فارس ملثم شجاع آخر(أحمد عياش)
د.أحمد عياش – الحوار نيوز
من جبّ جنين الى شارع الحمراء ،خطّ واحد يرسم مسيرة المئة فارس ملثّم وشجاع.
في بلادي يتأخر وصول الفرسان الملثمين الشجعان أحياناً ،الا ان على الذين ينتظرونهم ألا يملّوا ابداً لأنهم يحضرون دائماً.
لا تنقص الرجال شجاعة ولا حتى التوق لمغامرة ولا حتى ينقصهم التهوّر ،فالشجاعة والمغامرة والتهوّر احيانا ضرورة لرفع المقاصل ولرفع المشانق للذين سرقوا ونهبوا وقتلوا وأفسدوا ولم يزعجهم احد ،لا بل اعادوا انتخاب منظومة حاكمة لتدافع عنهم في الامن وفي القضاء وفي المعابد، احتقاراً للناس وتجاوزاً لآلامها ولمعاناتها.
تخبرهم ان فلانا قتلته جلطة مالية-مصرفية دماغية ،وان فلانا صرعته سكتة قهر قلبية، وان فلانا نام ولم يستيقظ منذ ثلاث سنوات فلا يهتمون ولا يكترثون، بل انهم لا يخجلون كأبناء حرام ان يحتفلوا باعراس اولادهم بسخاء وان يبتسموا وان يقولوا كالبلهاء “مطاعم البلاد ممتلئة بروادها فأين الجوع”؟.
يريدون ان تخرج الناس عراة وباجساد هياكل عظمية ليصدقوا ان الناس عفّنت في بيوتها ،وانها لا حول لها ولا قوة الا الدعاء للسماء ان يجرف المنظومة الظالمة بهزة ارضية او بصاعقه برق او بنيزك تائه .
ينتظرون النفط والغاز ليرموا للناس بعض فتات الخبز، بدل ان يلقوا القبض على المجرمين وعلى خونة الاقتصاد والمال وعلى المتسببين بالافلاس وبسوء ادارة الدولة وبسوء ادارة الصراع.
كان يا ما كان الوية حمراء ،وكان يا ما كان حكاية ايطالية تؤمن ان الانذال الراسماليين لن يرتاحوا طالما في البلاد يُسمع انين للجياع.
يقولون ان في المكسيك من اقسم اليمين الا يرتاح الانذال طالما في المدينة طفل يبكي كشيكانو.
في بيروت حاول الانذال خصي كل الرجال ،الا انهم نسوا ان الرجال الحقيقيين لا يملكون خُصى ،بل عبوات ناسفة تحت بطونهم.
من يحب الامام الحسين وعيسى ابن مريم والعقل والنبي محمد والله، عليه ان يحب المال الحلال وان ينصره، لا حماية الراسمال الحرام وان يكون حاميا له.