رأي

عودة العلاقات السعودية الايرانية تُبعِدْ نذيرالحرب(جواد الهنداوي)

 

د. جواد الهنداوي – الحوارنيوز خاص

           

بعد مخاض طويل ،تعود العلاقات بين البلدين ، وفي وقت ظّنَ الكثيرون أنّ المنطقة مُقبلة على موسم حرب ، خاصة وقد زارت المنطقة وفود امريكية و عسكرية رفيعة المستوى ، وصدرت تصريحات وتهديدات اسرائيلية وامريكية مشتركة، وأجريت مناورات عسكرية مشتركة تُحاكي سيناريو هجوم مفترض على المنشآت النووية الايرانية .

عودة العلاقات ، وفي هذا الظرف ،يُصدقُ ما كتبناه في مقال سابق بعنوان ” مقاربات لحروب الغرب على اوكرانيا وايران” (منشور بتاريخ ٢٠٢٣/٣/٤ )،  وذكرنا فيه ” ان حلفاء  واصدقاء امريكا في المنطقة سيعارضون وبشدة مشروع الحرب على ايران ،لما في الامر من خراب ودمار للمنطقة ، وستصغي امريكا لحلفائها واصدقائها في المنطقة اكثر مما تصغي الى نتنياهو “.

  وما هو مهم ايضاً ، وبقدر اهمية عودة العلاقات، هو ان تعود وعلى يد ومباركة الصين ، وهي المستهدف الرئيسي بجميع الخطط والارهاصات الامريكية ، الامر الذي يدل على المدى الذي وصل اليه تأثير الدور الصيني في المنطقة. قد تتفهم امريكا التأثير الصيني على ايران ،ولكن ليس من السهل عليها هضم الطبخة التي تمت بين السعودية والصين .وما يصّحُ قوله على امريكا ،يصّح على اسرائيل . وقد يكون خبر عودة العلاقات قد حّلَ على اسرائيل كحلول الزلزال ، لأنها ( اي اسرائيل ) ظنّت وسعت للانفتاح وللتطبيع مع المملكة ، والحظوة بالعلاقات معها وعزل ايران .

إعادة العلاقات سيفّوت على اسرائيل جهود بث الفتن بين دول وشعوب المنطقة ،وسيعزّز كثيراً فرص التفاهم  والتعاون بين دول المنطقة العربية والاقليمية ، لاسيما وان العلاقات تعود بعد تفكير طويل ناضج و مسؤول من كلا البلديّن ، وبعد حسابات دقيقة لمصالحهما ، وفي اجواء مصالحة بين دول المنطقة ،اقرب الى اجواء عودة محاربين الى السلام وليس استراحة محاربين ؛ خطوات ايجابية من طرف المملكة تجاه سوريا تجسّدت بتصريح رسمي لوزير خارجية المملكة ؛ كذلك علاقات ودية بين المملكة وتركيا تجسّدت بقيام المملكة بتعزيز الرصيد النقدي لتركيا ب ٥ مليارد دولار ؛ كذلك  وقريباً لقاء رباعي بين روسيا وايران وسوريا وتركيا .

   لا نُخفي املنا بان يكون لبيان عودة العلاقات ،وكذلك الاجواء الايجابية التي تشهدها علاقات دول المنطقة ،ارتداد ايجابي على الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان ،وعلى الوضع الاقتصادي في سوريا .

سيادة علاقات التفاهم والتعاون بين دول المنطقة كفيل وحده على لجم اسرائيل عن عدوانيتها و تحجيم دورها .

  اشاد البيان المشترك السعودي الايراني الصيني بدور العراق وسلطنة عمان ، ولم يقتصر دور العراق فقط على وساطة الحكومة واحتضان لقاءات مشتركة بين البلدين ، وانما ايضاً بموقعه وهو يجاور ويحاور كلا البلدين ويتعاون معهما سياسياً واقتصادياً و اجتماعياً ،وكذلك بسياساته الخارجية التي تبنّت التوازن والتهدئة والانفتاح وعدم التمحوّر .

يأتي بيان اعادة العلاقات بعد تصريحات المدير العام للطاقة النووية ، والتي توحي بانفراج ازمة الملف النووي ،خاصة وهو سيعود في الاسبوع المقبل لتنفيذ ماتم الاتفاق عليه .

ربما ساهم هذا الانفراج على ازالة آخرعقبة امام عودة العلاقات ، ربما ايضاً قد تّمَ تفاهم سعودي ايراني بخصوص الملف ، تفاهم يساهم مستقبلاً بطمأنة السعودية ودول الخليج ،ليس بوعود وانما بأجراءات ، لاسيما والمملكة تطمح هي الاخرى بامتلاك الخبرة النووية.

*سفير عراقي سابق ورئيس المركز العربي الأوروبي للسياسات وتعزيز القدرات- بروكسل

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى