كتب قاسم قصير
أثارت بعض النصوص والتقديرات التي كتبتها حول احتمال عودة سوريا للعب دور أساسي في لبنان الكثير من ردود الفعل السلبية والإيجابية، والبعض اعتبر أنني ادعو لتدخل سوري عسكري في لبنان أو اتبنى ذلك. ومن أجل توضيح الأمور وبهدف إثارة نقاش جدي وحقيقي وليس مجرد إطلاق مواقف أو إثارة عواطف سلبية أو إيجابية أشير لما يلي :
اولا : ان ما تحدثت عنه عن عودة دور سوريا في لبنان والمنطقة مبني على معلومات وتقارير نشرتها عدة مراكز دراسات دولية ومنها أميركية، وبناء لإعادة العلاقات بين عدد من الدول العربية وسوريا وبعض المعطيات التي سبق أن تحدث عنها في لقاء خاص معي قبل رحيله المدير السابق لمركز دراسات الوحده العربيه الدكتور خير الدين حسيب، وأرسل من خلالي رسالة لقيادة حزب فاعل في هذا الشأن والرسالة مسجلة وموحدة لدى قيادة الحزب.
ثانيا : انا أكدت أن المشكلة في الواقع السياسي اللبناني ولدى المسؤولين اللبنانيين الذين لم يتفقوا على حل مشاكل لبنان وتشكيل حكومة جديدة ،وان هناك عجزا داخليا، وفشلت جميع الوساطات والتدخلات الدولية من أجل تحقيق تقدم ،وان اللجوء إلى سوريا ودعوتها للتدخل في لبنان حصل عدة مرات سابقا في الأعوام ١٩٧٦ و١٩٨٧ و١٩٩٠ ،وهناك دور ونفوذ سياسي لسوريا في لبنان. وهناك شخصيات وأحزاب لا تزال مرتبطة بعلاقة قوية بسوريا ،وهي عادت للتحرك والنشاط مجددا. وهناك مرشح أساسي لرئاسة الجمهورية، وهو الاستاذ سليمان فرنجية ، على علاقة قوية بالرئيس بشار الأسد والقيادة السورية، كما أن العلاقات بين الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية وسوريا قوية جدا وهناك تنسيق وتعاون دائم.
ثالثا : طبعا سوريا اليوم تغيرت، وهي تواجه تحديات ومشاكل كبيرة، ولكن في الوقت نفسه هناك جهود عربية ودولية تبذل اليوم لإعادة ترتيب الوضع في سوريا ودعم النظام القائم اليوم ،وزيارة الوفد السعودي إلى سوريا مؤخرا أحد الأدلة ولا احد يعرف ماذا سيحصل في المرحلة المقبلة.
رابعا : ليس بالضرورة أن تكون عودة الدور السوري إلى لبنان بالشكل السابق ،وليس هناك وضوح في هذا المجال ،ولكن وجود مليون ونصف مليون نازح أو لاجئ سوري في لبنان، ومعظم هؤلاء من مؤيدي النظام في سوريا ،والدليل الانتخابات الرئاسية السابقة والقادمة يشكل مؤشرا مهما مستقبلا.
خامسا واخيرا : في التحليلات والتقديرات السياسية لا شيء محسوم، ولكن ذلك يفيد للنقاش والحوار ،وقد يشكل عاملا من أجل الدعوة للوصول إلى حلول للأزمة اللبنانية داخليا ومن دون الاستعانة بقوى خارجية، واذا حصل ذلك فهذا أمر مطلوب ومهم، ولبنان اليوم يعاني من أزمة كيان ونظام وأوضاع اقتصادية ومعيشية واجتماعية ،ويمكن أمنية صعبة ،وأدعو الله عز وجل أن تحل المشاكل بسرعة، لأن هناك معلومات أن الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي تواجه مشاكل كبرى في تأمين الحاجات الأساسية لها ،ما قد يجعلها عاجزة عن القيام بمهماتها.
وفي الختام الحوار والنقاش مفيد والخلاف في الرأي طبيعي وانا احترم كل الآراء والملاحظات.
زر الذهاب إلى الأعلى