رأي

دعوة ماكرون لتحالف دولي ضّدْ حماس تهيئة لحرب (جواد الهنداوي)

 

   بقلم السفير الدكتور جواد الهنداوي – الحوار نيوز

 

    مواقف الغرب تجاه جرائم اسرائيل في غزّة تنحدر من سيئة الى أسوأ ،وكأنها ترافق طردياً بشاعة و شّدة القصف الجوي الاسرائيلي . لمْ يقف الغرب الديمقراطي ازاء جرائم الابادة ،التي ترتكبها اسرائيل ،مُتفرجاً ، بل داعماً و مسانداً سياسياً و دبلوماسياً وعسكرياً .

يتفنن و يجتهد قادة الغرب في كيفية دعم اسرائيل وتحريف الحقائق وشيطنة مقاومة الشعب الفلسطيني ؛ يتناسون حق الشعب الفلسطيني في مقاومة المُحتل ، و يؤكدون على حق المُحتل في ممارسة وارتكاب جرائم ابادة وجرائم حرب بحق المدنيين وخاصة الاطفال ، ويتبنون تصريحات مُستفّزة حتى لمشاعر المجانين !

الرئيس الفرنسي ماكرون يقترحُ أنْ يتولى التحالف الدولي لمحاربة داعش ،محاربة حماس ،خلال زيارته التضامنية لاسرائيل . زيارة تضامن لمجرم حرب ، وزيارة دعم لارتكاب مزيد من جرائم الابادة .

ارادَ ماكرون في مقترحه ان يعبّر عن انتمائه الصهيوني ، ولا شئ آخر غير ذلك . يطالبون ( و اقصد امريكا و الغرب ) بمنع اتساع الحرب ، والرئيس ماكرون يُريد تحالفا دوليا ،الامر الذي يُظهر مدى التخّبط والارباك الذي اصاب محور الشياطين . أوَلمْ يعّدْ كافياً حول غزّة البوارج الحربية وحاملة الطائرات والتحالف الاسرائيلي الامريكي الغربي ؟ ام يريد الرئيس ماكرون ان تنضّم علناً و صراحة العراق وسوريّة ولبنان التي  قاتلت داعش،  و دول عربية اخرى انضمت في التحالف الدولي لمقاتلة داعش ، كي تصبح جرائم اسرائيل بطولات ضّدَ الارهاب وليست جرائم وحرب ضَّد عرب ومسلمين ومسيحيين ؟

هل اقتراح الرئيس ماكرون هو تسويف لفرضية الغزو البري الاسرائيلي لغزّة ام تبرير لتجنّبهِ أم تعزيز لشّنهِ قريباً ؟

سيناريوهات واردة ومحتملة ،لاسيما الخدعة والتضليل من ادوات الحرب ، والامريكان يجيدون استخدامهما .

انتصرت حماس في توظيف عنصر المباغتة والسرعة ،وتفكر كل من امريكا ،وهي التي تدير المعركة الآن و إسرائيل، بالنصر في توظيف عناصر الخدعة والتضليل واستخدام الوقت لتهيئة افضل لمقومات الحرب .

مؤشرات ومظاهر تقود نحو سيناريو الحرب . فما هي ؟

  – اول هذه المؤشرات هي دعوة الرئيس ماكرون لتحالف دولي لمحاربة المقاومة الفلسطينية في غزّة . عّودنا الغرب (امريكا ودول اوربية وحلفاؤهما ) أنْ يذهب الى الحرب ، بتحالف دولهي ، من دون ايَّ اعتبار لقواعد القانون الدولي او المنظومة الاخلاقية والشرعية ،وهذا ما حصل في العراق وفي افغانستان .

   – تستمر اسرائيل و بدعم غربي غير محدود باتباع سياسة الارض المحروقة واكثر في غزّة ، وتقوم بعمليات تدمير ممنهج للمباني والطرق ، لخلق جغرافية ملائمة لمرور الاليات بمختلف انواعها ، و تغيّر منافذ ومعالم شبكات الانفاق .

    – تسعى اسرائيل ااستفراد حماس في غزّة ، و يقوم الغرب ، وخاصة امريكا ،بارسال اشارات واضحة الى ايران  بأنها غير مُستهدفة إنْ التزمت الحياد و عدم التدخل ؛ اشارات تشجيعيّة وغير مُستفِزة ( من قبيل القول بأننا لم نلمس يدا لايران في هجوم حماس ، او في اطلاق الصواريخ على القواعد الامريكية ) و نادراً ما تكون تلك الاشارات تحذيرية ومستفزّة .

   – تستخدم اسرائيل ،في حربها على غزّة ، اسلوب داعش في القتل و الترويع والترهيب ، من خلال استخدام قنابل حارقة وأسلحة فتّاكة ، و الهدف هو تهديد مُسبق لحزب الله ولايران بأنهم سيلقون ذات الدمار في حالة التدخل ، والمشاركة لنجدة غزّة . وقد صرّحَ الرئيس التركي ،في اليوم الرابع لحملة القصف الجوي الاسرائيلي على المدنيين الاطفال والعّزل ، وقال ” أنَّ اسرائيل تتصرف كتنظيم وليس كدولة ” مُنتقداً اياها وواصفاً ما ترتكبه من جرائم .

 

*رئيس المركز العربي الاوربي للسياسات وتعزيزالقدرات /بروكسل / ٢٠٢٣/١٠/٢٦.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى