سياسةمحليات لبنانية

خطاب نصر الله: التصدي هجوما لا دفاعا

 

رغم هدوئه ورغم الرتابة في الصوت أحيانا،رغم غياب الحدة والنبرة في اللهجة، بقيت الابتسامة سيدة الحضور عند تمرير الرسائل الملغومة لأعدائه ومن أهمّها عدم إسقاط إحتمال الردّ ،أي تقدم إحتمال عنصر المبادرة  في التصدي هجوما وليس التصدي دفاعا كرد فعل طبيعي للاستفزازات الاميركية المتتالية لمحور المقاومة عموما والحرس الثوري الاسلامي وحزب لله خاصة ،وهذا كلام يستحق التنبه له لانه يعني ان احتمال مباغتةالعدو اينما كان واردة.
تطرق القائد السيّد حسن نصرلله لأحداث اليمن و فيه من العتب  والخيبة والألم من حرب تخوضها  المملكة السعودية ضد شعب اليمن لا يحصد خيرها الا اسرائيل ولا تحصد مساوئها غير فلسطين، وذلك في زمن يحتاج فيه المسلمون للوحدة، وسأل لدفع الحجة الشرعية والسياسية والعسكرية بوجه المنتقدين :
ماذا لو هزم اليمنيون، وماذا لو انتصر الامير محمد  بن سلمان؟ كيف كانت ستتجه الامور؟
اذن هي حرب الدفاع عن الامة وفي مقدمة الامة فلسطين…
استذكار ذكرى استشهاد الامام محمد باقر الصدر ما هي الا لتعبئة الأنفس واستنفارها لتكون مستعدة للتضحيات الكبرى على مستوى شهادة العالم الاسلامي .
طمأن السيّد الجمهور اللبناني بعدم الأخذ بالأقاويل الاميركية وبتهديداته إذ وضعها ضمن خانة التهويل ليس أكثر بما فيه الكلام عن إجراءات عقابية ضد اصدقاء الحزب ومنها حركة امل وعلى رأسها القائد الشعبي نبيه بري.
توجه القائد الى اللبنانيين بضرورة التفكير عند المنعطفات المصيرية بما فعلته الولايات المتحدة الاميركية في البلاد التي تدخلت فيها، غير الدمار والحروب لأنها لا تمثل الا عنجهيتها التدميرية .
خطاب هادىء في منطقة مشتعلة وفي زمن خطير للغاية بعد مسرحية الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وسيادتها على هضبة الجولان والتهديد بالسيادة ايضا على الضفة الغربية اضافة لاعتبار الحرس الثوري تشكيلا ارهابيا، هذا الخطاب الهادىء إن دل على شيء فيدل ان محور المقاومة لا تهمه من سيفوز في الانتخابات الاسرائيلية لأنهم جميعا أعداء وان خيار المباغتة والبدء بشن الحرب وارد لامتلاك المقاومة كل ادوات الانتصار انما كل شيء جميل غي وقته.
بعبارة واحدة قال القائد الذي يشدد دائما على الاخلاقيات والانسانيات لمشهد الصراع:
استعدوا للتصدي هجوما وليس للتصدي دفاعا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى