سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: تباين رسمي في محاكاة الملفات الرئيسية

 

الحوارنيوز – خاص

ظهّرت افتتاحيات صحف اليوم تبايناً واضحا بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام في طريقة محاكاة الملفات الرئيسية في لبنان وفي مقدمها ملف دحر الاحتلال من لبنان إنفاذا لإتفاق وقف النار وتطبيق القرار الدولي 1701، في وقت واصل العدو غاراته وخرقة للسيادة الوطنية دون رادع…

ماذا في التفاصيل؟

  • صحيفة النهار عنونت: مبارزة تصاعدية بين التزامات الدولة وتعنّت “الحزب.. سلام يتعهّد عدم السكوت عن أي سلاح خارج السلطة

الرئيس عون: “استمرار الاحتلال الإسرائيلي يعقّد الأمور وينتهك الاتفاق الذي وقعته إسرائيل، وما يطلبه لبنان هو انسحاب إسرائيلي كامل حتى يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار

وكتبت تقول: قبل أن تطوى نهائياً تداعيات الانتخابات البلدية والاختيارية التي بدأت بعدها أمس انتخابات اتحادات البلديات ورؤساء مجالس البلديات التي لم ينتخب رؤساء بلدياتها، بدأ الحكم والحكومة تركيز الاتصالات الديبلوماسية وإعلاء المواقف لإنجاز نشر الجيش في الجنوب ومضاعفة الضغوط على إسرائيل، باعتبار أن الحلقة التالية يفترض أن تطلق المساعي الجديّة للبدء بإعادة إعمار المناطق المدمرة والمتضررة.
غير أن هذا الاتجاه لم يحجب التعقيدات التي لا تزال ماثلة بقوة أمام الدولة اللبنانية التي بالكاد تمكّنت من المونة على الولايات المتحدة الأميركية لتمرير انتخابات الجنوب السبت الماضي، من دون تصعيد إسرائيلي كان يمكن أن يعطل الجولة الرابعة والنهائية من الانتخابات. وقد شكّل استئناف الغارات والعمليات الإسرائيلية التي كان آخرها عصر أمس على السلسلة الشرقية رسالة واضحة حيال عدم حصول أي تغيير إيجابي في المنحى الميداني جنوباً وعبر الجنوب، ولو أن ملف انتشار الجيش اللبناني واستكماله في جنوب الليطاني وإعلان الاتجاه إلى سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات، بدءاً بمخيمات بيروت يفترض أن يشكلا تطورا مفصلياً لجهة بدء المعالجات الديبلوماسية الناجعة وتحديداً المعالجات الأميركية لملف بسط السيادة اللبنانية.
ولا تقتصر المحاذير التي عادت إلى الظهور بقوة مع استئناف الغارات الإسرائيلية على مناطق لبنانية جنوبية أو بعيدة عن الجنوب، بل إن المواقف النمطية للأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم الذي اختار اليوم التالي لانتخابات الجنوب ليعيد ترداد معزوفة المقاومة والتمسك بثلاثية “جيش شعب مقاومة” في تحدً مباشر للمواقف والالتزامات التي يدأب على إطلاقها كل من رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، باتت تثير التساؤلات بعمق أكبر وأكثر اتساعاً عما يراهن عليه الحزب بعد كل هذا الطوفان الكارثي الذي تسبّب به للبنان؟
ولذا اكتسب أحدث موقف أعلنه رئيس الحكومة نواف سلام أمس طابعاً ودلالات بارزة للغاية، إذ أعلن أن “المنطقة شبعت من الاستقطاب الإيراني – الأميركي”، وقال: “عصر تصدير الثورة الإيرانية انتهى”. وأعرب عن أمله بعودة العرب إلى لبنان، وقال في حديث تلفزيوني: “الأشقاء العرب وأصدقاؤنا في العالم كانوا قد فقدوا ثقتهم بلبنان، ونعمل ليل نهار على استعادة ثقة العرب بلبنان، وآمل أن يعود العرب إلى لبنان كما عاد لبنان إليهم، وبدعم الأشقاء العرب وأصدقائنا في العالم سنكون أقدر على النجاح. ولبنان سيكون أرضاً جاذبة للاستثمارات العربية، والعمل جارٍ على توفير الشروط التي تسمح بعودة التصدير للسعودية”.
وعن مسألة السلاح في لبنان، قال: “لن نسكت عن بقاء أي سلاح خارج سلطة الدولة”. وفي ما يتعلق بسلاح المخيمات في لبنان، أكد سلام أن “الخطر في سلاح المخيمات هو أن يتحول إلى فتنة فلسطينية- فلسطينية، وقوة فلسطين اليوم ليست بالسلاح وإنما بالاعتراف الدولي والديبلوماسية”.
بدوره، أبلغ رئيس الجمهورية جوزف عون وفداً من الكونغرس الأميركي استقبله قبل ظهر أمس في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، أن “لبنان ملتزم تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وأن الجيش اللبناني انتشر في جنوب الليطاني ويقوم بدوره كاملاً في تطبيق ما اتفق عليه في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في وقت لا تزال إسرائيل تواصل أعمالها العدائية ضد لبنان وتحتل التلال الخمس ولم تُعد بعد الأسرى اللبنانيين، على رغم المراجعات المتعددة التي يقوم بها لبنان، ولا سيما مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا راعيتي الاتفاق الذي مُدّد العمل به حتى 18 شباط/ فبراير 2025 من دون أن تفي إسرائيل بما التزمته”.
وشدّد على أن “استمرار الاحتلال الإسرائيلي يعقّد الأمور وينتهك الاتفاق الذي وقعته إسرائيل، وما يطلبه لبنان هو انسحاب إسرائيلي كامل حتى يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية وحمايتها، والجيش سيواصل انتشاره حتى يبلغ عديده نحو عشرة آلاف عسكري، مع الإشارة إلى اتّساع المساحة في الجنوب والواقع الجغرافي والطبيعي فيه”.
وعن الحوار مع الفلسطينيين في لبنان، أبلغ الرئيس عون الوفد أن “المحادثات مع رئيس دولة فلسطين محمود عباس كانت جيدة واسفرت عن اتفاق على تطبيق مبدأ حصرية السلاح على المخيمات الفلسطينية أيضاً، وتم تشكيل لجان مشتركة لتنفيذ ما اتفق عليه، على أن يبدأ تسليم السلاح في منتصف الشهر المقبل في ثلاثة مخيمات فلسطينية في بيروت، علماً أن الرئيس الفلسطيني قدم كل الدعم للدولة اللبنانية وللجيش، وستتم متابعة مراحل تطبيق الاتفاق مع الفلسطينيين لأن القرار متخذ ولا رجوع عنه”.
ولفت إلى أنه “تم تفكيك ثلاثة معسكرات فلسطينية في الشمال والجبل والجنوب”.
في غضون ذلك، بدأت انتخابات اتحادات البلديات أمس في المناطق بدءاً بالمتن الشمالي حيث فازت رئيسة بلدية بتغرين ميرنا المر على رئيسة بلدية بكفيا – المحيدثة نيكول الجميل في انتخابات رئاسة الاتحاد.
وقد فازت المرّ على الجميّل المدعومة من حزبي الكتائب و”القوات اللبنانية” والنائبين ابراهيم كنعان وإلياس بو صعب بنتيجة 22 صوتا مقابل 11.
واستمرت جلسات انتخاب رؤساء المجالس البلدية ونوابهم في قضاء البترون في مكتب قائمقام البترون، وعقدت جلسات انتخاب رؤساء بلديات الضنية ونوابهم، بعدما كانت هذه الجلسات قد بدأت يوم الجمعة الماضي، وذلك في مقر القائمقامية في بلدة سير بإشراف قائمقام قضاء المنية – الضنية جان الخولي.
وفي أول الأصداء الخارجية للاستحقاق الانتخابي البلدي في لبنان، نوّهت السفارة الفرنسية عبر حسابها على “إكس” بهذه الانتخابات، وكتبت: “الانتخابات البلديّة 2025: إن إرادة الحكومة تنظيم هذه الانتخابات المنتظرة منذ العام 2022، ومشاركة الناخبين تعبيراً عن التزامهم كمواطنين، تُعيدان لبنان إلى مسار الحياة الديموقراطية. إنّ حُسن سير عمليّة الاقتراع يكرّس مبدأ احترام الاستحقاقات الدستورية”.
أما على الصعيد الميداني، فأغار الطيران الإسرائيلي مرتين عصر أمس على السلسلة الشرقية في مرتفعات بلدة بريتال شرقي بعلبك. وكان أحد أبناء بلدة بيت ليف نجا بعد استهدافه وهو على متن دراجته النارية من مسيّرة إسرائيلية أطلقت في اتجاهه صاروخين، عند الثانية من بعد منتصف الليل. وأعلنت وزارة الصحة عن إصابة مواطنَين في العدوان الإسرائيلي ليلاً على بلدتي بيت ليف ومجدل زون.
إلى ذلك، حلّقت مسيّرة إسرائيلية على علو منخفض في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية.

 

 

  • صحيفة الديار عنونت: تناغم بين حزب الله وعون… والهوّة تكبر مع سلام!

لا ثقة «إسرائيليّة» بضغوط ترامب: لبنان ليس سوريا
مُفاجأة اتحاد بلديات المتن تربك «معراب» و«الصيفي»

وكتبت تقول: وضعت حروب الازقة البلدية اوزارها، ودخلت القوى السياسية في “تقريش” حسابات الربح والخسارة، لاستثمارها في الاستحقاق النيابي بعد عام. حقق “الثنائي الشيعي” مبتغاه، واثبت بالأرقام والوقائع ان اي رهان خارجي وداخلي، على ضعف اصابه بين جمهوره بعد الحرب مجرد اوهام، والتعويل على المعارضة الشيعية رهان على سراب.
“الثنائي المسيحي” خاض حرب “داعس والغبراء”، واكتشفت “القوات” والتيار” نقاط الضعف والقوة لدى كل منهما، ولم ينجح احدهما من الغاء الآخر، مع تسجيل تقدم ملحوظ غير حاسم لـ”معراب”، لكن بات لدى الطرفين ما يبنى عليه لبناء تحالفات رابحة في الانتخابات النيابية، خصوصا بعدما خسرت “القوات” وحلفاؤها بالأمس معركة اتحاد المتن امام آل المر “والتيار”، في مفاجأة من العيار الثقيل اربكت حسابات الطرفين، الذين بنوا حساباتهما على نحو خاطئ.
اما السنة فلم يكن مفاجئا ان تظهر نتائج الانتخابات تشتت الشارع، في غياب رافعة “تيار المستقبل” ومشاركته في الانتخابات التشريعية، اذا حصلت، ستعيد “خلط الاوراق”.
الحزب “التقدمي الاشتراكي” لا يزال الاكثر تمثيلا عند الدروز، لكن نسب تأييده تراجعت، وهذا يحتاج الى تقييم جدي قبيل الاستحقاق النيابي، خصوصا ان “التغييريين” الذين يمكن الجزم انه كانوا اكبر الخاسرين في هذا الاستحقاق، لم يسجلوا تقدما الا في الساحة الدرزية!
الهوة بين عون وسلام  
وفي اول حراك سياسي بعد انقشاع غبار الاستحقاق البلدي، كشفت زيارة نواب كتلة “الوفاء للمقاومة” الى بعبدا امس، ليس فقط عن الهوة الكبيرة بين حزب الله ورئيس الحكومة نواف سلام، وانما بين مقاربة الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة لملف سلاح المقاومة، حيث يبدو الرجلان على طرفي نقيض، في ظل اصرار سلام على انهاء بقية الود المتبقي مع الحزب. ولا يتوانى عن اطلاق التصريحات الاستفزازية التي ترضي الخارج، دون ان يلتفت الى تداعياتها الداخلية، فيما يتعامل الرئيس عون بحكمة متناهية وود غير مفتعل مع الملف، وهو ما ظهر بالأمس خلال الاجتماع في القصر الجمهوري، حيث كان التفاهم المتبادل عند حدوده القصوى، واتسمت الاجواء بالإيجابية والصراحة.
لقاء ايجابي وودي  
 وان لم يكن اللقاء جزءا من الحوار المفترض بين الجانبيين، الا انه يأتي في سياق استكمال تبادل الافكار والمعلومات، التي لم تتوقف على نحو غير مباشر بين الطرفين حول الاوضاع العامة في البلاد، وخصوصا التحدي الذي يفرضه الاحتلال “الاسرائيلي”.
وبحسب مصادر مطلعة، اطلع عون الوفد على طبيعة الضغوط الاقليمية والدولية على لبنان، واطلعهم على الجهد الديبلوماسي الذي يبذله لإجبار “اسرائيل” على تنفيذ القرار 1701. وتم استعراض نتائج الانتخابات الاخيرة، وملف اعادة الاعمار، واثنى الحزب على مواقف الرئيس ومقاربته للأمور، وشرح النائب محمد رعد وجهة نظر الحزب، التي تم تظهيرها من خلال كلمة الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي حدد اولويات المقاومة، وتم الاتفاق على تكثيف التواصل للوصول الى المقاربة الامثل لحماية البلاد.
حزب الله – بعبدا  
وكان رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، اكد أن مساحة التفاهم مع رئيس الجمهورية واسعة ويعوّل عليها. وقال بعد لقائه ووفد من الكتلة، رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، إن اللقاء تطرق إلى مسألة حفظ السيادة الوطنية، وضرورة إنهاء الاحتلال “الإسرائيلي”، ووقف الخروقات المتكررة المدعومة من الدول الضامنة، وإعادة الإعمار وحفظ الاستقرار وتحرير المؤسسات، عبر الالتزام بالاستحقاقات الدستورية، كما حصل مؤخراً في الانتخابات البلدية والاختيارية.
وشدّد على أن مساحة التفاهم مع الرئيس عون “واسعة ويُعوَّل عليها”، مضيفاً: “نحن لا نرى أنفسنا ملزَمين بتوقيت أو مكان أو أسلوب معيّن، طالما أن الرئيس يحرص على تحقيق الأولويات، وفي طليعتها: حفظ السيادة، إنهاء الاحتلال ووقف الخروقات.
ووفق مصادر مطلعة تم الاتفاق بين عون ووفد الحزب على إبقاء التواصل مفتوحا، وشرح رئيس الجمهورية للوفد تصوره لـ”الحفاظ على سيادة الدولة وحماية اللبنانيين”.
لا رد على سلام  
 في موقف يظهر عمق الخلاف بين حزب الله ورئيس الحكومة، رد رعد على سؤال حول تصريحات سلام التي قال فيها ان ” زمن تصدير الثورة الايرانية انتهى، ولن يسمح بوجود اي سلاح غير شرعي”، انه لن يعلق على كلامه للحفاظ على بقية ود موجودة.. كما غمز رعد من قناة سلام ايضا بالتشديد على ان العيد هو “عيد المقاومة والتحرير”  وليس عيد التحرير فقط، لأنه دون مقاومة لم يكن للتحرير ان يحصل.
وكان وفد حزب الله قد التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث تناول اللقاء التطورات الاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية، ونتائج الانتخابات البلدية والاختيارية وشؤون تشريعية.
تشكيك “اسرائيلي”  
في هذا الوقت، بدأت الشكوك الجدية لدى مراكز القرار لدى العدو، بإمكانية نجاح الولايات المتحدة في نزع سلاح حزب الله، عبر ما اسمته تطبيق النموذج السوري في لبنان. وفي تقرير نشرته صحيفة “هارتس الاسرائيلية”، اشارت الى الأصل في نموذج سوريا، الذي خلقه ترامب برفعه العقوبات، استناداً إلى تعهد مستقبلي للرئيس احمد الشرع، يكمن في نقل المسؤولية عن سلوك الرئيس السوري إلى رعاية السعودية وقطر وتركيا. هكذا حرر ترامب نفسه ظاهرياً، من الانشغال بدولة بعيدة أخرى، التي لا تهدد حدود الولايات المتحدة. ولأن سوريا ما زالت دولة “مشبوهة”، وبؤرة احتكاك خطيرة مع “إسرائيل”، فربما تتطور فيها مواجهة عنيفة تجر الولايات المتحدة وتعيدها إلى الساحة.
لبنان لا يشبه سوريا!  
ولفتت الصحيفة الى ان ترامب يطمح إلى التوصل إلى تسوية مشابهة مع لبنان أيضاً، لكن الوضع أكثر تعقيدا ومن المشكوك النجاح هناك، “فالنظام في لبنان في معضلة تشبه معضلة نظام الشرع: كيف ينزع السلاح “غير القانوني”، بدون الوصول إلى مواجهة عنيفة قد تتدهور إلى حرب أهلية”. واشارت الى ان “الولايات المتحدة تضغط على الرئيس عون للبدء على الفور بنزع السلاح من شمال الليطاني، وليس من جنوبه فقط. ولكن عون يخشى من أن إجراء عنيف سيجعل الدولة ساحة قتال داخلية. هو يفضل حواراً يثمر اتفاقات، في حين أن الولايات المتحدة تعتقد أن عون لا يمكنه ضمان نجاح هذا الحوار في إنهاء قضية حزب الله كتنظيم عسكري”؟!. وهنا أيضاً عدة فروقات جوهرية بين الوضع في سوريا والوضع في لبنان. وخلافاً لسوريا، فإن أي دولة عربية لم تعرض على ترامب ضمان سلوك الحكومة اللبنانية أمام حزب الله، أو أنها ستنفذ الإصلاحات الاقتصادية العميقة التي يجب عليها تنفيذها كشرط لتقديم المساعدات.
ما هي خيارات ترامب؟  
ولفتت “هارتس” الى ان ترامب يستطيع التحرر من عبء لبنان، كما انفصل عن سوريا، بصورة تضمن عدم حدوث مواجهة عنيفة تهدد “إسرائيل” أو تورط الولايات المتحدة، لكن عليه أن يقرر إذا كان سيطبق نموذج سوريا في لبنان، وإعطاء حكومتها الاعتماد الذي منحه للشرع، أي السماح لها بإدارة الحوار مع حزب الله كلما احتاجت لذلك، أو استخدام ثقل المكبس والمخاطرة بفقدان السيطرة. وثمة  احتمال ثالث، وهي إدارة الظهر وترك لبنان يدير شؤونه مع “إسرائيل” كساحة محلية لا تتعلق بالولايات المتحدة، اي منح حكومة نتانياهو “الضوء الاخضر” لتفعل ما تريده؟!
الخطر من الشرق؟  
وفي سياق متصل، كشف تقرير اميركي عن بدء الادارة الاميركية بالاشراف على إعادة دمج وتأهيل وتوحيد القوى الأمنية السورية المسلحة، التي كانت ضمن جبهات من التيارات الإسلامية، لكن من الواضح أن الجانب السعودي مهتم بتمويل وتأهيل وتدريب وتمويل برامج، لتمكين قوات الجيش السوري الجديدة، عنوانها العريض هذه المرة امكانية تجهيز مقاولة عسكرية خاصة، تتولى فيها مجموعات سورية منظمة ومدربة ومؤهلة التصدي، لما تبقى من قوات حزب الله شمالي الليطاني في لبنان إن دعت الحاجة وفي أي وقت. يعني ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها العرب مهتمون ضمنا بالتجهيز لمواجهة ليس بين سوريا الجديدة و”إسرائيل”، ولكن بينها وبين حزب الله وما تبقّى من قواته.
الاعتداءات “الاسرائيلية”  
في هذا الوقت، وسعت قوات الاحتلال من دائرة اعتداءاتها امس، وشنت غارات جوية على جرود بلدة بريتال في البقاع، واصابت احدى الغارات مدرسة البلدة، حيث سقط شهيد وعدد من الجرحى. وكان احد ابناء بلدة بيت ليف نجا باعجوبة بعد استهدافه، وهو على متن دراجته النارية، من مسيّرة “اسرائيلية”، أطلقت في اتجاهه صاروخين.
 واعلنت وزارة الصحة عن إصابة مواطنين إثنين في العدوان “الإسرائيلي” ليل امس الاول على بلدتي بيت ليف ومجدل زون. كما حلقت مسيّرة “إسرائيلية” امس على علو منخفض في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية.
ملف المخيمات الى اين؟  
اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لوفد أميركي برئاسة السيناتور انغوس كينغ، تشكيل لجان لبنانية- فلسطينية، وان العمل سيبدأ في منتصف الشهر المقبل في 3 مخيمات فلسطينية في بيروت، لمعالجة مسألة وجود السلاح الفلسطيني فيها”.
وفي هذا السياق، تفيد المعلومات الى ان خطة معالجة ملف السلاح الفلسطيني على “الطاولة” قريبا، لكن دون وضوح بعد في كيفية الوصول الى خواتيمه. فملف سحب السلاح الفلسطيني سيبدأ في الشهر المقبل على نحو شكلي، في مخيمات لا يوجد فيها اصلا اسلحة ثقيلة، وهي مخيمات شاتيلا ومارالياس وبرج البرجانة، حيث سيتم تسليم بعض القاذفات الصاوخية من نوع “اربي جي” واسلحة متوسطة.
اما في شهر تموز فيتم التعامل مع مخيمات لا اسلحة فيها، وهي مخيم الجليل في البقاع والبدواي في الشمال، حيث لا مجموعات متشددة، وهناك تعاون بين مخابرات الجيش وكل الفصائل اثمرت عام 2023 اتفاقا مع الجبهة الشعبية، جرى بعدها تسليم الاسلحة في كافة المناطق اللبنانية، وليس فقط في المخيمات.
اما مخيما ضبية والبارد فلا اسلحة فيهما، ويبقى التحدى الاكبر في مخيمات الجنوب التي ستترك للمرحلة الاخيرة، الرشيدية والمية ومية والبص، وخصوصا مخيم عين الحلوة، حيث تنتشر مجموعات متشددة، ولا خطة حتى الآن على كيفية التعامل معها، فضلا على عدم وجود تفاهم نهائي بعد مع باقي الفصائل غير المنتمية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
معركة اتحاد المتن…  
وفي مفاجاة من العيار الثقيل، وفي نتيجة شكلت صدمة لـ “معراب” “والصيفي”، فازت رئيسة بلدية بتغرين ميرنا المر على رئيسة بلدية بكفيا – المحيدثة  نيكول الجميل، في انتخابات رئاسة اتحاد بلديات المتن. وقد فازت المرّ على الجميّل المدعومة من حزبي “الكتائب” و”القوات “، والنائبين ابراهيم كنعان وإلياس بو صعب، بفارق كبير، إذ ربحت بنتيجة 22 صوتا مقابل 11 صوت.
…ونتائج الجنوب  
على الصعيد الانتخابي، إذا كان “لثنائي الشيعي” حقق الفوز في معظم البلدات الجنوبية، وأظهرت الأرقام فوارق كبيرة جداً بين لوائحه ولوائح أخرى منافسة في صور والنبطية، فإن نتائج بلدية صيدا أظهرت خروقات بين 3 لوائح، ففاز 10 أعضاء من لائحة “سوا لصيدا” المدعومة من النائبة السابقة بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا السابق محمد السعودي ورجل الأعمال مرعي أبو مرعي، و8 أعضاء من لائحة “نبض البلد” المدعومة من النائب أسامة سعد، و3 أعضاء من لائحة “صيدا بدها ونحنا قدها” المقربين من “الجماعة الإسلامية.
مسيحياً، انتهت المبارزة في جزين بإعلان فوز “التيار” وعازار بالمقاعد الـ 18، وبفارق 550 صوتاً..
باسيل: “التيار” حاضر وقوي  
من جهته، عرض رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في مؤتمر صحافي نتائج الانتخابات في الجنوب، واشار الى ان “التيار خضع لخيارات الناس في الانتخابات البلدية، التي كان طابعها عائليا أكثر، وقال: ان الفوز باتحاد المتن هو البداية، وتابعوا الى النهاية التي ستكون بجزين واتحاد بلديّاتها، حيث حاولوا “القوات” القول انهم خسروا المدينة وربحوا الاتحاد، وانا اقول اننا ربحنا معظم بلديّات قضاء جزين، وسنرى نتيجة الاتحاد لاحقاً”.
واوضح انه “في جزين والجنوب اظهر التيار مجدداً حضوره وقوّته على مستوى البلديات والرؤساء والأعضاء والمخاتير، وذلك في صيدا والزهراني في صور وبنت جبيل، في مرجعيون وحاصبيا، في النبطية وجزين، ولا مشكلة عندنا بالتحالف مع النائب السابق ابراهيم عازار ومع اي كان في لبنان ولا نستحي، هم يستحون بتحالفاتهم ويحاولون ان يبقوها سرية، هم تحالفوا مع حزب الله ومع “القومي” ومع افرقاء الممانعة، وعندما نقوم نحن بهذا الأمر نصبح غير سياديين وهم يكونون سياديين”.

 

 

  • صحيفة اللواء عنونت: انفراج داخلي وترحيب دولي بعد إنجاز الانتخابات البلدية والإختيارية

«حزب الله» يبحث عن مساحة انتماء الى الدولة.. واللقاء مع سلام بعد عودته من أبوظبي

وكتبت تقول: أنجز لبنان استحقاقاً ديمقراطياً، ووطنياً، بما اعاد اليه صورة يانعة من الجدية والمسؤولية، والسعي لإعادة إحياء الدولة ومؤسساتها المحلية والسياسية والادارية وسط ترحيب دولي، وتأكيد فرنسي أن حسن سير عملية الاقتراع بأنه من مبدأ احترام الاستحقاق الدستوري.

لكن الاحتلال الاسرائيلي، ما إن انتهت انتخابات المرحلة الرابعة والاخيرة في محافظتي الجنوب والنبطية، حتى عاد الى توتير الاجواء، وتسيير المسيّرات، واغتيال المواطنين، سواءٌ الذين يلجأون الى الدراجات النارية في تحركاتهم او السيارات العادية، فضلاً عن قصف طاول الاماكن البعيدة عن الجنوب، عند السلسلة الشرقية للبنان.. وعلى تخوم البقاع الشمالي.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان اللقاء الذي جمع الرئيس جوزاف عون مع وفد كتلة الوفاء للمقاومة هو الاول بعد مشاركة الوفد في الإستشارات النيابية الملزمة وغير منفصل عن حراك الوفد في اتجاه الرئاسات الثلاث، في رسالة اراد الوفد ولاسيما حزب الله ارسالها في ما خص التواصل مع الدولة اللبنانية، مشيرة الى ان اللقاء مع الرئيس عون بالتحديد له مدلولاته في خضم الحوار حول السلاح الذي اعلن الرئيس عون ان المسار المتصل به لن يكون بالقوة.

ولاحظت المصادر ان موقف الكتلة لم يُعطِ أية اجوبة حول تسليم السلاح انما كان لافتا ما قاله النائب رعد من ان لا امتيازات للدولة دون واجبات وعندما تتساوى الإمتيازات والواجبات يحصل التفاهم.

لكن المصادر قرأت هذا اللقاء في سياق بدء التواصل مع قصر بعبدا حول ملفات متعددة.

الى ذلك، تردد ان مجلس الوزراء يعقد جلسته هذا الاسبوع ويحمل عنوان تقييم الانتخابات البلدية والإختيارية وتمرير بعض التعيينات وبت استقالة مدير عام هيئة اوجيرو عماد كريدية وتعيين احمد عويدات مديرا عاما جديدا .

وحول اعادة الاعمار، نقل عن مصادر ان التعويل الأبرز على مؤتمر خماسي دولي يعمل رئيس الجمهورية على ترتيبه وتشارك فيه الامارات العربية المتحدة والسعودية وأميركا وفرنسا ومصر لدعم لبنان.

الرئيس عون رداً على سؤال نواب حزب الله عن الخروقات الاسرائيلية: «ما عم غلّي» مش عم وقف اتصالات مع كل الوفود والمعنيين وآخرهن اليوم (الوفد الاميركي).

رعد في بعبدا: مساحة التفاهم واسعة

وكان البارز سياسيا امس، زيارة رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد لرئيس الجمهورية جوزاف عون يرافقه نواب الكتلة علي عمار، حسين الحاج حسن، امين شري وحسن فضل الله، وجرى بحث للأوضاع العامة في البلاد في ظل التطورات المتسارعة، خصوصا على الساحة الجنوبية، والاتصالات التي تجريها الدولة اللبنانية لالزام إسرائيل تنفيذ بنود اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني من العام الفائت.

وقال رعد: أن ليس هناك من أبواب مغلقة لتبادل الأحاديث والأفكار مع فخامة الرئيس في أي مستوى من المستويات وليس هناك محطة نفتح فيها الأبواب لأنها مفتوحة منذ الاستحقاق الرئاسي وسنستمر بكل ما من شأنه تحقيق السيادة وحفظ الاستقرار وإعطاء كل ذي حق حقه في هذا البلد من افراد ومكونات أساسية فيه.

واضاف رعد: تداولنا مع رئيس الجمهورية في حفظ السيادة الوطنية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والخروقات المدعومة من الدول الضامنة وإعادة الإعمار وحفظ الاستقرار وتحرير المؤسسات عبر الاستحقاقات.

اضاف ردا على سؤال: ليس للدولة امتيازات خاصة بها دون التزامها بواجباتها، وعندما يتساوى الاثنان أي الواجبات والالتزامات، يحصل التفاهم.

وأكد ان مساحة التفاهم مع رئيس الجمهورية واسعة يعول عليها، ونحن لا نجد أننا ملزمون بتوقيت ولا بأمكنة ولا بأساليب طالما أن الأمور تسير بعناية من فخامته.

وتابع: نُصرّ على أن هذا العيد هو عيد المقاومة والتحرير لا عيد التحرير فحسب لأن التحرير أنجزته المقاومة. واللبنانيون تنعموا بالتحرير بفضل المقاومة وتحمل أهالي الجنوب معاناة الاحتلال.

ومن جهة أخرى، ردَّاً على سؤال حول تصريح رئيس الحكومة نواف سلام الذي قال فيه «ان عصر تصدير الثورة الإيرانية قد انتهي» قال رعد: ارفض التعليق حفاظا على بقية الودّ.

وافيد عن اتفاق بين عون ورعد على «إبقاء التواصل مفتوح بينهما، وأن عون قدّم لحزب الله طرحا للحفاظ على سيادة الدولة وحماية اللبنانيين». وعلمت «اللواء» من مصادرمتابعة ان اللقاء لا يعني بالضرورة بداية الحوارالمباشر بين الطرفين حول موضوع سلاح المقاومة والذي يتولاه حالياً مستشار الرئيس العميد اندره رحال، لكنه يمهد لاحقا للحوار لمباشر في الوقت المناسب، وقدّم كُلٌّ من عون ورعد وجهة نظره حول الوضع الجنوبي.

واكدت المصادر ان اللقاء خلق جوّاً ايجابياً بين الطرفين لكنه بحاجة الى متابعة.

وكان رعد قد زار الرئيس نبيه بري معايداً بعيد المقاومة والتحرير. حيث تناول اللقاء بحث لتطورات الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والميدانية ونتائج الانتخابات البلدية والاختيارية وشؤونا تشريعية.

وقال رعد بعد لقاء بري: ما حصل إبان الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري في كافة المناطق والمحافظات إنما يدل على تمسك شعبنا بخيار المقاومة والتنمية ، وكان وفيا لهذا الخيار.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى