جمعية اغبياء بلا حدود
لا يعتقدن أحد ان من السهل ان يكون غبياً. فلتكون غبيًا ثمة شروط موضوعية وذاتية، والغباء ليس دائمًا بالفطرة ومن لحظة الولادة ونتيجة لتدن في مستوى الذكاء او نتيجة لمرض عضوي عند الطفولة كالسحايا .
بالإمكان ان تكون ذكيًا انما غبي. ذكي انما غبي عندما لا تستخدم ذكاءك لمصلحتك، بل عندما يعمل ذكاؤك ضدّك وانت لا تدري بل تعتقد جازمًا أن ما تفعله هو الأصحّ لأنّه ما يجب فعله من أجل الجميع ، من أجل كلّ الناس…
-أغبيّ ذلك الذي حمل السلاح وقاتل ما اعتقده في يوم ما مؤامرة انعزالية -إسرائيلية-أميركية واستشهد وعلّقت صوره على الجدران ليُيَتم أبناءه وليحزّن اهله طيلة عمرهم؟ واكثر ما يؤلم في المشهد انفراط عقد حزبه العظيم وانكشاف قادته عند السلطة والمال وتبعثر أفراد قيادة الحزب بين تاجر ومقامر ومغامر وشريف مهمّش ومظلوم وانتهازي وعميل لمخابرات وحاكم…؟
-اغبيّ الذي كان سيّد السلاح عندما عزّ حمل السلاح واختبأ الجبناء، ان يهان في شارع بطولاته بعد مرور اربعين عاما من مراهق تابع لعصابة او لعشيرة حاكمة او لتنظيم او لحزب حاكم؟
-أغبيّ من لم يهاجر ومن سافر وعاد لتصدمه الحكايا والفضائح والخيبات بدل ان تدهسه السيارات والقطارات وفي نواياه البريئة الصادقة خدمة اهله وبلاده؟
-أغبيّ من كان صادقًا في وظيفته فلم يدخل مالاً حراماً الى جيبه بل وقف امام السمسرة كالمقاتل ليواجه وليجابه؟
-أغبيّ من لم يسرق ومن لم يكذب ومن لم ينافق؟
-أغبيّ من وجد في آخر عمره ان كل السماسرة من زملاء العمل اغتنوا و بنوا قصوراً، وكلّ كسالى مدرسته حكموا السلطة بالحديد وبالنار وهو ما زال يردّد ابيات الشعر لحفيده:
إذا القوم قالوا من فتى خلتُ اني قد عنيتُ…*
-أغبي من استمرّ على الصلاة سرّا في زمن الدعوة للصلاة عبر مكبرات الصوت ،وفي زمن صارت فيه الصلاة والصوم واثر السجود عند الجبهة وبين الحاجبين أوترك الصليب الذهبيّ يلمع، ظاهراً عند الصدر ، من ادوات العمل و الايحاء بالإيمان وبالثقة من أجل النصب و الاحتيال ….
-أغبيّ من يتظاهر من أجل حقوق بديهية لأناس وشعب يداس بالأقدام ولا ينتفض؟
-أغبيّ من بقي متفائلاً بغده ، محبّاً لشعبه ولوطنه، من ما زال يراهن على يقظة ضمير و تجلٍّ لوعي عند قادة بلاده؟
جمعية أغبياء بلا حدود تستقبل كل واحد منكم وفق درجة غبائه ووفق حدّة ذكائه الذي يعمل ضدّ مصالحكم و وفق العلوّ بالشهامة والفقر معا في وقت كان بالامكان صنع ثروة بالحديد او بالنار او بالنصب او بالاحتيال…
جمعية أغبياء بلا حدود ، جمعية لا تبغي الربح، مسجلة تحت رقم صفر بين الارقام على حرف علّة وكسر وجر في وزارة الداخليةّ، ذات منفعة عامة الى حدّ التضحية و الغباء، لا تترأسها زوجة اي زعيم او تابعة لحزب،حدودها الموت قهرًا او الموت جوعًا وفقرًا او الموت بجلطة يأس او بانتحار بطلقة واحدة من مسدس عند صدغ الرأس…
…انا المهرّج ، أنا الشعب
انا من سيقتلكم من الضحك…