الحوار نيوز – صور
أقام المكتب الإعلامي في حركة أمل – اقليم جبل عامل حفل فطور صباحي، تقديراً لجهود الإعلاميين في جبل عامل، وبرعاية وحضور نقيب محرري الصحافة جوزف القصيفي ومشاركة مدير العلاقات العامة وعضو مجلس النقابة واصف عواضة، وفي حضور المسؤول الإعلامي المركزي الدكتور رامي نجم، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل المهندس علي اسماعيل وعدد من أعضاء قيادة الاقليم، المسؤول الإعلامي للإقليم علوان شرف الدين، والإعلاميين والصحافيين المكرمين، تخلله نقاش حول الوضع الإعلامي العام.
بعد النشيدين الوطني اللبناني وحركة أمل، كانت دقيقة صمت عن روح شهداء الصحافة، ثم كانت كلمة للمسؤول الإعلامي للإقليم علوان شرف الدين جدّد فيها كإعلاميين “العهد والميثاقَ أن نكتبَ ونعرضَ الحقيقةَ التي تحمينا من شرورِ أعدائِنا في الخارجِ وفتنِ انقساماتِنا في الداخل، قائلاً: “إن وطنَنا ما برحَ يصارعع ويكافح في وجهِ أقسى المطباتِ التي فرضتها الأزماتُ المتتاليةُ على كافةِ المستويات، هذه الأزماتُ التي طالت راحةَ المواطنين وقلبت أحوالَهم رأساً على عقب، ومع كلِّ يومٍ كانت تتغلغلُ تداعياتُها في يومياتِهم لتزيدَ من مآسيهم أكثرَ فأكثر..”
وأضاف: “لم يكن أهلُ الإعلامِ والصحافةِ بمنأى عن هذه التأثيراتِ ولم تجنّبْهم حتّى صعوبةَ المسار، بل غاصوا في عمقِها محاولين تداركَها قدرَ المستطاع، فلم نشهدْ أيَّ أثرٍ للتراجعِ والاستسلامِ ولا للخمولِ والضعفِ والإنكسار، بل كانت العزيمةُ بارزةً في يومياتِهم.. يحاولون دفعَ الأسى ويستبشرون بغدٍ أفضل.. علّ الأيامَ المظلمةَ تغدو خيالاً ويعودُ وطنُنا مشرقاً من كلِّ جوانبِه”.
وتابع: “لهذا، فإننا اخترنا هذه الجلسةَ مناسبةً تجتمعُ فيها مجموعةٌ.. سلاحُها القلمُ والصورة.. نستذكرُ معاً ألواحاً للإمامِ القائد السيد موسى الصدر كتبَ عليها: ” إن الصحافةَ محرابٌ لعبادةِ اللهِ وخدمةِ الإنسانِ وهي من أهمِّ ميادينِ الجهادِ وعواملِ تكوينِ الإنسانِ المدني”.
وختم بالتأكيد على أن حركةَ أمل كانت دائماً ولا زالت تقفُ إلى جانبِ مطالبِ القطاعاتِ والهيئاتِ العماليةِ والنقابيةِ والمصالحِ المستقلّةِ ترفعُ صوتَهم وتعملُ بكلِّ قوّتِها على تحصيلِ حقوقِهم، لذا فإننا نغتنمُ اليومَ فرصةَ وجودِ نقيبِ المحررين بيننا آملين منه باسمِ الزملاءِ الإعلاميين العملَ على إقرارِ قانونِ ادخالِ المنتسبين للنقابةِ إلى الضمانِ الصحي، وتوحيدِ الجسمِ الاعلاميِّ وإقرارِ قانونٍ اعلاميٍّ عصريٍّ يتماشى مع التطورِ الحاصلِ في القطاع، خاصةً بعد غيابِ وسائلَ إعلاميةٍ عريقةٍ نتيجةَ الأوضاعِ الإقتصاديةِ الصعبة، ونتيجةَ اكتساحِ وسائلِ التواصلِ الإجتماعيِّ لتصبح الأخبارُ بمتناولِ كلِّ فردٍ في المجتمعِ ووصولِ المعلومةِ إليه دون أن يكونَ لها مصدرٌ موثوق”، كما أمِل من حضرةَ النقيبِ العملَ على ضمانِ مستقبلِ المهنةِ من خلالِ مشاريعَ وبرامجَ تقرُّها النقابة.
بدوره تحدث المسؤول الإعلامي المركزي الدكتور رامي نجم مؤكداً على أهمية إعادة قراءة مضمون القسم العظيم للسيد موسى الصدر في بعلبك لنعرف كيف نتخطى أزمات البلد، حيث أن الواقع المرير لا يستثني أحداً فالجميع يعاني من الأزمة الإقتصادية الكبرى، آملاً الإنتقال من الإنتظار السلبي الى الانتظار الايجابي بعد سلسلة الإتفاقات الحاصلة على الصعيد الإقليمي الى كل الاجواء الإيجابية في المنطقة، قائلاً: “علينا أن نبادر ونساعد بعضنا البعض وأن نذهب الى الحوار البنّاء بأقصى سرعة والذي من شأنه أن يدفع بالأخرين الى مساعدتنا للخروج من الواقع الأليم”.
وأكّد أن نقابة المحررين أصبحت أكثر انفتاحاً وتقبلاً لاستقبال المحررين، أمِلاً تعزيز دور المحررين والإعلاميين وإدخالهم الى الجسم النقابي والانتقال معهم للضغط على المجلس النيابي والحكومة التي ستتشكل من أجل إقرار قانون إعلامي حديث يحاكي حاجات المحررين والمهنة وجميع العاملين في هذا المجال.
ثم كانت كلمة للنقيب جوزف القصيفي أكّد فيها أن قدر الصحافة في لبنان أن تكون هي نبراس الحرية وحاملة لواء الدفاع عن الإنسان وكرامة المواطن، وقبل أن تكون مهنة يرتزق منها وحرفة نبدع فيها أو لا نبدع هي رسالة، وأنه لا يمكن أن نؤرخ للأهداف والوقائع في هذا الكون دون أن نركن الى الصحافة ونستند اليها والى يومياتها فهي كجهينة لديها الخبر اليقين.
وتمنى صياماً مباركاً في شهر رمضان المبارك، علّ هذا الشهر يكون جسر عبور الى وضع أفضل يشعر فيه المواطنون أنهم على طريق التعافي، قائلاً: “لقد شبعنا جوعاً واستهتاراً وظلماً من مصرف لبنان والمصارف اللبنانية التي تحبس علينا ودائعنا وتدفع بنا الى المذلة، علها تفتح أمامنا الأبواب قبل ان تنفجر الأوضاع في لبنان، ولسنا ندري متى ينتهي هذا الأمر وتنفجر الأمور ونفقد السيطرة على الوضع”.
وتابع: “إننا في نقابة المحررين وبناءً على اتصالات مكثّفة مع الرئيس نبيه بري وأعضاء اللجان لا سيما لجنة الإعلام والاتصالات توصلنا الى مشروع قانوني أقرّ في المجلس النيابي بإجماع النواب قضى بإدخال الصحافيين المسجلين على الجدول النقابي الى الضمان الإجتماعي الفرع الصحي ليستفيد منه الصحافيون المتقاعدون أيضاً ولكن الذي حصل أنه صدر قانون في المجلس النيابي يقتضي أن يستتبع بمراسيم تصدر عن مجلس إدارة الضمان الإجتماعي وهذا المجلس هو عبارة عن تجمّع يضم مسؤولين عن كل القطاعات، وللأسف هم على خلاف مع بعضهم البعض مما يؤدي الى عرقلة الاجتماعات وعدم إدراج هذا الأمر على جدول أعمال اجتماعاتهم لننتهي من موضوع المراسيم التنفيذية ويصبح قانون الضمان قانوناً نافذاً يُعمل به، ولكن ما حصل وهو إيجابي في المجلس النيابي أن هناك قانوناً للضمان الإجتماعي يستفيد منه جميع الصحافيين المسجلين على الجدول النقابي”.
وأضاف: بالنسبة الى مشروع قانون الإعلام أن هناك مشروع قانون ناجز وشامل ويعطي جواباً على كل الأسئلة وهو ينام نوماً هنيئاً في أدراج لجنة الإدارة والعدل وهو يحتاج لمن يوقظه ويدفع به الى الجلسة العامة للمجلس النيابي لمناقشته وإقراره بصيغته النهائية، قائلاً: “نحن لم نقصّر في النقابة وقد شاركنا في كل التحضيرات والاجتماعات التي أفضت الى وضع مشروع القانون هذا بصيغته النهائية”.
وأكمل: “نحن في مجلس النقابة تواصلنا مع وزير الإعلام في تلك الفترة ملحم رياشي وتوصلنا الى وضع مشروع قانون يعدّل أحكاماً في قانون المطبوعات لجهة تنظيم نقابة المحررين وقررنا في هذا المشروع إدخال كل العاملين في الإعلام المرئي والمسموع والالكتروني الى النقابة وحذفنا بعض المواد التي تحد من استقلالية النقابة وقد حوّل الى مجلس الوزراء وجرت مداخلات هناك أدت الى سحبه”.
وقال: “في هذه الظروف الصعبة الشائكة الكثيرة التعقيد نعاني في النقابة كثيراً لكي ننفق ونسدّ في الحد الأدنى النفقات الإدارية التشغيلية للنقابة، ورغم ذلك استطعنا أن نؤمن حسماً يناهز الـ 20% على الاتصالات الخلوية الثابتة وحسماً على الخطوط المصرية في كل الاتجاهات بنسبة 20%، وعندما حلّت أزمة الكورونا في لبنان تم توفير منصات سمحت للصحافيين أن تكون لهم الأفضلية في تلقي اللقاح، كذلك بالنسبة لجوازات السفر عبر اختصار مدة الحصول عليها، وهي الفئة الوحيدة التي حصلت على هذا الإمتياز، الى ذلك تم تحضير في فترة من الفترات لائحة بالأكثر فقراً من الزملاء وتم تقديم ما تيسر من المساعدات، كما تم التعاون مع الصندوق التركي للمساعدات الدولية لتجهيز قاعة المحاضرات في نقابة المحررين بأحدث الوسائل وهي موضوعة بتصرف الزملاء، وقال أن البطاقة النقابية اللبنانية الصادرة عن النقابة هي بطاقة محترمة في كل أنحاء العالم يمكن أن يستفيد منها الزملاء في العديد من المجالات، مشدداً على أن النقابة كانت دائماً الى جانب الزملاء الذين يتم استدعاؤهم الى التحقيق وكانت ترفض أن يمثلوا إلّا أمام محكمة المطبوعات”.
وأكّد القصيفي أن النقابة هي الناطق الوحيد بإسم الصحافيين في لبنان لأنه في الوحدة تكمن القوة، قائلاً: “كنت رأس الحربة في مواجهة التدبير الذي اتخذ بحق الزملاء اللبنانيين في قضية فرانس 24 ونحن مع الحق والى جانب الزملاء والزميلات”.
وأشار القصيفي الى أن نسبة النساء في النقابة بلغ 46% وقريباً جداً قد يتخطى العدد ليصبح الأكثر عدداً ولتسقط عنا تهمة التمييز الجندري وهذا يفرحنا لأن هذا هو مسار التقدم في أي عمل مهني.
وختم بالحديث عن مكانة الإمام الصدر في قلبه، مستذكراً هامته العالية وقلبه الكبير وهو الذي لا يفرّق بين مسلم ومسيحي “فجميعهم عباد الله وإنّ أقربهم الى الله أتقاهم”، كما استذكر لقاءاته مع سماحة الإمام المغيّب مشيراً الى أن من يطالع كتاب إمام ومحراب يجد أن آخر حديث صحفي أدلى به الإمام الصدر هو لجوزف القصيفي في جريدة البيرق ومجلة La Revue du Liban، كما عبّر عن ألمه باعتباره أول من عرف عن قضية تغييب الإمام الصدر وأخويه وبثّ الخبر عبر إذاعة صوت لبنان، وقال أن الإمام الصدر كان الأول في دعوته الى كلمة سواء، والتي تترجم في قاموسنا أن أسقطوا خطاب الكراهية والتمييز المدمّر للبنان، قائلاً: “يجب أن يكون هذا الخطاب خالياً من قاموس الصحافيين إذا أردنا أن يكون لنا وطن اسمه لبنان”.