سياسةمحليات لبنانية

سيناريو “الجاهلية” إختبار لسيناريوات أخرى!


اعتاد اللبنانيّون ومنذ سنوات طويلة مشاهدة حفلات الزجل السياسية واعتادوا أكثر حوار الشتم والاتهام بمواد خطيرة تمسّ كرامات قيادات لبنانية وعربية ودولية وكانت تنتهي بشكوى في القضاء وتعويض ببضعة ملايين من الليرات مع اعتذار و"تبويس" لحى ومصالحة إعلامية، بل أكثر من ذلك فقد قبع أربع ضباط من القوى الامنية في السجن بتهمة الاعداد او المشاركة في محاولة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ليتبين فيما بعد، ان لا علاقة لهم بما حصل ولم نسمع اي اعتذار من أي جهة.
السيد زياد عيتاني كان ضحية تضليل من أحد الفاعلين في جهاز أمني لبناني واتهم بالعمالة للعدو الاسرائيلي وتم سجنه وتعذيبه وقهر عائلته نفسيا واجتماعيا ،ليتبين فيما بعد انه بريء وكريم ابن كرام ولم نسمع عن اي تعويض ولو معنوي للسيد زياد عيتاني ولعائلته المتضررة!
وإذا أردنا تعداد حالات قهر حقوق الانسان اللبناني اي أكثر من شتمه وذلك في حرمانه الماء والكهرباء وإلزامه تنشق روائح النفايات ولم يقدر احد على محاسبة المسؤولين عن هذه الملفات ولم يتحرك احد من اجل خرق حق اللبناني كإنسان متخلف.
اذن، لماذا كل هذه الآليات وكل هذا الاستعراض العسكري في بلدة الجاهلية من اجل إعلام السيد وئام وهاب بضرورة حضوره الى التحقيق؟
حتى ولو صدر بحقه مذكرة إحضار، ألا يجب أن نتوقف عند الإسلوب المتبع في التعامل مع هذه القضية بإنحياز خارج عن أطر المهنية والموضوعية؟
هل أصبحنا في زمن الرفاهية والكرامة الانسانية لكي نتفرغ لهذا الشاتم ولذاك "المشتوم" في بلد فيه الجميع يشتمون بعضهم البعض ويتفننون في كيل الاتهامات علما ان السرقات والجرائم موصوفة ولم يتحرك أحد والسلم الاهلي مهدد تاريخيا. 

ربما في سيناريو الجاهلية مقدمة لسيناريو آخر سيعتمد عندما تصدر المحكمة الخاصة بلبنان (الدولية) أحكامها السياسية ،وتطلب من الدولة اللبنانية القاء القبض على المتهمين من حزب لله.
بلاد على شفير انهيار اقتصادي ولم يتحرك أحد من اجل محكمة تعنى بالخيانة الاقتصادية العظمى لانقاذ شعب بأكمله من الفقر والتشرد والجوع والموت.
لو كان هناك عداد لشتائم اللبنانيين ضد كل قياداتهم او عداد للأنين وللقهر ولحالة الضياع والامراض والبطالة او عداد لتزايد حالات الدعارة والمخدرات لاضطر الدولة اللبنانية ارسال كل جيش الصين لإلقاء القبض على كل الشعب اللبناني المسكين والمذبوح.
هذه الكلمات ليست دفاعا عن أحد وليست اتهاما لشخص، بل دفاعا عن كل الناس واتهاما لكل قيادات الدولة.

مؤسف أن فئات مقهورة إجتماعيا ومحقّرة معيشيا لكنها لا تتحرك ولا تنزل الى الشارع إلا إن مسً زعيمها بكلمة.
فئات لا تنتصر لكرامتها الإنسانية ولا تدافع عن كرامتها ضد مغتصبيها وسارقوها  لإلقاء القبض على كل المجرمين اقتصاديا قبل المجرمين دمويا دفاعا عن انفسنا  كشعب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى