عن أوسكارات لبنان (حيّان حيدر)
بقلم د.حيّان سليم حيدر – الحوار نيوز
جوائز الأوسكار التي تمنحها أكاديمية الفنون وعلوم الصور المتحرّكة ذكّرتنا هذا العام بالمسؤولين اللبنانيّين الكارتُون (Cartoons) ، والكرتون معًا، وخاصة بأعمالهم، التي تبقى أفعالًا لأشباه مسلوخة منها هضمنة الأمثال، المرتقبة.
عنوان الفيلم، الأميركي، الذي منحته الأكاديمية المذكورة هذه السنة هو:
” كلّ شيء في كلّ مكان في الوقت نفسه “، “ Everything Everywhere All the Time “ ، وفي المناسبة مُنِحَ الفيلم سبعة جوائز والتي، نذكّر، توزّع على فئات متعدّدة من نوع أفضل ممثل وممثلة، منتج، مخرج، ممثل ثانوي، سيناريو، تأثيرات بصرية وصوتية… إلى آخر مطاف الإغراء والتغرير.
وقلت لنفسي: هذا هو تمامًا “الفيلم اللبناني الطويل” الذي لا ينتهي فصولًا والذي “لن”… “إلى أبد الآبدين” تمامًا كما يريده اللبنانيون في قَسَمهم الشهير. والمشكلة تكمن في أنّ هذا تمامًا وأيضًا ما تريده كلّ فئة لبنانية لنفسها، والأهمّ، لنفسها حصرًا من دون سواها من الناس، ” كلّ شيء في كلّ مكان في كلّ وقت (والأصحّ ترجمة، في اللحظة نفسها)”.
وقد جاء في وصف الفيلم (*)، “هي مغامرة متعدّدة الأبعاد وخيال عملي جنوني متعدّد الألوان والعوالم”.
وأترك للقارىء الصَبور الحكم، والحلم معًا: هل هذا الوصف ينطبق على لبنان “العظيم”، بطوائفه (ألـ18 نظريًّا، وقد كان المطلوب 18 جائزة، والتي باتت مختصرة بأربع جوائز كبرى لـِ”زعامات” طوائف فُضْلى؟
أمّا في لبنان فالجوائز تُمنح لأفضل ممثل وممثلة على الشعب، ومعهم أفضل ممثل تيرسو، ثمّ افضل كاتب للدستور ومفسِّر له، وأفضل ظاهرة صوتية وباهرة صُوَرية، لأفضل مروّض ومدرّب وراعي أرانب وكلاب وأغنام، وأفضل ناظم شعارات وكاتب بيانات، وأفضل ناشر الوعود وناثر الأعذار… و… هل أُكْمِل؟
الفيلم ينتمي إلى فئة ما بات يُعرف بالـ Multiverse ، قصة غربية فوضوية وغريبة الأطوار.
ماذا قلت؟ فوضى وغريبة الأطوار؟ هذا تمامًا حال “أبطال لبنان” وقصصهم وفصولهم، ألبايخة، أللاخلّاقة، ألمدمِّرة، أللانهاية لها.
نداء !
علينا كلبنانيّين، وفورًا، الإدّعاء على هؤلاء الأجانب، مستندين إلى قوانين حماية الملكية الفكرية السارية المفعول عالميًّا، ذلك لتحصيل حقوق لبنان، الفذّة والفريدة، التي يُخْشى أن تضيع، هي وكلّ موهوباتنا التي صدّرناها إلى الخارج، تداركًا لتفشّيها في العالم الواعي من طريق هذا الفيلم الجوائزي.
أمّا الأنكى في سرقة أفكارنا، أنّه جاء في خلاصة الوصف أنّ الفيلم كان بمثابة “رحلة مرهقة جدًّا لا حاجة لها”…
لااااااا !
ماذا قلت؟ وهل كنت تتكلّم عن رحلة اللبنانيّين الأبدية؟
بيروت، في 6 حزيران 2023م. حيّان سليم حيدر
مواطن مْـ “أسْكْرَة”
(*) شفيق طبارة – الأوسكار يعود إلى الحضن الأميركي