مريانا أمين – الحوارنيوز خاص
يقفز قلبه في كلّ لحظة يلتقط فيها صورة، لأنه يعشق توثيق الأحداث، ثم يرسلها إلينا لنرى من خلالها عالما مليئا بالأسرار والذكريات والفنون، لنقف عاجزين عن وصفها بكلمات، وكأنه يريدنا كلما نظرنا إلى صورة من صوره أن نشعر بما يشعر به خلال إلتقاته لها.
لذلك وأكثر! أصبح إسم “علي مزرعاني” مرتبطا بالصورة!
كم من مرة أَرّخ جمال الحياة وعذاباتها ليشاركنا لحظات عاشها أشخاص آخرون في مناسبات ولقاءات ومظاهرات وغيرها الكثير من الأحداث الثقافية والسياسية والاجتماعية، لكن مما لا شك فيه أنّه يلتقط الصفات الإنسانية.
لكنه لم يقف عند هذا الحد إنّما لم يتمحور عمله حول موضوع أخذ الصورة فقط بل حول كيفية إظهار موضوعها في الزمان والمكان التي إلتقتها خلالهما.
أما شخصية “علي مزرعاني” كما يعرفه أغلب الجنوبيين المتميزة بثقته بنفسه وبسمته التي تظهر قبل التقاط الصورة بسرعة برق، فكامرته تشبه زوادة جمالية ترافقه إلى كل مكان لأنه يثق بالصورة أكثر مما يثق بالكلمات.
من خلال موهبته أو كما يقال أنها هوايته التي طوّرها بإحتراف ليس فقط في تصوير الأحداث بل في توثيقه لأبرز الأمور التي حصلت في لبنان بشكل عام وفي الجنوب بشكل خاص، سواء كانت تاريخية أو معاصرة، لتصبح مع الوقت مرجعا هاما وقيّما. ولم يبخل على الناس بالاحتفاظ بها في مكتباتهم المنزليه فأصدر عدة كتب توثّق عدة مراحل، منها ” فهرست جبل عامل لبنان الجنوبي، الذي أرّخ من خلاله معاناة بلدات عاملية بكاملها خلال الإحتلال الإسرائيلي للبنان.
وكتاب “النبطية في الذاكرة” و ” النبطية ذاكرة المكان والعمران” و ” “عادل الصباح وثائق وذكريات ” ليستعرض فيها صورا لبيوت معضمها دُمّر أو حُرق ولذكريات لن نتخيلها إلا من خلالها، وكأنه عمّر البيوت من جديد.
كما أنه عمِل على تجميع صور قديمة في كتاب ” ألف صورة في الأبيض والاسود” وغيرها من الكتب التوثيقية القيّمة الأخرى.
أما آخر إصداراته هو ” حراك النبطية ساحة بمساحة وطن”
حيث استعرض يوميات الحراك الذي استمر عدة أشهر واشتركت فيه كافة مناطق النبطية. فقام بتجميع المقالات الصحفية الورقية والاكترونية، والبطاقات التي كانت تُنشر والقصاصات التي كانت تُوزّع، و الهتافات التي كانت تقال، لكنه لن ينسى اعطاء حق التعبير للجميع فترك مساحة لمنتقدي ثورة تشرين وخصومها، لانّه يكتب تأريخاً للوقائع كلها؛ ويترك أخيرا حرية التفكير للقارئ.
“علي مزرعاني” صديق الصورة والعدسة والمُصَوَّرين … يستحق كل تقدير.