سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: العدوان مستمر وسط تحذيرات دولية .. والمشهد الرئاسي ضبابي

 

الحوارنيوز – خاص

وسط زحمة موفدين أوروبيين في بيروت تحت عنوان تحذير لبنان من التصعيد، يواصل العدو اعتداءاته وجرائمه في جنوب لبنان وغزة ،من دون أن تستبعد المواقف إحتمالات توسع رقعة النار في ضوء تعنت قادة العدو ومواصلتهم حرب الإبادة الممنهجة في غزة.

داخليا استعاد المشهد الرئاسي بعضا من الحرارة لكنه بقي ضمن دائرة المراوحة.

ماذا في التفاصيل؟

  • صحيفة النهار عنونت: تجدّد التحذيرات الدولية… ولا ربط بالرئاسة

وكتبت تقول: وسط التضارب الشديد بين الوقائع الميدانية التصعيدية التي تشهدها الجبهة الجنوبية والتقديرات الديبلوماسية التي لا تزال تميل الى استبعاد انزلاق طرفي المواجهة، أي إسرائيل و”حزب الله”، الى حرب شاملة على رغم تصعيد إسرائيل وتيرة غاراتها الجوية على المناطق الحدودية وقيامها بمناورات عسكرية تحاكي حربا على لبنان، بدت عودة التحذيرات الدولية والغربية للبنان بمثابة مؤشر جديد الى خطورة إهمال او تجاهل او حتى التقليل من الاحتمالات المتعاظمة لنشوب حرب وسط وقائع إقليمية آخذة في شحن المنطقة بمعطيات بالغة التوتر على امتداد جغرافيا واسعة من اليمن الى جنوب لبنان.
ولعل المفارقة اللافتة التي تواكب عودة التحذيرات هذه تتمثل في ان المشهد الداخلي يتجه قدما نحو توترات جديدة على خلفية تصاعد الاعتمالات السياسية التي تسببت بها المواقف الأخيرة للحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي من ربط التهدئة في الجنوب بوقف الحرب على غزة والتي اثارت ردودا سلبية لدى العديد من القوى المعارضة الامر الذي يجعل الواقع السياسي ينكشف اكثر فاكثر على هشاشة تصاعدية تثير المخاوف من انعدام قدرة لبنان على التحسب والمواجهة امام أي تطورات كبيرة مقبلة. كما ان حيزا من المشهد الداخلي بدأ يتفاعل مع المعطيات التي تتوقع تحريكا للازمة الرئاسية في ظل ما يتردد عن اجتماع في وقت قريب للمجموعة الدولية العربية الخماسية المعنية بملف الازمة الرئاسية في لبنان في باريس على ان يعقب اجتماعها إعادة استئناف الوسيط الفرنسي جان ايف لودريان تحركه نحو بيروت وهذه المرة مع أفكار واتجاهات جديدة يظللها موقف منسق وموحد للمجموعة الخماسية في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة.
وتحدثت مصادر مطلعة عن اتجاه محسوم لدى دول الخماسية لفصل أي ربط بين الواقع الميداني عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية عن الأزمة الرئاسية لان من شأن ذلك زيادة التعقيدات المحلية والخارجية التي تعترض انهاء ازمة الفراغ الرئاسي فيما أي تحرك جديد للمجموعة الخماسية سينطلق من اقتناع لدى دولها بالضرورة القصوى لانتخاب رئيس للجمهورية لبدء عودة لبنان الى توازنه الداخلي بما يلجم القرارات الأحادية والمتفردة كتلك التي زجت به راهنا في المواجهات الحربية عند الحدود الجنوبية. وقالت ان هذا الاتجاه يجعل موقف السلطة اللبنانية في موقع حرج دوليا وخارجيا للغاية وهو الامر الذي يفترض ان يكون رئيس الحكومة قد واجهه فعلا في لقاءاته مع المسؤولين الدوليين والغربيين في دافوس .
مفارقة أخرى داخلية برزت ولو انها لا تتصل بالأوضاع الميدانية وتمثلت في الالتباس الذي أثاره حديث تلفزيوني لميقاتي في دافوس عن الإعداد لقانون لاسترداد الودائع المصرفية يعطي الأفضلية لصغار المودعين تحت سقف المئة الف دولار، ويعلن عنه الاسبوع المقبل. وفيما لم يصدر أيّ كلام عن مصرف لبنان بشأن ما نسب الى ميقاتي عن الودائع، بإعتبار ان الخطوة هي من مهام الحكومة والمجلس النيابي، يستكمل المركزي اجراءاته الهادفة الى انصاف المودعين ومنع التفريط بودائعهم، فيأتي قراره منح المستفيدين من التعميم 151 مبلغ 150 دولارًا شهريًا، في هذا الإطار، وهو ما اوردته “النهار” السبت الفائت. ورغم ان تلك الخطوة متواضعة، لكنها تبدو مؤشراً يعبّر عن مسار عمل حاكم المصرف المركزي بالإنابة وسيم منصوري على طريق انصاف المودعين تدريجياً.

  • صحيفة الجمهورية عنونت: الجنوب: غارات… الداخل: تقطيع وقت وإرباكات… الرئاسة: الفرص معدومة

وكتبت تقول: حال السياسة في لبنان لا تعدو أكثر من تقطيع وقت، وثمّة تسليم عام لدى المستويات السياسية على اختلافها بأنّ كل الملفات الداخلية مؤجّلة حتى ما بعد جلاء الصورة في المنطقة، ما يعني بقاء هذا البلد محبوساً في مربّع الانتظار الى أجل غير مسمّى.
على انه في موازاة هذا الإنتظار يبدو المشهد الداخلي مضبوطاً من جهة، على إرباكات ضاربة كل المفاصل، وشعور عام بانعدام فرص التفاؤل في بلوغ نوع من الانفراج في المدى المنظور. ومن جهة ثانية، على صورة فاضحة تبرز حقيقة انّ تطورات المنطقة عَرّت ديوك الانقسام السياسي، وأعطَت لكل منهم حجمه الطبيعي وأكدت بما لا يقبل أدنى شك أن لا مكان لهم في القضايا الكبرى، وكشفت حقيقة السياسات والنوايا والغايات التي يُعبّر عنها بالصياح من خلف المنابر وعلى الشاشات وبَث السموم والشحن السياسي وغير السياسي وعوامل التفرقة وإشهار العداوات وتعميق الاصطفافات على مواقع التواصل الاجتماعي.

فرص التحصين معدومة
كان يمكن للواقع اللبناني الّا يُصاب بهذا التحلل، على ما يقول مسؤول كبير لـ”الجمهورية” في معرض توصيفه للمشهد الداخلي، “المخاطر تتراكم على البلد من كل الاتجاهات، والمُفجع انّ المناعة الداخلية مفقودة. فاصِل الخلل، لا بل المرض الذي يعانيه لبنان هو من الداخل، لو نَزلت أطراف السياسة في لبنان الى ارض الواقع، وقاربت اللحظة المصيريّة التي تعيشها المنطقة ومن ضمنها لبنان، بما تتطلّبه من خطوات تحصينيّة عاجلة لوضعنا الدّاخلي. وأولى هذه الخطوات المُسارعة إلى صياغة توافق على انتخاب رئيس للجمهورية كمقدمة لإعادة انتظام الحياة السياسية المعطلة، ولكن لا أمل بحل يُرجى مع عقليات يحكمها الحقد على البلد”.

بري جاهز بشرط …
وسط هذه الأجواء، تؤكد مصادر عين التينة لـ”الجمهورية” انّ رئيس المجلس نبيه بري وجّه دعوة مباشرة الى كل الاطراف المعنية بالملف الرئاسي، بأنّ “الظرف الحالي الذي تمر به المنطقة وما استتبعَه من تطورات على الجبهة الجنوبية، يوجِب ان نَتلقّف الفرصة لتحصين البلد وانتخاب رئيس الجمهورية، وهو على جهوزية دائمة لأيّ تحرّك من شأنه أن يكسر حلقة التعطيل، والشرط الاساس لذلك هو تجاوب كل الاطراف واستعدادهم لحسم الملف الرئاسي والتوافق على انتخاب رئيس”.
وتلفت المصادر الى أنّ بري لا “يغيّب الملف الرئاسي عن لقاءاته التي يجريها، خصوصاً في محادثاته مع الموفدين والسفراء حيث يقارب هؤلاء موضوع الرئاسة من زاوية الضرورة المُلحّة للتعجيل بحَسمه وانتخاب رئيس، والرئيس بري يرحّب بأيّ مسعى خارجي يرمي الى إنهاء الازمة الرئاسية، وضمن هذا التوجّه بادرَ الى تشجيع القطريين على استئناف مسعاهم”.
واذ اشارت المصادر الى وجود مرشح واحد حالياً مُعلن بشكل رسمي، هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فيما الآخرون لم يحسموا ترشيحاتهم بعد، خَلصت الى التأكيد على جهوزية الرئيس بري للدعوة فوراً الى جلسة انتخابية اذا ما لمس استعدادا صادقا من قبل الاطراف لتأمين نصاب انعقاد الجلسة لانتخاب رئيس الجمهورية، وهو في هذا السبيل أكد دعمه ومباركته لكل الحراكات التي تسعى الى تحريك المياه الرئاسية الراكدة، سواء عبر تحرّك النائب غسان السكاف الذي قال انه سيتحرّك بمبادرة جديدة، او تحرّك نواب الاعتدال الذين قالوا انهم بصدد تسويق مبادرة في هذا الخصوص”.

المسعى القطري
الى ذلك، وفي موازاة اللقاء الذي عُقد في دافوس بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكدت مصادر موثوقة لـ”الجمهورية” عَزم قطر على استئناف حراكها حول الملف الرئاسي اللبناني، وانّ الموفد القطري ابو فهد جاسم بن فهد آل ثاني سيقوم بزيارة الى بيروت في القريب العاجل، من دون ان تحدد مصادر المعلومات موعداً معيناً لهذه الزيارة.
يأتي ذلك في وقت لم تبرز فيه أي معطيات ايجابية ملموسة تؤشّر الى امكان حسم الملف الرئاسي، وابلغت مصادر رسمية مواكبة للحراكات الخارجية الى “الجمهورية” قولها: انّ المستويات السياسية في بيروت لم تتبلّغ أي موعد لزيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت.
اضافت: ربما يأتي الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في زيارة جديدة، ولكن بالنسبة الى ما يتعلق بلودريان فقد سمعنا عن زيارته في الاعلام وفق ما نقل عن السفير الفرنسي، وسمعنا ايضاً انّ اللجنة الخماسية ستجتمع، لكنّنا لا نعرف اين ستجتمع، ومتى، كما لا نعرف ما اذا كان في برنامجها أصلاً زيارات لموفدين عنها الى لبنان. في كل الاحوال كل جهد خارجي مساعد مُرحّب به بالتأكيد”.
ولدى السؤال عن تَرَدّد مبادرة جديدة سيحملها معه لودريان لتحريك الملف الرئاسي؟ قالت المصادر: قبل الحديث عن مبادرات يجب أن نتأكد أوّلاً إن كان سيأتي او لا، وبإسم من سيأتي هل باسم الدولة الفرنسية او ممثلاً للجنة الخماسية او باسمه الشخصي او في زيارة استطلاعية على غرار زياراته السابقة؟ حتى هذه اللحظة، لم نتبلغ رسمياً بحصول الزيارة، وبالتالي لا مواعيد محددة. وبالتالي كل ما يُحكى حول هذه الزيارة ما زال في إطار الكلام.

  • صحيفة الأنباء عنونت: النائب جنبلاط يستعدّ لمحطات سياسية جديدة… وحده صوت العقل ينقذ البلد

وكتبت تقول: مرة جديدة، كان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي تيمور جنبلاط محور الاهتمام السياسي، بعد زيارته على رأس وفد حزبي ونيابي رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان، وذلك بعد ساعات على لقاء كليمنصو الذي جمع بين الرئيس وليد جنبلاط ورئيس تيار “المرده” سليمان فرنجية، وفي سياق اللقاءات التي ستُعقد قريباً.

إن الزيارة المذكورة، واللقاءات التي حصلت وستحصل، تندرج ضمن سياق واحد، وهو التلاقي مع الجميع وطرح مختلف الملفات الشائكة المرتبطة بسيادة لبنان واستقرار الأمن الاجتماعي لمواطنيه، والتأكيد على أهمية الحوار كمدخل وحيد لحل كافة الأزمات بغض النظر عن التقارب بالأفكار أو التباعد.

أمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر يُشير إلى أن “اللقاء جاء في إطار الجولة التي يقوم بها جنبلاط على القوى السياسية، وذلك تكريساً لمبدأ الحوار مع الجميع في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والتحديّات التي تفرض نفسها، وعلى رأسها انتخابات رئاسة الجمهورية وتحصين المؤسسات بالإضافة الى الحرب في غزة وانعكاساتها وأهمية عدم الانجرار الى حرب واسعة في الجنوب”.

وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، يلفت ناصر إلى أن “البحث تطرّق في اللقاءات التي تُعقد إلى العلاقات الثنائية، وأهمية الانفتاح والتشاور والتنسيق”.

ويكشف ناصر عن اجتماعات أخرى مرتقبة في الأمد المنظور، منها مع حزب الطاشناق، تكتّل نواب الاعتدال الوطني، وقد تشمل الجولة أيضاً مرجعيات روحية، وكل هذه اللقاءات تندرج تحت العناوين المذكورة سلفاً.

في الجنوب، فإن دوي الانفجارات يعلو على كل أصوات التهدئة التي تصدح بها العواصم الأوروبية والغربية، وحتى الحين، لا يبدو أن ثمّة مؤشرات تهدئة في الأفق، لا بل إن التصعيد سيّد الموقف، إلّا أن المساعي الخارجية مستمرّة لضبط الاشتباك الحاصل وضمان عدم تفلّته بشكل أوسع.

في المحصّلة، فإن البلاد تحتاج إلى أصوات العقل، كصوت الحزب التقدمي الاشتراكي، والدعوة إلى الحوار والتلاقي وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الإقليمية والخارجية، وإنجاز الاستحقاقات وضمان الأمن الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين، لأن لا شيء ينفع اللبنانيين سوى ذلك.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى