عبير شرارة توقع ديوانها الجديد “فلفل أسود”
وقعت الزميلة الدكتورة عبير شرارة كتابها الجديد “فلفل أسود” مساء الثلاثاء في مجمع abc فردان ،برعاية نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي و وفي حضور جمع كبير من الوزراء والنواب وشخصيات اعلامية وسياسية وفعاليات اقتصادية.
قدم لحفل التوقيع الأستاذ سليم علاء الدين ،وألقى الفرزلي كلمة حيّى فيها جهود الزميلة شرارة على انتاجها متمنيا لها المزيد من النجاح.ثم القت عبير مقتطفات من ديوانها الشعري، وشكرت كل من تحدى العاصفة وأتى لدعمها اليوم، وشكرت بالتالي الشعراء الذين آمنوا بها وأعطوها الأمل، على رأسهم والدها بلال شرارة وطارق ناصر الدين اللذان ساهما بنجاحها”.
واختتم الحفل بقطع قالب الحلوى احتفاءً بالحضور.
قدمت عبير لكتابها بنص جميل بعنوان “الغياب” لامست فيه قلوب كل الموجوعين من هذه الظاهرة ،وجاء فيها:
الغيابُ عكسُ الماءِ، عكسُ خريرِه و زمجرتِه و ذبولِه عندما تشربُ شمسُ الفصولِ وترابُها حلاوةَ رُوحِه٠
هو الغيابُ…
له لونٌ و طعمٌ و رائحةٌ لا يعرفُها إلّا مَن أوجعَهم إلى حدِّ الأملِ أو اليأسِ.
لونُ الغيابِ خاصٌّ.
ليس هو أسودَ ولا كحليّاً ولا أبيضَ كطيرٍ لا يقرُبُ الميدانَ و الجنودَ ولا أصفرَ يرمُزُ لعودةِ الغائبِ.
ليس الغيابُ بنيّاً كترابِ المشتلِ أو البستانِ الذي ترتاحُ إلى اخضرارِه أشجارُ الصبرِ… ترتاحُ إلى اخضرارِه العصافيرُ على أشجارِ الأملِ المزدهرةِ باللغةِ
ليس الغيابُ غامضاً كبحرٍ أزرقَ على صورتِه، ولا هو سهلٌ ممتنعٌ كسماءٍ، هو ليس رماديّاً كفُقاعةٍ خجولةٍ، ولا أحمرَ مزدهِراً كالصرعى في ساحة حربٍ. هو لونٌ بين الألوانِ، بين لونِ الحياةِ ولونِ الموتِ… بين لونِ ثرثرةِ لغةٍ تتدفَّقُ في فمِ طفلٍ تعلّمَ الكلامَ وخرسِ شيخٍ تعلّم الحكمةَ… بين لونِ الرحيلِ ولونِ الإياب…
هو الغيابُ لونُ جهةٍ أخرى، تقعُ بينَ الجهاتِ، وتقودُ خطوَك نحوَ الفراغِ.
هو لونُ الملاحظةِ العابرةِ.
السكونُ المحبوسُ في قمقمِ الضجيجِ٠
هو الطَعمُ المشتَهى لشجرةِ الحياةِ التي ترتفعُ قامةً عند الأفقِ… وهو طعمٌ حامضٌ حلوٌ مُرٌّ مالح… وطعمُ هواءٍ خامِرٍ كرحيلِ نهرٍ خاسرٍ إلى المصبِّ… هو طعمُ الحسراتِ والمَراراتِ وطعمُ الشهوةِ المستحيلةِ.
وهو الغيابُ…
رائحةُ قميصِ يوسُفَ ورائحةُ الملاكِ الحارسِ لرقصةِ الضوءِ ورائحةُ الترابِ البِكرِ المغسولِ بغيمةِ الشوق.
هو… هي رائحةٌ تأتي عبرَ البحارِ، وتسكنُ في قاع الروح…
وبعدُ وبعدُ، هو كلٌّ من الكلِّ: لونٌ وطعمٌ ورائحةُ فلفلٍ أسودَ فوق اللحظةِ الآتيةِ… النبضُ المخزونُ في قلبِ الذاكرة. الأنا غيرُ المتوفرةِ في كلِّ المناسباتِ، بل عطلةُ الحياةِ عن الولادةِ والموتِ.
ثمَّ إنّه، بعدَ كلِّ ما تقدَّمَ ، حدَجني بنظرةٍ مُرَّةٍ كأنّه لا يريدُني أنْ أُصابَ بـ( فوبيا ) الفلفلِ الأسودِ، وأنْ أعتبرَه علاجاً بالصوتِ والصورةِ، كما باللونِ أو الطعمِ أو الرائحةِ لكلِّ مشكلاتِ الحياةِ المعاصرةِ. ولمّا وجدني لا أنظرُ إليه، وأنّ نظراتِه لم تُصِبْ منّي مقتلاً، قال لي و كأنّه يسألُني: الفلفلُ الأسودُ لا يمكنه جمع أشلاءِ ( الدنيا المكسورة ) التي لا تجعلُ (جاد) بخلافِ (بلال) يفعلُ كذا أو لا يفعلُ، يغادرُ المكانَ و الزمانَ أو لايفعلُ .
“فلفل أسود ” صدر عن دار المؤلف للطباعة والنشر ،وقعته عبير شرارة في معرض الشارقة للكتاب في الامارات العربية المتحدة وستوقعه قريبا في طهران.
عبير شرارة التي تخصصت في الاعلام ،الزميلة في تلفزيون لبنان التي تقدم برنامجا ثقافيا بعنوان “خوابي الكلام” تبشر بشاعرة تستحق التوقف أمام عذب كلامها وإبداع أفكارها.وهذه إحدى قصائدها:
مقهى الغِيبَة
في ساعات فراغي لا أجدُ مقهى
يحتملُ كلامي
المقاهي للغياب وللغِيبةِ أيضاً
أو لكلامٍ رصينٍ
كلامٍ موشّى ومطرَّزٍ
كما على مِخَدّةِ الفِراش
(نومُ الهنا )…
( أحلامٌ سعيدة)
لا أجدُ ما أملأُ به روحي وفراغي
ولا حتّى فِلفِلاً أسودَ كافياً
لاغيِّرَ طعمَ هذه الدنيا المخادعةِ…
أو أقولَ لها:
” يا دنيا غرّي سواي…
لقد طلّقتك ثلاثاً..