قالت الصحف:أربعة ملفات عالقة تفتش عن حلول
الحوار نيوز – خاص
الجنوب والنازحون السوريون والانتخابات البلدية وتحرك الخماسية ،أربعة ملفات عالقة ركزت عليها الصحف الصادرة اليوم في افتتاحياتها،وهي خاضعة للبحث بانتظار الحلول.
النهار عنونت: ميقاتي يستنجد بماكرون: الجنوب والنازحون
وكتبت صحيفة “النهار”: يتوجه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي زيارة الى باريس اليوم بدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يستقبله غدا، للبحث في كل جوانب الملف اللبناني وآخر التطورات على الساحتين الداخلية والاقليمية.
ومن ابرز المواضيع التي سيجري التطرق اليها ملف النازحين السوريين وارتداداته على الوضع اللبناني.
وفي هذا الاطار، طلب المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري من رئيس مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان UNHCR إيفو فرايجسن، الحصول على بعض المعلومات المتعلقة بـ”الداتا” المسلمة الى الامن العام، لا سيما ما يتعلق بتحديد تواريخ تقديم طلبات تسجيل السوريين لدى المفوضية وتاريخ هذا التسجيل لديها، حتى تتمكن المديرية العامة من تنفيذ استراتيجيتها في معالجة ملف النزوح السوري وفق القوانين اللبنانية والدولية”.
الى ذلك، علمت “النهار” ان الجانبين اللبناني والفرنسي سيتناولان ملف ملء الشغور الرئاسي، علما ان ليس لدى باريس أي مرشح لهذا المنصب، وان المستشارة الديبلوماسية للشرق الاوسط وشمال افريقيا في قصر الاليزيه تمتنع عن مقابلة المرشحين المفترضين للرئاسة.كما انهما سيبحثان في ملف الاصلاحات البنيوية التي يطالب بها المجتمع الدولي لبنان منذ اعوام.
ولن يغيب بالطبع الوضع الامني والحرب القائمة على الحدود بين “حزب الله” واسرائيل والمخاطر التي يتعرض لها لبنان من جراء هذا التصعيد، وسيعرب الرئيس ماكرون امام ضيفه عن مخاوفه من التصعيد العسكري.
وستكون الزيارة مناسبة لطيّ الانتقادات والتوترات التي شابت العلاقات بين الطرفين الفرنسي واللبناني.
“الخماسية” –”الرباعية”
داخليا، طغت امس التطورات الامنية جنوبا، والتخوف من اتساع دائرة الحرب، على ما عداها من ضجيج كلامي، حتى ان جولة سفراء اللجنة الخماسية التي تواصلت امس، وتستمر اليوم، شابها عيب “الوعكة الصحية” للسفير السعودي الذي تغيب عن لقاء رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، ويغيب اليوم عن الاجتماع برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل.
وقد واصل سفراء اللجنة الخماسية حراكهم، وقال السفير المصري علاء موسى: علينا تقريب المسافات بعض الشيء لزيادة مساحة الثقة”، موضحًا أنّ هناك أرضية مشتركة ومساحتها تزداد يوما بعد يوم.
غير ان اللافت من بنشعي كانت اشارة السفير المصري الى ان اللقاء بسليمان فرنجيه لم يكن بصفتِه مرشحا للرئاسة، انما بصفتِه السياسية، وهذا هو الشيء الاهم.
في الموازة، كشفت معلومات ان “سفراء اللجنة الخماسية استوضحوا فرنجية عن علاقته بـ”حزب الله”، فأكّد لهم تأييده للمقاومة، وقال إن “حزب الله” هو حزب لبنانيّ قويّ وفاعل”. وشدد فرنجية على أنه “مع سلاحٍ واحدٍ وجيشٍ واحدٍ في لبنان، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل الا من خلال التوصّل إلى حلّ في المنطقة، وأن الخوض حاليًا في موضوع الاستراتيجيّة الدفاعيّة ليس في مكانه.”
وقد التقى السفراء ايضا رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” وكتلة “الاعتدال الوطني”. واشار مصدر كتائبي لـ”النهار” بأن نية الانتقال لدى السفراء باتجاه الخيار الثالث أصبحت واضحة، غير أن دعوات الحوار والتشاور، اذا لم تقرن بضمانات التخلي عن فرنجية أو الالتزام بحضور الجلسات، ستبقى عقيمة ولن تلقى إيجابية من قوى المعارضة.
البلديات
وفيما بدا ان القرار بتأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية صار حتمياً، وعلى وقع السجال ما بين الرئيس نبيه بري وحزب”القوات اللبنانية”، ترأس الاول اجتماع هيئة مكتب المجلس وعلى جدول الأعمال بندين لمشروعي قانونين أولهما قانون معجل مكرر يرمي الى تمديد ولاية المجالس البلدية والإختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31/5/2025. وأتخذ الرئيس بري قرارا بتحديد جلسة للهيئة العامة يوم 25 نيسان لمناقشتهما.
الميدان
وامس طرأت تطورات ميدانية بارزة في ضوء الاحتدام الاقليمي، واصرار اسرائيل على الرد على ايران وفق مواقع عبرية واميركية، فقد ذكرت مصادر أميركية لـ”أكسيوس”: لسنا متأكدين من حجم وتوقيت الهجوم الفعلي لإسرائيل على إيران، في المقابل تحدثت
وسائل إعلام إسرائيلية عن “تهديد اسرئيلي بضربة صادمة ومفاجئة في لبنان”، فرضت اسرائيل حظرا على التجمعات من 0 إلى 4 كيلومترات من الحدود مع لبنان في الأماكن غير المحمية.
وكان لافتا، تحذير السفارة التركية لرعايا بلادها في لبنان من عدم التوجه الى الجنوب والبقاع، واتخاذ الاحتياطات الضرورية.
وقد استهدفت مسيرة إسرائيلية بثلاثة صواريخ مبنى يضم كاراجات ضمن حي سكني في بلدة إيعات المجاورة لمدينة بعلبك. ومساء نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارات على الخيام، بعد تعرض منطقة الضهيرة وأطراف علما الشعب ويارين ومروحين لقصف مدفعي عنيف، ترافق مع تحليق للطيران الاستطلاعي والمسير في الاجواء. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة استهدفت بلدة عيتا الشعب، كما تعرضت اطراف علما الشعب والضهيرة لقصف مدفعي فوسفوري، ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي 3 غارات متتالية استهدفت منطقة حامول في الناقورة وبلدتي طير حرفا ويارين – قضاء صور ، مطلقا عددا من الصواريخ. وقد افيد ان الغارة استهدفت منزلاً مؤلفاً من طبقتين يعود لآل السيد وتم تدميره بالكامل. واستهدفت دبابة ميركافا أحد المنازل بشكل مباشر في الضهيرة التحتا قرب الساحة. كما قام الجيش الاسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من الداخل المحتل باتجاه علما الشعب، الضهيرة والبستان في القطاع الغربي.
من جانبه، أعلن “حزب الله” في بيان استهداف آلية عسكرية اسرائيلية أثناء دخولها إلى موقع المطلة بالأسلحة المناسبة. كما “استهدف وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون بالصواريخ الموجهة”. واعلن انه و”رداً على إغتيال العدو لعدد من المقاومين في عين بعال والشهابية، شن الحزب بعد الظهر هجوماً مركباً بالصواريخ الموجهة والمسيرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة في ما يسمى “المركز الجماهيري” وأصابوه إصابة مباشرة وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح”. وقد اعلن الإسعاف الإسرائيلي عن 5 إصابات في سقوط صاروخ على مبنى في الجليل الغربي في شمال إسرائيل”. لاحقا، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن “ارتفاع عدد المصابين في سقوط صاروخ في بلدة عرب العرامشة في الجليل إلى 14 من بينهم 4 في حالة خطيرة”. واستهدف الحزب “تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع راميا بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية”، كما استهدف “الانتشار المستحدث لجنود العدو الإسرائيلي جنوب ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية”.
واشارت الوكالة الوطنية مساء الى ان المناطق الجنوبية لا سيما منطقة صور، تشهد عملية تشويش اسرائيلية على اجهزة gps وعلى القنوات التلفزيونية والفضائية والاتصالات الخلوية. كما تشهد اجواء صور والقرى المحيطة تحليقا مكثفا للطيران المعادي الاستطلاعي والمسير.
الأخبار عنونت: المقاومة تتجاوز منظومة الانذار وتصيب
العدوّ مصدوم: حزب الله عرف بالانتشار ونفّذ ضربته ضدّ قوة كبيرة
وكتبت صحيفة “الأخبار”: لليوم الثالث على التوالي، يتعرض جيش العدو لضربات قاسية من حزب الله، ما جعل الاحتلال يتحدث عن إدخال المقاومة أدوات جديدة في المعركة، وأنها تظهر جرأة نارية عبر الدمج بين أسلحة مختلفة ضد هدف معين في وقت واحد، ما أثبت عملياً عدم تأثرها بسياسة الاغتيالات التي تنشط بها إسرائيل ضد عناصرها واستمرارها في منظومة العمل بنجاح في المنطقة الحدودية. وهو ما ورد في تعليقات وسائل الإعلام العبرية.ورداً على اغتيال العدو لعدد من المقاومين في عين بعال الشهابية، أعلن حزب الله شنّ هجوم مركّب بالصواريخ الموجّهة والمُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة، في ما يسمى «المركز الجماهيري»، وإصابته إصابة مباشرة، ما أدى إلى وقوع أفراده بين قتيل وجريح.
وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها حزب الله في بيانات أن العملية أتت «رداً على استهداف عدد من المقاومين»، بعدما كانت عملياته رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الآمنة واستهداف المدنيين، وهو ما يعني أن مروحة الردع سمتد لتطاول المقاومين أيضاً الذين يحاول العدو الإسرائيلي استهدافهم خارج ميدان المواجهة، في وسط مدني بعيد.
وتعليقاً على عملية عرب العرامشة، قالت «القناة 12» إن المقاومة أطلقت صاروخين مضادين للدروع، ما أوقع إصابات في صفوف الجنود، ثم أطلقت طائرتين مُسيّرتين انتحاريتين باتجاه المكان نفسه، ما أسفر عن إصابة 18 شخصاً غالبيتهم من الجنود، بينهم 6 في حالة خطيرة. بدوره قال موقع «والاه» العبري إن ضباطاً كباراً في القيادة الشمالية ينتقدون عجز سلاح الجو عن توفير طوق حماية كامل من مُسيّرات حزب الله، ونُقل عن أحد الضباط قوله إن «الجيش يريد التحذير من مسافة 1500 كلم ليتمكن من الرد». بينما نقلت «القناة 13» عن تقييم في جيش العدو مفاده أن حزب الله يتحدى أنظمة الرصد والاعتراض في الشمال عبر إرساله المُسيّرات.
وحول طبيعة المكان المستهدف في عرب العرامشة، كشفت «القناة 14» أن المقاومة استهدفت بشكل مباشر مبنى كانت تتحصّن في داخله قوة كبيرة من الجيش. وقالت وسائل إعلام أخرى، إنه في أغلب الأوقات كان يتواجد في «المركز الجماهيري» المستهدف في عرب العرامشة ضباط كبار جداً، وقد وصلت معلومات إلى حزب الله عن الأمر، فحاول استهداف غرفة العمليات الموجودة في المركز واستهداف الضباط.
ووصف الإعلام الإسرائيلي الهجوم بأنه «حادثة خطيرة جداً ناتجة عن إصابة بمُسيّرة دقيقة، حزب الله عرف إلى أين يرسلها ونجح في إيقاع عدد من الإصابات». فيما قالت «القناة 12» إن «هناك أمرين أساسيين يجب أن نضعهما نصب أعيننا على ضوء النتائج الصعبة لهجوم حزب الله في عرب العرامشة، الأول أن حزب الله يتعلم من الحوادث السابقة، ومن استمرار القتال في الشمال، ويُدخل أدوات جديدة ويجرّبها، وهذا يُترجم بالقذائف الثقيلة الوزن من نوع «بركان»، والتي تزن عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، وقد رأينا استخدامها ضد قواعد الجيش الإسرائيلي. والثاني، وهو ما يسمى الجرأة النارية، أي الدمج بين عدة أنواع من الأسلحة نحو نقطة معينة في آنِ واحد للتغلّب على الوسائل الدفاعية قدر الإمكان ولتحقيق إصابات دقيقة، وللأسف نجح في حادثة عرب العرامشة». وقال المراسل العسكري لموقع «والاه» إن «ما حدث في عرب العرامشة هو كمين مدبّر من قبل حزب الله. كانوا يعرفون بالضبط من كانوا يستهدفون وأطلقوا صواريخ مضادة للدبابات ومُسيّرة انتحارية».
وتحدّثت قناة «كان» العبرية عن غياب صفارات الإنذار، وقالت: «لليوم الثاني على التوالي لا توجد صفارات إنذار، والمُسيّرات تضرب بالتمام حيث هي موجّهة». وأضافت: «حتى الآن لا توجد لدى الجيش أجوبة من أين أُرسلت المُسيّرة إلى عرب العرامشة، وهو السؤال الأساسي». وفي السياق نفسه، لفتت «قناة 12» العبرية إلى أنه «في الأشهر الستة الماضية، تمكنت عدة مُسيّرات لحزب الله من اختراق نظام الدفاع الجوي في الشمال والتسبّب في وقوع إصابات، ورغم أنها طائرة بدون طيار بسيطة إلى حد ما، إلا أنه من الصعب اكتشاف طائرات حزب الله».
وليل أمس وزّع حزب الله مشاهد عن العملية أظهرت استهداف الموقع بصاروخ «الماس» الموجه وإطلاق مُسيّرة انتحارية. وكشف الفيديو عن استطلاع جوي مسبق للهدف. وإثر العملية، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية صوراً تُظهر الاكتظاظ الكبير في غرفة الطوارئ في مركز الجليل الطبي في نهاريا، بعد وصول الإصابات جراء العملية التي قام بها حزب الله في عرب العرامشة. كما نشرت مقطعاً مصوّراً يُظهر ما قالت إنه لدخول مُسيّرة تابعة لحزب الله للاستطلاع فوق عرب العرامشة قبل أيام وعودتها إلى لبنان بسلام.
إلى ذلك، استهدفت المقاومة أمس، وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون بالصواريخ الموجّهة، ودمّرت تجهيزاتها. كما استهدفت مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ «بركان»، وانتشاراً مستحدثاً لجنود العدو الإسرائيلي جنوب ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية، وتجمعاً لجنود العدو في محيط موقع راميا، والانتشار المستحدث لجنود العدو جنوب ثكنة برانيت، وقصفت ثكنة زبدين في مزارع شبعا بصواريخ «فلق»، والتجهيزات التجسسية في موقع الرمثا في تلال كفرشوبا. وكان حزب الله قد استهدف عند منتصف ليل الثلاثاء، آلية عسكرية أثناء دخولها إلى موقع المطلة، بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة وأوقع مَن فيها بين قتيل وجريح.
الجمهورية عنونت: مواجهات على الحدود.. وواشنطن: تحذير في كل الإتجاهات.. وجلسة تشريعية الخميس المقبل
وكتبت صحيفة “الجمهورية”: خارج الحدود، لا صوت يعلو فوق صوت طبول حرب حامية الوطيس، وعلى الحدود مواجهات متصاعدة بين «حزب الله» وإسرائيل، وواشنطن تتهيّب هذا الخطر ونتائجه الكارثية، وتوجّه رسائل التحذير في كلّ الاتجاهات، مؤكّدة في الوقت نفسه، عزمها على منع انزلاق المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل الى حرب شاملة، وفي الداخل خوف من أن تكون كلّ الملفات الداخلية قد رُحّلت من رفّ انتظار جلاء الصّورة في غزة، إلى رفّ انتظار ما ستؤول اليه الأزمة المتصاعدة بين ايران واسرائيل. ما يعني أنّ الحديث عن انفراجات محتملة لا مكان له على أرض الواقع.
وسط هذه الصورة، تخوض «اللجنة الخماسيّة» مهمّة شديدة الصعوبة لإبقاء الملف الرئاسي في رأس قائمة المتابعات، وتمرير ما تعتبرها فرصة لإنهاء الأزمة الرئاسية، عبر مخرج توافقي يؤسس إلى اعادة انتظام الحياة السياسية في لبنان بدءًا بانتخاب رئيس للجمهورية. الّا انّها في حراكها المتجدّد خلال اليومين الماضيين، عادت الى الدوران حول نفسها في الحلقة المفرغة، عاجزة عن اجتياز حقل سياسي قاحل ثابت على اشتراطاته وتناقضاته، ثبت للقاصي والداني أنّه يستمد قوّته التعطيلية للملف الرئاسي بعدم امتلاك اللجنة قدرة خلع مغارة التعطيل وإلزام أطرافه بالتجاوب مع مسعاها، والانخراط في مسار حواري لإنضاج حل رئاسي.
معلومات «الجمهورية» من مصادر مواكبة لحراك سفراء اللجنة الخماسية خلال اليومين الماضيين، تؤكّد أنّ هذا الحراك ما زال يراوح مكانه، وتحت العنوان الأساس الذي تحركت فيه قبل استراحتها ما قبل الاعياد. فاللجنة وكما عبّر سفراؤها، تشدّ في اتجاه حوار يفضي إلى توافق على رئيس، بات اكثر الحاحاً من أي وقت مضى، ربطاً بالظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة، لكن رغبتها هذه مصطدمة بذات الشروط والعوائق المانعة لها. حيث لا إجماع على الحوار. وهو أمر تبدي المصادر عينها «خشية صريحة من أنّ عدم تجاوب الأطراف مع مساعي اللجنة الخماسية قد يهدّد مهمّتها من اساسها، ويدفع باللجنة الى تعليقها».
وكشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، انّ الحراك المتجدد لسفراء الخماسية ما زال محصوراً في إطار الاسئلة الاستطلاعية حول حوار يعتبرونه المعبر الإلزامي والحتمي للحل الرئاسي، دون ان يتطرقوا إلى أيّ اسماء او خيارات رئاسية محدّدة، بل قالوا صراحة إنّ الخيار الرئاسي منوط اختياره باللبنانيين دون غيرهم، وعليهم ان يتحمّلوا مسؤولياتهم في هذه الظروف والتعجيل بحسم هذا الملف».
واشارت المصادر إلى انّ اللقاءات التي أجراها السفراء خلال اليومين الماضيين، أعادت تظهير التناقض بين الأطراف حول الملف الرئاسي، وقراءات متباينة حول هوية الرئيس ومواصفاته، بين من يريده سيادياً واستقلالياً، ومن يريده موثوقاً به من قِبل جميع الاطراف. تُضاف الى ذلك تساؤلات من قِبل البعض حول ماهية الحوار المقترح، هل الحوار الذي تدعو اليه اللجنة الخماسية، وأين سيجري هذا الحوار ومن يديره؟ او الحوار وفق ما تحدّده مبادرة كتلة «الاعتدال الوطني»، وعلى أي طاولة سيجري ومن يديره؟ او الحوار الذي ينادي به رئيس مجلس النواب نبيه بري؟ وكيف يمكن لحوار أن يحصل فيما هو من جهة، حوار مشروط من قبل «التيار الوطني الحر»، ومرفوض من قِبل بكركي وحزب «القوات اللبنانية»؟
ما جدوى الحوار؟
وفي هذا السياق، قالت مصادر معارضة لـ«الجمهورية»، إنّ لا جدوى من اي حوار، محكوم عليه بالفشل المسبق، كون «حزب الله» يحبط هذا الحوار ويمنع الحل الرئاسي بتمسكه بمرشح خلافي وإصراره على إخضاع لبنان لحكم الممانعة».
حراك بعد الحراك
مصادر نيابية شاركت في لقاء مع سفراء «الخماسية» أبلغت الى «الجمهورية» قولها: «اننا استمعنا الى عناوين عامة، ولمحة موجزة عن مهمّة اللجنة وسعيها الى مساعدة اللبنانيين على إتمام الاستحقاق الرئاسي، وتشجيعها للتوافق بينهم عبر حوار مسؤول، ولم يؤتَ على ذكر ما يسمّى الخيار الثالث او أي من أسماء المرشحين، ولكن في طيات الكلام الذي سمعناه عن رئيس يرضي كل اللبنانيين، ما جعلنا نستنتج وجود رغبة بالتوافق على خيار رئاسي ثالث».
وكشفت المصادر انّ سفراء اللجنة المحوا أنّهم بصدد اتباع حراكهم الحالي، بحراك جديد وخطة جديدة في المدى المنظور، مع احتمال قيامهم بزيارة وشيكة لرئيس مجلس النواب».
نظرة متشائمة
في موازاة ذلك، تبرز قراءة متشائمة أبداها مسؤول كبير بقوله: «أتمنى أن تتمكن اللجنة الخماسية من تحقيق خرق في الجدار الرئاسي، ولكنني أشكك بذلك، ووقائع اللقاءات التي أجراها سفراؤها، سواء السابقة او الآنية لا تشي بإيجابيات، بدليل انّ كل طرف متمترس خلف شروطه، وهو الامر الذي يحول دون تمكن الخماسية من أن تبني مساحة مشتركة في ما بينهم».
واعرب المسؤول عينه عن اعتقاده بأنّ «الحال في لبنان سيبقى معلقاً على ما هو عليه، ريثما تنجلي الصورة في المنطقة، وهنا لا مجال للحديث عن سقف زمني، فقد يكون اسابيع او اشهراً وربما سنة واكثر». وقال: «لنكن صريحين، ثمة إرادة أكيدة بترحيل الملف الرئاسي حتى إشعار آخر، حيث لا أحد يصدّق أنّ في الإمكان حسم الملف الرئاسي قبل جلاء الصورة سواءً على جبهة غزة، او على الجبهة الاسرائيلية- الايرانية. فكل الاطراف أدخلت نفسها في رهانات مباشرة على تطورات المنطقة وعلى اساس تلك التطورات تصاغ المطالبات والتنازلات. حيث انّ من سيعتبر نفسه منتصراً، هل يمكن ان يقبل بتقديم تنازلات؟ وانّ من يعتبر نفسه مهزوماً، هل سيستطيع ان يكمل مطالباته بما لا يمكن أن يحصل عليه؟».
لقاءات السفراء
وكان سفراء اللجنة الخماسية؛ الاميركية ليزا جونسون، والفرنسي هيرفي ماغرو، والقطري سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني، والمصري علاء موسى، قد زاروا امس بنشعي، والتقوا رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، في حضور النائب طوني فرنجية والوزير السابق روني عريجي. كما زاروا بعد ذلك بكفيا حيث التقوا رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل، ثم زاروا تكتل «الاعتدال الوطني». وغاب عن اللقاءات السفير السعودي وليد البخاري لدواعٍ صحية.
بعد اللقاء الذي دام لأكثر من ساعة في بنشعي، وصف فرنجية اللقاء بأنّه «كان منيح»، فيما قال السفير المصري: «تمّ تبادل الافكار. وانّ اللقاء شكّل فرصة جيدة للحوار والنقاش والتداول والإضاءة على مواضيع مهمّة». أضاف رداً على سؤال حول وجود «فيتو» على فرنجيه: «اللجنة الخماسية لا تتحدث حول اسماء المرشحين، ولا يوجد توجّه مع او ضدّ احد المرشحين، واللجنة الخماسية تتعامل مع الرئيس ووجوده طالما تمّ انتخابه من القوى اللبنانية المختلفة».
اضاف: «سمعنا من فرنجيه أفكاراً إيجابية كثيرة تحدث فيها بشكل صريح، وكان حريصاً على ألّا يخلط بين الامور، بل كان يتحدث عن هدفه الأساسي وهو وحدة هذه الدولة وانتماؤه لها، وهو على استعداد تام للتفاعل مع أية طروحات تتناسب مع تطلعاته ووحدة واستقرار هذا البلد، وفرنجيه لا يزال مرشحاً بحسب ما سمعنا منه».
وقال رداً على سؤال حول عمل اللجنة الخماسية: «من يشكّك بعمل اللجنة او غيرها لا يبحث عن مصلحة هذه الدولة. واي شخص يبحث عن مصلحة لبنان ووحدته واستقراره يجب ان يدعم اي جهد ولو كان بسيطاً».
وأفيد في هذا السياق بأنّ «سفراء اللجنة الخماسية استوضحوا فرنجية عن علاقته بـ«حزب الله»، فأكّد تأييده للمقاومة، قائلاً: إنّ «حزب الله» هو حزب لبنانيّ قويّ وفاعل»، وشدّد على أنّه «مع سلاحٍ واحدٍ وجيشٍ واحدٍ في لبنان، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل الّا من خلال التوصّل إلى حلّ في المنطقة، وأنّ الخوض حاليًا في موضوع الاستراتيجيّة الدفاعيّة ليس في مكانه».
واما الجميل، فقال بعد اللقاء في بكفيا: «انّ الاجتماع مع السفراء كان مطولاً ومعمّقاً، تمت في خلاله مناقشة كل وجهات النظر، وحاولنا توضيح وجهة نظر «الكتائب» عن المرحلة التي نمر فيها وعن إشكالية الانتخابات الرئاسية في لبنان».
وقال: «نحن لن نقبل بأن يُفرض على لبنان من قبل «حزب الله» رئيس جديد مرّة أخرى، ولن نقبل بناطق رسمي باسم «حزب الله» لأنّ هذا يؤذي لبنان ويعزله عن محيطه ويحوّله الى دولة تابعة لإيران وجزء من محور ويجرّه مع دول المحور لأي صراع سياسي أو إقتصادي أو عسكري يمكن ان يحصل وهذا سيؤدي الى مزيد من التدمير للبنان».
بدوره، اعلن «تكتل الاعتدال» بعد لقاء سفراء الخماسية ضرورة التعاون والتجاوب لما فيه مصلحة البلد، لأنّها الفرصة شبه الأخيرة للخروج من المأزق الرئاسي.
جلسة تشريعية
على صعيد آخر، تجري التحضيرات لعقد جلسة تشريعية للمجلس النيابي يوم الخميس المقبل في 25 نيسان الجاري، لدرس وإقرار اقتراحي قانونين معجّلين مكررين، الأول مقدّم من النائب جهاد الصّمد ويرمي الى تمديد ولاية المجالس البلدية والإختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31/5/2025، ويرمي الثاني الى تحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوعين المثبتين في الدفاع المدني».
سخونة متزايدة
على الخط الجنوبي، لوحظ انّ جبهة الحدود الجنوبية، قد لفحتها في الساعات الاخيرة سخونة متزايدة، تصاعدت خلالها الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية، فيما تكثفت في المقابل عمليات «حزب الله» ضدّ المواقع الاسرائيلية.
وأفيد أمس، عن سلسلة من الغارات الجوية نفّذها الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدات الخيام، الناقورة، عيتا الشعب، يارون، يارين، بالتزامن مع قصف مدفعي طال طير حرفا، اطراف الخيام وتدمير منزل من ثلاثة طوابق، سهل الخيام، الضهيرة، ميس الجبل، كفركلا، مركبا، مروحين، علما الشعب، عيتا الشعب، البستان، راميا، اطراف راشيا الفخار، الهبارية، الفرديس.
في المقابل، اعلن «حزب الله» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت ثكنة زبدين في مزارع شبعا، والتجهيزات التجسسية في موقع الرمثا في تلال كفر شوبا، ومقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ «بركان»، وانتشاراً مستحدثًا لجنود العدو الإسرائيلي جنوب ثكنة برانيت في هجومين متتاليين، وتجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع راميا، ووحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون بالصواريخ الموجّهة.
على انّ العمليّة الأهم في هذا السياق، كما أعلن «حزب الله»، كانت بهجوم مركّب بالصواريخ الموجّهة والمسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة في ما يسمّى «المركز الجماهيري» وأصابوه إصابة مباشرة وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح. واعترفت اسرائيل بسقوط 18 اصابة، ذكرت مراكز صحية اسرائيلية بأنّ حالات بعضهم حرجة وخطيرة. في وقت وجّه الجيش الاسرائيلي تعليمات صارمة الى المستوطنين بالدخول الى الملاجئ وملازمة الاماكن الآمنة.
وحول العملية، ذكر الاعلام الاسرائيلي انّه «في اغلب الاوقات كان يتواجد في المركز الجماهيري في عرب العرامشة ضباط كبار، وعلم «حزب الله» بذلك، فحاول استهداف غرفة العمليات في المركز واستهداف الضباط.
وفي وقت لاحق، نفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على سهل ايعات في منطقة البقاع، ذكرت الاذاعة الاسرائيلية انّها جاءت رداً على عملية عرب العرامشة.
وبالتزامن مع الهجوم المركّب الذي نفّذه «حزب الله»، قال زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان: إنّ «مجلس الوزراء الإسرائيلي تخلّى عن سكان الشمال، الذين أصبحوا كطيور البط في مرمى «حزب الله».
ملف النزوح
على خط آخر، يستمر ملف النزوح السوري بالتفاعل على غير صعيد، حيث اعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش انّ مديرية المخابرات اوقفت اشخاصاً لتورطهم في جريمة قتل المواطن ياسر الكوكاش في بلدة العزونية – عاليه، وقد اعترف اثنان منهم بالمشاركة فيها. وانّها تعمل على توقيف بقية المتورطين.
«وافيد بعد ذلك، أنّ قاطني مخيم في بر الياس اقدموا على تفكيك حوالى 20 خيمة، بسبب إيواء سكانها مرتكبي الجريمة المذكورة. في ما افيد ايضاً انّ مخيماً آخر في المرج في طور التفكيك للغاية نفسها.
وفي السياق ذاته، اصدر محافظ الشمال رمزي نهرا قراراً طلب بموجبه من أمن الدولة إخلاء 3 عقارات في بساتين العصي – منطقة بشتودار عورا، من السوريين خلال مهلة 15 يوماً، والّا ختمها بالشمع الاحمر.
على خط النزوح ايضاً، استقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري في مكتبه، رئيس مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان UNHCR إيفو فرايجسن، وتناول اللقاء ملف النزوح السوري في لبنان والخطوات العملية المتّبعة للمعالجة.
وخلال اللقاء، شدّد البيسري على «وجوب استحصال المديرية العامة للأمن العام على بعض المعلومات المتعلقة بـ«الداتا» المسلّمة الى الامن العام، لا سيما ما يتعلق بتحديد تواريخ تقديم طلبات تسجيل السوريين لدى المفوضية وتاريخ هذا التسجيل لديها، حتى تتمكن المديرية العامة من تنفيذ استراتيجيتها في معالجة ملف النزوح السوري وفق القوانين اللبنانية والدولية».
البناء عنونت: الغرب المنافق يهرع لنصرة الكيان مكرّراً ما بعد الطوفان… لكنه ينصح بعدم الردّ
نتنياهو ومجلس الحرب يفشلان للمرة التاسعة باتخاذ قرار الردّ بعد تحذيرات إيران
حزب الله يُقدّم مثال التفوق التكتيكيّ في عرب العرامشة… بعد التفوّق الاستراتيجيّ
وكتبت صحيفة “البناء”: تسابق وزراء خارجية الدول الغربية الى الكيان لتأكيد الوقوف الى جانبه في محنته بعد الرد الإيراني على الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، فتحدّث وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا بالنيابة عن زملائهم الأوروبيين مؤكدين الوقوف الى جانب الكيان لمواساته بعد الزلزال الذي أصاب قدرة الردع التي طالما تباهى بها. وكان المشهد تكراراً لمشهد ما بعد طوفان الأقصى عندما كان الكيان في حال هلع وذعر مشابهة، فتقاطروا يعلنون وقوفهم في صفه، مع فارق أنهم يومها صادقوا على خطط حربه وتبنيها. وهذه المرة يدعون قادة الكيان إلى فهم المتغيرات مستخدمين تعابير من نوع التهوّر الإيراني، ومخاطرة إيران بأخذ المنطقة إلى التصعيد و ضرورة تفويت الفرصة عليها، بينما لم يستطع أحد منهم أن يجيب على سؤال الصحافيين عن ماذا لو تعرّضت قنصلية أحدهم لمثل ما تعرّضت له القنصلية الإيرانية من اعتداء إسرائيلي، وعن سبب رفضهم إدانة هذا الاعتداء عندما عُرض الأمر في مجلس الأمن الدولي، وتسبب تعطيل الإدانة بذهاب إيران الى خيار الرد، كما قال وزير خارجيتها.
التردد والارتباك هو الوصف الذي يختصر حالة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي تلقى الرسائل الغربية ومعه أعضاء مجلس حربه الذين قرّروا بالإجماع حتميّة الرد على الرد الايراني، انطلاقاً من كونه أول تهديد بهذا الحجم للأمن القوميّ كما قالوا، ولأن قدرة الردع سوف تصاب إصابة بالغة ما لم يتم الرد، ذلك أن نتنياهو يعلم جيداً الخسائر المترتبة على عدم الرد وهو محقّ بذلك كما يقول الخبراء، لكنه يعلم أيضاً من حجم التشديد الإيراني على حتمية رد شديد القسوة إذا قام الكيان بأي عمل ضد إيران او المصالح الإيرانية. ويقوم نتنياهو بعرض هذه المعطيات المتضاربة مع المستشارين الأميركيين المكلفين بمناقشة مسألة الرد على الرد الإيراني لبلورة قرار، تدعو واشنطن أن يكون تحت شعار تفويت الفرصة على إيران لإشعال المنطقة، بعدما كان الاتهام لإيران بأنها تخشى المواجهة مع الكيان، ولذلك تقول بتفويت الفرصة على نتنياهو الذي يريد إشعال المنطقة.
على جبهة لبنان، وفي الشهر السابع للمواجهة المفتوحة، إنجاز جديد نوعيّ لحزب الله، بعدما نجح بالسيطرة على القرار الاستراتيجي للجبهة، فقرّر فتحها وفقاً لحساباته وحرّك مداها ومستوى النيران فيها وعمقها وفقاً لحساباته أيضاً، ونجح بمنع تحوّلها حرباً شاملة، لكنه نجح بفرض إبقائها على مستوى النار المتوسطة التي قرّرها. والإنجاز هو ما قالته عمليات الأيام الثلاثة الماضية، من عبوات الظهيرة التي نصبت كميناً وقعت فيه وحدة من لواء جولاني حاولت التسلل، وصولاً إلى استهداف قاعدة ميرون ومراكز القبة الحديديّة في بيت هلل، انتهاء بإنجاز نوعيّ أمس تمثل باستهداف سرية الاستطلاع المتقدمة في عرب العرامشة، وهي بلدة عربية فلسطينية، مسدّداً طائرة مسيّرة انقضاضيّة وصواريخ متنوعة الأصناف والسرعات والحمولات، لتكون الحصيلة 18 إصابة من جنود الاحتلال وضباطه بين قتيل وجريح.
رأى الحزب السوري القومي الاجتماعي أن تاريخ السابع عشر من نيسان 1946، محطة مضيئة ومفصلية تختزن في مضامينها كلّ معاني البطولة والفداء من أجل السيادة والكرامة، وتجذراً في الانتماء إلى الأرض، بمقاومة ظافرة أثمرت دحراً للمحتلّ الفرنسي عن أرض سورية.
وفي بيان لعمدة الإعلام في الحزب بمناسبة العيد الثامن والسبعين لجلاء الاحتلال الفرنسي عن سورية، اعتبر أنّ سورية التي قدّمت التضحيات دفاعاً عن قرارها وسيادتها وكرامة شعبها، ضدّ الاحتلال بكلّ صنوفه وضدّ الإرهاب ورعاته، لن يعجزها كسر الحصار المفروض عليها، وهي تخطو بثبات لبلوغ الانتصار النهائي على ما تبقى من احتلال وإرهاب في أرضها.
وحيّا الحزب شآم المجد – سورية الأبية، قائداً شجاعاً وجيشاً مقداماً وشعباً صامداً وقوى حية ونسوراً مضحّية، ويؤكد أنّ سورية بإنجازاتها وانتصاراتها وبحملها لواء المسألة الفلسطينية، وباحتضانها ودعمها للمقاومة في فلسطين ولبنان وكلّ أمتنا، شكلت رقماً صعباً حاسماً في كل المعادلات.. وهي لا تزال الرقم الأصعب الذي لا تستطيع أيّ قوة غاشمة تجاوزه.
وفيما تترقب المنطقة الردّ الإسرائيلي المتوقع على الرد الإيراني على العدوان على قنصليتها في دمشق، والتداعيات المحتملة، شهدت الجبهة الجنوبية سخونة غير مسبوقة بين العدو الإسرائيلي وحزب الله الذي نفّذ سلسلة عمليات نوعية وللمرة الأولى، شكلت مفاجأة لدى قيادة الاحتلال وخلفت حالة من الرعب والإرباك لدى مستوطني الشمال.
وفي تفاصيل الوضع الميدانيّ، شنّ مجاهدو المقاومة الإسلامية هجومًا مركبًا بالصواريخ الموجّهة والمسيرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في «عرب العرامشة».
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بارتفاع عدد الإصابات بين الإسرائيليين جرّاء هجوم «حزب الله» في عرب العرامشة بالجليل إلى 18.
ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله» مشاهد من عملية استهداف المقرّ المستحدث لسرية الاستطلاع التابعة للواء الغربي (الفرقة 146) في الجيش الإسرائيلي في قرية عرب العرامشة في الجليل.
وأشار خبراء عسكريون لـ«البناء» الى «أهمية العملية بإظهار قوة المقاومة وامتلاكها لمفاجآت في إطار حرب التكنولوجيا العسكرية والأمنية»، موضحين أنها عمليّة معقدة جداً وتحمل أبعاداً أمنية وتقنية بالغة الدلالة، وهي كرّست معادلة ردع جديدة مع «إسرائيل» وهي استهداف سيارات المقاومين والمنازل السكنية يقابله المسيرات والصواريخ الانقضاضية على القواعد العسكرية الإسرائيلية». وتوقف الخبراء عند «عجز القبب الحديديّة عن اعتراض صواريخ ومسيّرات المقاومة فوق قاعدة عرب العرامشة، لا سيما أن المقاومة استهدفت القبب الحديديّة على الحدود قبل إطلاق المسيرات والصواريخ، ما يعني أن المقاومة نجحت في التشويش وتعطيل أجهزة الرصد والقبب الحديديّة الإسرائيلية». وأضاف الخبراء أن كل القواعد العسكرية والاسخبارية والجوية في شمال فلسطين تحت مرمى الصواريخ، ما يشكل معادلة قاسية على «إسرائيل».
وقال عضو الكنيست الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إنّ «مجلس الوزراء الإسرائيلي تخلّى عن سكان الشمال الذين أصبحوا كطيور البط في مرمى حزب الله».
وكانت المقاومة كثفت عملياتها النوعية أمس، واستهدفت وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون بالصواريخ الموجّهة، بالإضافة إلى مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة «برانيت» بصاروخ «بركان» وانتشارًا مستحدثًا لجنود العدو جنوب الثكنة نفسها، فيما ضربت تجمعًا لجنود الاحتلال في محيط موقع راميا وآلية عسكرية أثناء دخولها إلى موقع المطلة بالأسلحة المناسبة، كما استهدفت ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصواريخ فلق محققة إصابة مباشرة، تلاها استهداف لموقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة.
في المقابل، تعرّضت منطقة الضهيرة وأطراف علما الشعب ويارين ومروحين لقصف مدفعي عنيف، ترافق مع تحليق للطيران الاستطلاعي والمسير في الأجواء. وشن طيران العدو الإسرائيلي غارة استهدفت بلدة عيتا الشعب و3 غارات متتالية استهدفت منطقة حامول في الناقورة وبلدتي طير حرفا ويارين – قضاء صور. وقد أفيد أن الغارة استهدفت منزلاً مؤلفاً من طبقتين يعود لآل السيد وتمّ تدميره بالكامل. واستهدفت دبابة ميركافا أحد المنازل بشكل مباشر في الضهيرة التحتا قرب الساحة.
وشهدت المناطق الجنوبية، لا سيما منطقة صور، عملية تشويش إسرائيلية على أجهزة «gps» وعلى القنوات التلفزيونية والفضائية والاتصالات الخلوية، وفق ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام».
كما شهدت أجواء صور والقرى المحيطة تحليقًا مكثفاً للطيران الإسرائيلي الاستطلاعي والمسيّر.
وعلمت «البناء» من مصادر غربية أن الرد الإسرائيلي على إيران قد يحصل الجمعة المقبل، لكنه لن يكون رداً قاسياً، لاعتبارات أميركية تأخذها «إسرائيل» بعين الاعتبار، وبالتالي الرد الإسرائيلي وفق التقديرات الغربية لن يستدرج الى مواجهة كبرى في المنطقة. كما علمت «البناء» أن بعض السفارات الغربية في لبنان بدأت باتخاذ بعض الإجراءات الأمنية واللوجستية تحسباً لأي تطورات محتملة في لبنان جراء الردّ الاسرائيلي على إيران ومن التصعيد اللافت على الجبهة الجنوبية بين «إسرائيل» وحزب الله.
واعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال لقاء سياسي مع «تجمع العلماء المسلمين»، أن «إسرائيل وحش من ورق ولا تستطيع أن تقاتل ولا أن تدافع عن نفسها، ولا أن تبقى في الميدان إلا إذا وقف كل العالم المستكبر معها، حتى أميركا وحدها لا تكفي بالنسبة لـ«إسرائيل»، نحن نرى كم مستوى الضعف الذي هم عليه، تريد أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والعالم كله، تريدهم أن يكونوا معها ومع هذا لم تفلح». أضاف: «هل يعقل أن يكون الفلسطينيون في جوارنا ويتعرضون لإبادة ونحن متأثرون بشكل مباشر بكل هذه التطورات، ونعرف «إسرائيل» العدوة التي بجانبنا أن لا نقف ونساند الفلسطينيين؟ هذا أمر واجب في رأينا المساندة واجبة».
وسأل قاسم: «كيف يحق لكل العالم أن يقف مع الكيان الإسرائيلي؟ أميركا وأوروبا، كل العالم وقف مع الكيان الإسرائيلي، ولا يحق للمستضعفين أن يناصروا بعضهم بعضاً؟ ما هي القواعد التي يضعها البعض؟ قالوا أنتم لا يحق لكم، وهل يحق لكم؟ قالوا هؤلاء كبار. هؤلاء الكبار، يجب أن يتلقوا صفعة حتى يقفوا عند حدّهم، يجب أن نقول لهم لا، وأن نواجههم، إذا نحن لم نبدأ في مواجهتهم ولم نجتمع مع بعضنا، ولا توحّدنا مع بعضنا، ولا ساندنا بعضنا، لن نربح أي معركة من المعارك في وجه هذا الاستكبار».
بدوره، شدّد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني خلال استقباله وفودًا مباركة بعملية «الوعد الصادق» في مقر السفارة، على أن «الكيان الصهيوني يتحدث عن ردّ، هم جرّبونا ونحن جرّبناهم، لقد فهمنا أنه إذا توحدت 10 دول مع الكيان الصهيوني بكل قدراتهم وإمكاناتهم لمنع صواريخنا من الوصول إلى هدفها لكنها وصلت. وهذا يفيدنا بالردّ على أي اعتداء آخر. إذا أخطأ الكيان الصهيوني الحساب، فإن ردنا عليه سيكون هذه المرة أقوى وأسرع وأوسع».
ولفت السفير أماني إلى أنّ «هناك حرباً نفسية إسرائيلية ضد دول المنطقة بما فيها لبنان، فـ»إسرائيل» تريد أن تغيّر جو الفرح والنصر إلى جو اليأس والخوف وانعدام الأمن. لكن في لبنان هناك هذه المعادلة الثلاثية الذهبية المؤلفة من الشعب والجيش والمقاومة التي تحمي البلد، وان استدراج لبنان إلى الحرب هو مخطط صهيوني يريد تخويف الشعب اللبناني وشعوب المنطقة».
على صعيد آخر، استأنف سفراء اللجنة الخماسية جولاتهم على الخط الرئاسي، وزاروا، من دون السفير السعودي الذي ألمّت به وعكة صحية، بنشعي واجتمعوا مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وأكد السفير المصري علاء موسى بعد اللقاء أنه جرى تبادل للأفكار، وقال: «استمعنا إلى رؤية فرنجية في ما خصّ الملف الرئاسي في ظل الانسداد القائم، ونحن مصرّون على استكمال جهدنا لإيجاد حلّ للملف الرئاسي ونأمل إحداث خرق». وأوضح السفير المصري أن «لم نلتق فرنجية بصفته مرشحاً رئاسياً إنّما بصفته السياسية ونحن لا نتحدث بأسماء مرشحين إنّما نتعامل مع فكرة الرئيس طالما جرى انتخابه من القوى السياسيّة اللبنانية»، كاشفاً أن «فرنجية تحدّث عن وحدة الدولة وانتمائه لها وعن انفتاحه وهو على استعداد للتفاعل مع أي طروحات بما يخدم وحدة لبنان».
وأفيد أن سفراء اللجنة الخماسية استوضحوا من سليمان فرنجية عن علاقته بـ»حزب الله»، فأكّد لهم تأييده للمقاومة، وقال إن «حزب الله» هو «حزب لبنانيّ قويّ وفاعل». وشدد فرنجية على أنه «مع سلاحٍ واحدٍ وجيشٍ واحدٍ في لبنان، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل الا من خلال التوصّل إلى حلّ في المنطقة، وأن الخوض حاليًا في موضوع الاستراتيجيّة الدفاعيّة ليس في مكانه».
وكان السفراء الأربعة التقوا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في بكفيا، وتكتل «الاعتدال الوطني» في مكتبه في الصيفي، وأوضح التكتل أنّه «يعمل بالتنسيق مع الخماسية لتوحيد وجهات النظر بغية الوصول إلى تذليل العقبات لإنجاح مبادرة الاعتدال التي تبنّتها اللجنة الخماسية والتي وافقت على مضمونها معظم الكتل النيابية، واليوم أصبح لدينا وضوح أكثر حول كيفيّة توحيد الجهود وحصر التباين في الجهة التي ستدعو إلى التشاور ورئاسة الجلسة التشاورية». وأكّد التكتل، في بيان لمكتب النائب وليد البعريني، «التوافق مع أعضاء اللجنة على آلية عمل مشتركة في وقت محدّد ونقاط واضحة للوصول إلى تذليل العقبات إذا ما صدقت النيات لدى المكونات النيابيّة».
وأشارت مصادر تكتل الاعتدال لـ«البناء» الى أن التكتل لم يسمِ أي مرشح ولا يدعم أي اسم من الأسماء حتى الآن، لكنه منفتح على كل الخيارات ومقتنع بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة الرئاسية، لافتة الى أن التكتل سيدعم أي مرشح يتم التوافق عليه.
وفي هذا الإطار لفت الشيخ نعيم قاسم الى أنه «لدينا مرشحنا، حتى الآن لم تتمكنوا من أن تقدّموا مرشحاً مناسباً، هذا بالحد الأدنى فلا تقولوا لمن مرشحهم المتفوق على الكل أنه تنازل. ومع ذلك قلنا لتحرك الاعتدال النيابي إننا إيجابيون، حاضرون للحوار برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وحاضرون لكل نتيجة يخلص إليها الحوار ومخرجات الحوار، نحن متجاوبون لكن سنرى الآخرين إذا كانوا متجاوبين أم لا، وقلنا مراراً وتكراراً لا ربطاً لما يحصل في غزة وفي جنوب لبنان بالاستحقاق الرئاسي، إذا كانت هناك نية جدية لنصل لانتخاب رئاسي فسترون اننا من أول الساعين لذلك، لكن الذين يقولون إننا مسؤولون فهم يغطون عجزهم والذين يقولون إلى أن تنتهي حرب غزة فهؤلاء يغطون عجزهم لأنهم ليسوا قادرين فيضعون المشكلة في مكان آخر. أما نحن فنقول لكم تفضلوا حاوروا وقدموا خيارات ونحن حاضرون للنقاش».
في غضون ذلك، حضر الاستحقاق البلدي والاختياري في عين التينة مع اقتراب نهاية ولاية المجالس البلدية والاختيارية في أيار المقبل، ولهذه الغاية رأس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة اجتماعاً لهيئة مكتب مجلس النواب. بعدها، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب عن جلسة تشريعية ستعقد الاسبوع المقبل في 25 نيسان. وقال: «بري حدد جلسة في 25 نيسان في المجلس النيابي لمناقشة التمديد للبلديات وفي ضوئها تم النقاش والقرار النهائي يعود للهيئة العامة».
وأثار الخلاف حول هذا الاستحقاق سجالاً على خط عين التينة – معراب، وبعد رد الرئيس بري على حزب القوات اللبنانية، ردت الأخيرة على الرئيس بري بالقول: «في ربيع العام 1998 جرت الانتخابات البلدية في لبنان لأول مرّة بعد الحرب وقد تمّ استثناء محافظة الجنوب بسبب الاحتلال الإسرائيلي، حيث عادت وتمّت في البلدات الجنوبية في 9 أيلول 2001، فهل كان القرار آنذاك بفصل الجنوب عن لبنان؟». ما دفع بالمعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، للرد على رد القوات بالقول: «من الجيد انه نُقل كلام عن بري في إحدى الوسائل الإعلامية لكي تكتشف النيات الحقيقة لرئيس حزب القوات في تأكيد محاولة فصل الجنوب عن لبنان، واعتبار أن مرحلة الاحتلال الإسرائيلي في العام 1998 ما زالت قائمة، متناسيًا أن الجنوب قد تمّ تحريره بدماء الآلاف من الشهداء في سبيل كل لبنان».
ولفت إلى أنّه «لعل الأخطر هو تأكيده أنّ مشروع الفدرلة قائم في عقله وخطابه وهو يطرحه للتسويق بين اللبنانيين أن خلال إطلالته الأخيرة او من خلال حديث رئيس دائرته الإعلامية عن حل الدولتين في لبنان. والجواب عليه هو في عهدة كل الحريصين على الدولة والوحدة والطائف».