رأي

سباق لبناني لمبايعة “الجولاني”..والعين على المقاومة (نسيب حطيط)

 

د.نسيب حطيط – الحوارنيوز

 

تتسابق قوى 14 أذار لمبايعة جبهة “النصرة” و “الرفيق الجولاني” بوفود موسّعة ومزركشة طائفيا وسياسياً، قبل ان تعترف الجامعة العربية او الأمم المتحدة بالحكومة الجديدة.

وأعلنت قوى14 اذار إنتصارها مع المعارضة السورية، يجمعهما العداء للمقاومة وعدم قتال اسرائيل والدعوة للسلام معها، وبادرت هذه القوى  (بالجملة والمفرّق) لمبايعة “الجولاني” وتقديم الهدايا له ،كما أعتادت مع مسؤولي النظام السابق في “عنجر”، وكانت الهدية الأولى مزارع “شبعا” التي وصفتها بأنها سورية، بالنيابة عن الحكومة اللبنانية ولسلب المقاومة أحد أوراق القوة التي تمتلكها!

لم تطلب قوى 14 اذار من السلطة الجديدة في سوريا إعادة النازحين السوريين ،طالما ان سوريا صارت آمنة وسقطت بيد السلطة التي ينتمي اليها النازحون ،لأنها تريد توظيفهم كذراع عسكري لها ضد المقاومة عند أول فتنة داخلية يُطلب اشعالها ضد المقاومة وأهلها والوطنيين اللبنانيين.

إن الدافع والحافز لتحالف قوى 14 اذار مع جبهة ” النصرة” ووصفهم بأنهم رفاق تحرير وخندق واحد، بسبب عجز هذه القوى   عن تحشيد المقاتلين الذين تحتاجهم للمعركة المُكلّفة بها ضد المقاومة من مدير المشروع الأميركي  المناهض  للمقاومة وتوسعته عسكرياً وإعلامياً واقتصادياً.

إن التحالف الآذاري-الجولاني ،يستدعي من المقاومة وأهلها وكل الوطنيين اللبنانيين ان يتهيأوا للمرحلة القادمة الساخنة، فجبهة النصرة  وألوية “الأوزبك ” و “الطاجيك” و “داعش” صارت على أبواب بيوتكم وفي شوارعكم وعلى طرقاتكم بقفازات ووجوهٍ والسنةٍ لبنانية، وأنضمت جونية  والشوف والشمال الى مناطق جبهة تحرير الشام… !

تم حصار المقاومة وأهلها وكل الوطنيين بين فكّي كماشة. العدو الإسرائيلي في الجنوب وجبهة النصرة في الشمال والشرق وحلفاؤها في كل  لبنان، وصار لجبهة تحرير الشام نواب في البرلمان وسياسيون وإعلاميون ومحطات تلفزة لبنانية وأحزاب تنطق بإسمها، وصار “للجولاني” رأي بانتخاب رئيس الجمهورية وفي تسمية رئيس الحكومة وقانون العفو عن السجناء، بأصوات لبنانية كانت تزور “عنجر” وصار عليها ان تزور دمشق!

يظن مؤيدو المشروع الإسرائيلي أن اللحظة مناسبة للإنقضاض على المقاومة وتكرار لحظة الإنقضاض على الوطنيين اللبنانيين والمقاومة الفلسطينية بعد إجتياح عام 82 ، والإمساك بالسلطة وتصفية المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، وان التحالف الاسرائيلي وقوى 14 اذار وجبهة النصرة، برعاية أمريكية وإدارة تركية قادرٌ على تحقيق أهدافه والتخلص من المقاومة وأهلها!

كان الآذاريون ،الحلفاء الجدد “للجولاني”، يرفضون التبعية لسوريا، مع ان أكثرهم كانوا من أدواتها وحلفائها  وأتباعها الذين استقووا بها ،لتثبيت زعاماتهم  وخوض معاركهم وحصاد النواب والوزراء وجني الأموال والوجاهات(حبذا لو تنشر السلطة الجديدة تقاريرهم الموجودة في خزائن مباني المخابرات السابقة) وما زالوا ثابتين على تبعيتهم، ولم يتغيّر سوى الحاكم لسوريا، وذلك لتثبيت زعامتهم ولتعويض العجز عن مواجهة المقاومة  .

لهؤلاء جميعاً، نوجه النصح والإرشاد بالتعقّل والحكمة وعدم العبث بأمن لبنان وعدم الوقوع في الخطأ والشبهة ، والظن بأن المقاومة قد إنهزمت وأنها مُحاصرة ويمكن القضاء عليها وتصفيتها!

استيقظوا من “سكرة”  النصر الموهوم ولا تشعلوا لبنان بنار الفتنة التي تجمعون حطبها وتهدّدون وتتوعّدون، و نقول لكم توضيحاُ وتحذيراً ،إن المقاومة واهلها ما زالوا في ذروة القوة وانهم قادرون على سحق من يتطاول عليهم ومن يعتدي عليهم، وانكم اذا أشعلتم النار ستحترقون بها قبل غيركم!

فلتهدأوا وتصمتوا ولا تتطاولوا، وسنبقى ملتزمين بالسلم الأهلي وحفظ الأمن في لبنان، لكن عندما تتجاوزن بعض الحدود التي لا يمكن السكوت عنها والتي تهدّد المقاومة وأهلها …عندها سيكون الجواب قاطعاً ومؤلماً لكم، لتعودوا الى رشدكم … فلا تغامروا!

لا نحترم أكثركم وانتم الذين تتنقلون من أحضان الإحتلال الإسرائيلي وتستقوون به ،الى أحضان الحكم في سوريا  الأسد وتستقوون به، الى أحضان “الجولاني” وتستقوون به …وهذا دليل على ضعفكم  … وانكم من المتسوّلين السياسيين ولستم رجال سياسة …!

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى