فرنجية وتعهدات يتضمنها البيان الوزاري!(حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
وفقاً للمعطيات فإن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كرر للرئيس الفرنسي موقف بلاده الثابت من موضوع الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وخلاصته: نحن لا نقترح أسماء ولا نضع فيتو على مرشحين. ما يعنينا هو أن يصدر رسميا عن الجهات الرسمية اللبنانية موقف واضح ” يدين التدخل في شؤون المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ويضمن توقفها نهائياً ويضع حدا لميليشيات لبنانية تمارس دورا مرتزقاً في اليمن”.
فهل حمل المرشح سليمان فرنجية معه إلى باريس الأجوبة والتطمينات أو الضمانات التي طلبها بن سلمان؟
تقول المعلومات: “نعم”. لقد حمل فرنجية أجوبة مطمئنة للجانب السعودي بهذا الخصوص، وأبعد من ذلك، أبدى فرنجية استعداده للموافقة على لجنة أمنية لبنانية – سورية – سعودية مشتركة لمكافحة التصنيع والاتجار في الكابتاغون.
وتضيف المعلومات أن الجانب السعودي يريد توثيق هذه التعهدات مسبقاً من خلال ضمانات رسمية فرنسية، ومن ثم أن تكون هذه الالتزامات واضحة في الخطاب الرئاسي والبيان الوزاري لحكومة العهد الأولى. بهذا فقط يمكن للمملكة أن تعيد علاقاتها مع لبنان من دولة إلى دولة خلافا لما هو حاصل اليوم، حيث علاقة المملكة تقتصر على الحلفاء السياسيين وبعض رموز المجتمع الأهلي، تتخللها زيارات بروتوكولية لرسميين معنيين بملفات معينة تعني المملكة.
تسلم الجانب الفرنسي أجوبة فرنجية، وأضاف إلى هواجس السعودية أسئلة تتعلق بالاصلاحات وأعاد بناء الدولة واحترام القوانين، فكان جواب فرنجية أن لبنان يعيش مرحلة انهيار تام، ويشمل هذا الانهيار بنية ومؤسسات الدولة ،إضافة إلى انهيار اقتصادي غير مسبوق، وبات حكماً على اللبنانيين أن يعطوا الأولوية لإعادة بناء الدولة خارج القيم التي قامت عليها وأوصلتنا إلى هذه النهاية البشعة. فالإصلاحات السياسية أولوية والاصلاحات الاقتصادية أكثر من ضرورة، ومن الطبيعي وضع خطة خمسية أو عشرية للإنقاذ والتعافي المالي بإشراف خبراء ومؤسسات مالية دولية معنية.
هل سيكون ذلك مقنعاً للدول المؤثرة في صناعة الأحداث اللبنانية؟
وهل ستتمكن هذه الدول من تسويق خياراتها في الداخل اللبناني من دون عقبات، أم نحن أمام مرحلة جديدة من توزيع الأدوار بين الداخل والخارج وعلى اللبنانيين التعايش مع فكرة لبنان بلا رأس؟
