حملة وطنية للتوعية من خطورة مرض السكري وتأثيره على امراض القلب والشرايين:
في إطار توعية المُواطنين الُلبنانيّين حول خطورة مرض السكري وتأثيره على امراض القلب والشرايين، تُطلق وزارة الصحة برعاية وحضور وزير الصّحّة العامّة الصديق الدكتور جميل جبق وبحضور ممثّلي البرنامج الوطني لمكافحة السّكري ورئيسة الجمعيّة اللّبنانية للغدد الصّماء والسكري ورئيس الجمعية اللبنانية لأطباء القلب وعدد كبير من المهتمين بهذا الشأن حملة توعية وطنية يوم الأثنين الواقع فيه ٧ تشرين الأول عند الساعة العاشرة صباحاً . وذلك في قاعة المُحاضرات الواقع في الطابق الرابع في مبنى وزارة الصحة في بيروت.
وهنا أرى من واجبي كطبيب ناشط في المجال العام وخاصة في المجال الإنساني والصّحّي والثقافي والإجتماعي، أن أدعو جميع الإعلاميّين والناشطين في هذه المجالات للمُشاركة في هذا الإحتفال ودعم هذه الحملة الوطنية بكل
الإمكانيّات المُمكنة وهي حملة سَتستّمر فعاليّاتها لفترة شهر وسيشرح القيّمون عليها كل النّشاطات والفاعليات الهادفة لتوعية المجتمع حول هذا المرض الخطير وتأثيره على القلب. وتأتي أهمية هذا النشاط من مُنطلق صُحي- علمي وإقتصادي مُتقدّم خاصةً وأنّ كِلفة علاج هذه الأمراض مُرتفعة جداً في كل دول العالم ولأن مرض السّكري والبدانة هُما مرضان من اكثر الأمراض إنتشاراً حالياً. وهما من اهم التحدّيات التي تواجهها البشرية في الوقت الحاضر وفي السنوات القادمة.
وتُشير الإحصاءات العالمية أنّ عدد المُصابين بمرض السكري سيرتفع الى حوالي ٤٥٠ مليون مُصاب أو أكثر في كل أنحاء العالم في سنة ٢٠٣٠ وستكون الحُصة الأكبر من هذه الزيادة من نصيب الدول المُتقدّمة نتيجة إنتشار البدانة و"نمط الحياة الغير صحي" المُعتَمِد على تناول الوجبات السّريعة والخمول والجلوس لساعات طويلة على شاشات التلفاز او وسائل التواصل الإجتماعي او الألعاب الألكترونية. وأيضاً بسبب عدم إهتمام بلادنا بتشجيع الرياضة لأن مشاكلنا السياسية والإقتصادية والأمنية والإجتماعية أكثر من أن تُحصى أو تُعد مما يجعل تشجيع الرياضة او القيام بها من آخر اولويّات مُجتمعاتنا. لكن نصيب الدُول النامية من هذه الزيادة ليس بالقليل لأن هذا "النمط الغير صحي للحياة" مُنتشر كثيراً ايضاً في لبنان ومعظم الدول العربية -خاصة في دول الخليج العربي-ممّا يستدعي حالة إستنفار عالمية ووطنية لمواجهة مرضي السكري والبدانة لأنهما سيكونان حقاً مرضا العصر في العشرين سنة القادمة. وستكون فاتورة علاجهما كبيرة جداً – وهي هكذا اصلاً حالياً- وهذا ما يُحتّم علينا القيام بخطوات سريعة لمنع إنتشارهما. ويُصيب السكري حالياً حوالي ١٥ الى ٢٠ بالمئة من الشعب اللبناني وهنا الخطورة. وتُشير الدراسات ان حوالي ٧٠ بالمئة من مرضى السكري يَتوّفون بسبب امراض القلب والشرايين.
ولذلك سوف اوافيكم على مدى عدّة ايام بعدّة مقالات تُسلط الضوء على علاقة السكري بأمراض القلب : خطورته ، إنتشاره ، الأسباب البيولوجية والسريرية لتفاقم حالة مرض القلب والشرايين عند المُصابين بالسكري ولماذا يُشّكل السكري العدو الأول للقلب؟ وما هي العلاجات الأفضل في عام ٢٠١٩ على ضوء ظهور ادوية جديدة وفعالة جداً للسكري تحمي وقد تَقي حتى من امراض القلب وتحدّ منها بعكس ما كان سائد منذ زمن طويل. حيث ان مُعظم الأدية التي كانت تُستعمل كانت إما من دون فائدة على مرض القلب وإما مُضرّة جداً وخطيرة على القلب.وهذا ما شكّل ثورة كبيرة في علاج مرض السكري لا نزال نشهد اهم فصولها منذ حوالي ٥ سنوات. لأنّنا اصبح لدينا أدوية للسكري قد تمنع حدوث مرض القلب. الموضوع مُمتع ومُشوّق وتوقّعوا عدّة مقالات عنه في الأيام القادمة. عسى ان نجد دواء مُماثل لإستئصال الفساد والهدر والطائفية وتدمير وخراب وسرقة مُقدّرات الأوطان وزرع قيم المُواطنة والنزاهة والشفافية بفضل دعائكم.