فوضى عالمية… لا استقرار ولا أمان (أحمد عياش)
د.أحمد عياش – الحوار نيوز
ما عاد للكلام وللصراخ وللعتب وللتحذير ولا للتهديد ولا الوعيد ايّ قيمة.الفاجعة وقعت والبؤس تحقق، وما عاد من اهمية للخطوط الامامية وللخطوط الخلفية ولا للتكتيك ولا للاستراتيجيا.
وحدة مسار البؤسين اللبناني والسوري آخر الرهانات قبل سقوط الهيكل.
الا ان هيكل العدو الأصيل ايضاً مهدد بالسقوط. فالتناقضات في الشارع هناك تشي بأن الاحقاد تعمقت بين المستوطنين الى حدّ ما عاد الوجه الديمقراطي يهمهم، ولا الوجه الحضاري الذين حاولوا رسمه وتقديمه للرأي العالمي ذا قيمة.
سقط القناع وظهرت الوجوه الحقيقية لأبناء “يهوه”،لشعب يهوه المحتار على كم جبهة يريد ان يُقاتل.
دول العالم منشغلة ب”المتمرد بوتين” على الدولة المالية العالمية العميقة في حرب بين رأسمالية لا تشبع وبين رأسمالية جائعة.
لا مطر يكفي هذا العام في اوروبا الغربية.الانهار هنا تجري بتعب وبخوف وبخجل .شتاء الاوروبيين كان دافئا هذا العام عكس ما تمناه “بوغا” اله السلاف ،وعكس دعاء القيادة الروسية.
لم.تنفع خطة وقف الغاز.
حتى ارض “تركيا الاخوان” تزلزلت واستنزفت قدرات الدولة.
عالم متعب وعلى الهند والصين ان يطعما نصف سكان الارض ليبقيا على الحياة.
يبدو ان سوء ادارة الصراع الوجودي البشري امتد من دول جبهة الصمود والتصدي ليطال الدولة المالية العميقة العالمية.
بدل حروب صغيرة متنقلة ما عادت تفي بالاهداف العظمى في بلاد العرب والسلاف، كان عليهم ان يشعلوا نار الفتنة بين الهند والصين.هناك اعداد القتلى ستفوق الوصف وسيسقط عشرات الملايين موتى في اسابيع قليلة، بدل حرب في الدونباس لم تتخط اعداد القتلى فيها وخلال سنة كاملة اكثر من عشرين الف ضحية.
الحرب بين الصين والهند ،بين الجنسين الاصفر والاحمر، تغني عن حروب كثيرة من اجل الامن الغذائي الاجتماعي التجاري المالي العالمي الرأسمالي القذر.
ما عاد قتل العرب مفيدا..
السدود عند الفرات التركي تسببت بزلازل لا تتوقف.الأتراك مضطرون ان يرسلوا المياه للسوريين وللعراقيين مجانا ولا حرب.
الماء ستصبح قريبا اغلى وأهمّ من النفط والغاز، وما محاولات العدو الاصيل ووكلائه النجسين في زرع الفتنة في سد النهضة الاثيوبي، الا لإرغام مصر ان تتبرع بماء من النيل للكيان المريض للعدو الاصيل.
البحر الميت نفسه مهدد بالجفاف.
نَهرا الحاصباني والوزاني ومعهما الليطاني ما عادوا يكفون لإرواء مستوطنات الشمال.
عالم منهك.
القائد كوفيد التاسع عشر فضح اقتصاديات الجميع و”مرمغ” انف الرأسمالية الجشعة.
فَكَّر كارل ماركس بكل شيء، الا ان القائد كوفيد هو حفار قبر الرأسمالية، لا قانون الفائدة ولا الاشتراكية.
دول العالم في ازمة مالية خانقة،يتحدثون عن ديون خيالية على الدولة الفدرالية للولايات المتحدة الاميركية.
قريبا ستنقلب الولايات الغنية على الولايات الفقيرة تحت شعار انها غير مضطرة لإطعام الخاملين.
برشلونة ايضا غير مضطرة ان تطعم فقراء مدريد.
وسكان شمال ايطاليا ما زالوا يتذمرون من اهل الجنوب المحبين للتمدد على رمال الشاطىء بدل العمل.
عالم متعب.
عالم يهتزّ.
لا استقرار ولا أمان.
اينما وليت وجهك واينما عزمت السفر ستجد من يعانون من الاكتئاب كمنتوج رأسمالي يسوّق نفسه بنفسه .
طالما هي دول رخاء وحقوق انسان، فمن اين يأتي كل هذا الاضطراب النفسي، ومن اجل ماذا هذا الكمّ من محاولات الانتحار وتفشي المخدرات وقوننة الانحرافات الجنسية.
عالم يترنح.
عالم مضطرب.
كل شعوب العالم توتسي وهوتو إن ضعف الامن وعظم الجوع .
الحرب بين الهند والصين تلبي شروط وحاجات اي حرب عالمية ثالثة، فلماذا الدولة المالية العالمية العميقة مصرّة على حروب غير منتجة كحروب العرب والسلاف.
ازمة الرأسمالية انها اقتنعت انها في نهاياتها المأساوية، الا ان لا بديل لها ،ما يلزمها ان تستمر وتستمر في اتجاه المجهول.
اما زلت تدخر مالك في مصرف عربي او اجنبي؟
اسحب مالك فقريبا عدوى المصارف اللبنانية ستنتقل للمصارف العربية والعالمية كافة.
لا داعي للطم وللنواح وللتذكير وللتهديد، فالجميع سيسقط، انما الواحد تلو الآخر وبالنظام ،كي لا يقولوا ان الدول المتطورة ما عاد الاخلاق هدفهأ.
بالأساس لم تكن الاخلاق مشروع أحد..
كل ما قرأناه وحفظناه في المدارس وفي الجامعات كان رواية جميلة، الا انها غير واقعية.
لتكن الحرب بين الهند والصين طالما ان حلول الرأسمالية لحل المشاكل الاقتصادية لا يتم ولا ينجح الا بالحروب وبتقليل اعداد السكان.
هنا وتحت شجرة زيتون محررة في حاروف،اتناول الزعتر والزيت بخبز مرقوق،جالسا على تنكة “نيدو” مقلوبة،اتابع واراقب عن بُعد وبحذر متى ستندلع الحرب بين الهند والصين.
سوء ادارة الصراع دوليّ بامتياز.