
كتب د. ميلاد السبعلي – الحوارنيوز
لم يعد السباق نحو الهيمنة على الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence – AI) مجرد تنافس بين الشركات التكنولوجية، بل أصبح صراعًا عالميًا بين القوى الكبرى. تعتمد هذه التكنولوجيا على الرقائق الإلكترونية (Semiconductors)، التي تُصنَّع باستخدام المعادن الأرضية النادرة (Rare Earth Elements – REEs) والمواد الحيوية الأخرى.
تمتلك الصين أكثر من 60% من الإنتاج العالمي للمعادن الأرضية النادرة، لكنها تُهيمن بشكل أكبر على 85% من عمليات التكرير العالمية، مما يمنحها نفوذًا استراتيجيًا كبيرًا. في المقابل، تحاول الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، واليابان، وأستراليا تقليل اعتمادها على الصين من خلال تعزيز التصنيع المحلي، والاستثمار في التعدين، وتطوير بدائل تكنولوجية.
في ظل هذه الديناميكيات، أصبحت دول مثل أوكرانيا، وغرينلاند، وجنوب إفريقيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ساحات صراع جيوسياسي بسبب احتياطياتها من المعادن النادرة، التي تُعد أساسية لمستقبل الاقتصاد الرقمي والصناعات الدفاعية والتكنولوجية.
- الذكاء الاصطناعي، والرقائق الإلكترونية، والمعركة على الموارد الحيوية
حرب الرقائق: سباق عالمي على التفوق التكنولوجي
تُعد أشباه الموصلات (Semiconductors) حجر الأساس في تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تتطلب استثمارات ضخمة وموارد نادرة وخبرات متقدمة. تسيطر ثلاث شركات على هذه السوق الحيوية لتصنيع الرقائق:
✔ إنفيديا (NVIDIA): تستحوذ على 80% من سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، وتنتج وحدات معالجة رسومية (GPUs) مثل H100 وA100، المستخدمة في تدريب نماذج متقدمة للذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وGoogle DeepMind.
✔ إنتل (Intel): أكبر شركة أمريكية في صناعة الرقائق، لكنها متأخرة عن TSMC وSamsung في تصنيع الرقائق المتقدمة.
✔ تايوان سيميكوندكتور مانيفاكتشورينج كومباني (TSMC): مسؤولة عن أكثر من 90% من الرقائق الإلكترونية المتطورة عالميًا (5 نانومتر وأقل)، مما يجعل تايوان نقطة ارتكاز في التنافس التكنولوجي العالمي.
الفرق بين ملكية المعادن الأرضية النادرة، وتكريرها، وتصنيع الرقائق
✔ ملكية الموارد (REE Ownership):
- تُنتج الصين 60-70% من المعادن الأرضية النادرة عالميًا، لكنها لا تمتلك أكبر الاحتياطيات.
- تمتلك الولايات المتحدة، أستراليا، روسيا، البرازيل، وجنوب إفريقيا احتياطيات ضخمة غير مستغلة بالكامل.
- تُعد أوكرانيا وغرينلاند من المناطق الواعدة التي قد تصبح أساسية في المستقبل.
✔ التكرير والمعالجة (REE Refinement):
- الصين تهيمن على 85% من عمليات التكرير، مما يجعلها المورد الرئيسي للمواد المستخدمة في تصنيع الرقائق.
- تحاول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بناء مرافق تكرير محلية، لكنها تتطلب استثمارات ضخمة وزمنًا طويلاً للتطوير.
- أستراليا وكندا بدأتا تطوير مصانع تكرير خاصة لتقليل الاعتماد على الصين.
✔ تصنيع الرقائق (Chip Manufacturing):
- تتحكم تايوان (TSMC) وكوريا الجنوبية (Samsung) في أكثر من 70% من صناعة الرقائق المتقدمة عالميًا، بما في ذلك الرقائق المتطورة.
- تمتلك الصين (SMIC وHuawei) قدرة تصنيعية كبيرة، لكنها متأخرة في إنتاج الرقائق المتطورة (5 نانومتر وأقل) بسبب العقوبات الأمريكية.
- تستثمر الولايات المتحدة مليارات الدولارات في بناء مصانع محلية، خصوصًا مع TSMC وIntel، لتعزيز إنتاج الرقائق داخل أراضيها.
الهيمنة الصينية وتأثيرها على الذكاء الاصطناعي
✔ الصين تسيطر على سلاسل التوريد العالمية للمعادن الأرضية النادرة، مما يمنحها نفوذًا هائلًا في الأسواق التكنولوجية.
✔ قيود التصدير الصينية على الجاليوم والجرمانيوم في 2023 أجبرت الشركات الغربية على البحث عن بدائل.
✔ تعمل SMIC على تطوير رقائق 7 نانومتر، لكن العقوبات الأمريكية تُقيد قدرتها على تحقيق استقلالية تكنولوجية كاملة.
محاولات كسر الاحتكار الصيني في المعادن والرقائق
✔ أستراليا وكندا تضاعفان استثماراتهما في التعدين والتكرير، بدعم من القوى الغربية.
✔ الاتحاد الأوروبي يستثمر 1.5 مليار يورو في إعادة تدوير المعادن الأرضية النادرة لتقليل الحاجة إلى التعدين الجديد.
✔ الولايات المتحدة تبني مصانع جديدة للرقائق (40 مليار دولار) في ولايات مثل أريزونا وأوهايو، وتتعاون مع اليابان وكوريا الجنوبية لمواجهة التصنيع الصيني.
هل يستطيع الغرب تجاوز الهيمنة الصينية؟
✔ على المدى القصير (حتى 2025): ستظل الصين مهيمنة على عمليات التكرير، لكن الإنتاج الغربي للرقائق سيزداد.
✔ على المدى المتوسط (2025-2030): ستبدأ أستراليا وكندا وغرينلاند في تزويد الأسواق الغربية بالمعادن الأرضية النادرة.
✔ على المدى الطويل (2030 وما بعده): قد تصبح تقنيات مثل الرقائق الضوئية وكربيد السيليكون بدائل فعالة، مما يُضعف أهمية المعادن الأرضية النادرة.
يبقى السؤال: هل ستؤدي المنافسة التكنولوجية إلى صراع اقتصادي طويل الأمد، أم أن الابتكار سيغير معادلة القوة العالمية؟
ومن اجل فهم اعمق لأهمية هذا الصراع على الموارد والتكرير وتصنيع الرقائق، لا بد من ربطه بالتطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في هذا العصر.
‐————————————————————————-
- الذكاء الاصطناعي وصناعة الرقائق: التكامل بين القدرة الحاسوبية والبرمجيات في سباق عالمي
تعتمد تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) على الرقائق الإلكترونية المتقدمة (Semiconductors) التي توفر القدرة الحاسوبية اللازمة لتدريب وتشغيل النماذج الذكية، مثل معالجة اللغة الطبيعية والرؤية الحاسوبية والتحليلات التنبؤية. تُستخدم وحدات معالجة الرسومات (GPUs) مثل NVIDIA H100 وA100، إلى جانب الدوائر المتكاملة الخاصة بالتطبيقات (ASICs) مثل Google TPU وHuawei Ascend، بالإضافة إلى المعالجات المتخصصة (AI Accelerators) التي تطورها الشركات الكبرى.
أ. أبرز الدول والشركات الرائدة في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي
✔ الولايات المتحدة: تحتل الصدارة مبدئيا في تطوير البرمجيات ونماذج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مع شركات رائدة مثل OpenAI (ChatGPT)، Google DeepMind (Gemini)، وMeta (Llama)، مدعومةً بتفوق NVIDIA في العتاد والمعالجات والرقائق المخصصة للذكاء الاصطناعي.
✔ الصين: تُعد منافسًا قويًا في الذكاء الاصطناعي، حيث تمتلك شركات مثل DeepSeek وBaidu وAlibaba وTencent وiFlytek التي تطور نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة. كما تستثمر الصين بكثافة في إنتاج رقائق محلية مثل Huawei Ascend وSMIC لتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية، مع دعم حكومي كبير لتطوير قطاع أشباه الموصلات.
✔ أوروبا: تُركز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصناعة، والرعاية الصحية، والتحليل المالي، حيث تقود DeepMind (المملوكة لشركة Google) وSAP عمليات الابتكار في هذه المجالات.
✔ اليابان وكوريا الجنوبية: تُهيمن على الروبوتات والذكاء الاصطناعي في التصنيع، مع شركات مثل Samsung وSony وLG التي تطور أنظمة ذكية تُستخدم في الإلكترونيات والسيارات ذاتية القيادة.
ب. توزيع تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات المختلفة
✔ التكنولوجيا والبرمجيات: تقودها شركات مثل Google وMicrosoft وDeepSeek وOpenAI، حيث تُستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي في معالجة اللغة، وتحليل البيانات، والتفاعل الذكي مع المستخدمين.
✔ الصناعات التحويلية والروبوتات: تعتمد شركات مثل Tesla وSiemens وFanuc على الذكاء الاصطناعي في الأتمتة الصناعية، وتطوير الروبوتات، وتحسين كفاءة الإنتاج.
✔ اللوجستيات وإدارة سلاسل التوريد: تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين العمليات اللوجستية من خلال تحليل البيانات التنبؤية، وإدارة المخزون، وتوجيه المركبات ذاتية القيادة، مع شركات مثل Amazon وCainiao (التابعة لـ Alibaba) التي تستثمر في الأتمتة الذكية.
✔ الصحة والطب: تستثمر شركات مثل IBM Watson Health وDeepMind وPing An Good Doctor في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور الطبية، وتشخيص الأمراض، وتطوير الأدوية الجديدة.
✔ الأمن والدفاع: تعتمد وكالات مثل DARPA وPalantir والشركات الأمنية الصينية على الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الاستخباراتية، والمراقبة، وتطوير أنظمة الدفاع الذاتي.
✔ الخدمات المالية والتجارة الإلكترونية: تُستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي في تحليل المخاطر، والتداول الآلي، والتنبؤ بالأسواق، حيث تعتمد شركات مثل Ant Group وGoldman Sachs وJPMorgan على الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء المالي واتخاذ القرارات الاستثمارية.
وبالخلاصة، تمثل الرقائق الإلكترونية العمود الفقري لثورة الذكاء الاصطناعي، حيث يعتمد أداء التطبيقات المتقدمة على القدرة الحاسوبية الهائلة لهذه الرقائق. مع احتدام المنافسة بين الولايات المتحدة والصين وأوروبا، تُعتبر السيطرة على هذه التقنيات عاملًا حاسمًا في تحديد ميزان القوى الاقتصادي والتكنولوجي العالمي خلال السنوات المقبلة.
‐————————————————————————-
- المعركة العالمية على المعادن الأرضية النادرة: أوكرانيا، وغرينلاند، وجنوب إفريقيا
تُعد المعادن الأرضية النادرة (Rare Earth Elements – REEs) المورد الأساسي لصناعة الرقائق الإلكترونية، والذكاء الاصطناعي، والأسلحة المتقدمة، مما يجعلها محورًا للصراعات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة، والصين، والاتحاد الأوروبي، وروسيا. مع هيمنة الصين على 60-70% من الإنتاج العالمي وأكثر من 85% من عمليات التكرير، تسعى الدول الكبرى إلى تأمين مصادر بديلة وتقليل اعتمادها على بكين.
أ. لماذا تُعد المعادن الأرضية النادرة أساسية لصناعة التكنولوجيا المتقدمة؟
✔ المعادن الأرضية النادرة ضرورية لصناعة الرقائق الإلكترونية (Semiconductors)، حيث تدخل في مكونات منتجات NVIDIA، Intel، وTSMC.
✔ تُستخدم في أنظمة التبريد، والمغناطيسات الدائمة، ودوائر الطاقة الفائقة، مما يجعلها ضرورية لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
✔ القطاع العسكري يعتمد بشدة على هذه المعادن، حيث تُستخدم في الصواريخ الموجهة، والطائرات الشبحية، وأنظمة الاتصالات المشفرة.
ب. الدول الرئيسية في المعركة على المعادن النادرة
(1) أوكرانيا: الجبهة الشرقية في حرب الموارد
✔ تمتلك أوكرانيا أكبر احتياطيات الليثيوم والمعادن الأرضية النادرة في أوروبا، مما يجعلها موردًا استراتيجيًا للاتحاد الأوروبي.
✔ تسعى روسيا للسيطرة على هذه الموارد، حيث يمكن أن تمنحها تفوقًا في صناعة التكنولوجيا العسكرية والتعدين.
✔ تعمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على دعم مشاريع التعدين الأوكرانية لتقليل الاعتماد على روسيا والصين.
✔ شركات غربية أبرمت اتفاقيات تعدين جديدة مع أوكرانيا لضمان تدفق المعادن النادرة إلى أوروبا وأمريكا.
(2) غرينلاند: كنز المعادن في القطب الشمالي
✔ تقدر احتياطيات غرينلاند بحوالي 38.5 مليون طن من المعادن الأرضية النادرة، مما يجعلها أحد أكبر مصادر البدائل للصين.
✔ الصين حاولت شراء حصص في مناجم غرينلاند، مما دفع الولايات المتحدة والدنمارك إلى التدخل لمنعها.
✔ في 2020، اقترح ترامب شراء غرينلاند، وهو اقتراح قوبل بالسخرية آنذاك، لكنه الآن يُعتبر قرارًا استراتيجيًا لمنع النفوذ الصيني.
✔ بدأت شركات غربية في الاستثمار في مشاريع تعدين جديدة في غرينلاند لتسريع الإنتاج وتزويد الأسواق الأمريكية والأوروبية.
(3) جنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية: بدائل استراتيجية للصين
✔ جنوب إفريقيا تمتلك واحدًا من أغنى احتياطيات النيوديميوم والتانتالوم، مما جعلها هدفًا للاستثمار الأمريكي والأوروبي.
✔ الكونغو الديمقراطية تُنتج أكثر من 70% من الكوبالت العالمي، وهو عنصر حيوي للبطاريات الذكية وتخزين الطاقة.
✔ الصين تستحوذ على حصة ضخمة من مناجم الكوبالت في الكونغو، مما يُصعّب على الولايات المتحدة وأوروبا تأمين الإمدادات.
✔ الشركات الغربية بدأت بتمويل مشاريع تعدين مستقلة في إفريقيا لتوفير بدائل بعيدًا عن النفوذ الصيني.
ج. كيف تستخدم الصين المعادن الأرضية النادرة كسلاح اقتصادي؟
✔ في 2010، منعت الصين تصدير المعادن الأرضية النادرة إلى اليابان، مما أدى إلى اضطراب كبير في صناعة التكنولوجيا.
✔ في 2023، فرضت بكين قيودًا على تصدير الجاليوم والجرمانيوم ردًا على العقوبات الأمريكية على أشباه الموصلات.
✔ قد تلجأ الصين إلى حظر تصدير المعادن بالكامل إذا اشتد الصراع التجاري، مما سيؤدي إلى أزمة عالمية في التكنولوجيا.
✔ لهذا السبب، تقوم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان بتطوير مخزوناتها الخاصة والاستثمار في التنقيب وإعادة التدوير.
د. من سيسيطر على المستقبل؟
✔ إذا تمكنت الولايات المتحدة وحلفاؤها من تأمين مصادر بديلة، فقد ينهي ذلك الهيمنة الصينية على سوق المعادن.
✔ إذا استمرت الصين في الاحتفاظ بسيطرتها، فقد تستخدم ذلك كأداة ضغط سياسي واقتصادي ضد الغرب.
✔ السباق على المعادن الأرضية النادرة سيحدد من سيسيطر على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العسكرية في العقود القادمة.
‐————————————————————————-
- التطبيقات العسكرية للذكاء الاصطناعي: الثورة في الحروب الحديثة
تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) دورًا متزايدًا في تطوير الأنظمة العسكرية، حيث تساعد في تحسين سرعة الاستجابة، ودقة العمليات، واتخاذ القرارات القتالية. تشمل أهم تطبيقاتها:
أ. المركبات الجوية غير المأهولة – المسيّرات (Drones) والأنظمة المستقلة
✔ الطائرات المسيرة الذكية مثل Shield AI Nova تُستخدم في الاستطلاع والمهام القتالية، مما يقلل من المخاطر البشرية.
✔ أنظمة الدفاع الجوي المستقلة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد واعتراض التهديدات في الوقت الفعلي.
✔ المركبات العسكرية ذاتية القيادة التي يمكنها تنفيذ المهام اللوجستية والهجومية بدون تدخل بشري.
ب. الذكاء الاصطناعي في إدارة الحروب والقيادة العسكرية
✔ برنامج Project Maven يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الاستطلاع العسكري، مما يساعد في رصد الأهداف بسرعة أكبر من التحليل البشري.
✔ نظام JADC2 (Joint All-Domain Command and Control) يدمج الذكاء الاصطناعي في إدارة المعلومات العسكرية بين القوات الجوية، البحرية، والبرية، مما يحسن التنسيق في ساحة المعركة.
✔ التنبؤات الاستراتيجية بالذكاء الاصطناعي تساعد في تقييم المخاطر وتوجيه التخطيط العسكري على المدى البعيد.
ج. المخاوف الأخلاقية والصراع على التفوق العسكري
✔ هل يمكن السماح للذكاء الاصطناعي باتخاذ قرارات قتل دون تدخل بشري؟
✔ الصين وروسيا تطوران تقنيات عسكرية قائمة على الذكاء الاصطناعي، مما يزيد من مخاطر الحروب غير التقليدية.
✔ عودة شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل Google، للتعاون مع البنتاغون في تطوير تطبيقات عسكرية، بعد تراجعها سابقًا عن دعم الذكاء الاصطناعي القتالي.
د. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي مستقبل الحروب؟
✔ تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى سباق تسلح رقمي بين الولايات المتحدة والصين وروسيا.
✔ التطورات في الطائرات بدون طيار والمركبات القتالية الذاتية قد تجعل الحروب أقل اعتمادًا على الجيوش البشرية التقليدية.
✔ المخاوف من الهجمات السيبرانية ضد الأنظمة العسكرية الذكية ستصبح أكثر خطورة من أي وقت مضى.
ولذلك، يأخذ الصراع على المعادن الأرضية النادرة وتكريرها وصناعة الرقائق، او البحث عن بدائل عنها لكسر الاحتكار الصيني، نوعا من أنواع الحرب الباردة وسباق التسلح العالمي.
‐————————————————————————-
- البحث عن بدائل للمعادن الأرضية النادرة: كسر الاحتكار الصيني وتأمين الإمدادات المستقبلية
مع تصاعد التوترات الجيوسياسية حول المعادن الأرضية النادرة (Rare Earth Elements – REEs)، تسعى القوى الكبرى إلى تطوير بدائل تكنولوجية وتقنيات إعادة تدوير لتقليل الاعتماد على الصين. تشمل الجهود الحالية ثلاثة محاور رئيسية:
أ. المواد البديلة في صناعة أشباه الموصلات
(1) الغرافين (Graphene) – المادة المستقبلية للرقائق
✔ أسرع 1000 مرة من السيليكون ويمكن أن تحل محل الجاليوم والجرمانيوم.
✔ تمتلك قدرات توصيل كهربائي وحراري فائقة، لكنها لا تزال مكلفة.
✔ شركات مثل IBM و Samsung تعمل على تطوير تقنيات تصنيعها.
(2) كربيد السيليكون (Silicon Carbide – SiC)
✔ أكثر كفاءة في نقل الطاقة وتحمل الحرارة مقارنة بالسيليكون التقليدي.
✔ يُستخدم بالفعل في رقائق NVIDIA والمركبات الكهربائية.
✔ لا تزال الصين تهيمن على مواده الخام، لكن Intel و Wolfspeed تعملان على إنتاجه في الغرب.
(3) الرقائق الضوئية (Photonic Chips)
✔ تعتمد على الضوء بدلاً من الكهرباء، مما يجعلها أسرع 10 مرات من الرقائق التقليدية.
✔ توفر استهلاكًا أقل للطاقة بنسبة 90%، لكنها لا تزال في المراحل التجريبية.
ب. تقنيات إعادة تدوير المعادن الأرضية النادرة
✔ استخلاص المعادن من النفايات الإلكترونية، خاصة النيوديميوم والتربيوم من الأجهزة القديمة.
✔ إعادة تدوير المغناطيسات الدائمة المستخدمة في محركات السيارات الكهربائية، مع استثمارات من Tesla و General Motors.
✔ مشاريع أوروبية بقيمة 1.5 مليار يورو تهدف إلى تعزيز تقنيات إعادة التدوير بحلول 2030.
ج. توسيع عمليات التنقيب خارج الصين
✔ غرينلاند: تمتلك 38.5 مليون طن من المعادن الأرضية النادرة، لكن استخراجها مكلف.
✔ أستراليا: ثاني أكبر منتج عالميًا، مع استثمارات ضخمة في شركة Lynas Rare Earths.
✔ جنوب إفريقيا والكونغو الديمقراطية: مصدر رئيسي للنيوديميوم والتانتالوم، مع اهتمام أمريكي وأوروبي متزايد.
د. كيف ستؤثر البدائل على ميزان القوى؟
✔ إذا نجحت الاستثمارات الغربية في التعدين وإعادة التدوير، فسيؤدي ذلك إلى تقليل هيمنة الصين نسبيا على السوق العالمية.
✔ التقدم في تقنيات الرقائق الضوئية وكربيد السيليكون قد يجعل بعض المعادن الأرضية النادرة أقل أهمية.
✔ التوجه العالمي نحو مصادر متعددة قد يؤدي إلى تحول سوق الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات إلى نظام متعدد الأقطاب بدلاً من الاعتماد على الصين وحدها.
‐————————————————————————-
- السيناريوهات المستقبلية للصراع الجيوسياسي على الذكاء الاصطناعي والمعادن الأرضية النادرة
أ. سيناريو فوز الولايات المتحدة وحلفائها
✔ نجاح الاستثمارات في التعدين المحلي وتقنيات البدائل.
✔ الحد من سيطرة الصين على المعادن الأرضية النادرة.
✔ استمرار هيمنة شركات مثل NVIDIA و Intel و TSMC على سوق الرقائق.
ب. سيناريو انتصار الصين
✔ حظر الصين تصدير المعادن الأرضية النادرة بشكل كامل.
✔ تفوق الشركات الصينية مثل Huawei و SMIC في تطوير رقائق متقدمة.
✔ غزو تايوان أو حصارها وقطع العالم عن إنتاج الرقائق الأكثر تطورًا.
ج. سيناريو عالمي متعدد الأقطاب
✔ تطوير الولايات المتحدة، والصين، والاتحاد الأوروبي لسلاسل توريد مستقلة.
✔ صعود دول جديدة مثل استراليا وجنوب إفريقيا والبرازيل والهند كمزودين رئيسيين للمعادن الأرضية النادرة.
✔ ظهور تقنيات ذكاء اصطناعي جديدة تقلل من الحاجة إلى هذه الموارد.
‐————————————————————————-
- الخاتمة: مستقبل الذكاء الاصطناعي والتحولات الجيوسياسية
خلال السنوات العشر القادمة، سيحدد هذا الصراع الجيوسياسي من سيمتلك التكنولوجيا الأكثر تطورًا، ومن سيقود مستقبل الذكاء الاصطناعي. الاتجاهات الرئيسية التي قد نشهدها تشمل:
✔ استثمارات ضخمة في تقنيات بديلة تقلل الاعتماد على المعادن الأرضية النادرة.
✔ تعزيز التحالفات بين الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، واليابان للحد من النفوذ الصيني.
✔ مخاطر متزايدة في حالة حدوث أزمة في تايوان، حيث قد يؤدي ذلك إلى انهيار صناعة الرقائق عالميًا.
✔ ظهور أسواق جديدة للمعادن الأرضية النادرة في إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
يبقى السؤال الرئيسي: هل سيشهد العالم صراعًا طويل الأمد على موارد التكنولوجيا، أم سيتمكن من التوصل إلى حلول جديدة تحقق التوازن بين القوى العظمى؟