دولياترأي

صراع بين رأسمالية جائعة ورأسمالية لا تشبع..وعودة الى العصر الحجري(د.أحمد عياش)

د.أحمد عياش

لن تنتهي الامور على خير،في ظل الاستفزازات المتبادلة بين رأسمالية لا تشبع ورأسمالية جائعة وحائرة ،تبحث لنفسها عن دور وتبحث لنفسها عن فريسة ثمينة تؤمن لها عيشا شبه رغيد في السنوات المقبلة.
لا احد من العلماء الشرفاء يجيب عن سؤال ضعضعة توازن قوانين الطبيعة، لان رواتبهم مرتفعة فوق رؤوس الضحايا.
استخراج النفط والغاز بإفراط من الاعماق سيؤدي الى فراغات مخيفة لا يعوض عن وجودها .فالارض عادة تنفس احتقاناتها عبر فوهات البراكين ،واذا حدث خلل في مكان ارتجت طبقاتها الصخرية الجيولوجية لتعيد توازنها وفق قوانين علمية بديهية.  حتى ثقب الاوزون في الغلاف الجوي ما تحسن حاله الا بتدخل القائد كوفيد التاسع عشر الذي الزم المعامل والبواخر والطائرات على التوقف لمنع تلوث رفض اثرياء العالم مواجهته من اجل ربح المال.
العبث بثروات الارض الدفينة ليس بفتوحات علمية ،انما تهديد واقعي لكوكب الارض وللحياة.
هذا ما انتجه العقل المتقدم بمعلوماته والغبي بنواياه.
تبا للتطوّر الفوضوي وتباً للتقدّم وتبّاً للعقل غير المنظّم.
من ناحية اخرى،تستمرّ دول الغرب بفرض عقوبات مؤذية وشبه قاتلة على موسكو ما يدفع الى التفكير باحتمالات رد القيادة للدفاع عن العالم الروسي.
رغم حرمان العالم الروسي من التكنولوجيا ومن الخبز ومن الامان ومن الصحة، لن يجعل القيادة الروسية تفقد عقلها كما فقدته الرأسمالية التي لا تشبع قديما في الحرب العالمية الثانية بإلقائها قنبلتين ذريتين بعمل غير مبرّر عسكريا فوق هيروشيما وناغازاكي في زمن محاصرة جزيرة اليابان.
للقيادة الروسية خيارات اسهل تساوي فيها نفسها بالآخرين.
قطع خطوط الانترنت في اعماق البحر وتدمير الاقمار الاصطناعية كلها في الفضاء وغزو سيبراني ساحق لكل حواسيب العالم ومنع تجول للسفن البحرية كافة في البحور المتاخمة للعالم الروسي، ناهيك عن وقف ضخ النفط والغاز وبيع ما يلزم العالم من مواد اوليةغير متوفرة خارج العالم الروسي.
سيكون وضع العالم سيء وسيء للغاية.
بلاد الثلج ككندا والنروج وفنلندا والسويد سيعود سكانها اشبه برجال ونساء الثلج bonhomme de neige.
وسيغادر سكان الامارات والسعودية وقطر والبحرين الابراج والمكيفات ليعودوا لمضارب بني عبس وذبيان وتغلب وبني هلال.
سيكون للعالم وجه آخر اقبح مما كان في السابق.
سيغزو الفايكنغ الالمان، وسيغزو الهكسوس بلاد الفراعنة، وسيغزو الفرس اثينا ،وستنقسم امبراطورية الرومان بين روما والقسطنطينية، وسيكتب العرب الشعر وسيشعلون النار عند التلال الصحراوية كي لا يضل عابر سبيل طريقه.
سيحرر الفلسطينيون ارضهم لان المستوطنين سيغادرونها طوعا باتجاه البحر بحثا عن سمك يأكلونه ،وبحثا عن غيم يمطر عليهم طعاما.
لا منّ ولا سلوى.
القيادة الروسية قادرة وبلا اطلاق صواريخ ذات رؤوس نووية ان تعيد العالم الى العصر الحجري.
انها امنية كل حرّ وشريف،ان نعيد بناء العالم من جديد بلا هوليوود وبلا بيت ابيض وبلا كرملين وبلا مجلس تعاون خليجي وبلا اتحاد اوروبي.
بلا رأسماليين تافهين.
ليتواضع العالم.
ليتواضع العقل العلمي الباحث واللاهث عن المال لا عن النوايا الحسنة.
صراع بين رأسمالية لا تشبع ورأسمالية جائعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى