في بيروت كونه يشكل خروجاً عن مسار السنوات الماضية، ويطرح احتمالات الخروج باتفاق حول رئاسة الجمهورية.

ما خرج الى التداول جدّي بحسب المعلومات التي وصلت الى بيروت، وهو بدأ حول ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية لأسباب تتعلق باستقرار لبنان وبمعالجة ملفات اقتصادية ومالية عالقة. كما طُرح ملف تشكيل الحكومة كجزء لا يتجزأ من مسار إعادة انتظام عمل المؤسسات الرسمية، ولعدم بروز أزمة جديدة بعد انتخاب الرئيس المقبل. إذ إن المفترض، وفق السيناريو المرسوم، تأمين إضافي للاستقرار وتفعيل الوضع الاقتصادي انطلاقاً من تهيئة ظروف الساحة اللبنانية لمزيد من التهدئة الداخلية. وهو ما يوحي وكأن ثمة توافقاً مبدئياً على تسيير أمور لبنان في المرحلة المقبلة بالحد الأدنى من استتباب الوضع، من دون الذهاب الى رسم ملامح المستقبل.

من هنا، يصبح منطقياً الكلام عن ارتفاع حظوظ قائد الجيش العماد جوزف عون الذي زار الدوحة القريبة من طهران، بالتزامن مع تقدم ملامح الحوار المشترك. ففي الاتصالات التي جرت حتى الآن، تبلور جوّ حول أفضلية لعون على غيره من المرشحين الذين يمكن أن توافق عليهم السعودية، استناداً إلى مواصفات تتعلق بوضع الجيش وتركيبته وعلاقاته التنسيقية مع الأميركيين وعدم انحيازه الى أي طرف داخلي، وعدم قبوله مساعدات عسكرية روسية أو إيرانية. ومن جهة أخرى، فإن توازنات الجيش وعلاقاته مع القوى السياسية كافةً، وفي مقدمها حزب الله يجعل من السهل تسويق اسم قائد الجيش كمرشح توافقي. أما في ما يتعلق برئاسة الحكومة، فلم يتّضح بعد وجود ملامح اتفاق حول اسم رئيس الحكومة المقبل، إذ لم يخرج الكلام عن سياق التشديد على ضرورة تشكيل الحكومة سريعاً، من دون الدخول في الأسماء، في انتظار بلورة أكثر عمقاً لمنحى المفاوضات بين الطرفين الأساسيين، علماً أن ثمة من ربط بين لقاء وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في المرحلة نفسها التي خرج فيها الكلام عن احتمالات تسوية رئاسية – حكومية.

وإذا كان من الواضح أنه ستكون لقمّة الأردن تبعاتها المباشرة على هذا المسار الذي انطلق منذ فترة قصيرة، ربطاً بتفاهمات حول ملفات المنطقة، بدءاً ببغداد ودمشق وبيروت، إلا أن انتظار ارتداداته لبنانياً سيكون على أكثر من مستوى. إذ لا يمكن ترجمة هذا الكلام خارجياً سوى في انتظار موقف واشنطن من هذه المحاولات التي تتمّ في أكثر من عاصمة غربية وعربية، في ضوء علاقاتها غير المستقرة مع الرياض وانتظارها مزيداً من الترتيبات حول الملف النووي من طهران. وعلى ضوء هذا الموقف، سيكون هناك كثير من الآمال المعلّقة، إما لترجمة التفاهم الإقليمي عبر الانتخابات الرئاسية أو فرملة أي اندفاعة مبكرة في هذا الاتجاه. أما محلياً، فستجد جميع القوى نفسها إزاء استحقاق إخراج اتفاق محتمل بين الرياض وطهران على اسم الرئيس الجديد، دستورياً إذا رسا الاتفاق على قائد الجيش، وسياسياً وكيفية التعامل معه بالطريقة الأمثل. ورغم أن القوى الأساسية لا تزال تبدي ممانعتها في التوافق على اسم مشترك، إلا أن تفاهماً على مستوى العاصمتين المعنيّتين، سيجد حتماً مخرجاً لتظهيره في شكل مُرضٍ للجميع. وهذا يعني أن القوى السياسية ستكون مضطرّة إلى التعامل مع الأمر الواقع والتخفيف من الأضرار السياسية التي ستنجم عن خروج الاسم من العاصمتين، من دون الحصول على أثمان سياسية داخلية، لأن لكل طرف معنيّ بإسقاط ورقة الاسم العتيد، مصالح ومطالب من الصعب أن يتخلى عنها حتى لمصلحة تسوية كبرى، إذا لم يأخذها أيّ تفاهم خارجي في الحسبان، إلا إذا تكررت تجربة الدوحة بكل ما أحاط بها

 

 

 

  • الجمهورية : لبنان «يسبح» خارج «الجاذبية».. والسوق السوداء تملأ الفراغ

 وكتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : على وَقع الفلتان المتزايد في الأمن الاقتصادي والاجتماعي تحت وطأة الارتفاع الدرامي للدولار، بَدا لبنان وكأنه يسبح خارج «الجاذبية»، في ظل غيبوبة الدولة التي يكاد يغيب أي أثر لها، بفِعل الشغور المتمادي في موقع رئاسة الجمهورية وشلل الحكومة المستقيلة التي يختلف وزراؤها ورُعاتها على حدود تصريفها للأعمال، وصولاً الى دخول مجلس النواب في إجازة الاعياد. هكذا، وبدل ان تكون السلطة مُستنفرة بكاملها في هذه الظروف الصعبة لمواجهة الازمة المتفاقمة على كل الصعد، اذا بها تنكفئ أكثر فأكثر لتملأ فراغها السوق السوداء حيث تسود فوضى الدولار والاسعار.

يتسابق الفراغ الرئاسي الذي أتمّ الخمسين يوماً من عمره مع اشتداد الازمة وانفلاشها وسط مخاوف جدية من انفلاتها نتيجة الارتفاع اليومي للعملة الخضراء التي تترك وراءها يباساً في ادارة الدولة وانهياراً داخل المؤسسات وغلاء غير مسبوق في المعيشة… واذا كان اللبنانيون سيسترقون العيد من ركام دولة فإنهم يدركون ان ما ينتظرهم في السنة الجديدة مخيف على كل المستويات، وأول قدومها شمعة على علو دولار سيُلامس سعره الخمسين الف ليرة…

واستغربت اوساط مطلعة عبر «الجمهورية» ان يستمرالمعنيون في التلهّي بسجالات عبثية في السياسة والدستور بينما المواطن يئنّ تحت ضغط الانهيار المالي، «وآخر همه اذا كان انعقاد مجلس الوزراء شرعياً ام لا، او اذا كانت المراسيم تحتاج إلى تواقيع الوزراء الـ 24 جميعاً ام لا».

وشددت هذه الاوساط على أن الوضع السيئ السائد يتطلب مقاربات استثنائية حتى يتمكن البلد من الصمود الى حين التمَكّن من انتخاب رئيس الجمهورية، معتبرة ان العجز الداخلي دفع البعض الى انتظار بارقة حياة من البحر الميت في الأردن حيث انعقد مؤتمر «بغداد 2» الذي ضَم دول جوار العراق وفرنسا، «علماً انّ الملف اللبناني لم يكن مطروحا على جدول الأعمال، ومع ذلك فإنّ المعلقين والمُمسكين بحبال الهواء يعوّلون على ان يكون قد تم البحث في هذا الملف في كواليس المؤتمر».

 

إستعصاء وشغور

الى ذلك، اكدت مصادر حكومية لـ»الجمهورية» ان الحلول تستعصي اكثر واكثر مع تقدّم الوقت من دون معالجات للأزمة، وأم الازمات الشغور الرئاسي الذي اذا ما شَق طريقه نحو الاتفاق سيسحب معه مجموعة ملفات لا تقل اهمية واستجد منها الشغور الواسع على مستوى المراكز الامنية بالدرجة الاولى يليها الادارية وعددها ٢٢ يتوزّعون بالنصف بين ١١ تنتهي ولايتهم مع نهاية السنة (خصوصاً رئيس الاركان والمفتش العام في المجلس العسكري ميلاد اسحق ) و١١ في بدايات السنة المقبلة تباعاً (مدير الادارة والمال اللواء الركن مالك شمص، قائد الدرك، المدير العام للامن العام)، امّا الطامة الكبرى فستحلّ مع شهر حزيران تاريخ انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اذا كان البلد لا يزال في مرحلة شغور رئاسي، وقالت المصادر نفسها ان القوى السياسية بدأت بإعداد plan B في حال فشلت السيناريوهات المتوقعة وتعوّل عل مؤتمرات الخارج، لا سيما منها ما يمكن ان يرشح من الاجتماعات الجانبية على هامش مؤتمر العراق ٢ في الاردن واجتماع فرنسي ـ اميركي ـ سعودي ـ ايراني مُرتقب يمكن ان يفتح كوة كلام لحوار مفقود في الداخل…

 

موقفان فرنسي وسعودي

في غضون ذلك، برز امس على هامش قمة البحر الميت وفي بيروت موقفان فرنسي وسعودي يستعجلان انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة كاملة الصلاحيات تنفّذ الاصلاحات التي يحتاجها لبنان للخروج من أزمته، ما أشاعَ في بعض الاوساط السياسية تفاؤلاً باقتراب إنجاز الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً انّ التنسيق القائم في شأنه بين باريس والرياض بلغ على ما يبدو مرحلة متقدمة وغير متأثر بعطلة الاعياد.

الموقف الفرنسي عبّرت عنه وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، أمس، في مؤتمر صحافي في ختام قمة السويمة في الاردن ودعت فيه القادة السياسيين اللبنانيين إلى «تحمّل مسؤولياتهم» والعمل على «إجراء انتخابات سريعة» لرئيس جديد للبلاد بعد نحو شهرين من انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون. وعبّرت كولونا عن «قلقها»، داعية القادة اللبنانيين الى «الاضطلاع بمسؤولياتهم في تسهيل الانتخاب السريع لرئيس جديد في لبنان وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على تنفيذ الإصلاحات التي يحتاج اليها لبنان بشدة».

وجاء موقف كولونا على خلفية خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القمة حيث دعا فيه الى ضرورة التحدث مع ايران عن الأزمات في المنطقة، بما في ذلك العراق ولبنان وسوريا، حيث تتمتع طهران بنفوذ كبير. وقال: «من الضروري إذا أردنا عراقاً سيّداً أن نصِل الى حل جميع المسائل الأمنية للعراق وجيرانه». واضاف انّ «ذلك يكون من خلال التحاور، وأن يكون لدينا أجندة بشأن الأزمات الإقليمية الكبرى بما فيها العراق أو سوريا أو لبنان أو الأزمات والصراعات التي يشارك فيها أحيانًا نفس الأطراف، حيث تتشابَك حالات النفوذ».

اما الموقف السعودي فعبّر عنه سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد البخاري أثناء زيارته أمس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مقدّماً التهاني بالأعياد، ومُثنياً على «المواقف الوطنية للبطريرك الراعي الوطنية التي تشكل ضماناً وخريطة طريق للحلول».

وإذ أكد بخاري «وقوف المملكة الدائم الى جانب لبنان وشعبه»، اشار الى «العلاقات التاريخية والعميقة التي تربط بلاده بلبنان وبالبطريركية المارونية خصوصاً».

ونقلت قناة LBCI عن مصادر البطريركية المارونية قولها «ان بخاري أكد على ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت وتشكيل حكومة منسجمة مع الرئيس للنهوض بالبلد، وان المملكة لن تتردد في القيام بأي جهد يُطلَب للمساعدة في موضوع الانتخابات وان التنسيق مع الجانب الفرنسي مستمر».

على انّ بخاري أطلع الراعي على آخر التطورات، لا سيما منها النتائج الاولية التي انتهت إليها مجموعة القمم العربية والخليجية والسعودية ـ الصينية، وما انتهى إليه لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقد أحيت العلاقات بين لبنان والمملكة على مستوى عال والتوجهات السعودية الجديدة تجاه الوضع في لبنان.

وتحدثت مصادر قريبة من بكركي عن اللقاء، فقالت لـ»الجمهورية» انّ أجواءه «كانت إيجابية ومريحة، وقد شدد الديبلوماسي السعودي على اهمية انتخاب رئيس «جامِع» بين اللبنانيين وعلى علاقة بالجميع ويمكنه أن يحيي العلاقات بين لبنان والعالم العربي والغربي وترميمها ممّا أصابها من ندوب في السنوات الماضية». واضافت انّ بخاري توافقَ مع الراعي على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت ممكن على أن يليها تشكيل حكومة منسجمة مع الرئيس للنهوض بالبلد.

وقالت المصادر إن بخاري عبّر عن توجهات وُصِفت بأنها «متطورة»، وأن المملكة لن تتردد في القيام بأي جهد يطلب منه للمساعدة في أي موضوع سواء يتصل بالتطورات السياسية او الاقتصادية والاجتماعية، فالمبادرة السعودية ـ الفرنسية مستمرة وقد عقد الجانبان اجتماعات في الرياض على مستوى ديبلوماسي متخصّص مُتابِع للوضع في لبنان، وذلك قبل أيام على القمة الصينية وفي وقت لاحق مما يوحي أنّ التنسيق الفرنسي ـ السعودي ومعهما دول اخرى سينتقل من الهَم الأمني والمعيشي الى السياسي في وقت قريب.

وانتهت المصادر الى التأكيد انّ السفير السعودي أيّد مواقف الراعي الاخيرة وتنبيهاته الى الطاقم السياسي، كما بالنسبة الى دعوته الى حياد لبنان.

 

مستشار إيراني

واللافت انّ الراعي التقى بعد البخاري المستشار الثقافي في السفارة الايرانية كميل باقر، الذي شدد على «أهمية لقاء البطريرك الماروني في إطار زيارات التهنئة بعيد ميلاد السيد المسيح والسنة الجديدة، وتقديم التمنيات الى الشعب اللبناني بتحسّن الظروف الإقتصادية والمعيشية، والرجوع الى تعاليم الأنبياء لحل الأزمات والمشكلات الموجودة في مجتمعاتنا وفي المنطقة ولبنان والعالم».

 

عون والمحاسبة

من جهة ثانية، وفي أول نشاط سياسي له بعد خروجه من رئاسة الجمهورية، حضر الرئيس ميشال عون اجتماع الهيئة السياسية في «التيار الوطني الحر» في سنتر ميرنا الشالوحي، ثم شارك في الاحتفال الذي دعت إليه قيادة التيار لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة. وألقى الرئيس عون كلمة بدأها بقوله للحاضرين: «جايي زوركن وشِق عليكن لأن اشتقتلّكن». وأضاف: «كما قلتُ يوم تركت بعبدا لقد أنهينا مرحلة وبدأنا أخرى جديدة لنُكمل عملنا في كشف الفاسدين». وقال: «علينا أن نعرف ماذا ينتظرنا خلال المرحلة المقبلة وفي حال لم تتغير الطبقة الحاكمة الحالية لن يكون هناك وطن». واكد «اننا نريد رئيساً يستطيع أن يكمل الطريق وليس صعباً أن نتمكن من المحاسبة ولكن علينا الاصرار على ذلك. أبناؤنا يهاجرون من أجل تَلقّي العلم ولا يعودون». ولفت إلى أنّ «أمامنا 3 إلى 4 سنوات «لنتنفّس» في انتظار كميات الغاز الموجودة في البلوكات، وعلينا الحفاظ على خطنا السياسي وعلى المحاسبة». وأكد «اننا كي نستطيع أن نحاسب، يجب إعادة بناء الدولة كلها».

تقلّص حسابات «صيرفة»

وعلى الصعيد المالي، قلّصت المصارف الى الحد الادنى السحب من أجهزة الصراف الآلي التي توقفت امامها طوابير الساعين الى سحب رواتبهم على سعر «صيرفة»، ما أدى الى استفادة العشرات فقط من بضع مئات من المصطفّين امام بعض الصرافات الآلية وتسببت بزحمة سير خانقة في العاصمة وبعض المناطق.

وفي هذه الأجواء قفزَ سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء مقابل الليرة اللبنانية وبلغ بعد ظهر أمس 44,950 ليرة للمبيع و45,050 للشراء، وهو رقم لم تصل اليه العملة الوطنية من قبل.

 

حسومات خيالية

وقالت مصادر مصرفية لـ»الجمهورية» انّ الترتيبات المتّخذة في بعض المصارف تنحو الى التشدّد بعدما رفعت نسبة الحسومات الشهرية الى الحسابات المحتجزة فيها الى الحد الاقصى وقد بلغت 20 يورو شهرياً، بعد ان كانت لفترة طويلة تتراوح بين 6 و8 وصولاً الى 12 يورو، قبل ان ترتفع الحسومات فجأة في غضون الأيام القليلة الماضية الى 20 يورو.

كذلك ارتفعت نسبة المحسومات على الحسابات المجمّدة والمحتجزة الى أن بلغت 12 دولاراً شهرياً، ولو كانت حسابات صغيرة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى